دفعت الثمن؛ حين قلت: “نعم”!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
في تقاليدنا، وفي تربيتنا نعطي #القيمة و #العلامة_الكاملة لمن يقول: “ #نعم ”!
“نعم” هي #الطاعة والقبول!
مقالات ذات صلة أي نفاق هذا؟ 2024/02/27“نعم” هي التكيف و #الإذعان، وكل صاحب سلطة يفرِض عليك كلمة: “نعم”
المعلم، الوزير، المدير، الأب، الأم، حتى الأخ الأكبر، وكلهم يطلبون: “نعم”! ويرفضون كلمة: لا اللعينة التي يجب أن لا نقولها إلّا في التشهّد!!
ألم يقل شاعرنا مادحًا:
ما قال “لا ” قطُّ إلّا في تشهُّدِه
لولا التشهُّدُ كانت لاءَهُ “نَعَمُ”!
وفي أغانينا؛ أمّة نعيمة! “نعمين”!!
وفي برلماننا، نادرًا ما يتجرأ أحد على قول: لا فيقال: “نعم”! ““نعم” ونصّ”.
إذًا كلمة “نعم” مفضلة، وكلمة لا قد تقودك في عملك إلى التهلكة، فمديرك يريد “نعم”، و”نعم” فقط.
وفي مدرسة أبنائك تنتظر أن يقولوا لك: ابنك، أو ابنتك مطيع هادىء يسمع “الكلمة”.
فالأهبل “أبو “نعم”” هو النموذج المطلوب، وهكذا نحن في سجون عديدة اسمها؛ “نعم”
(01)
تحرَّر من سجونِك
يعيش كل منا في سجون “نعم”!
“نعم” للعادات والتقليد، “نعم” للعائلة والعشيرة؛ “نعم” للإدارة، “نعم” للسُّلطة، “نعم” للحزب، وربما “نعم” للصديق و”نعم” للحبيب!
طبعًا لا مشكلة في “نعم” إن كنت قابلًا ومقتنعًا! لكن المشكلة هي أن تقول: “نعم”، وأنت غير قابل بذلك!
كم من ““نعم”” دفعنا ثمنها غاليًا؟
كم من “نعم” أبقتنا في المكان نفسه؟!
كم “نعم” رافقنا ألمها طول العمر؟
التقاليد سجن يجبرك أن لا تتغير!
والروتين سجن آخر يلغي وعينا !
والعشيرة تلزمك بإلغاء جزء من الذات! والوظيفة تلغي جزءًا آخر!
أما الحزب، فيلغي كل فكرك، ويجعلك عازفًا أو برغيّا في الآلة!
وكما قلت: هذا لا يعني أن ترفض هذه السجون! فقد يكون السجن هو الحرية إذا كان من خيارك، وكذلك الوظيفة، وقبول واقع ما.
ولكنه ليس كذلك، إن كان واجبًا مفروضًا!
المشكلة في هذه السجون أنها تقودك إلى تقبّل الجمود الفكري والحركي!
(02)
صفات السّجين
عرفنا أن السجون عديدة، بل إنّ كلّا منا سجّانٌ لغيره إذا طالبه بالامتثال والمسايرة. فما المطلوب؟
يُقال: لا تبقَ في وظيفة واحدة طوال عمرك حتى لا تكون شجرة! ولا تقف عند رأي واحد حتى لا يصبح حجابًا!
فالتكيّف سجن يشعرك بالمسايرة، والراحة، والتوافق!
لعل المطلوب في أن تكون مغايرًا، خارجًا عن المألوف! وهذا يتطلب أن تكون قادرًا على أن تقول: لا، وبقوّة!!
فهمت عليّ جنابك؟!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات القيمة العلامة الكاملة نعم الطاعة الإذعان
إقرأ أيضاً:
رئيس تجمع الأحزاب الليبية يصف مشاهد «الدرسي» بالصادمة: لم تحدث حتى في سجون الاحتلال
أعرب رئيس تجمع الأحزاب الليبية، ورئيس حزب صوت الشعب، فتحي الشبلي، عن صدمته البالغة مما تضمنه التسجيل المصور للنائب إبراهيم الدرسي، والذي ظهر فيه وهو يتحدث من داخل محبسه.
وقال الشبلي: “ما شاهدناه في هذا التسجيل، إن كان حقيقياً، أمر مدهش وغير قابل للتصديق، لم يحدث حتى في أحلك فترات الفصل العنصري بجنوب أفريقيا، ولا في سجون الكيان الصهيوني البربري الغاصب، هل يُعقل أن تنحدر الأخلاق البشرية إلى هذا المستوى من السادية والانحطاط؟”
وتابع: “إذا صحت هذه المشاهدات، فإن مستقبل ليبيا يتجه إلى مرحلة حالكة السواد، إذ يبدو أن حب التمسك بالكراسي قد بلغ درجة من الانتقام والحقد والجنون لا تُحتمل، فكيف يمكننا التحدث عن حكومة موحدة أو عن انتخابات نزيهة في ظل هذا الواقع؟”
وختم قائلاً: “لكِ الله يا ليبيا”، في تعبير عن الحزن والأسى على ما آلت إليه أوضاع البلاد.
وكان مقطع فيديو مسرّب، يظهر النائب الليبي إبراهيم الدرسي من داخل محبسه في بنغازي، قد أثار موجة واسعة من الجدل والغضب في الأوساط السياسية والحقوقية داخل ليبيا وخارجها، حيث ظهر الدرسي في المقطع مقيداً بالسلاسل، في مشهد صادم دفع العديد من النشطاء إلى وصفه بغير المسبوق حتى في أكثر الأنظمة قمعاً.
وفي خطوة غير تقليدية للتحقق من مصداقية الصور المثيرة للجدل، استعانت منصة “ليبيا برس” ببرنامج الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” لتحليل الصور المسربة للنائب الدرسي، والتي ظهر فيها مقيداً بالسلاسل داخل معتقله في مدينة بنغازي.
ويأتي هذا التحقق بعد أن شككت وسائل إعلام موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر في صحة الصور والمقاطع التي نشرها الصحفي البريطاني المقيم في لندن، إيان بلهام ترنر، ووصفتها بأنها مفبركة.
وبحسب النتائج التي توصل إليها “شات جي بي تي”، فإن الصور لا تحمل مؤشرات تشير إلى أنها مزيفة أو معدلة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. كما أكد البرنامج أن عناصر مثل الإضاءة، والظلال، وتفاصيل الوجه، والقفل، والجدران، والاتساق بين اللقطات، تبدو طبيعية وتخلو من علامات التلاعب الرقمي.
وفي ختام التحليل، رجّح البرنامج أن الصور “حقيقية”، مما يضع علامات استفهام جديدة حول ظروف اعتقال النائب الدرسي، ويفتح الباب لمزيد من التساؤلات حول ممارسات بعض الأجهزة الأمنية في شرق ليبيا.