ضبط 70 وافدًا مخالفًا لإجراءات الإقامة في ليبيا
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
واصلت إدارة العمليات الأمنية بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية تنفيذ حملاتها الأمنية المكثفة لضبط المخالفين من الوافدين الأجانب داخل البلاد.
وأسفرت هذه الحملة عن ضبط عدد (70) شخص من المخالفين ممن لا يحملون مستندات ثبوتية أو منتهية الصلاحية بالإضافة إلى عدد من المتسللين الذين دخلوا الأراضي الليبية بطريقة غير قانونية.
وأكدت الإدارة أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة شاملة تهدف إلى دعم الاستقرار ومواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية بكل حزم.
الوسومليبياالمصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: ليبيا
إقرأ أيضاً:
معايير تصنيف فنادق المغرب.. هل تكفي النجوم لقياس الفخامة؟
مراكش- قبل أن تحجز تذكرتك إلى المدينة الحمراء "مراكش"، وقبل أن ترسم جدول أيامك بين أسوارها العتيقة وحدائق النخيل الساحرة، هناك سؤال واحد ينبغي أن يسبق كل شيء: أين ستنام ليلتك؟
سؤال يبدو بسيطا للوهلة الأولى، لكنه في مراكش قد يتحول إلى لغز حقيقي، أمام وفرة الخيارات وتنوع أنماط الإقامة السياحية فيها، من فنادق فاخرة تحمل أسماء سلاسل عالمية، إلى رياض مغربية بطابع أصيل، مرورا بدور ضيافة دافئة وإقامات فاخرة تخاطب ذائقة الباحثين عن الرفاهية.
وإذا كنت تعتقد أن عدد النجوم المعلقة على الواجهة يكفي لاختيارك، فقد حان الوقت لتعيد النظر، فالمغرب أطلق مؤخرا نظام تصنيف جديدا هو الأكبر منذ سنوات، يعتمد مئات المعايير الدقيقة لتقييم كل مؤسسة، مهما كان نوعها أو حجمها.
هذا النظام، الذي اعتمدته وزارة السياحة المغربية بالتعاون مع وزارة الداخلية في مايو/أيار 2025، يضع كل مؤسسات الإيواء السياحي -من الرياض التقليدي إلى الفندق العصري- تحت مظلة معايير موحدة تقيم التجربة برمتها، لا مجرد المظهر أو الموقع.
بحسب ما اطلعت عليه الجزيرة نت، جاء نظام التصنيف الجديد شاملا ودقيقا، إذ يفرض نحو 980 معيارا لتقييم الفنادق والرياض ودور الضيافة وحتى المخيمات السياحية، في انسجام مع توصيات منظمة السياحة العالمية.
هذه المعايير تنقسم إلى شقين:
لكن الجديد في هذا التصنيف أنه لا يكتفي بفحص البنية التحتية والخدمات التقليدية كما كان معمولا به في السابق، بل يذهب أبعد من ذلك ليقيس جودة الخدمة نفسها، ويضع في الحسبان عنصر التواصل الرقمي، إذ بات مطلوبا من كل مؤسسة أن تمتلك موقعا إلكترونيا يتيح للزبون الحجز والدفع الإلكتروني بسهولة، مع تركيز خاص على تجربة الضيف ودرجة رضاه عن الإقامة من لحظة الوصول وحتى المغادرة.
في مراكش، عاصمة السياحة المغربية التي استقبلت رقما قياسيا تجاوز 4 ملايين سائح في عام 2024 -وفق ما يؤكده حميد بن الطاهر رئيس المجلس الجهوي للسياحة- أصبح نظام التصنيف الجديد بمثابة بوصلة ذكية للمسافر، تمنحه مؤشرات واضحة وضمانات حقيقية حول جودة الإقامة، أيا كان نوعها أو موقعها.
إعلانوعلى عكس ما قد يظنه البعض، فإن تصنيف النجوم حول العالم لا يخضع دائما لقواعد موحدة، ففي فرنسا مثلا، تتولى هيئات مستقلة مهمة التقييم وفق معايير صارمة، وتعيد العملية كل 5 سنوات. أما في الولايات المتحدة، فالأمر متروك في الغالب للسوق أو للمنصات الخاصة، مثل دليل فوربس للسفر الذي يمنح 75% من تقييمه استنادا إلى جودة الخدمة والتجربة.
أما في المغرب، فحتى وقت قريب، كان تصنيف النجوم حكرا على الفنادق فقط، وتديره وزارة السياحة عبر معايير تقنية بحتة، دون أن يشمل باقي أنماط السكن السياحي المنتشرة في البلاد.
لكن المشهد تغير اليوم، كما يوضح الخبير السياحي الزبير بوحوت للجزيرة نت: "لم تعد القاعدة كما كانت، فكل مؤسسة سكن سياحي في المغرب -سواء كانت رياضا تقليديا في قلب أزقة المدينة العتيقة أو فندقا عصريا في حي جليز- باتت تملك الحق في الحصول على تصنيف بالنجوم، وفق دفتر تحملات موحد يطبق على الجميع".
وزارة السياحة لم تعد تفرق بين نوع السكن السياحي، بل تقيّم على أساس جودة الخدمة، فقد تمنح دار ضيافة 4 نجوم إذا استوفت المعايير من نظافة واستقبال وأمن وتوفير مرافق الولوجيات، تماما كما هو الحال مع الفنادق.
ومع ذلك، فإن مراكش -حيث تمتزج الفخامة بروح الثقافة المحلية- قادرة على مفاجأتك: فقد تجد رياضا متواضع التصنيف بنجمتين يقدم لك إفطارا مغربيا أصيلا على سطح يطل على جبال الأطلس، بينما فندق يحمل 4 نجوم قد يستقبلك بابتسامة فاترة ومصعد معطل!
ولهذا، كما ينصح أنس عصامي، المتخصص في الترويج السياحي، من المهم أن تدرك الفوارق الحقيقية بين مؤسسة تحمل نجمتين وأخرى 5 نجوم، حتى تختار الإقامة التي تتماشى مع احتياجاتك وتوقعاتك، بعيدا عن الانبهار بعدد النجوم وحده.
وتحدد طبيعة إقامتك في مراكش شكل رحلتك بالكامل، ويكمن الفارق في التفاصيل التي تصنع الذاكرة. حيث إليك ما يميز كل خيار:
رياض بنجمتين يوفر دفء الضيافة المغربية الأصيلة والجو التقليدي. يقع غالبا في أحياء المدينة العتيقة، حيث تشعر بأصالة النسيج الحضري وروح الأسواق التقليدية. خدمات بسيطة تركز على النظافة والراحة الأساسية. يقدم إفطارا مغربيا محليا مع إطلالات مميزة على المدينة أو جبال الأطلس. يفتقر غالبا إلى المرافق الفاخرة مثل المنتجعات الصحية أو المسابح الواسعة. فندق بخمس نجوم يعدك بتجربة فاخرة متكاملة تشمل غرفا فسيحة مزودة بأحدث التجهيزات التقنية. خدمات متواصلة على مدار 24 ساعة تشمل استقبالا مميزا ومرافق ترفيهية متعددة. مطاعم عالمية تقدم أطعمة متنوعة وعالية الجودة. يقع غالبا في مواقع إستراتيجية قرب المعالم السياحية الكبرى. تكلفة إقامة مرتفعة مقارنة بالرياضات الصغيرة.قد يبدو من المغري اختيار مؤسسة بخمس نجوم والاعتقاد أنها الخيار الأفضل بلا نقاش، لكن التجربة كثيرا ما تثبت أن عدد النجوم لا يعكس دائما السعر الحقيقي ولا القيمة الفعلية التي تحصل عليها.
إعلانففي مراكش، قد تدفع في فندق من فئة الأربع نجوم مبلغا يساوي 3 أضعاف تكلفة الإقامة في رياض بنجمتين، لمجرد أنه يقع على بعد خطوات من ساحة جامع الفنا أو يضم حوض سباحة واسع، ويقول الخبير السياحي الزبير بوحوت: "أحيانا يدفع الزبون ثمن الموقع أو شكل المبنى، وليس بالضرورة جودة الخدمة أو دفء الاستقبال".
وخلال مواسم الذروة -كعيد الفطر، وعيد الأضحى، ورأس السنة، وعطلة الصيف- ترتفع الأسعار أحيانا إلى مستويات لا تعكس التصنيف الفعلي للمؤسسة، بينما قد تقدم دور الضيافة التقليدية تجربة شخصية دافئة تتفوق في رضا النزلاء على فنادق مصنفة تعتمد على نماذج خدمات نمطية.
كما يوضح أنس عصامي: "لا تتعامل مع النجوم كقائمة أسعار، بل كمرجع أولي. قارن الخدمات، راجع الصور، واسأل عن التفاصيل الصغيرة. فقد تجد في دار ضيافة بعيدة عن وسط المدينة تجربة هادئة وغنية أكثر انسجاما مع ذوقك من إقامة فاخرة في قلب الزحام".
ما لا تقوله النجومإذا كانت النجوم تمنح المؤسسات تصنيفا وفق معايير رسمية، فإن تقييمات النزلاء على مواقع مثل بوكينغ وتريب أدفايزر تقدم صورة أكثر عفوية وصدقا عن الواقع. هناك، لا يتحدث الخبراء ولا المراقبون، بل النزلاء أنفسهم، بكل مشاعر الرضا أو خيبة الأمل التي عاشوها.
دراسة أكاديمية منشورة على منصة "ساينس ديريكت" تؤكد أن أكثر من 70% من المسافرين يعتمدون على التقييمات الرقمية عند اتخاذ قرارات الحجز، مما يجعلها أحيانا أكثر تأثيرا من التصنيفات الرسمية، خاصة حين تتناقض هذه الأخيرة مع تجارب الزبائن الموثقة.
يشرح الزبير بوحوت: "قد تجد مؤسسة مصنفة بثلاث نجوم، لكنها تحصد تقييمات تصل إلى 9/10 على موقع بوكينغ، وهذا أصبح يقنع السائح أكثر من أي معيار إداري".
لكن هذه التقييمات ليست معصومة، فبعضها قد يكون منحازا أو حتى مفبركا، أو ناتجا عن توقعات غير واقعية. ويضيف بوحوت: "أنصح المسافر بقراءة عدد كبير من الآراء، مع التركيز على التعليقات المتكررة أو التي تتضمن تفاصيل دقيقة وموضوعية".
وفي المغرب، تدرس وزارة السياحة إمكانية دمج مؤشرات رضا النزلاء الرقمية ضمن نظام التصنيف، لربط ما هو رسمي بما هو واقعي ومعاش.
حين تلتقي النجمة بالشهادةفي مراكش، لا تختزل التجربة في عدد الوسائد أو نوع السجاد، بل في مزيج متكامل من دفء الثقافة المغربية، وحرفية الضيافة، وراحة المسافر.
اختيار الإقامة المثالية ليس مسألة حظ، بل معرفة ذكية: افهم نظام التصنيف الجديد، اقرأ التقييمات بعين ناقدة، قارن بين القيمة والسعر، ولا تتردد في التواصل مع المؤسسة لطلب أي توضيحات قبل الحجز.
ففي النهاية، أنت لا تبحث فقط عن "مكان للنوم"، بل عن "بيت مؤقت" يحمل بصمة رحلتك وذكرياتك.