الخليل- في ضوء تقديم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية استقالة حكومته الاثنين الماضي، تتجه الأنظار إلى من سيخلفه وشكل الحكومة القادمة ومهامها.

وتوجّهت الجزيرة نت إلى عدد من المواطنين الفلسطينيين من شرائح مختلفة، وسألتهم عن الحكومة التي يريدونها، والمطلوب منها.

وغلب همّ الحياة اليومية على رأي الشارع، وبينما لا يرى البعض فرقا بين الحكومات المنتهية والقادمة، أبدى آخرون ميلا لتأييد حكومة "تكنوقراط" من الكفاءات، يعتقدون أنها الحل الأفضل في ظل التعقيدات السياسية.

وقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقالة الحكومة التي رافق وجودها منذ عام 2019، العديد من الأزمات، آخرها الحرب على قطاع غزة بالتزامن مع تصعيد إسرائيلي في الضفة، وضغط دولي لـ "تجديد" السلطة الفلسطينية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

خور عبد الله: بين الجغرافيا والسيادة والخذلان السياسي

11 مايو، 2025

بغداد/المسلة:

وليد الطائي

خور عبد الله ليس مجرد ممر مائي ضيق يفصل العراق عن الكويت، بل أصبح رمزًا لملف معقّد تتداخل فيه السيادة الوطنية، والتنازلات السياسية، والتوازنات الإقليمية. فمنذ عام 1993، حين صدرت قرارات مجلس الأمن التي أعادت ترسيم الحدود بين العراق والكويت بعد غزو 1990، بقيت هذه المنطقة بؤرة للجدل، والغضب الشعبي، والإحساس العميق بالغبن.

في عام 2013، فجّر تصديق البرلمان العراقي على اتفاقية “تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله” غضبًا واسعًا في الشارع العراقي. شعر الكثير من العراقيين، وخاصة في البصرة، أن جزءًا من السيادة قد تم التنازل عنه تحت ذرائع “التعاون الدولي” و”حسن الجوار”. فالاتفاقية، بحسب المنتقدين، ثبّتت واقعًا جائرًا رسمته قرارات دولية في ظل ظروف كان العراق فيها ضعيفًا ومجروح السيادة.

أين كانت السيادة عندما تم إقرار الاتفاقية؟ لماذا لم تُطرح للنقاش الوطني الحقيقي؟ لماذا تُسلَّم المواقع البحرية والموانئ تدريجيًا دون مقاومة تُذكر؟ أسئلة كثيرة ظلّت دون أجوبة، وسط صمت رسمي وتبريرات دبلوماسية لا تقنع الشارع، الذي يرى في كل خطوة كهذه تنازلًا يكرّس حالة الضعف والتبعية.

الكويت، من جانبها، لعبت أوراقها بذكاء وبدعم دولي، مستفيدة من الشرعية التي وفّرها لها مجلس الأمن. بينما العراق، المثقل بالفساد والانقسام والضعف السياسي، وجد نفسه يعاني من سوء التفاوض وضياع الملفات الوطنية الكبرى.

ليس الجُرم في الاتفاقية بحد ذاتها، بل في الطريقة التي تم تمريرها بها، والسكوت المخجل عنها. فلو كانت الحكومة العراقية قوية، وذات إرادة تمثل فعليًا مصالح العراقيين، لكان من الممكن التفاوض على ترتيبات أكثر عدالة تحفظ الحقوق ولا تفرّط بالسيادة.

الشارع العراقي لا يحتاج إلى مزيد من الخطب، بل إلى وقفة حقيقية لاسترجاع ما يمكن استرجاعه، أو على الأقل وقف مسلسل التنازلات الذي لا يبدو له نهاية. فخور عبد الله ليس نهاية الطريق، بل هو محطة من سلسلة طويلة من قضايا لم تُحسم لا بالعدل ولا بالقانون، بل بميزان القوى السياسية والدولية.

وفي النهاية، خور عبد الله لم يُسرق فقط من الجغرافيا العراقية، بل من ضمير ممثلي الشعب، ومن عزيمة الحكومات التي نسيت أن من لا يحمي حدوده، لا يحمي كرامته.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • دورا مدينة التلال الكنعانية التي لا تنحني.. حكاية الأرض والمقاومة والتجذر الفلسطيني
  • وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: ناقشنا الأوضاع في سوريا والأعمال التي تقوم بها الحكومة السورية لتعزيز الاستقرار، كما تطرقنا إلى الأوضاع في المنطقة
  • مختل عقلي يجهز على رجل في الشارع العام بمدينة تارودانت
  • الكلاسيكو يشعل الشارع.. شجار وإصابات بين مشجعي البرشا والريال في مدن عراقية
  • جدل مؤتمر أرنولد.. موقف قاطع من درجال على استقالة محمد فرحان
  • استقالة جماعية من جمعية الأسرّة البيضاء / أسماء
  • خور عبد الله: بين الجغرافيا والسيادة والخذلان السياسي
  • استقالة مستشار الأمن القومي السويدي بعد ساعات من تعيينه بسبب صور فاضحة
  • بسبب صورة.. استقالة مستشار الأمن السويدي بعد يوم من تعيينه
  • “مفاجأة”.. أول استقالة رسمية في النصر السعودي بعد خسارة الكلاسيكو