المصاب واحد.. نابلس تغضب لغزة والأسرى بسجون الاحتلال
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
نابلس- في صورة جمعت ابنيها الأسيرين "أحمد ومعين"، كانت تضمها لصدرها، جاءت هيام أبو لاوي إلى ملتقى الشهداء وسط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية اليوم الثلاثاء، لتشارك في "يوم الغضب" نصرة للأسرى ورفضا للإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وخرج آلاف الفلسطينيين -في مختلف مدن الضفة- في مظاهرات تندد بالاحتلال وجرائمه، استجابة لقرار مؤسسات الأسرى وفصائل العمل الوطني والإسلامي والاتحادات والنقابات، التي دعت لاعتبار الثلاثاء "يوم غضب" وطنيا رفضا للإبادة المستمرة في غزة والعدوان على الأسرى بسجون الاحتلال، وعلى الفلسطينيين في كل مكان.
تقدمت أبو لاوي صفوف المتظاهرين، وصدحت بأعلى صوتها نصرة للأسرى، ودعما لصمود أهالي غزة الأسطوري أمام مخططات الاحتلال.
ومنذ أسبوع، استعدت هيام للمشاركة بهذه الفعالية، تقول إن وقفتها مع أبنائها لا تقل عن تضامنها مع غزة، وتضيف للجزيرة نت "أبنائي اعتقلوا وغزة تباد، لأنها كافحت من أجل أن يتحرر الأسرى، وكلنا نعيش هما ومصابا واحدا".
وكان الاحتلال قد اعتقل نجلها أحمد (25 عاما) منذ نحو عام، فيما اعتقل معين (20 عاما) قبل 3 أشهر، ولم تسمع عن كليهما أي خبر، ولم تزرهما منذ الحرب، وكل يوم يزداد قلقها عليهما لا سيما معين الذي تعرض "لضرب مبرح لحظة اعتقاله، وتحقيق قاس لـ45 يوما".
بدوره، جاء الفلسطيني هشام حنايشة من بلدة بيت دجن شرق نابلس متكبدا عناء السفر، بعد أن قطع أسوأ الحواجز العسكرية المقامة عند مدخل قريته والمعروف بحاجز "بيت فوريك"، ليشارك في يوم الغضب.
يقول حنايشة (59 عاما) الذي كان يحمل لافتة كتب عليها "أنقذوا الأسرى" وصورة للأسير مروان البرغوثي، "نحن كلنا أهالي الأسرى، وهم أبناء شعبي ووطني، وغزة والضفة واحد لا يتجزأ، والكل يعاني ألما واحدا".
وعلى وقع كلمات أغنية "فلسطين الجريحة تنادي وين العرب يشوفوا ولادي، دقينا أبواب الشهادة، يا حرية طلي علينا"، جابت المسيرة شوارع نابلس بمشاركة مئات المواطنين تقدمهم أهالي الأسرى وأمهاتهم اللواتي صدحت أصواتهن بالهتاف لأبنائهن.
وإضافة إلى صور الشهداء والأسرى وصور معبرة عن التضامن مع غزة، أطلقت الشعارات المنددة بجرائم الاحتلال، وخطت لافتات ورقية وكرتونية تدعو إلى وقف الإبادة ومجازر الاحتلال بغزة، بينما رفع متظاهرون العلم الفلسطيني وعلم الأمم المتحدة، في رسالة مباشرة للعالم ومؤسساته الدولية للتحرك الجدي "للجم إسرائيل ووقف مسلسل جرائمها".
كما علَّقت مؤسسات أهلية وأخرى رسمية دوامها تزامنا مع فعاليات يوم الغضب، وشارك موظفوها في المسيرات.
دعوات الوحدة
وأكد المشاركون والمنظمون أن الشعب الفلسطيني يصمد بشكل أسطوري، ويدفع ثمنا كبيرا للحفاظ على كرامة الأمة العربية والإسلامية، وأنه لن يتنازل عن قضيته وثورته ما لم ينل حريته.
ووجه المتظاهرون رسالة للفلسطينيين، لا سيما الفصائل المتحاورة قريبا في روسيا، ودعوها إلى الوحدة، وأن تكون على قلب رجل واحد، "خاصة وأن وحدة الساحات وغيرها من الشعارات لم يثبت منها إلا وحدة الساحة الفلسطينية".
ودعوا إلى أن تكون الجولة القادمة في روسيا الأخيرة لطي كل الصفحات السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، والوحدة تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وأكدوا أن الشعب لن يقبل "جولة إضافية" أخرى، خاصة وأن الاحتلال يمارس الإبادة أمام العالم، ويعبد الطريق للتهجير، ويغتال كل معالم الحياة بغزة، ويستنسخ جرائمه في الضفة ومخيماتها يوميا.
وأوضح مدير عام هيئة شؤون الأسرى أمين شومان أن يوم الغضب يأتي في ظل "القلق الكبير" على حياة الأسرى والأسيرات وانتهاكات الاحتلال الجسيمة داخل سجونه التي أدت إلى استشهاد 12 أسيرا منذ الحرب على غزة، آخرهم اثنان خلال أسبوع من الآن.
ويضيف المتحدث ذاته أن التظاهر يتزامن مع تقرير الأمم المتحدة حول وجود حالات اغتصاب لأسيرات فلسطينيات داخل سجون الاحتلال، ويرفض سياسة التغول على الأسرى بأوامر الوزير المتطرف إيتمار بن غفير الخارجة عن كل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، إضافة "لحرب الإبادة" بغزة المستمرة منذ 142 يوما.
وتأذن هذه المسيرات الجماهيرية، وفق شومان، بتحرك شعبي سيتدحرج خلال أيام خصوصا الجمعة القادمة، حيث من المبرمج إطلاق سلسلة مسيرات عقب الصلاة تصل إلى مختلف مواقع الاحتكاك ونقاط التماس مع الاحتلال.
ويتبع ذلك اعتصامات واحتجاجات أمام مقرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية بالضفة، وأمام العديد من سفارات الدول بالأراضي الفلسطينية، كجزء من الغضب الفلسطيني على كل هذه المنظومة الحقوقية والانحياز الأميركي والأوروبي لإسرائيل ومنحها الضوء الأخضر لقتل الفلسطينيين.
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 9 آلاف أسير فلسطيني، وشنت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 7 آلاف و270 حالة اعتقال في الضفة والقدس والداخل المحتل، في حين تغيب أي إحصاءات عن أسرى غزة.
وقتلت إسرائيل نحو 248 أسيرا فلسطينيا منذ احتلالها للضفة عام 1967، وتحتجز إلى الآن جثامين أكثر من 20 منهم.
ويقول منسق الفعاليات بمدينة رام الله، عصام بكر، إن ميزة "يوم الغضب" أنه يحمل 3 رسائل مهمة، فهو يأتي بالتزامن وبالوقت نفسه في جميع المحافظات الفلسطينية، لإيصال رسالة للاحتلال بأن الأسرى ليسوا وحدهم أمام سياساته العدوانية.
كما يضيف بكر، للجزيرة نت، أنه يتزامن وفعاليات مشابهة بدول الشتات والمنافي في سوريا ولبنان والأردن، وهو يخاطب جهات دولية للمشاركة في يوم الغضب، واعتباره يوما لحقوق الإنسان ولإعلاء الصوت رفضا للمس بالأسرى.
وشدد على أن هذا اليوم هو حالة وحدة واستنهاض للعامل الشعبي، ويشكل نقطة ارتكاز لانطلاق نشاطات أخرى، أهمها مخاطبة المؤسسات الدولية عبر تفعيل دور الجاليات والسفارات الفلسطينية لنقل معاناة الأسرى، وحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل بغزة.
من جانبه، أكد مظفر ذوقان منسق فعالية نابلس بيوم الغضب أنها تهدف إلى إبقاء قضية الأسرى حاضرة في وجدان الفلسطينيين، وأنها انتصار لتضحيات الأسرى، ورسالة للاحتلال بأن الشعب الفلسطيني يتكامل بالنضال والمعاناة ووحدة الهدف والمصير والكفاح من أجل الأسرى وغزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یوم الغضب
إقرأ أيضاً:
مصر تجمع بين الدبلوماسية والإنسانية.. مفاوضات سلام وقوافل إغاثة لغزة
انطلقت صباح الأربعاء في مدينة شرم الشيخ ، ولليوم الثالث على التوالي، اللقاءات الخاصة ببحث آليات تنفيذ مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، ضمن الجهود الدولية المكثفة الرامية إلى إنهاء الحرب وتحقيق تسوية شاملة تضمن الأمن الإقليمي وتخفف معاناة المدنيين في القطاع.
وفود رفيعة المستوى تشارك في المفاوضات
وتضم الاجتماعات رئيس المخابرات العامة المصرية، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، ورئيس المخابرات التركي، إلى جانب رئيس الوفد الإسرائيلي والمبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، ما يعكس اتساع نطاق المشاركة الإقليمية والدولية في هذه الجولة من المباحثات.
تتركز النقاشات حول ملف الأسرى وضمانات عدم تكرار العدوان على غزة، بالإضافة إلى نقاط انسحاب قوات الاحتلال وآليات إدخال المساعدات الإنسانية، حيث تعمل الأطراف على بلورة التفاصيل النهائية لخطة ترامب التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي.
وحظيت خطة ترامب لإنهاء الحرب بدعم دولي واسع، إذ أكد الرئيس الأمريكي في تصريحات صحفية الاثنين أنه يرى "فرصة حقيقية" للتوصل إلى اتفاق دائم يوقف التصعيد ويعيد الاستقرار إلى المنطقة، مشددًا على أن واشنطن تتابع عن كثب مسار المحادثات الجارية في مصر.
وفي موازاة الجهود السياسية، واصلت مصر دورها الإنساني في دعم الشعب الفلسطيني، حيث انطلقت قافلة المساعدات رقم 46 ضمن سلسلة «زاد العزة» من الجانب المصري لمعبر رفح البري، متجهة إلى معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع.
وتضم القافلة آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية والطبية، إلى جانب شاحنات وقود ومولدات كهرباء أرسلها الهلال الأحمر المصري لضمان استمرار الخدمات الأساسية داخل القطاع رغم التعقيدات الميدانية، و هذه القوافل تأتي في إطار التزام القاهرة الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته، بالتوازي مع التحركات الدبلوماسية الرامية لتحقيق تهدئة شاملة ومستدامة.
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن المفاوضات بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي مازالت مستمرة في شرم الشيخ، موضحًا أن ملف الأسرى يمثل محور النقاش الرئيسي في هذه الجولة، التي تركز على التفاهمات الأولية لصفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس.
وأشار الرقب في تصريحات له إلى أن المقترح المطروح يتضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين أولًا، وسط مخاوف لدى حماس من تراجع تل أبيب عن التزاماتها بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، لافتًا إلى أن رئيس الوفد الإسرائيلي رون ديرمر لم يصل إلى مصر بعد لاستكمال المشاورات.
وأوضح أن الحركة تسعى إلى ضمانات دولية تضمن عدم استئناف الحرب في حال تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب، في إطار مساعيها لتثبيت التهدئة وضمان الاستقرار الإنساني والأمني في قطاع غزة.