الشارقة (وام)
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، اليوم، افتتاح الدورة الثالثة لـ«القمة البيئية» التي تقام ضمن فعاليات النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر 2024»، في مركز إكسبو الشارقة.
يشارك في القمة مجموعة من كبار المصورين والصحافيين العالميين الذين عملوا لسنوات طويلة في جهود الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي في مختلف المناطق، كما ساهمت صورهم وقصصهم الإخبارية في لفت الأنظار على أهمية المحافظة على التنوع البيئي، إلى جانب تجاربهم في الأنشطة والفعاليات المتعددة في العمل ضمن المحميات الطبيعية، حيث تسلط جلسات النقاش في القمة، الضوء على تلك الجهود والتجارب للخروج بتوصيات ونتائج تسهم في الجهود العالمية الرامية إلى نشر الوعي للمحافظة على البيئة.

أبرز التحديات
وشاهد سمو نائب حاكم الشارقة والحضور مادة مرئية قصيرة، تناولت أبرز التحديات التي تواجه النظام البيئي في كوكب الأرض مثل حرائق الغابات المدمرة، وتلوث المحيطات والبحار، والشواطئ والفيضانات والكوارث الطبيعية وقطع الغابات الجائر، وموجات الحر الشديدة وغيرها من الكوارث التي تعمل على تدمير البيئات الطبيعية وموت الكائنات الحية، وصورت المادة المرئية حال الأرض المأساوي الذي نتج عن إهمال البيئة وإفساد موازينها، ليختتم بعبارة موجهة إلى المشاهدين في كل العالم تقول «بإمكانك التجاهل، ولكن لا يمكنك ادعاء عدم المعرفة».

مستقبل أخضر مستدام
وألقت علياء بو غانم السويدي، مديرة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، كلمةً رحبت فيها بالحضور من كل دول العالم، مشيرةً إلى أهمية الحديث عن البيئة والعمل من أجل استدامتها وجهود الشارقة في ذلك. وقالت «وسط عالم صاخب مثقل بضجيج الحياة اليومية والتحديات البيئية، تجمعنا (الشارقة) لنحمل رسالتها، ونضيء شعلة أمل من أجل استدامة حياة نقية مناصرة للطبيعة وصولاً إلى رسم خريطة طريق عالم متوازن بطبيعته وجميل بصورته».
وأضافت «كثيرة هي عطايا الطبيعة التي وهبها الله لنا، وكثيرة هي الصور التي تنقل التفاصيل لنستلهم من عظمة الخالق أن تكون مسؤوليتنا تجاه تلك اللوحة البيئية، للحفاظ عليها والتعايش السلمي معها».
ودعت، في كلمتها، إلى التفكير عبر منصة «القمة البيئية» بكيفية تحويل كل صورة صامتة بكل معانيها أو كل فكرة إلى قرار يُتخذ أو مبادرة تُطلق، وذلك من أجل رسم صورة بيئية مشرقة لمستقبل أخضر مستدام، لافتةً إلى جهود العديد من الناشطين من حضور القمة البيئية الذين يمثلون نماذج عالمية ثابرت وعملت بمبادراتها العديدة بدون توقف، والتي انعكست على مناصرة قضايا الطبيعة والتغيير نحو بيئة أفضل.

معاناة «يانومامي»
شاهد الحضور فيلماً وثائقياً عن معاناة شعب «يانومامي» في جمهورية البرازيل في غابات الأمازون، والذي أبرز ما يحدث من تدمير لأماكن وحياة السكان الأصليين في تلك المنطقة جراء التنقيب عن الذهب والقطع الجائر للأشجار وتدمير التجمعات السكنية، والآثار الكبيرة الناجمة عن ذلك التعامل الخاطئ مع الطبيعة والبيئة.
وقدّم الناشط البيئي جونيور هيكوراري، زعيم قبيلة يانومامي في الأمازون، ضيف شرف القمة البيئية في دورتها الحالية، كلمةً تناول فيها الجهود التي يقوم بها السكان الأصليون في منطقته للحفاظ على البيئة الطبيعية في الأمازون، داعياً إلى تعزيز العمل والجهود العالمية الرامية إلى نشر الوعي بالحفاظ على البيئة بشكل عام، ودعم نداءاتهم إلى وقف الأعمال الجائرة التي تجري في الغابات هناك، والتنقيب عن الذهب والمعادن التي تسببت في وفاة أكثر من 500 طفل من قبيلته عام 2022.
وأشاد هيكوراري بالقمة البيئية ضمن المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» في توفير الفرصة أمام الناشطين الذين يعملون على إبقاء مناطقهم على طبيعتها، مما يسهم في الحفاظ على الكائنات الحية في أماكنها وعلى صحة الإنسان الذي يعيش هناك ويحافظ على البيئة، ويود تقديم ثقافته المحلية إلى العالم، بدلاً من تعرضه للقتل أو الأمراض.
واختتم زعيم قبيلة يانومامي كلمته مشيداً بدور المصورين في لفت الأنظار إلى التحديات التي تواجهها البيئات الأصلية، بما تضمه من مكونات متنوعة والناس الذين يعيشون فيها، مما يعمل على تشجيع المعنيين على تكثيف الجهود لتقديم الحلول المناسبة للحفاظ على البيئة.

أخبار ذات صلة جان لافون يشارك عشقه لنيويورك بـ«إكسبوجر 2024» سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح «إكسبوجر 2024»

جهود الإمارات
من جانبها، ألقت كاثي موران، المدير الأول لمشاريع التاريخ الطبيعي في مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، وأحد المؤسسين للرابطة العالمية لمصوري صون البيئة، كلمةً تناولت فيها تجاربها ورؤاها حول العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وشددت على أن السكان الأصليين من حقهم وحدهم تقرير مصير أراضيهم ورعايتها، وقالت «إن الطبيعة هي مصدر العلاج والإلهام والحكمة، ويجب علينا أن نتعلم منها ونتفاعل معها بشكل إيجابي ومسؤول، فأجدادنا أخبرونا بأن الطبيعة لا تأتي إلا بالخير، فهي تقدم لنا الكثير من الأشياء التي نحتاجها في حياتنا، حتى الأطفال تساعدهم الطبيعة ليكونوا أكثر ذكاء وإبداعاً».
ودعت كاثي موران إلى تعزيز نظرة الإنسان للأماكن الطبيعية والاعتراف بقيمتها وأهميتها، مؤكدة أن مصطلح التعايش ينبغي أن يتجاوز التعايش مع الأعراق المختلفة، إلى التعايش مع كل الكائنات والمخلوقات، كما أثنت على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها الرائد في حفظ التنوع الحيوي ومكافحة الانقراض.
وقالت إن الإمارات تستهدف حماية 30 بالمئة من الأنواع المهددة بالانقراض بحلول 2030، وتبذل اليوم جهوداً كبيرة للمحافظة على أسماك القرش النادرة والمها العربي والدلافين وغيرها من الكائنات الحية، وهذا النهج يعكس التزام الإمارات بالمسؤولية البيئية والاجتماعية.
وأشادت موران بمبادرة كولومبيا لإنشاء محمية طبيعية تمتد على مساحة 170 ألف هكتار، كما أشارت في الوقت نفسه إلى ضرورة تكثيف الجهود لحماية البيئة البرية والبحرية، إذ إن هناك 10% فقط من البحار محمية وفق الأطر المعيارية.

توازن النظام البيئي
وشهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، في حفل افتتاح الدورة الثالثة من القمة البيئية، جلستين حواريتين الأولى بعنوان «قوة الحماية»، والثانية «الكاميرات.. الأطفال والحفاظ على البيئة» تحدث فيها نخبة من الخبراء البيئيين والمصورين المتخصصين بحماية الموائل الطبيعية والثقافات الأصلية، والذين أكدوا أن الحفاظ على توازن النظام البيئي له فوائد لا حصر لها للحياة البرية وصحة الإنسان.

كما شدد الخبراء البيئيون في حديثهم، خلال جلسات حفل الافتتاح، على أن صانعي الأفلام والمصورين الذين يشاركون تجاربهم في توثيق المناطق المحمية، والحياة البرية والثقافات في جميع أنحاء العالم، يؤكدون حاجة البشر جميعاً إلى التواصل الإيجابي مع الطبيعة، ويعززون دور الثقافات الأصلية في حماية التنوع البيئي الطبيعي، الذي يضمن مستقبلاً صحياً للحياة البرية والأجيال القادمة من كافة المخلوقات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلطان بن أحمد القاسمي قمة البيئة القمة البیئیة سلطان بن أحمد على البیئة

إقرأ أيضاً:

محافظ أسوان يتفقد مدرسة أحمد طه حسين الثانوية... ويكلف بخطة شاملة لرفع كفاءة المدارس وتحسين البيئة التعليمية

تفقد  اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، مدرسة أحمد طه حسين الثانوية المشتركة، لمتابعة سير الدراسة والاطمئنان على تهيئة بيئة تعليمية آمنة ومريحة للطلاب.


رافق المحافظ خلال الزيارة كل من محمود بدوي، مدير عام مديرية التربية والتعليم، والمهندس أبو الحمد أبو الوفا، مدير فرع الهيئة العامة للأبنية التعليمية، وعمرو إمبابي، مدير إدارة أسوان التعليمية.

 

وتجوّل محافظ أسوان داخل عدد من الفصول الدراسية والمعامل والمكتبات، حيث تضم المدرسة 22 فصلًا تستوعب 1225 طالبًا وطالبة. واستمع لآراء الطلاب والمعلمين حول احتياجاتهم، كما تابع عملية تسليم أجهزة التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي، موجّهًا بسرعة تلبية المطالب الضرورية، خاصة المتعلقة بأعمال الصيانة البسيطة وتوفير الأدوات التعليمية اللازمة.

 

وشدد اللواء إسماعيل كمال على ضرورة الإسراع في إنهاء أعمال تطوير أرضية الملعب الخماسي وبلاطات الإنترلوك المحيطة به بفناء المدرسة. كما كلّف مديرية التربية والتعليم بالتنسيق مع الأبنية التعليمية لإعداد خطة تنفيذية شاملة تضم جميع احتياجات الصيانة والتطوير بمختلف مدارس المحافظة، مع وضع جدول زمني واضح للانتهاء منها على مراحل.

 

وأكد المحافظ أهمية استمرار المتابعة الميدانية والالتزام بمعايير الجودة، إلى جانب تنشيط الأنشطة التربوية الهادفة إلى تنمية مهارات الطلاب وصقل شخصياتهم. ووجّه الشكر لهيئات التدريس والعاملين بالمدرسة على جهودهم في توفير بيئة تعليمية داعمة، مشيرًا إلى أن ملف التعليم يأتي في مقدمة أولويات المحافظة باعتباره الركيزة الأساسية لبناء الإنسان وتنمية المجتمع.

 

مقالات مشابهة

  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد توقيع شراكة بين “شمس” و”الشارقة الإسلامي”
  • افتتاح قرية الاستدامة في مدينة جميرا بدبي لتعزيز حماية البيئة
  • سلطان القاسمي يترأّس اجتماع مجلس أمناء أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية
  • سلطان القاسمي يصدر مرسوماً أميرياً بشأن إنشاء وتنظيم نادي الشارقة للدراجات
  • "تجربة شخصية".. قراءة تشكيلية في الطبيعة والبيئة الريفية والبحرية لكفر الشيخ
  • سلطان القاسمي: ضاحية مهذب مشروع متكامل ونوجه بسرعة الإنجاز لاستقرار المجتمع
  • محافظ أسوان يتفقد مدرسة أحمد طه حسين الثانوية... ويكلف بخطة شاملة لرفع كفاءة المدارس وتحسين البيئة التعليمية
  • "الأمن البيئي" يضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة في محمية طويق الطبيعية
  • افتتاح منشأة «ألتمت باور سليوشن» في «حرة مطار الشارقة»
  • أمين المجلس الأعلى للجامعات يشهد افتتاح مؤتمر تطوير الدراسات القانونية