عربي21:
2025-06-28@05:45:30 GMT

العراق في قلب العاصفة!

تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT

الضربات الصاروخيّة "الإسرائيليّة" والإيرانيّة المتبادلة في حرب الـ12 يوما أدخلت المنطقة في رعب تامّ، وخصوصا الدول الواقعة ضمن/ أو بالقرب من مسرح العمليّات، ومنها العراق والأردن ولبنان وسوريا وغيرها!

وسبق لوزير الخارجيّة العراقيّ الأسبق هوشيار زيباري أن ذكر قبل شهر ونصف تقريبا بأنّ المنطقة مُقبلة على "عاصفة ضخمة" نهاية شهر أيّار/ مايو أو منتصف حزيران/ يونيو 2025، والعراق في "قلب العاصفة"، وفعلا بدأت العاصفة منتصف حزيران الحاليّ، وكانت المواجهات الإيرانيّة- "الإسرائيليّة"!

ولكنّ السؤال هل وقع العراق فعلا في "قلب العاصفة"؟ التطوّرات الجديدة أربكت الملفّات السياسية والأمنية والاقتصادية العراقيّة!

دخل العراق مرحلة الركود السياسيّ شبه التامّ، وغالبيّة الشخصيّات التي كانت تُناصر إيران آثرت الصمت والسكون ولم نسمع صوتها، لا من قريب ولا من بعيد
سياسيّا دخل العراق مرحلة الركود السياسيّ شبه التامّ، وغالبيّة الشخصيّات التي كانت تُناصر إيران آثرت الصمت والسكون ولم نسمع صوتها، لا من قريب ولا من بعيد! فيما أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تضامن العراق مع إيران في ظل الهجمات "الإسرائيليّة"، واستعداده لتقديم المساعدات اللازمة لمعالجة آثار العدوان الذي تتعرّض له، وذلك خلال اتصال مع الرئيس الإيرانيّ مسعود بزشكيان الذي دعاه لمنع "إسرائيل" من "استخدام مجال العراق الجوّيّ"!

أما أمنيّا، وهو الملفّ الأهمّ والأخطر، فقد ذكرت الخارجيّة العراقيّة في 18 حزيران/ يونيو 2025 أنّه تمّ الاتفاق بين الحكومة والفصائل المسلّحة على منع تحويل العراق إلى ساحة لصراع المتخاصمين، وأنّ الحكومة تبحث مع واشنطن عددا من الملفّات وأهمّها "ملفّ الفصائل"! وهذا يؤكّد تخوّف قيادات تلك الفصائل من الاستهداف الأمريكيّ، ولو بعد حين!

ونهاية الأسبوع الماضي دعت حركة "النجباء" المسلّحة إلى إعلان "أجواء العراق منطقة حظر جوّيّ على الولايات المتّحدة وإسرائيل"! ولاحقا جرت محاولات محدودة لاقتحام المنطقة الخضراء المحصّنة للوصول إلى السفارة الأمريكيّة، ولهذا اضطرّت الحكومة لإغلاق المنطقة، ومع ذلك نُظّمت بعض الفعّاليّات البسيطة عند بوابة الخضراء، وأعربت عن رفضها للضربات "الإسرائيليّة" المستهدفة لإيران!

وليلة نهاية المواجهات الإيرانيّة- "الإسرائيليّة" وُجّهت ضربات بطائرات مسيّرة مجهولة وبتوقيتات مريبة واستهدفت القاعدة الأمريكيّة في مطار بغداد، وضُرب الرادار الفرنسيّ في معسكر التاجي في بغداد، وكذلك الرادار الآخر في قاعدة "الإمام علي" في محافظة ذي قار الجنوبيّة، وطالت الضربات أيضا قاعدة بلد بمحافظة صلاح الدين، وعين الأسد في الأنبار الغربيّة!

والغريب أنّ قوّة أمنيّة حكوميّة اعتقلت، فجر الأربعاء الماضي، المحلّل السياسيّ "عباس العرداوي" القريب من "حرب الله العراقيّ"، وذلك بعد كتابته لتغريدة قصيرة وبالعاميّة، أشار فيها لما حدث في التاجي بقوله: "لا يوجد شيء هنالك! رادار فرنسيّ بقاعدة التاجي قدّم خدماته بالعدوان الإسرائيليّ تمّ تدميره وإحالته للسكراب"!

وهذا الكلام فيه اتّهام واضح للحكومة بالتعاون مع "إسرائيل" في الحرب ضدّ إيران، ولهذا كانت عمليّة الاعتقال بناءً على توجيهات السوداني!

وسبق للأراضي العراقيّة أن كانت مسرحا للمناوشات الأمريكيّة (الإسرائيليّة)- الإيرانيّة، وبالذات الهجمات الإيرانيّة المباشرة، أو عبر أذرعها العراقيّة، على القنصلية الأمريكيّة في أربيل وقاعدة عين الأسد!

أما اقتصاديّا، وبعد أن صارت سماء العراق مسرحا للصواريخ والطائرات المسيّرة والعاديّة لكلا الفريقين المتحاربين، اضطرّت حكومة بغداد لغلق كافّة المطارات، بما فيها مطار أربيل في كردستان، عدا مطار البصرة جنوبيّ العراق، نتيجة لانعدام السلامة الجوّيّة للطائرات والمسافرين!

ومع هذه الربكة السياسية والأمنيّة والاقتصاديّة وحتّى المجتمعيّة، يظهر التساؤل الأبرز: هل سيكون العراق ساحة للتصفيات المسلّحة بين "إسرائيل" وإيران؟!

وهل يمتلك العراق أوراق ضغط حقيقيّة بعد هذه الحرب وتداعياتها للتأثير ولو لحفظ سيادته وسماءه وناسه على أقل تقدير؟

وهل يمكن أن تحدث فوضى مستقبلية نتيجة لحالة التشنّج الواضحة، وغير المعلنة، بين السوداني وبعض الجماعات المسلّحة والكيانات السياسيّة؟ والأهمّ هو هل المعارضة العراقيّة قادرة على مسك زمام الأمور إن حدث أي تغيير على الأرض؟

الضغوط، الداخلية والخارجية، القاهرة أربكت عمل حكومة بغداد وجعلتها في موقف هزيل، وتفتقر للكثير من فرص المناورة والتحرّك الدبلوماسيّ الداخليّ والخارجيّ
واقعيّا، ورغم جميع محاولات بيان قوّة العراق، فإنّ حالة الشلل السياسيّ والأمنيّ واضحة، وهذا يؤكّد العجز في ترتيب الأوراق والملفّات بحسب أهمّيّتها وتأثيرها على الناس والوطن في حاضرهم ومستقبلهم!

وبعد الحرب "احتفلت" بعض فصائل الحشد الشعبيّ في بغداد والمحافظات بالنصر الإيرانيّ، وبقاء النظام في الحكم، وهذا يعني دعم الجماعات المتوائمة معه في العراق واليمن وغيرهما.



ومع ذلك أبدت عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، قبل يومين، تخوّفها من "خسارة الحشد للانتخابات المقبلة" وفقا لمحمد الطباطبائي، الرجل الثاني في العصائب!

عموما فإنّ هذه الضغوط، الداخلية والخارجية، القاهرة أربكت عمل حكومة بغداد وجعلتها في موقف هزيل، وتفتقر للكثير من فرص المناورة والتحرّك الدبلوماسيّ الداخليّ والخارجيّ!

وهكذا فإنّ الغموض الذي يلفّ مجمل الأوضاع الأمنيّة والميدانيّة المحلية والإقليميّة يُشير إلى أنّ مستقبل العراق مليء بالأحداث المركّبة، ولهذا لا يمكن التكهّن بسهولة بحال البلاد خلال المرحلة المقبلة، ولكنّ المتوقّع أنّ العراق سيكون في قلب العاصفة، وأنّ العراق بعد المناوشات الإيرانيّة- "الإسرائيليّة" ليس هو ذاته بعدها!

أما المعارضة العراقيّة فهي بحاجة لدراسة واقعها بعناية ليكون لها دور ما في المستقبل العراقيّ الدولة الرصينة ينبغي أن تعرف نقاط ضعفها لمعالجتها وإعادة بناء مؤسّساتها لردم أيّ هوّة ونقطة ضعف موجودة في هياكلها!

x.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء العراق إيران إسرائيل فوضى الضغوط العراق إيران إسرائيل فوضى ضغوط قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإسرائیلی ة قلب العاصفة ة العراقی ة الإیرانی ة الأمریکی ة ة العراق

إقرأ أيضاً:

حروب الإنابة لن تنفع العراقيين

آخر تحديث: 26 يونيو 2025 - 10:33 صبقلم: سمير داود حنوش القرار السيادي ما يزال متأرجحًا بين العراق الرسمي و”عراق الفصائل المسلحة”، إذ تتوزع المواقف في بلدٍ لم يستطع إقناع واشنطن بالضغط على حليفتها لإيقاف انتهاك أجوائه من قِبل طائراتها ومُسيّراتها، وبالمقابل لم يستطع إقناع إيران، حامية المنظومة السياسية في العراق، بأن تكفّ صواريخها عن اختراق سمائه وعبور أجوائه.بعد أكثر من عقدين من حكم الإسلام السياسي، الذي تميّز بتعدّد الولاءات وتنوّع الخيانات، لم تتمكّن هذه المنظومة السياسية من بناء سياج دفاعي يحمي الوطن من تدخلات القريب والبعيد، ولم تستطع هذه الجماعات السياسية، على الأقل، امتلاك منظومة دفاع جوي تحمي سماء العراق، رغم كل الموازنات الانفجارية وتسهيلات الدول الراعية لهذا النظام السياسي. الواقع السياسي في العراق يعيش اليوم ورطة حقيقية، فلا يمكن الجزم إنْ كان العراق دولة في ظروف طبيعية، أم “لا دولة” يحكمها سلاح الفصائل؛ ذلك السلاح الذي سيكون بإمرة الجارة إيران، فيما إذا استمرت أميركا وحليفتها في سياسة الضغط القصوى على طهران. ومن المؤكد أن تلك الفصائل ستدخل الحرب بكل عناوينها وولائها العقائدي إلى جانب إيران، إذا بلغ الاستهداف الإسرائيلي ذروته بسقوط النظام الإيراني. يقف العراق عاجزًا عن تحديد بوصلة اتجاهه ومعرفة الطريق الصحيح الذي يجب عليه أن يسلكه. ففيما يسعى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى مطالبة الجانب الأميركي بمنع الطائرات الإسرائيلية من انتهاك الأجواء العراقية، استنادًا إلى اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين بغداد وواشنطن، يأتي تحذير المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقي أبوعلي العسكري ليفجّر تلك المحاولات بقوله “إن دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب سيجلب لها ويلات ودمارًا غير مسبوق،” وهو تهديد مباشر يعكس الاستعداد لتوسعة رقعة الصراع.

وفي محاولة لاستدراج العراق إلى دائرة الصراع الإيراني – الإسرائيلي، انتقد نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي ما وصفه بعجز العراق عن حماية سيادته، مطالبًا بغداد باتخاذ موقف حاسم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية. وأضاف آبادي أن العراق لا يملك حتى الآن قدرة الحفاظ على سيادته، ولا ينبغي لأحد أن يظن أن الصمت يعني دعم إيران، داعيًا إلى تحرك واضح من جانب الحكومة العراقية، في موقف يشير إلى أن إيران لم تعد تُعوّل على الموقف الحكومي العراقي لمساندتها في حربها مع إسرائيل.

الغريب في الموقف العراقي أنه يعيش بأريحية ولامبالاة إزاء ما حدث ويحدث على أرضه وسمائه، التي تخترقها طائرات الإسرائيليين وصواريخ الإيرانيين.تخيّلوا أن البرلمان العراقي، الذي يُفترض به أن يُكثّف جلساته لاستضافة القادة العسكريين والاطّلاع على الاستعدادات تحسّبًا لاجتياح رياح الحرب للأرض العراقية، فشل في عقد جلسة واحدة لإدانة العدوان وانتهاك سيادة البلاد. فأيّ سيادة يمكن الحديث عنها؟ إن إغلاق السفارة الأميركية في بغداد، وإخلاء موظفيها، وتسليم مسؤولية مبناها إلى الجيش الأميركي، يعني بوضوح أن الولايات المتحدة تخلّت عن آخر معقل للدبلوماسية في بغداد؛ المعقل الذي كان يُفترض أن يوفّر قناة تواصل بين العراقيين والولايات المتحدة، أو على الأقل يحُدّ من الهجمات الإسرائيلية على الأراضي العراقية، أو يؤخر استهداف المصالح العراقية منذ السابع من أكتوبر، على الرغم من مشاركة الفصائل العراقية في ضرب إسرائيل بالطائرات المسيّرة والصواريخ في حرب غزة. المفارقة أن القلق الشعبي، الذي تراه في وجوه العراقيين، ربما يكون أشدّ وطأة وأكبر من القلق الحكومي، الذي لم يبادر بأخذ الحيطة والحذر والاستعداد للأسوأ، سوى بتكثيف وتشديد الإجراءات الأمنية التي تهدف إلى المحافظة على هدوء الشارع، خوفًا من تظاهرات أو انتفاضة قد تطيح بالمنظومة السياسية المقيمة خلف أسوار المنطقة الخضراء.بعد أكثر من عشرين عامًا من غياب الاستقلالية في القرار العراقي وارتباطه بمصير الجارة الشرقية، يدفع العراق اليوم ثمنًا باهظًا نتيجة من رهنوا مصيرهم بجيرانهم الإقليميين. وهنا تكمن المصيبة؛ إذ بات العراق يُخشى عليه من الضياع في مهبّ رياح حروب بالوكالة، لا ناقة له فيها ولا جمل.

مقالات مشابهة

  • الحكيم: الانتخابات هي المسار الآمن للعراق
  • الحكيم يكشف عن رسالة بغداد لإدارة ترامب ويوجه نداء للشباب العراقي
  • إطلاق سراح المحلل السياسي العراقي عباس العرداوي
  • بعد انتهاء التصعيد الإسرائيلي الإيراني| ترامب يهاجم الإعلام الأمريكي.. وخبير: كانت تمثيلية
  • اليوم .. منتخب السيدات العراقي أمام نظيره المنغولي
  • العراق وفرنسا يؤكدان على تعزيز العلاقات بين البلدين
  • مناسبة جديدة..يوم “الجريح العراقي”
  • حروب الإنابة لن تنفع العراقيين
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية