أكد معالي الشيخ العلامة عبد الله بن بيّه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” جديرة بقيادة جهود العالم لبناء الإطار الأخلاقي الذي يضمن الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي، لما تمتاز به من قدرة على التواصل مع الجميع بحكمة، منوها في هذا السياق بروح الابتكار والإبداع التي بوأت الإمارات الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، وما تتسم به من إرث حضاري يجمع بين المحافظة على القيم الأصيلة والمبادئ السامية والانفتاح على إيجابيات العصر من تقدم وحضارة إنسانية.


جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها معاليه في اللقاء التشاوري الأول للجنة الدين والمجتمع المدني للذكاء الاصطناعي، الذي ينظمه منتدى أبوظبي للسلم في العاصمة أبوظبي أيام 27، 28، 29 فبراير الجاري، تحت شعار: “ما وراء القيم: نحو دمج الفضائل في الذكاء الاصطناعي” بمشاركة ممثلين عن الحكومة البريطانية والفاتيكان ومعهد فرداي للعلوم والإيمان التابع لجامعة كامبريدج وعدد من المنظمات الكبرى الناشطة في المجال وبمشاركة فاعلة من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنساية ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وعدد من الخبراء والباحثين والمهتمين من مختلف بلدان العالم.
وأوضح معالي العلامة عبد الله بن بيّه أن هذا اللقاء يأتي في إطار تجسيد منتدى أبوظبي للسلم لرؤية دولة الإمارت من خلال الانخراط في الاهتمام العالمي حول الحاجة إلى الربط بين التطور العلمي والأطر الأخلاقية التي تعلي من مكانة الإنسان وتصون كرامته وتحمي حياته، مذكرا في هذا الصدد بأن المنتدى كان أول مؤسسة في المنطقة تبادر إلى الانضمام إلى نداء روما إلى جانب كبريات المؤسسات والهيئات الدولية، كما وقع المنتدى اتفاقية مع كلية الحياة في الفاتيكان ومعهد فرداي للعلوم والإيمان.
وحث معاليه على ضرورة التعاون والتضامن والعمل المشترك للتعامل مع تطورات الذكاء الاصطناعي التي امتزجت فيها المصالح والمفاسد والأضرار والمنافع، لضمان أن تكون أنظمته ومنتجاته ليست متقدمة تقنيا فحسب، بل سليمة أخلاقيا أيضا، مؤكدا الحاجة إلى بذل الجهد الجماعي والعمل المستمر، والمبادرة إلى اتخاذ القرارات التي تمهد الطريق لمستقبل يكون فيه الذكاء الاصطناعي قوة من أجل الخير وتسخَّر فيه ثمرات التكنولوجيا لبناء عالم أكثر تسامحا وسلما وفضيلة.
وقد أشاد المشاركون بريادة دولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي وبكونها فضاء للأفكار وملتقى للإبداع والابتكار، مثمنين دور منتدى أبوظبي للسلم في احتضان هذا اللقاء الذي يعتبر محطة أساسية في مسيرة تخليق الذكاء الاصطناعي وتنسيق جهود جميع الأطراف المهتمة بالمجال.
أدار الجلسة الافتتاحية للاجتماع نيافة القس الدكتور راسل رووك، مدير مؤسسة شراكة النوايا الحسنة ببريطانيا، الذي أشاد في كلمته بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وبجهود الإمارات في صناعة نموذج حضاري يشع عبر العالم في كل المجالات، كما أشاد بما يقدمه منتدى أبوظبي للسلم في شخص رئيسه معالي العلامة بن بيه باعتباره قيادة دينية علمية تقوي من حضور الإيمان والأخلاق في مجال الذكاء لاصطناعي في تكامل مع جهود المجتمع المدني.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد سعادة السيد مايلز ستيسي المستشار الخاص لرئيس الوزراء البريطاني على دعم حكومة بلاده لهذه المبادرة، منوها بأهمية هذا الاجتماع، وما له من دلالات زمانية ومكانية، تتعلق بتنظيمه على أرض الإمارات العربية المتحدة التي سلكت طريقها نحو الريادة، وفي ظل أصداء نجاح COP28، وفي مواكبة النجاحات التي حققتها الدولة على مختلف الأصعدة.
من جهته أكد سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أهمية الوازع الديني القادر على إيقاظ المبدأ الأخلاقي، والحاجة إلى الربط بين التطوّر العلمي وبين الأطر الأخلاقية، مذكرا في هذا الصدد بأن مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي كان سباقا إلى تنظيم أول مؤتمر للمستجدات العلمية ولا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي.
ونوه سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بأهمية الاجتماع، مشيرا إلى أن الجامعة تعول على هذه اللقاءات التي تجمع العلماء من مختلف المجالات لتطوير برامج ومناهج تتيح لأطر الجامعة وطلابها فهما شاملا لكيفية تشبع الذكاء الاصطناعي بالفضائل والقيم.
وفي كلمته، أكد الدكتور تشينماي بانديا نائب رئيس جامعة ديف سانسكريتي فيشو افيدالايا بالهند على قيمة اللقاء، وعلى الآفاق التي يفتحها لتكامل الجهود للإجابة على الإشكالات التي يطرحها النمو المتسارع لحضور الذكاء الاصطناعي في كل مجالات الحياة.
ونوه الأب باولو بينانتي رئيس مؤسسة النهضة الذكائية التي أسسها البابا فرانسيس لنشر نداء روما لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بقيمة إعلان روما ضمن السياقات الحالية، وأكد أن القيادات الدينية لها كلمتها في سياق تأطير استثمار الذكاء الاصطناعي دينيا وأخلاقيا ومدنيا، وأثنى على الجهود الإماراتية المبذولة في هذا الصدد، وهو ما يؤكده واقع رئاسة المنتدى للجنة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
جدير بالذكر أن لجنة الدين والمجتمع المدني للذكاء الاصطناعي التي يرأسها سعادة الشيخ المحفوظ بن بيه الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم هي هيئة تضم عددا من القيادات الدينية وهيئات المجتمع المدني ورجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين لضمان المشاركة الواسعة والفعالة للمؤسسات الدينية في تطوير وتخليق الذكاء الاصطناعي وإثراء النقاش العام والتشريعات الدولية.
وقد أعلن عن تأسيس هذه اللجنة مطلع ديسمبر 2023 في لندن في إطار تفعيل مخرجات قمة التطوير الآمن لمجال الذكاء الاصطناعي التي عقدت تحت رئاسة ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

غوغل تطور البحث الصوتي.. تفاعل ذكي مدعوم بـ«الذكاء الاصطناعي»

أعلنت شركة غوغل عن إطلاق ميزة مبتكرة تحت اسم «Search Live»، تتيح للمستخدمين إجراء محادثات صوتية مباشرة مع محرك البحث عبر «وضع الذكاء الاصطناعي» (AI Mode)، في خطوة تهدف إلى إعادة تعريف تجربة البحث التقليدية وتحويلها إلى تفاعل أكثر حيوية وسلاسة.

تجربة صوتية ذكية في متناول اليد

الميزة متوفرة حالياً لمستخدمي تطبيق غوغل على نظامي «أندرويد» و«iOS» داخل الولايات المتحدة، ضمن إطار تجربة «مختبرات غوغل» (Google Labs)، مع تركيز خاص على تلبية احتياجات المستخدمين الذين يفضلون التفاعل الصوتي أثناء التنقل أو أثناء أداء مهام متعددة دون التوقف عن استخدام أجهزتهم.

كيف تعمل «Search Live»؟

يبدأ المستخدم بالضغط على أيقونة «Live» أسفل شريط البحث، ومن ثم طرح أسئلته صوتياً، ليقوم نموذج الذكاء الاصطناعي بالرد فوراً وبشكل موجز، مع إمكانية متابعة الحوار بنفس السياق دون الحاجة لإعادة صياغة الأسئلة، مما يخلق تجربة تفاعلية مستمرة تشبه التحدث مع مساعد شخصي.

إلى جانب ذلك، تظهر على الشاشة روابط لمصادر موثوقة تمكن المستخدم من التعمق في الموضوع إذا رغب، وتتيح الميزة أيضاً تشغيل المحادثة في الخلفية، مما يسمح بمواصلة التصفح أو استخدام تطبيقات أخرى بحرية دون انقطاع في التواصل الصوتي.

مزايا تقنية متقدمة لتعزيز التفاعل

تعتمد «Search Live» على نسخة مخصصة من نموذج الذكاء الاصطناعي «جيميناي» (Gemini) من غوغل، والذي صُمم لتعزيز دقة وسلاسة التفاعل الصوتي، كما تستفيد الميزة من تقنية «تفرّع الاستعلامات» (Query Fan-out)، التي توسع نطاق النتائج لتشمل مزيجاً من الردود الآلية والبشرية، ما يعزز جودة وعمق المعلومات المقدمة.

آفاق مستقبلية لتجربة بحث متعددة الوسائط

رغم تركيز غوغل الحالي على التفاعل الصوتي، تلمح الشركة إلى خطط تطويرية مستقبلية تتضمن البحث عبر الكاميرا، ما سيوسع تجربة البحث ليشمل وسائط متعددة تمكّن المستخدم من التفاعل مع العالم المحيط بطريقة تشبه التفاعل البشري الطبيعي.

ماذا يعني هذا للمستقبل؟

تشكل «Search Live» خطوة مهمة في مسيرة غوغل لإعادة صياغة مفهوم البحث الإلكتروني، ما يفتح تساؤلات واسعة حول إمكانية أن يكون التفاعل الصوتي الذكي هو المستقبل الجديد للبحث الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث تصبح المحادثة المباشرة مع محرك البحث جزءاً من روتين الحياة اليومية للمستخدمين حول العالم.

مقالات مشابهة

  • مساعد الذكاء الاصطناعي بواتساب يسرب رقم هاتف أحد المستخدمين
  • مؤتمر أسكو يستعرض أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي الطبي
  • أبل تدرس الاستحواذ على Perplexity AI لتعويض تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي في التحكيم الرياضي بين الدقة والتحديات
  • محتوى بلا بشر… الذكاء الاصطناعي يغزو تيك توك والارباح تتضاعف
  • الذكاء الاصطناعي ينضم رسميًا لمجالس الحكومة في الإمارات
  • غوغل تطور البحث الصوتي.. تفاعل ذكي مدعوم بـ«الذكاء الاصطناعي»
  • وضع الذكاء الاصطناعي.. رهان غوغل الجديد لمواجهة منافسي البحث
  • الإمارات.. منظومة «الذكاء الاصطناعي» تدخل قلب صناعة القرار الحكومي
  • مصور إماراتي في أبوظبي يسعى لتوثيق الهوية المعمارية لبلاده