جمعت النسخة الأولى من منتدى تكنولوجيا التجارة مجموعة من كبار الخبراء لمناقشة كيفية الاستفادة من التقدم التكنولوجي المتسارع لتحقيق نظام تجاري عالمي أكثر كفاءة وأمانًا وسهولة وفعالية من حيث التكلفة، يعمل على تسريع حركة السلع والخدمات عبر أنحاء العالم، ويضيف قيمة تجارية مقدرة بنحو 9 تريليونات دولار في دول مجموعة السبع وحدها.

وعقد المنتدى بالتزامن مع المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، الذي تستضيفه دولة الإمارات في العاصمة أبوظبي خلال الفترة من 26 إلى 29 فبراير الجاري، ويعد ا ركيزة أساسية لمبادرة تكنولوجيا التجارة العالمية، التي أطلقتها دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير 2023 لتعزيز الاعتماد واسع النطاق للتقنيات الناشئة التي تهدف إلى تحديث التجارة العالمية.

وكان من بين المتحدثين في منتدى تكنولوجيا التجارة سعادة سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية التي سجلت قصص نجاح عالمية في إدماج التقنيات الحديثة في عملياتها التشغيلية حول العالم، بالإضافة إلى بورج بريندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، وباميلا كوك هاميلتون، المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية.

وانضم إليهم مجموعة واسعة من رواد تكنولوجيا التجارة العالميين في جلسات متعددة منها “رقمنة الإجراءات الجمركية لمعاملات سلسة عبر الحدود” بالتعاون مع التحالف العالمي لتسهيل التجارة؛ و”تمكين التجارة لدى المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من خلال التكنولوجيا والابتكار” بالتعاون مع مركز التجارة الدولية؛ و”مستقبل التجارة: دور الذكاء الاصطناعي الموثوق في قيادة التحول التجاري” بالتعاون مع شركة IBM؛ و”من الوثائق إلى البيانات: رسم المسار وإزالة العقبات” بالتعاون مع غرفة التجارة الدولية؛ و”استخدام التقنيات الجديدة والحلول المبتكرة لتحسين الجمارك وتعزيز الأمن وتسهيل التجارة” بالتعاون مع منظمة الجمارك العالمية.

وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية رئيس المؤتمر الوزاري الثالث عشر، الذي يساهم في قيادة حشد الجهود الدولية لتحديث نظام التجارة العالمية لجعلها أكثر كفاءة واستدامة وشمولاً .. إدراكه للإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها التكنولوجيا المتقدمة في تحويل التجارة حول العالم.

وفي كلمته خلال افتتاح المنتدى، قال معالي الدكتور ثاني الزيودي: “توفر التكنولوجيا الحديثة حالياً عدداً متزايداً من الأدوات والتطبيقات التي يمكنها تعزيز كل حلقة في سلاسل التوريد العالمية، حيث يمكن رؤية تأثير إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز طرق الشحن وإدارة عمليات التخزين، والتحليل الاستباقي لإدارة الأزمات والمساعدة في التنبؤ بها، واستخدام تقنية البلوكتشين في الإجراءات الجمركية وحلول الدفع ومعاملات التمويل التجاري.”

وأضاف معاليه “تعمل مبادرة تكنولوجيا التجارة العالمية التي أطلقتها الإمارات بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي على إحداث تحول كامل في التجارة الدولية، والدولة عازمة على أن تكون رائدة عالميًا في تطوير هذه المبادرة وتوسيع نطاق الاستفادة منها عالمياُ. ومن خلال التعاون وتبادل الخبرات المشتركة، يمكن تعزيز استخدام التكنولوجيا في التجارة العالمية لبناء نظام تجاري أكثر إنصافًا واستدامة يمكّن الأفراد والمجتمعات والدول في جميع أنحاء العالم من الاستفادة القصوى من فوائد التجارة.”

وخلال كلمته، أعلن معالي الدكتور ثاني الزيودي عن إطلاق تقرير بعنوان ” اللائحة 5.0 لتكنولوجيا التجارة المستقبلية”. ويهدف إلى تدشين حقبة جديدة للوائح التجارة عن طريق استكشاف أهم الاتجاهات في تكنولوجيا التجارة وتأثيرها على التجارة العالمية، وتوفير مخطط لنظام تشريعي عالمي منسّق يشرف على أنظمة التجارة في المستقبل. وسيركز تحالف عالمي مقترح بصورة خاصة على رعاية التعاون الدولي حول لوائح “تكنولوجيا التجارة” لضمان تطبيقها الموحّد من جانب الدول الممارسة للتجارة، خصوصاً تلك النامية والأقل نمواً.

ومن جهته، قال بورج بريندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي إن منتدى تكنولوجيا التجارة ركز على اتجاهات النمو والتحديات التي تواجه التجارة الدولية حالياً مؤكداً أن التعافي الاقتصادي الحقيقي لن يتحقق من دون تعافي التجارة والاستثمار.

وأضاف أنه بإمكاننا تحقيق الأفضل، حيث يمكن للتكنولوجيا أن تجعل التجارة أكثر مرونة وأن توائمها مع قيمنا المجتمعية وتوفر الوظائف وتعزز النمو الاقتصادي وترتقي بمستويات المعيشة .

كما يرى التقرير أن التطور السريع للتكنولوجيا وتبنيها عبر سلاسل التوريد العالمية يجعل من تنظيم تكنولوجيا التجارة عنصراً حاسماً في تعميم تبنيها، فآليات حماية البيانات المرتبطة بالتجارة، وضمان المنافسة العادلة، وتوفير الأمن والخصوصية للمستهلكين تتطلب التطوير والاختبار، إلى جانب توطيد الوضوح القانوني لحل النزاعات المحتملة بين الشركاء التجاريين.

لكن بمجرد تحقيق ذلك، ستوفر مواءمة السياسات والأنظمة الدولية، وتسهيل الوصول العادل إلى التكنولوجيا، فرصاً هائلة للتنمية والنمو الاقتصادي الشامل للجميع. واستنتجت أبحاث أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن رقمنة التجارة وحدها يمكنها دعم تجارة الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 4.5%، ويرتفع ذلك الرقم أكثر عندما تترافق الرقمنة مع الاتفاقيات التجارية الإقليمية .

وبالإضافة إلى جلسات النقاش، قدّم منتدى تكنولوجيا التجارة منصّة لعرض حلول تكنولوجيا التجارة بواسطة شركات القطاع الخاص والشركات الناشئة، بما في ذلك “مجموعة Adrianople”، المسؤولة عن إنشاء الخريطة الشاملة الوحيدة لكل منطقة اقتصادية خاصة في العالم، و”Jetstream “، مزود المنصة العابرة للحدود المدعومة بالذكاء الاصطناعي في أفريقيا، وشركة “Enigio” السويدية للتكنولوجيا المالية، التي تحاكي رقميًا العمليات الورقية بدءًا من الفواتير وقوائم التعبئة وحتى بوليصة التأمين أو سند الشحن.

ومن المقرر أن يصبح منتدى تكنولوجيا التجارة حدثًا سنويًا من شأنه تقييم التقدم المحرز نحو تحديث النظام التجاري الدولي وتعزيز التعاون والشراكات من أجل تسريعه. وهو الخطوة الأولى في بناء حركة عالمية لإحداث تغيير دائم في النظام التجاري العالمي.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وكالة الطاقة الدولية تتوقع تراجع الطلب العالمي على الفحم

توقعت وكالة الطاقة الدولية تراجع الطلب على الفحم، وهو المصدر الأكبر لتوليد الطاقة العالمية حاليا، وأكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا للغلاف الجوي ​​قبل نهاية العقد، مع زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.

في أحدث تقرير لها عن وضع الطاقة العالمية، توقعت الوكالة أن يبدأ الطلب على الفحم بالانخفاض في معظم الدول بعد عام 2030، باستثناء الهند وجنوب شرق آسيا.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الصين بين طموحات الطاقة النظيفة وإشكالية الفحم والمعادن النادرةlist 2 of 4إنتاج الطاقة المتجددة في العالم يتجاوز الفحم لأول مرةlist 3 of 4ارتفاع تلوث الطاقة بأميركا مع توسع استخدام الفحمlist 4 of 4الاستخدام العالمي للفحم يبلغ مستوى قياسيا عام 2024end of list

وحسب التقرير، من المتوقع أن يستمر الطلب على أنواع الوقود الأحفوري الأخرى المُسببة للاحتباس الحراري، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي، في الارتفاع حتى عام 2050 في ظل سيناريو "السياسات الحالية"، مدفوعا بقطاعات النقل والبتروكيميائيات وتوليد الكهرباء في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.

وعلى مدار العقد الماضي، نما الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 1.6% سنويا في المتوسط. وفي حين يُتوقع أن يستمر ارتفاع الطلب خلال العقد المقبل، سيتباطأ معدل النمو، حيث يأتي معظمه من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وفقا للتقرير.

ويتزامن ارتفاع الطلب على الطاقة مع تزايد استخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح والطاقة النووية. ومن المتوقع أن تلبي هذه الأنواع من الطاقة، بل وتتجاوز، الطلب الإضافي على الطاقة في معظم المناطق بين الآن وعام 2030، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

ويشير التقرير إلى أنه مع غياب سياسات حكومية أكثر حزما ودعما للتغلب على تحديات التكامل -مثل قيود الشبكة ونقص التخزين- من المرجح أن يتباطأ نشر الطاقة. وفي هذا السيناريو، تتوقع الوكالة ارتفاعًا في متوسط ​​درجة الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين بحلول عام 2050 و2.9 درجة مئوية بحلول عام 2100.

ينتظر أن تمثل الطاقة المتجددة نحو نصف توليد الكهرباء في العالم بحلول عام 2035 (غيتي إيميجز)

وحسب التقرير، سيظل الفحم والغاز الطبيعي مصدرَي توليد الكهرباء الرئيسيين خلال العقد المقبل. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تزداد الطاقة النووية بنسبة 35% بحلول عام 2035، وبأكثر من 80% بحلول عام 2050، بدعم من السياسات الحكومية في أكثر من 40 دولة.

إعلان

كما ينتظر أن تشكل الطاقة المتجددة -ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح- نحو نصف توليد الكهرباء في العالم بحلول عام 2035. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، زادت قدرتها المركبة بنسبة 30% سنويا، مدفوعة بتوسع الطاقة الخضراء في الصين.

وكان تقرير لمركز أبحاث الطاقة "إمبر" (Ember) قد أكد الشهر الماضي أن جاوزت إنتاجية الطاقة المتجددة تجاوزت لأول مرة في التاريخ إنتاج الفحم في النصف الأول من عام 2025، حيث ولّدت المصادر المتجددة 5.072 تيراواط/ساعة من الكهرباء مقابل 4.896 تيراواط/ساعة للفحم.

ويعد الفحم من أكبر مصادر التلوث، حيث يؤدي إلى تلوث الهواء والمياه والتربة عند احتراقه، كما يطلق غازات مثل ثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين التي تسهم في تغير المناخ إضافة إلى الأمطار الحمضية، والضباب الدخاني.

مقالات مشابهة

  • برنامج "حديث القاهرة" يسلط الضوء على خبر بوابة الوفد حول قضية الأكيلانس وفيديو تلوث المياه
  • مناقشة أحدث التقنيات العالمية في علاج ضيق مجرى البول بـ مستشفى سوهاج الجامعي
  • وكالة الطاقة الدولية تتوقع تراجع الطلب العالمي على الفحم
  • مصر تتقدم 24 مركزًا عالميًا في خفض معدل جرائم القـ.ـتل وفق المنتدى الاقتصادي العالمي
  • المشاط تجتمع بـ7 سفراء أفارقة لتعزيز التكامل الاقتصادي في مؤتمر «أفريقيا التي نريدها»
  • بالصور .. وفد نيابي أردني يشارك في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط لتعزيز التعاون الاقتصادي
  • "تكريم" يسلط الضوء على الإنجازات العلمية والتكنولوجية في العالم العربي
  • منظمة UNIDO تعتمد 21 أبريل "اليوم العالمي للمرأة في الصناعة" خلال القمة العالمية للصناعة بالرياض
  • إنجاز دولي.. طالبان بـ تجارة عين شمس يحصلان على شهادة FMAA العالمية
  • حكومة محاصرة بالموازنة: التحديات التي تُحاصر الرئيس قبل أن يبدأ