شهادات ميدانية.. ما حقيقة إنزال مساعدات جوية على شمال قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
أسقطت طائرات شحن خلال يومي الأحد والإثنين، أطنانا من المساعدات والمواد الأساسية على قطاع غزة، الذي يعاني سكانه حملة تجويع إسرائيلية ممنهجة، بالتوازي مع عدوان وحشي مستمر وغير مسبوق لليوم الـ145 على التوالي.
واشتركت كل من الأردن ومصر والإمارات وفرنسا، في عمليات إنزال المساعدات الإغاثية التي كان يعتقد أنها ستحط وسط الجوعى في مناطق شمال القطاع، وفقا لما تم إعلانه من قبل الجهات الأربعة، لكن شهادات ميدانية حصلت عليها "عربي21" نفت وصول أي من المساعدات المسقطة جوا في مناطق شمال قطاع غزة، الذي يعزله الاحتلال عن جنوبه، ويضرب عليه حصارا مطبقا أدى إلى انتشار الجوع وسوء التغذية.
إنزال جوي أردني للمساعدات في أجواء قطاع غزة.#عربي21 pic.twitter.com/f53AUmD63K — عربي21 (@Arabi21News) February 27, 2024
وكانت "عربي21" انفردت بالكشف عن عملية الإنزال الأردنية والتي كان من المفترض أن تتم في شمال غزة، إلا أن المساعدات جرى إنزالها في قرب سواحل مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.
وبحسب مصادر تحدثت لـ"عربي21"، فإن حركة حماس اشترطت لمواصلتها السير في ملف التفاوض حول إنهاء الحرب، ضرورة إيصال المساعدات الفورية إلى شمال غزة الذي يرزخ تحت حصار شديد.
مسار عمليات الإنزال
وانطقلت الطائرات من العاصمة الأردنية عمان، ظهر الإثنين، وقال الجيش الأردني إن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، شارك في عمليات الإنزال الجوي التي نفذتها طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني لتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية في قطاع غزة.
والأحد أيضا نفذت طائرات أردنية عمليات إنزال جوي مماثلة، تركزت في مناطق غرب دير البلح، ومنطقة المواصي بين مدينتي رفح وخانيونس.
واطلعت "عربي21" على مسار إحدى الطائرات التي نفذت عمليات الإنزال الإثنين على وسط قطاع غزة، وأظهرت المعلومات أنها طائرة عسكرية فرنسية من نوع C-130J من تصنيع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، وهي طائرة نقل عسكري ذات أربعة محركات توربينية ومن عائلة "هيركيوليس" الضخمة.
وأظهر مسار الرحلة أن إحدى الطائرات حلقت على الشريط الساحلي في قطاع غزة ولم تدخله تقريبا، وأنها التفت أكثر من دورة أمام محافظة رفح، وهو ما أكده العديد من شهود العيان.
وفي شهادة أدلى بها لـ"عربي21"، قال "رامي زياد"، وهو نازح في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، إنه توجه برفقة شقيقه إلى منطقة "الواحة" في أقصى شمال غرب مدينة غزة، وذلك بعد ورود أخبار عن عمليات إنزال للمساعدات ستنفذها طائرات أردنية، لكنه وبعد انتظار ساعات ومع اقتراب حلول الليل، اضطر إلى العودة من حيث أتى فارغ اليدين، إذ لم تجر أي عمليات إنزال للمساعدات.
ولفت "رامي زياد" إلى أنه كان يأمل في الحصول على "كيس طحين" إذ إن الجوع ينهش أحشاء الجميع في شمال قطاع غزة، ولا يتوفر أي من المواد الأساسية، وإن توفر القليل منها، فإنها تباع بمبالغ كبيرة، فعلى سبيل المثال يبلغ ثمن كيلو الدقيق الواحد بين 110 إلى 130 شيكلا أي ما يزيد عن 35 دولار أمريكا، وهو مبلغ كبير جدا ولا يمكن توفيره في ظل ظروف الحصار والعدوان. وفقا للشاهد نفسه.
الشاب "عاصم" قال لـ"عربي21"، إن أخبار عمليات إنزال المساعدات ارتفع صداها بين الأهالي في مناطق شمال قطاع غزة، وبدأ الناس يتناقلون المواقع التي يمكن أن تنزل بها "مظلات الغذاء"، ومن بين هذه المناطق محيط "الإدارة المدنية" شرق بلدة جباليا، حيث اضط إلى التوجه هناك رغم خطورة المنطقة وانكشافها أمام تمركزات قوات الاحتلال، أملا في الحصول على كيس طحين أو طرد غذائي، لكنه عاد "بخفي حنين"، مؤكدا أنه عمليات الإنزال لما تحدث في المنطقة على الإطلاق.
تسجيل وفيات بسبب الجوع
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الثلاثاء، وفاة رضيعين نتيجة الجفاف وسوء التغذية في شمال القطاع.
وقال الوزارة، إنها سجلت وفاة لرضيعين، نتيجة الجفاف، وسوء التغذية، شمال القطاع، الذي يشهد عملية تجويع وحشية من قبل الاحتلال، بمنع دخول الأغذية والمساعدات.
ينام الناس في غزة كما يصحون على صراخ أطفالهم من الجوع وسط أمة متخمة حد النذالة وانعدام النخوة والشهامة.
التجويع والإبادة في غزة التي قدمت لكرامة العرب وشعوب المنطقة ما لم يقدمه أحد، وحين نادت لم يلب نداءها أحد. pic.twitter.com/DMLLnX06BL — Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) February 26, 2024
وقالت الوزارة في بيان: "توفي رضيعان نتيجة الجفاف وسوء التغذية في مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة".
وأوضحت أن الجفاف وسوء التغذية "يهددان حياة آلاف الأطفال والحوامل في قطاع غزة".
ودعت الوزارة المؤسسات الدولية إلى "إجراء مسح طبي شامل في أماكن الإيواء، لرصد وعلاج المصابين بالجفاف وسوء التغذية، ومنع الكارثة الإنسانية".
وشددت على أن "المؤسسات الأممية عليها مسؤوليات أخلاقية ووظيفية لحماية الأطفال والنساء، وتوفير كل أسباب النجاة من المجاعة التي تضرب قطاع غزة".
وفي 19 شباط/ فبراير الجاري، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل "تهديدا خطيرا" على صحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمرة.
وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسف، إن غزة على وشك أن تشهد "انفجارا في وفيات الأطفال"، الأمر الذي من شأنه أن "يضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يطاق بالفعل".
وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن سكان شمال قطاع غزة أصبحوا "على حافة المجاعة، ولا ملاذ يأوون إليه" في ظل الحرب المستمرة منذ أشهر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية شمال القطاع الاحتلال الفلسطينية التجويع فلسطين الاحتلال التجويع شمال القطاع انزال مساعدات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجفاف وسوء التغذیة عملیات الإنزال شمال قطاع غزة عملیات إنزال فی قطاع غزة فی مناطق
إقرأ أيضاً:
لغز محير حتى في إسرائيل.. من يُموّل مؤسسة غزة الإنسانية؟
تتزايد في إسرائيل تساؤلات عن مصدر تمويل ما تسمى "بمؤسسة غزة الإنسانية" المشبوهة والمدعومة أميركيا وإسرائيليا، والتي تأسست حديثا لإقصاء مؤسسات الأمم المتحدة من عمليات الإغاثة التي تستهدف الفلسطينيين بقطاع غزة المحاصر.
ومنذ 20 شهرا ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وبدأت قبل 3 أشهر عملية تجويع ممنهج ومنعت جميع المؤسسات الدولية من إدخال إمدادات، وتحت ضغط دولي ومطالبات حثيثة ادعت تل أبيب توظيف ما تسمى "بمؤسسة غزة الإنسانية" لإدخال مساعدات.
وتقدر عمليات تلك المؤسسة بعشرات ملايين الدولارات، فيما تُظهر رزم المساعدات التي تم توزيعها على الفلسطينيين قبل أيام أن المنتجات قادمة من شركات إسرائيلية، وليست من المساعدات التي تأتي من دول العالم.
ووفق وكالة الأناضول ليس ثمة موقع لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المسجلة أساسا في سويسرا، على أي من المنصات في الشبكة الإلكترونية.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية -اليوم الجمعة- إن "شركات التسويق الإسرائيلية الكبرى تُكافح لحلّ لغز محير: من يُمول عملية المساعدات الإنسانية في غزة؟".
إعلانوأضافت: "يُقال إن هذه المبادرة مدعومة من مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) وتُديرها شركة سيف ريتش سوليوشنز (SRS) الأميركية".
ونقلت الصحيفة عن رئيس تنفيذي لشركة إسرائيلية كبرى (لم تسمّه) قوله: "نريد العمل مع SRS، لكننا لم نتمكن من الوصول إليهم".
وأضاف: "تمكّنا من التواصل مع مؤسسة غزة الإنسانية، واجتمع معي ممثلوهم وأوضحوا لي أنهم يعتزمون تكليفنا بإدارة عملية توصيل الغذاء إلى غزة بالكامل، لكنهم ببساطة لا يملكون الأموال اللازمة".
وأشارت "هآرتس" إلى أن حجم العملية هائل بالفعل، إذ قدّرت مؤسسة غزة الإنسانية تكلفة الوجبة الواحدة بـ 1.30 دولار أميركي، وتخطط لإطعام 1.2 مليون فلسطيني في غزة، ومن المتوقع أن تدعم منظمات الإغاثة الدولية الباقي.
وقالت: "يبلغ إجمالي المبلغ الشهري نحو نصف مليار شيكل، أي ما يعادل نحو 143 مليون دولار أميركي. ومع ذلك، يبدو هذا التقدير أقل بكثير من الواقع".
وأضافت: "وفقًا لمؤسسة غزة الإنسانية، لا يقتصر هذا المبلغ على تغطية الوجبات الجاهزة فحسب، بل يشمل أيضًا مستلزمات النظافة الشخصية وتوصيل الإمدادات الطبية".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مُشارك في توزيع الغذاء للفئات المُحتاجة بغزة قوله إنه قد يراوح سعر العلبة المُستخدمة لتعبئة الطعام بين 2 و5 شواكل (ما يصل إلى نحو 1.50 دولار أميركي)".
وأضاف أنه كذلك يجب توظيف فرق تعبئة وتغليف، وتغطية تكاليف النقل، ودفع ثمن الوقود، وحتى تغطية ثمن الشريط اللاصق.
تكتم على التمويلورفضت وزارتا الدفاع والمالية الإسرائيليتان الإفصاح عما إذا كانت الحكومة تُموّل العملية، وكذلك التعليق على ما إذا كانت إسرائيل قد قدّمت ضمانات، تسمح بشراء السلع بالدين، على أمل أن تُغطّي جهات أخرى التكاليف لاحقًا، وبالمثل، رفضت الخارجية الأميركية الردّ على أسئلة حول الموضوع، حسب المصدر نفسه.
إعلانوقالت هآرتس إنه مع ذلك، فقد جادل قادة المعارضة الإسرائيلية، الثلاثاء، بأنّ إسرائيل تُقدّم التمويل، إذا حثّ زعيم المعارضة يائير لبيد الحكومة على الإعلان رسميًا عن تمويلها للمساعدات.
بدوره، قال وزير الدفاع الأسبق زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، بمنشور على منصة إكس "إن أموال المساعدات الإنسانية تأتي من الموساد ووزارة الدفاع، مئات الملايين من الدولارات على حساب المواطنين الإسرائيليين".
وقال اليميني المعارض ليبرمان لصحيفة "هآرتس"، الأربعاء "ليس لدي أي دليل، ولكن بصفتي شخصًا مُلِمًّا بهذه الأنظمة جيدًا، يتضح لي أنها شركة تعمل دون أيّ خلفية أو خبرة".
وأضاف: "يبدو الأمر جليا، حتى لو كانت جهات مسجلة في الولايات المتحدة، فإن الكيان الذي بادر بالعملية ودفع بها هو إسرائيل أو جهات تعمل نيابة عنها".
وتابع ليبرمان: "يتم ذلك بطريقة سافرة وغير متقنة، ما حدث هنا هو أن المساعدات المقدمة لغزة، والتي كانت تُموّل دوليا سابقا، تُموّل الآن من إسرائيل"، وفق قوله.
واستدركت الصحيفة "إذا كانت إسرائيل تُموّل المشروع بالفعل، أو تُقدّم ضمانات، أو تُقدّم تمويلا مؤقتا ريثما يتم جمع التبرعات، فهذا يبرر رغبة الحكومة في إبقاء الأمر طي الكتمان".
وبسياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، مارست إسرائيل تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ 2 مارس/آذار الماضي بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
واستبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة غزة الإنسانية" المرفوضة أمميا ومحليا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا جنوب قطاع غزة لذر الرماد في العيون، ولإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه.
إعلانلكن المخطط الإسرائيلي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة مركزا لتوزيع مساعدات جنوب القطاع، فأطلق عليها الجيش الإسرائيلي الرصاص وأصاب عددا منهم، وفق المكتب الإعلامي بغزة.
وما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" شركة أميركية يقع مقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا وتأسست في فبراير/شباط 2025 قائلة إنها تهدف إلى "تخفيف الجوع في قطاع غزة" عبر إيصال المساعدات للغزيين مع "ضمان عدم وقوعها بأيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)" وبدأت تنشط أواخر مايو/أيار من العام نفسه.
ووفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن أول من طرح فكرة تولي شركات مدنية مسؤولية توزيع المساعدات في غزة هو جهات إسرائيلية، بهدف تجاوز الأمم المتحدة والاعتماد على مؤسسات تفتقر للشفافية المالية.