طقوس خاصة في تعز استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/تقرير خاص
تختلف طقوس استقبال شهر رمضان المبارك من محافظة لأخرى في اليمن، وفي تعز تتميز بطابع خاص تلك الاستعدادات، التي يشعر معها المواطنون بخصوصية تلك المناسبة الروحانية.
تبدأ التجهيزات لهذا الشهر الفضيل منذ رجب، لكنها تتركز بشكل أكبر خلال شعبان، حيث يقوم المواطنون بتجهيزات معينة في المنازل والأحياء السكنية، وكذلك شراء بعض الحاجيات اللازمة لرمضان.
يقاوم المدنيون في تعز ظروف الحرب، وبرغم أنهم لم يحرصوا منذ مطلع العام 2015 على طقوس رمضان بشكل كبير بكل تفاصيلها كالسابق، إلا أنهم عقب اندلاع المعارك واستمرارها عاما بعد آخر، عاد لها البعض، في محاولة لأن يعيشوا ذات الأجواء التي كانت قبل سقوط الدولة.
الشعبانية ويا نفس ما تشتهي
من أكثر الطقوس ارتباطا برمضان، هي الاحتفال خلال شعبان بمناسبتين هما “الشعبانية و “يا نفس ما تشتهي”، ولكنها اليوم لم تعد مرتبطة بشكل دقيق بيوم محدد كالسابق، فالأولى كانت تتم في منتصف شعبان، أما الثانية فقبل بدء الصيام بيوم أو يومين.
يتم بالوقت الراهن خلال تلك المناسبتين تقديم الأطعمة المختلفة وخاصة تلك المرتبطة برمضان، كالسمبوسة والطعمية والباجية والشفوت، ويتم تزيين السفرة بالفوانيس والأضواء، وترسم الفتيات على أيديهن بالحناء رسوم تعبر عن رمضان كالهلال والنجوم، ويرتدين مع الأطفال ملابس عليها نقوش مرتبطة بالمناسبة، وفي بعض الأحياء السكنية يقوم الأطفال بزيارة المنازل وهم يرددون “يا مسا يا مسا الخير يا مسا.. يا مسا وأسعد الله المسا..” للحصول على الحلوى أو النقود.
شراء الزينة وحاجيات المطبخ
محلات الزينة من أكثر الأماكن التي يرتادها المدنيون والتي انتشرت مؤخرا بشكل أكبر، وفيها يتم بيع أدوات الزينة المختلفة الخاصة برمضان.
أما أكثر الزحام فيكون على محلات الأواني المنزلية، التي عليها إقبال كبير من قِبل النساء، وذلك لأنه يكثر خلال هذا الشهر تبادل الأطعمة بين الجيران، والإفطار الجماعي الذي يتم فيه دعوة بعض الأصدقاء والأهل.
وتحرص كثير من النساء على شراء الأواني المزينة بالهلال والنجوم والنقوش الإسلامية، وسفرة مصنوعة من البلاستيك مرتبطة بذلك الشهر أيضا.
أناشيد وتزيين
تصدح أصوات الأناشيد والابتهالات الخاصة برمضان من بعض الدراجات النارية ووسائل النقل العامة، وكذلك بعض المحلات التي تبيع حاجيات رمضان، فضلا عن بعض العربات المتجولة والأكشاك.
ويتم تزيين بعض الشوارع والمنازل والمحلات التجارية بالفوانيس، والأضواء التي لها شكل الهلال والنجوم، والأوراق التي تحمل ذات الرموز.
الملابس والمسابح
تنتشر في شعبان الأثواب الطويلة ذات النقوش المميزة وتسمي (قرقيعان)، وتكون ذات أقمشة مريحة، بخاصة حين يصادف رمضان في فصل الصيف ترتديها النساء والفتيات، أما الرجال فيفضلون ارتداء الأثواب الطويلة، أو المعاوز التقليدية أو الفوطة كونها مريحة أثناء ارتداؤها.
إضافة إلى الاستعداد لرمضان بتلك الثياب والأخرى الخاصة بالصلاة، يقوم البعض باستغلال فرصة عدم وجود طلب كبير على ملابس العيد وشرائها قبل ارتفاع أسعارها.
ويتم كذلك في العربات الصغيرة بيع المسابح العادية والأخرى الإلكترونية، والمصاحف وحواملها، كون ذلك الشهر يستغله الكثيرون بالعبادة والتقرب إلى الله.
خصوصية المدينة القديمة
اعتاد المدنيون كذلك قُبيل رمضان على شراء المواد الغذائية الأساسية، إلى جانب تلك المرتبطة برمضان، كالتمور، والباجية، والطعمية، والقمح المجروش، والمهلبية، والكريم كراميل، والجيلي، والقهوة.
عادة ما يتم شراء تلك المواد من مختلف محلات البهارات والسوبر ماركت، لكن البعض وبخاصة سكان المدينة القديمة بتعز، يحصرون على شرائها من الأسواق الشعبية في الباب الكبير وباب موسى.
فالأواني الفخارية يتم شراءها لشرب القهوة القِشر “قشور البُن” بها في رمضان عقب الإفطار بالتمر، وكذلك يتم اقتناء الحجر المخصص لطحن حبوب الباجية، التي تعد من أبرز المقبلات على السفرة في ذلك الشهر.
ويتمسك البعض حتى اليوم في المدينة القديمة بطلاء جدران منازلهم كل عام مع قدوم رمضان. كما تقوم بعض الأمهات بشراء الأقمشة من “سوق البَز” لخياطة ملابس رمضان وبخاصة للفتيات الصغار، وكذلك النقشات الجاهزة للحناء.
أناشيد رمضان، هي الأخرى حاضرة بأزقة الحارات القديمة، كما هي الزينة بالأضواء. ولا تنام تلك الأسواق مع دخول رمضان فعليا، فهي تصبح مقصدا لمئات المدنيين الذين يشترون منها أنواع الحلويات التقليدية المختلفة واللحوح وغيره.
موروث غني
يشجع كثير من اليمنيين استمرار مثل تلك العادات والتقاليد، ومنهم رانيا صادق التي تشعر بسعادة كلما اقترب شهر رمضان، لتتمكن من أن تعيش تلك اللحظات الجميلة.
وهي تحرص كما تؤكد لـ”يمن مونيتور” على الذهاب إلى المدينة القديمة لقضاء بعض الوقت مع أسرتها التي تسكن هناك، لتشعر بأجواء رمضان.
وتقول رانيا إن ذلك الموروث وتمسك المواطنين بها، يؤكد رغبتهم بالفرحة بقدوم رمضان، والابتهاج به، والخروج من أجواء الحرب بكل يعيش آثارها كل مواطن في اليمن.
وهي لا ترفض التجديد الذي يقوم به الشباب في الوقت الراهن بطريقة احتفالهم بقدوم رمضان، طالما أنه لا يخرج عن إطار ما كان يقوم به الأجداد وإن اختلفت الوسائل.
ولرمضان خصوصية لدى اليمنيين عموما ومختلف المسلمين، وهو ما يجعله مختلفا عن باقي أشهر العام، سواء بطرق العبادة فيه، أو قربهم الاجتماعي، أو طقوس إحيائه، ولكن استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية يؤدي بشكل أو بآخر إلى عدم توسع مثل تلك الاحتفالات، والتي أصبحت تقام وبشكل أبسط.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الاستقبال تعز رمضان المدینة القدیمة
إقرأ أيضاً:
مصر تواصل دفع المساعدات الإنسانية إلى غزة.. والاحتلال الإسرائيلي يقوم بخروقات يومية
مازال الوضع الصحي في غزة حرجا للغاية، إذ يحتاج أكثر من 18 ألف فلسطيني، من بينهم 5 آلاف طفل، للعلاج، لكن الكميات الحالية من الأدوية والمحاليل الطبية لا تكفي سوى لشهر واحد، في المقابل هناك نحو 3 آلاف شحنة من المواد الصحية والطبية جاهزة على الأراضي المصرية، بانتظار السماح لها بالدخول. وترتبط المساعدات التي دخلت في هذا التوقيت بشكل أساسي بالمخيمات المصرية التي تنشئها اللجنة المصرية العاملة، والتي تصارع الوقت لضمان وصول المواد الإنسانية.
مصر تواصل دفع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رغم التعنت الإسرائيليتواصل الدولة المصرية على مدار الساعة إرسال القوافل الإنسانية والإغاثية العاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، إذ أن كل مؤسسات الدولة تقدم التسهيلات اللازمة لاستقبال الوفود الدولية للاطلاع على حجم الإنجازات، وفق ما ذكره مراسل «إكسترا نيوز» عوض الغنام من معبر رفح البري.
تمثلت أهم المعوقات أمام دخول هذه المساعدات في التعنت الإسرائيلي، حيث قام برنامج الغذاء العالمي بزيارة لمتابعة طبيعة المساعدات، وتتحمل هذه المؤسسة مسؤولية كبيرة في توزيع المواد الغذائية عند وصولها إلى قطاع غزة، مع استخدام الشاحنات والمعدات الخاصة لضمان وصولها لكل المواطنين المحتاجين.
عضو منظمة التحرير الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يقوم بخروقات يومية
أكد الدكتور واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يزال يتدهور بصورة خطيرة، رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى.
وأوضح خلال مداخلة عبر شاشة "إكسترا نيوز"، أن خروقات الاحتلال اليومية منذ العاشر من أكتوبر أسفرت عن استشهاد ما يقارب 356 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 900 آخرين، فضلًا عن استمرار التدمير والحصار ومنع دخول المواد الأساسية إلا بكميات محدودة.
وأشار إلى أن هذه التطورات تفرض كارثة إنسانية تتطلب تحركًا عاجلاً، موضحًا أن المرحلة الثانية من الاتفاق تشمل مسؤوليات واضحة للسلطة الوطنية الفلسطينية بالتعاون مع مصر فيما يتعلق بإدخال المساعدات وإعادة الإعمار.
وأضاف أبو يوسف أن الخطوة الأكثر إلحاحًا تتمثل في إلزام إسرائيل بوقف الخروقات وتنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل، إلى جانب ضمان دخول المساعدات بشكل مستدام وشامل لجميع سكان القطاع.
مراسل "القاهرة الإخبارية": قافلة "زاد العزة" الـ 85 تدخل إلى غزة محملةأكد عبد المنعم إبراهيم، مراسل "القاهرة الإخبارية" من الجانب المصري لمعبر رفح، أن الهلال الأحمر المصري يسيّر اليوم القافلة رقم 85 المخصّصة لدعم سكان قطاع غزة، موضحًا أنها تتجه إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم، حيث يعد الأخير المنفذ الوحيد الذي يسمح بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية حاليًا.
وأشار خلال رسالة على الهواء، إلى أن القافلة تضم مساعدات متنوعة تشمل آلاف السلال الغذائية وكميات كبيرة من الدقيق، إلى جانب شحنات من المستلزمات الطبية الضرورية لتلبية الاحتياجات المتزايدة داخل القطاع.
وأضاف إبراهيم أن القافلة تحمل كذلك معدات إيواء خاصة بفصل الشتاء، منها الملابس الشتوية والخيام التي جرى تجهيزها مسبقًا بواسطة الهلال الأحمر المصري، مشيرا إلى أن السلطات المصرية تواصل يوميًا إعداد وتجهيز عشرات الشاحنات المحمّلة بآلاف الأطنان من المساعدات، في إطار تحرك إنساني واسع النطاق يستهدف دعم المدنيين في غزة وسط الظروف القاسية التي يعيشونها.