بوابة الوفد:
2025-06-28@05:10:02 GMT

الضويني: الأزهر يمثل ركيزة مهمة في صرح الأمة

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن الاجتماع على «شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن» ومحاولة قراءة الواقع واستشراف المستقبل لهو من أوجب الواجبات الأزهرية؛ انطلاقا من أدوار الأزهر المتعددة، ومما لا شك فيه أن أعتى أمراض الأمم وأخطرها هو المرض الفكري، الذي يؤدي إما إلى التطرف الذي ينتج عنه الإرهاب بأنواعه، وإما إلى التفريط الذي ينتج عنه الانحلال الأخلاقي والإلحاد، وإما إلى التوقف والكسل الذي يؤخر الأمة، الأمر الذي يوجب على العلماء والمفكرين أن يعملوا بجد وبقوة لمواجهة هذا المرض العضال وحماية المجتمعات من خطورته.

الضويني: مؤتمر الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة يؤكد حرص الأزهر على مواكبة العصر الضويني: الأزهر يسخر إمكاناته لتمكين بناتنا الوافدات من أداء رسالتهن

وأوضح الدكتور الضويني خلال كلمته بالمؤتمر الثالث لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة والذي جاء تحت عنوان «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن.. روية واقعية استشرافية»، أن هذا المؤتمر يجيء في وقت حساس من عمر الأمة، في ظل ما تتعرض له من محاولة تشويه تاريخها، وتزييف وعيها، وخداع شبابها، خاصة فيما يتعلق بحق الأمتين العربية والإسلامية في فلسطين، وإن التاريخ لا يغفر خطايا مجرمي الحرب، الذين لا يردهم دين ولا عرف ولا قانون، ولا يؤلمهم تفجير ولا هدم ولا قتل ولا موت، ولا يحكمهم عقل ولا فكر ولا قلب ولا مشاعر، وإن وعد الله لا يتخلف، «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ».

وبيّن وكيل الأزهر أن هذا المؤتمر خطوة في مسيرة جهود الأزهر الشريف التي تناقش قضايا الحياة المعاصرة في إطار شرعي يناسب الواقع المتغير، ولا يخرج في الوقت نفسه عن الأصول والثوابت، موضحا أن أحكام الشريعة التي تدور حول الضروريات الخمس، لا يتصور عمران مجتمع ولا صلاح أمور أفراده إلا بحفظها، ولا يتصور حفظها إلا في ظل وجود أمن، وخاصة الأمن الفكري.

وتابع أنه إذا كانت رسالة الأزهر تتضمن دراسة التراث الإسلامي، وإيضاحه، ونشره وما يستتبع ذلك من إجراء البحوث الرصينة والدراسات المنضبطة بالمنهجية العلمية، واقتفاء أثر السلف الصالح في الجد والمثابرة؛ فإنها رسالة سامية تناسب جلال الإسلام: عقيدة وشريعة وسلوكا، وقد تبلورت رسالة الأزهر عبر أجيال امتدت لأكثر من ألف عام؛ ليكون المرجعية العلمية الأولى لأهل السنة والجماعة في مصر وخارجها، في منهجية تتسم بالوسطية، وتجمع بين النقل والعقل، والتأويل المنضبط والتنزيه الواجب للذات العلية، واحترام كل مذاهب أهل السنة في العقائد والشرائع دون الاندفاع إلى تكفير أو تفسيق أو تبديع.

وأضاف الدكتور الضويني أنه لا عجب إذا أن يكون الأزهر قبلة العلم لمن يفد إليه من بلاد العالم كافة من المسلمين، ولمن أراد الاهتداء إلى الدين القويم، وإذا كان الأزهر قد تصدى منذ نشأته للعلوم الإسلامية والعربية: تعليما ونشرا ومداسة، فضلا عن دوره في التكوين العلمي للدعاة وتطوير الخطاب الإسلامي في إطار من الحكمة والموعظة الحسنة، فإن من واجب الأزهريين المخلصين أن يتصدوا لحملات التشويه التي يتعرض لها الإسلام من مغرض أو جاهل.

وأوضح وكيل الأزهر أنه تأتي أهمية هذا التجمع العلمي الذي تنظمه كلية الدعوة الإسلامية، والذي يعد أكثر وجوبا وإلحاحا في ظل الظروف الدقيقة التي تبحر فيها سفينة الأمة نحو مرفأ، يتيح لها الاستقرار والتقدم نحو بناء مستقبل أفضل، وما يعتريها من أنواء وأمواج عاتية، وقد أثبتت الظروف التي تمر بها أمتنا اليوم أن الأزهر الشريف ما زال يمثل ركيزة مهمة في صرح الأمة، تجده دائما ما ينهض للقيام بواجبه، وخاصة في الأوقات الحرجة؛ ليثبت أنه درع الأمة في وقت الشدة، وعلى كل الأزهريين أن يفخروا بانتمائهم لهذا الصرح العظيم.

وتابع الدكتور الضويني أنه ليحق لنا أن نفاخر بهذا الوعي العلمي والحراك المجتمعي الذي يقوم به الأزهر، حين يحاول وضع رؤية شرعية تواجه الانحراف بشقيه: التطرف الفكري والتطرف الأخلاقي، وتقف في وجه الأجندات الممولة والمشروعات الفكرية المنحرفة التي تسعي للنيل من إسلامنا الحنيف، فمنهج الشريعة الإسلامية لا ينتظر وقوع الأزمات، بل يحمي المجتمع من كثير منها بالقضاء على أسبابها، وهذا ليس غريبا على منهج يستمد مبادئه وأدواته من الدين الإسلامي الخاتم، الذي أراده الله لهداية البشرية جمعاء؛ ولذلك فإن الحرص على أحكام ديننا الإسلامي الحنيف يجنب المجتمع أزمات ومشكلات كثيرة.

وأردف أنه إذا كنا نفاخر بإسلامنا فإنما نفاخر بمنهجه المتكامل في الإصلاح، الذي يضمن مجتمعا متقدما حضاريا، ومنضبطا أخلاقيا، ونفاخر بعدالته التي تنتصر على الأزمات، وتخلص المجتمع من تداعياتها، ونفاخر بوعي أهله الذين استعصت هويتهم على الذوبان والاختراق، فهي هوية صلبة ثابتة، وإذا كان المنهج الإسلامي قادرا على مواجهة الأفكار الشائهة التي تضر بالمجتمع والتي تنشر الظلم والتطرف والانفلات؛ فإن الواجب علينا أن نتكاتف: أفرادا ومؤسسات؛ لنكون معا ضد أي انحراف يهدد الفكر، أو يزعزع الثوابت، أو يزيف التاريخ.

رسالة الأزهر الشريف جامعا وجامعة هي تعزيز الوسطية والاعتدال

وأكد الدكتور الضويني أن رسالة الأزهر الشريف جامعا وجامعة هي تعزيز الوسطية والاعتدال، ومحاربة الغلو والتطرف بجميع صوره وأشكاله، من أجل ترسيخ وحدة المسلمين مهما اختلفت مذاهبهم الفقهية والعقدية، وتباينت منازعهم الفكرية، وتوجهاتهم السياسية، ما داموا جميعا يسلمون بمرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولا يخرجون عن أطرها العامة. وهذا هو جوهر المدرسة الأزهرية. 

وإن من المهم أن تكون المؤسسات المعنية بتشكيل الوعي على دراية كافية بالتحديات التي تستهدف الدين، وإلمام جيد بتيارات التغريب التي تستهدف المجتمعات، والتي تشيع أنماطا معوجة من التفكير تخاطب في الإنسان غرائزه، وتثير شهواته، وتؤصل لانفلات سلوكي، وتحلل خلقي، وتشويش فكري.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه من المهم لمؤسساتنا المسئولة أن تفطن إلى المؤامرة التي تشغلهم عن أدوارهم بصراعات مدمرة حول قضايا ثانوية، ما كان لها أن تتحول إلى أسباب للنزاع والصراع والشقاق!، وإن الوصول إلى وعي فكري آمن فريضة دينية، وضرورة مجتمعية، ومسئولية تضامنية، يجب أن يسعى لتحقيقها الجميع، وأتوقع أن يخرج هذا المؤتمر برؤية واضحة وبرامج عملية تتعاون المؤسسات المسئولة على تنفيذها؛ لإيجاد هذه الحالة من الوعي الفكري الأمن، ولمواجهة هذه التحديات التي فرقت الأمة، وعطلتها عن دورها في قيادة ركب الحضارة الإنسانية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الضويني وكيل الأزهر صناعة وعي فكري آمن استشراف المستقبل فلسطين جهود الأزهر رسالة الأزهر الدکتور الضوینی الأزهر الشریف رسالة الأزهر وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

تعيين الدكتور إبراهيم نجم مستشارا عاما لـ مفتي الجمهورية

أصدر الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، قرارا رقم 97 لسنة 2025 بتعيين الدكتور إبراهيم نجم مستشارا عاما لمفتي جمهورية مصر العربية.

شهادات علمية للدكتور إبراهيم نجم

في السابع عشر من أكتوبر عام ٢٠١٦ اختير الدكتور إبراهيم نجم، أمينًا عامًا لدور وهيئات الإفتاء في العالم بإجماع الأعضاء المؤسسين.

وحصل الدكتور إبراهيم نجم على الشهادات الابتدائية والاعدادية والثانوية عام

١٩٩١م، في الأزهر الشريف وكان من العشرة الأوائل على جمهورية مصر في الثانوية الأزهرية عام ١٩٩١ م .

كما حصل على الإجازة العالية ( الليسانس ) عام ١٩٩٥، من جامعة الأزهر قسم الدراسات الاسلامية باللغة الانجليزية بدرجة جيد جدا مع مرتبة الشرف وكان ترتيبه الأول على الدفعة عام ١٩٩٥ م .

وابتعث إلى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية ١٩٩٦، كباحث زائر في كلية القانون بقسم دراسات الفقه الإسلامي وقد قام بإلقاء المحاضرات وعقد السيمنارات المتعلقة بدراسة الفقه الإسلامي عام ١٩٩٦.

وحصل على شهادة الدكتوراه ٢٠٠٥م في مجال " الدراسات الدينية " من جامعة إنديانا (Graduate Theological Seminary) بالولايات المتحدة الامريكية ٢٠٠٥ م. أستاذ زائر بجامعة أكسفورد عام ٢٠٠٣ م

هل يجوز المسح على الجورب إذا كان قصيرا؟.. الإفتاء تحسم الجدلبمشاركة عياد وداود.. إنشاء جامعة سنغافورة الإسلامية بخبرات الأزهر ودار الإفتاءالإفتاء: يجوز شرعًا التطوع بصيام أول يوم من شهر المحرمالإفتاء توضح مسؤولية الوالدين شرعًا تجاه الأولاد فيما يتعلق بالعبادات

مناصب الدكتور إبراهيم نجممحاضر بجامعة سينت جونز في نيويورك منذ عام ٢٠٠٤ في الدراسات الاسلامية واللغة العربية.مدير المركز الإسلامي للساحل الجنوبي بنيويورك منذ عام ١٩٩٨ إلى ٢٠٠١م.مدير المؤسسة الإسلامية للتعليم والتربية بنيويورك منذ عام ٢٠٠٥ م.مستشار ديني في مقر الأمم المتحدة بنيويورك من ٢٠٠١ إلى ٢٠٠٤ م.استاذ بالجامعة الإسلامية عبر الانترنت I.I.U عام ٢٠٠٤ م.مستشار فضيلة مفتي الديار المصرية الإعلامي والمتحدث الرسمي لمفتي الجمهورية ولدار الإفتاء منذ ٢٠٠٦ إلى الآن.مؤسس ومدير مرصد الفتاوي المتشددة والآراء التكفيرية بدار الإفتاء ٢٠١٤ م.الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم من ٢٠١٦ إلى الآن.أنشطة الدكتور إبراهيم نجم

اختير من بين ٥٠٠ من مسلمي الولايات المتحدة الامريكية في موسوعة " Who is Who among American Muslims " والذي نشرته جامعة " Georgetown University " بواشنطن والذي يلقى الضوء على السيرة الذاتية للشخصيات التي كان لها نشاط بارز في الولايات المتحدة الامريكية.

ظهر في العديد من البرامج التليفزيونية والاذاعية الأمريكية كمحاضر وخبير في الشئون الاسلامية خاصة بعد احداث ١١ سبتمبر وكتب العشرات من المقالات في الصحف الامريكية الشهيرة مثل الواشنطن بوست والنيويورك تايمز والنيوزداي.

عضو بالأكاديمية الامريكية للأديان وهي مجمع أكاديمي يهتم بقضايا الحوار بين الأديان والحضارات.

نظم العديد من المبادرات في مجال الحوار بين الاديان وأسس وحده الحوار بين الأساقفة الكاثوليك ومسلمي الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

اختير كأفضل قيادة إسلامية في نيويورك الذكري العاشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠١١م.

اختير سفيرا للسلام بولاية نيويورك ٢٠١٣ وتم تكريمه رسميا هناك من حاكم الولاية.

حضر العديد من المؤتمرات الدولية حول العالم ممثلا لدار الإفتاء ولفضيلة المفتي السابق والحالي.

ألف ستة كتب باللغة الإنجليزية في مجال الدراسات الإسلامية والحوار بين الأديان.

طباعة شارك الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية تعيين الدكتور إبراهيم نجم مستشارا عاما لمفتي جمهورية مستشارا عاما لمفتي جمهورية الدكتور إبراهيم نجم إبراهيم نجم

مقالات مشابهة

  • «أحمد كريمة» يحذر من الشيخ «شات جي بي تي- ChatGPT» الذي سيخطب الجمعة مستقبلا
  • عقد قران الآنسة زين الشرف ناصر جوده على الدكتور الشرايعة
  • لا ندم ولا تعاطف.. المتهم بإحراق الشهيد الكساسبة يمثل أمام القضاء السويدي
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: متى تمسكت الأمة بسنة النبي كتب لها النصر
  • جامعة الأزهر تهنئ الأمة الإسلامية بذكرى الهجرة النبوية
  • نائب وزير الموارد: مشاركة المرأة اقتصادياً ركيزة أساسية للازدهار
  • الهوية الوطنية ركيزة تداخلت فيها عناصر الجغرافيا والإنسان والبحر والحضارة، فأنتجت تاريخًا ثريًّا ومتفردًا
  • تعيين الدكتور إبراهيم نجم مستشارا عاما لـ مفتي الجمهورية
  • يمثل إرادتنا.. الخارجية الإيرانية تعلق على تصويت برلماني ضد الطاقة الذرية
  • الرئيس عون: التمديد لليونيفيل يشكّل ركيزة أساسية في الحفاظ على الاستقرار والأمان على الحدود الجنوبية