الفجيرة عضو في شبكة «اليونسكو» العالمية لمدن التعلّم
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
الفجيرة (وام)
منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» عضوية شبكتها العالمية لمدن التعلّم (GNLC) لإمارة الفجيرة ضمن توسّعها الأخير، لتنضم الفجيرة بذلك إلى 72 مدينة من 46 دولة، اعتُرف بها لالتزامها بتحقيق الحق في التعليم لجميع الأفراد من الأعمار المختلفة على المستوى المحلي.
وتضم الشبكة العالمية لمدن التعلّم، التي أُطلقت عام 2013، بهذا التحديث، ما مجموعه 425 مدينة من 91 دولة، تدعم مجتمعة فرص التعلّم مدى الحياة لما يقارب 500 مليون نسمة.
وأكّد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أن انضمام إمارة الفجيرة إلى الشبكة العالمية لمدن التعلّم التابعة لليونسكو، يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بتطوير التعليم والثقافة وتنمية الإنسان، ويُشكّل دليلاً على رؤيتها الاستراتيجية في توسيع فرص التعلّم مدى الحياة وبناء اقتصاد معرفي مستدام، كما يبرز حرص القيادة في دولة الإمارات على تمكين المجتمعات من خلال الارتقاء بالتعليم، وتعزيز الابتكار، وترسيخ مبادئ الاستدامة.
وقال: إن وزارة الثقافة دعّمت ملف ترشّح إمارة الفجيرة لعضوية الشبكة العالمية لمدن التعلّم عبر اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، بما يتوافق مع أولويات اليونسكو، ويعزّز دور دولة الإمارات كجهة فعالة في دعم التعلّم العالمي وتعزيز التبادل الثقافي.
وأضاف أن انضمام الفجيرة إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم سيسهم في تعزيز التعاون الدولي، وتسهيل تبادل أفضل الممارسات العالمية، وترسيخ ريادة دولة الإمارات في دعم الحوار الثقافي، وصياغة مستقبل قائم على المعرفة والإبداع.
من جانبه، قال محمد الضنحاني، مدير الديوان الأميري في الفجيرة، إن حصول الإمارة على عضوية شبكة مدن التعلّم جاء نتيجة جهودها الاستراتيجية في توسيع وتطوير البنية التحتية التعليمية، وتعزيز الثقافة الرقمية، وإنشاء مراكز تعلّم مجتمعية مواكبة لمتطلبات العصر، مشيراً إلى أن الرؤية بعيدة المدى لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، وسمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة في قطاع التعليم والاقتصاد القائم على المعرفة، بما ينسجم مع رؤية الإمارات 2031 والاستراتيجية الوطنية للتعليم 2030.
وأكد أن هذا الإنجاز يسهم في تعزيز المبادرات التعليمية القائمة ودعم النمو المستدام في الإمارة.
وأوضحت معالي ستيفانيا جانيني، مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، في بيان صحفي صدر عن المنظمة، أن المدن الـ 72 الجديدة المنضمة إلى شبكة مدن التعلّم تعيد تعريف مفهوم التعلّم، إذ تحوّل كل شارع ومكتبة ومكان عمل ومتحف ومنزل إلى مساحة للمعرفة والابتكار، وتعمل من خلال جعل التعليم أولوية من الطفولة المبكرة وحتى مرحلة البلوغ، على تمكين الأفراد وفتح الآفاق أمام الجميع.
ويتطلّع «مشروع مدينة التعلّم في الفجيرة» إلى مستقبل يكون فيه التعلّم مدى الحياة محور التنمية المستدامة، إذ يهدف على المدى المتوسط (3-5 سنوات)، إلى تعزيز البنية التعليمية، وترسيخ المهارات الرقمية، ودعم التعلّم المجتمعي، وتنمية المواهب الفنية المحلية، ووضع استراتيجية محلية لمدينة التعلّم، فيما تتضمن أهدافه طويلة المدى (5-10 سنوات) ترسيخ مكانة الفجيرة بوصفها رائداً إقليمياً في التعلّم مدى الحياة، وتحقيق العدالة التعليمية، وتطوير قوى عاملة ماهرة، وتوسيع الشراكات الدولية، ووضع أنظمة لقياس أثر المبادرات التعليمية.
وتسهم المبادرات التعليمية والثقافية المتنوعة في الفجيرة، تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، مثل مجلس محمد بن حمد الشرقي، ومبادرة «نشء الفجيرة روّاد التقنية»، ومعرض الفجيرة لكتاب الطفل، في دعم مبادرات التعلّم مدى الحياة وتطوير اقتصاد معرفي مستدام في الإمارة.
الاستدامة والصحة أخبار ذات صلة
تعزّز الفجيرة الاستدامة والصحة من خلال مبادرات مثل «برنامج وادي الوريعة للتعلّم»، الذي يدمج الطلاب في دراسات التنوع البيولوجي وجهود المحافظة على البيئة، وحملة «معاً نتحرك» التي توفر دروساً مجانية في اللياقة البدنية وورش عمل حول الصحة في الحدائق العامة.
وتدعم المدينة مبادئ الإنصاف والشمول عبر برامج مثل «عام التسامح» في المدارس لتعزيز الحوار بين الثقافات، إلى جانب توفير التدريب المهني للأفراد من أصحاب الهمم والأسر محدودة الدخل من خلال مجلس محمد بن حمد الشرقي. كما تُقدَّم خدمات إضافية للعمال المهاجرين وكبار السن وسكان المناطق الريفية عبر المراكز المجتمعية والمنصات الرقمية.
سوق العمل
ولربط التعليم بسوق العمل، تدير «غرفة تجارة وصناعة الفجيرة» برنامجاً لحاضنات الأعمال يركّز على تطوير المهارات الأساسية، بينما يهدف «برنامج محمد بن حمد الشرقي للقيادة» إلى تنمية قدرات العاملين في القطاع الحكومي. كما تعمل الأندية الريادية في المدارس على تشجيع الطلبة على إعداد خطط الأعمال، بما يضمن مواءمة التعليم الفني مع احتياجات سوق العمل المحلي.
وتولي الفجيرة أهمية كبيرة لتعزيز المساواة بين الجنسين في التعلّم مدى الحياة، من خلال ضمان تكافؤ فرص التعليم والتطوير المهني للنساء والرجال على حدّ سواء، عبر مبادرات «مجلس سيدات أعمال الفجيرة» و«مركز الفجيرة للبحوث».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التعليم اليونسكو الثقافة الأمم المتحدة الفجيرة الشبکة العالمیة لمدن التعل العالمیة لمدن التعل م محمد بن حمد الشرقی التعل م مدى الحیاة دولة الإمارات من خلال
إقرأ أيضاً:
اليونسكو يدعم جهود تحديث التعليم الجامعي العربي.. والملتقى الدولي يصدر حزمة توصيات
اختتم الملتقى الدولي لتطوير برامج التعليم الجامعي في الدول العربية أعماله هذا الأسبوع بجامعة الخليج العربي، والذي نُظم بالتعاون مع مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، مُصدراً مجموعة من التوصيات الداعمة لتطوير منظومات التعليم العالي العربية، وجعلها أكثر مرونة وجاهزية لمتطلبات سوق العمل في المستقبل.
وأكد المشاركون أهمية تنفيذ قرار المؤتمر التاسع عشر لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، والخاص باعتماد "الإطار المرجعي العربي لتطوير برامج التعليم الجامعي في ضوء مهارات ومهن المستقبل"، باعتباره وثيقة محورية لتحديث البرامج الأكاديمية، وذلك بالتعاون بين مركز اليونسكو بالرياض والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو".
وشدد الملتقى على ضرورة مواءمة سياسات التعليم العالي مع أهداف التنمية المستدامة 2030، من خلال تصميم برامج تعليمية مرنة وبينية، وضمان العدالة في فرص اكتساب المهارات، لاسيما للفئات الأقل وصولًا إلى التكنولوجيا.
وتضمنت التوصيات الدعوة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات استشراف المستقبل، وتطوير مناهج متعددة التخصصات تُدمج فيها التكنولوجيا والمهارات الرقمية والإبداع والتفكير النقدي وريادة الأعمال، إلى جانب إعادة توجيه البحث العلمي نحو التحديات الوطنية والإقليمية، وإنشاء مراكز بحثية للتقنيات الناشئة، وتطوير برامج متخصصة في الأمن السيبراني وعلوم البيانات، مع الاستثمار في البنية التحتية الذكية.
كما دعا المشاركون إلى إشراك الشباب في صنع القرار ودعم مشاريعهم الريادية، وإنشاء وحدات جامعية تُعنى برصد التحولات المهنية وربطها بالبرامج الأكاديمية، بما يعزز قدرة الجامعات العربية على التكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل والطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
وأكد الملتقى أهمية تحديث المناهج الجامعية عبر دمج العلوم الإنسانية والاجتماعية مع التكنولوجيا، وتضمين مهارات التفكير النقدي والإبداع والمهارات الرقمية والذكاء العاطفي والتعلم القائم على المشاريع، بهدف إعداد جيل قادر على التعامل مع قضايا التنمية المستدامة وحل المشكلات الواقعية.
وفي ملف البحث العلمي، شددت التوصيات على توجيه الجهود البحثية نحو القضايا المحلية والإقليمية، وإنشاء مراكز متخصصة في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية، إلى جانب دعم الحاضنات الابتكارية وصناديق تمويل البحث بالشراكة مع القطاع الخاص.
كما أوصى الملتقى بدعم الابتكار والذكاء الاصطناعي من خلال الاستثمار في البنية التكنولوجية، وتوفير برامج تدريبية متخصصة، وإنشاء مختبرات للتقنيات الحديثة، مع التأكيد على الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والاجتماعية في تطبيقاتها.
واختتم الملتقى جلساته بالتأكيد على أن هذه التوصيات تمثل خطوة استراتيجية نحو تحويل الجامعات العربية إلى مؤسسات تعليمية وبحثية قادرة على استشراف المستقبل وإعداد الكفاءات المؤهلة لاقتصاد المعرفة.
وشهد الملتقى مشاركة واسعة من وزراء التعليم العالي العرب، ورؤساء جامعات وخبراء تربويين، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى من مؤسسات إقليمية ودولية، بينها اتحاد الجامعات العربية، مكتب التربية العربي لدول الخليج، ومكتب اليونسكو بالدوحة.