إن البشر لا يستطيعون الحياة لمدة أربع سنوات دون النحل.. تنسب تلك المقولة إلى العالم ألبرت آينشتاين قبل أكثر من نصف قرن، وهذا ما ينبهنا إليه كتاب لبن بلا عسل، الصادر مؤخرا بترجمة الدكتورة علا عادل.
يأتي الكتاب على شكل كوميكس، وقد حاز على جائزة أفضل كتاب مصور غير روائي، يطرح الكتاب عبر صفحاته المرسومة عدة أسئلة مهمة، مثل: ماذا لو استيقظنا في عالم بلا نحل؟ أو بالأحرى، ماذا سنفعل إذا اختفى النحل من حياتنا؟
تلقي مؤلفة الكتاب هانا هارمز تلك الأسئلة المهمة، وتحكي عبر الكتاب المدهش قصة النحل وأسراره.
كان جدي لأمي الحاج رجب – رحمه الله – واحدا من مربي النحل وأكثرهم معرفة بحال النحل وحياته في محافظة المنوفية، تعلم العديد من النحالين على يديه، وكان يقدس مهنته ويعتز بها كثيرا، واتخذ أخي الأكبر عدة خلايا نحل للتربية كهواية ولدراسته حينها في كلية العلوم، من هنا جاءت معرفتي المتواضعة بالنحل والعسل، حيث رأيت عالم النحل عن قرب وكيف يكون مجتمعه منظما ودقيقا.
لماذا إذا تلك الأهمية الكبيرة للنحل بالنسبة للبشر، بل وللكرة الأرضية بكاملها؟ يعود السبب في ذلك إلى أن النحل هو المسؤول عن الغذاء الذي يأكله البشر، حيث يلقح النحل نحو سدس النباتات المزهرة حول العالم، وحوالي أربعمئة نوع زراعي مختلف، وعلى الرغم من أن محاصيل الحبوب يتم تلقيحها بشكل أساسي بواسطة الرياح، إلا أن غالبية الفواكه والخضروات يتم تلقيحها بواسطة النحل، بالإضافة إلى العديد من النباتات التي يلقحها النحل وتعتمد عليها الحيوانات في طعامها، لذلك يلعب النحل دورا مهما وحيويا في سلسلة الغذاء كلها.
في السنوات الأخيرة، ارتفعت تحذيرات العديد من المنظمات البيئية التي تحذر من عمليات التناقص الكبيرة في أعداد النحل حول العالم بسبب الممارسات البشرية الخاطئة، بالإضافة إلى العديد من الأمراض التي تضرب مناحل النحل والتغير المناخي. ووفقا لتقرير الأمم المتحدة، يهدد النشاط البشري وما ينتج عنه النحل بالانقراض، حيث تضاعف معدل تناقص أعداده بنحو 100 إلى 1000 مرة عن المعدل الطبيعي، ويواجه نحو 35% من النحل خطر الانقراض حاليا. وهذا الأمر قد يؤدي إلى مجاعات كبيرة.
النحل في مصر إلى أين؟
وفقا لبيانات مركز بحوث النحل تعد مصر من أبرز الدول المصدرة للنحل الحى، حيث تصدر أكثر من 27% من النحل الحى على مستوى العالم، بجانب تصدير العسل لمعظم دول العالم، وخلال عام 2022 صدرت مصر أكثر من 3500 طنا من العسل، ومتوسط أعداد طرود النحل الحى المصدرة إلى الدول المختلفة مليون و200 ألف طرد نحل خلال عام 2022، وفي وقت سابق حققت مشروعات تربية النحل وإنتاج العسل في مصر عائدات للدولة تصل إلى الـ 300 مليون دولار سنويا، وتتمتع مصر في إنتاجها المتميز من عسل البرسيم وعسل الموالح، فضلا عن الأنواع الأخرى التي ترتبط بمواعيد التزهير.
لكن مع كل هذه الأرقام المهمة، لا تجد الدولة الوقت الكافي لتنمية تلك الصناعة والعمل على تحسين النحالة والمربين، فلا توجد هناك إحصائية رسمية عن قاعدة بيانات قطاع النحل في مصر، على الرغم من أن وزارة الزراعة وضعت إجراءات للحصول على تراخيص للمناحل، بموجبها يحصل النحال على رخصة لمدة 3 سنوات.
كما أن ارتفاع التكاليف والمصروفات في السنوات الأخيرة جعل من عملية تربية النحل أمرا مكلفا للغاية، فلم يكن ارتفاع أسعار السكر بل وقلته في الأسواق هو العامل المؤثر الوحيد، بل صاحبه عمليات تحجير الترع والمساقي والتي تم بسببها قطع العديد من الأشجار وخصوصا الكافور، والذي يعد من المصادر المهمة التي يعتمد عليها النحل في غذائه، إذا لا بد _ في ظني وتقديري _ من إعداد خطة للنهوض بصناعة النحل والعسل، والعمل على زيادة التصدير من خلال رفع كفاءة النحل المصري والنحالة.
إن أهمية النهوض بقطاع إنتاج العسل في مصر لم يعد مرتبطا فقط بما يحققه من دخل محدود للعديد من المربين، بل بإسهامه في الاقتصاد المصري، ومن هنا تبرز الحاجة إلى حماية قطاع إنتاج العسل لما يزخر به من إمكانات واعدة بالنسبة للمجتمعات الريفية في مصر إذا ما ازدهر وحقق المطلوب منه، وهو ما يتطلب تدخل الدولة للنهوض بهذه التجارة القديمة قدم حضارة مصر.
عبدالغني محمد – القاهرة 24
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: العدید من فی مصر
إقرأ أيضاً:
الألفية السعيدة.. توفيق عكاشة: هذه هي العلامات التي دفعت إسرائيل لضرب إيران -(فيديو)
كتب - محمد شاكر:
أكد الإعلامي توفيق عكاشة أن اليهود أصبحوا عنصرًا فاعلًا في العالم منذ الثورة الصناعية عبر إقراض الدول لتنهض، وفق خطة محكمة جعلتهم يسيطرون على العلم والاقتصاد والإعلام عالميًا.
وأضاف عكاشة خلال الحلقة الأولى من بودكاست "أسئلة حرجة" الذي يقدمه الكاتب مجدي الجلاد، رئيس تحرير "مجموعة أونا الإعلامية" (التي تضم مواقع "مصراوي" و"يلا كورة" و"الكونستلو" و"شيفت"): "يمتلك اليهود جزءًا كبيرًا من اقتصاد العالم ويديرون الجزء الآخر عبر ثلاث شركات عالمية كبرى تتحكم في أموال العالم."
وتابع: "يعيش اليهود الألفية السعيدة بعد تخطيط طويل وعمل شاق بدأ في القرن الثامن عشر حتى الآن، بينما كنا نضيع وقتنا في مناقشات عقيمة مثل: هل ندخل الحمام بالرجل اليمنى أم اليسرى؟ في حين ركزوا هم على ثلاث مفاصل أساسية للحياة: العلم والاقتصاد والإعلام."
وأوضح أن المرحلة القادمة هي مرحلة "المُلك"، حيث يجلسون الآن على العرش الاقتصادي العالمي، مشيرًا إلى أن ضرب لإيران لم يتم إلا بعد اكتمال هذه المرحلة وتحقيق هذه العلامات، خاصة مع وجود مشكلة تاريخية كبرى بين اليهود والفارسيين تتلخص في مسألة "المسيح المنتظر" و"المهدي المنتظر"، حيث يؤمن نظام الملالي بأن المهدي المنتظر سيظهر من إيران.
وأكد عكاشة أن مسألة امتلاك إيران للقدرات النووية لا علاقة لها بضرب إيران عسكريا، مستشهدًا بما حدث مع صدام حسين وضرب المفاعلات النووية في العراق، حيث لم يتركوه يتطور نوويًا، بينما سمحوا لإيران بالوصول إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%.
واختتم بالقول: "لدينا أكبر قوى سياسية في المنطقة تتمثل في مصر وتركيا والسعودية وإيران، وأقواها إيران، وفق الدعاية الإعلامية، لذا كان من المهم لبنو إسرائيل تأديب إيران وجعلها عبرة لباقي دول المنطقة. إسرائيل نفسها غير محسوبة على المنطقة، لذا كان لابد من عملية ترفع من مكانتها، وهذا ما يتحدث عنه نتنياهو عندما يتكلم عن تغيير خريطة الشرق الأوسط."
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
توفيق عكاشة إيران وإسرائيل ضرب إيرانتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
الألفية السعيدة.. توفيق عكاشة: هذه هي العلامات التي دفعت إسرائيل لضرب إيران -(فيديو)
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
41 25 الرطوبة: 26% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك