كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن ديننا الحنيف دعانا إلى التكافل، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: ‌مَثَلُ ‌الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى في الحديث القدسي: "قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: يا ابْنَ آدَمَ أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ما من يومٍ يصبح العباد فيه إلَّا وينادي مَلَكانِ: يَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا".

وأضاف خلال خطبة الجمعة من مسجد عمر بن عبدالعزيز بمدينة بني سويق، أنه في هذه الأيام نستعد لاستقبال شهر رمضان، بل الأحرى بنا أن نستعد للقاء الله (عز وجل)، فرمضان وسيلة، وهو سبيلنا إلى الله، وطريقنا إليه، ووسيلتنا عنده، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ: أَيْ رَبِّ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه ؛ فيَشْفَعَانِ"، وكان الصالحون يحسنون الاستعداد لهذا الشهر الفضيل، وكانوا يسألون الله عز وجل أن يبلغهم إياه، ويدعو بعضهم لبعض : بلغك الله رمضان، لما في هذا الشهر من الخير العميم، فكيف نستقبله ونستعد له؟ وكيف نهيئ أنفسنا لاستقبال أيامه ولياليه؟ نستعد له من الآن بقيام ما تيسر من الليل، فقيام ركعتين في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها، ونستعد له بمجالس العلم وقراءة القرآن الكريم.

وأكد أن واجب الوقت في الاستعداد لهذا الشهر الفضيل هو في التكافل الاجتماعي والتراحم فيما بيننا وفي جبر خواطر الفقراء والمحتاجين، وفي سعة الإنفاق في سبيل الله، وفي أن يأخذ غنينا بيد فقيرنا، و أن يأخذ قوينا بيد ضعيفنا، يقول الحق سبحانه: "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ مَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"، ويقول سبحانه: "وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" أي يعوضه، ويقول سبحانه: "مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "حصِّنوا أموالَكم بالزَّكاةِ وداووا مَرضاكم بالصدقةِ وأعدُّوا للبلاءِ الدُّعاءَ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَن ستَر أخاه المسلمَ ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه"، ومن سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه لطف الله في جوف المخاطر،

وأكد وزير الأوقاف أن الإنسان ليس له إلا ما قدم وعمَّر به آخرته، فقد ورثنا أرض من سبقونا ونسكن منازلهم ولم نتعظ بما رحلوا إليه، وغدًَا سنلحق بهم وسيرث أرضنا من بعدنا وسيسكن بيوتنا غيرنا، ونقدم جميعًا على الله عز وجل ، ليس لنا إلا ما قدمنا بين يديه، يقول سبحانه: "يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ"، فالدنيا قد أدبرت وآذنت بانتهاء، وإن الآخرة قد أقبلت وآذنت بابتداء، فلا يغتر شاب بشبابه وحيويته، فكم من شاب قضى نحبه لم يحجز شبابه ملك الموت عنه، وإياك أن تغتر بمالك وأبنائك وإنما تذكر قول الله تعالى: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"، فهذه ثمانية، والنجاة في ثمانية، حيث يقول سبحانه: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"، ويقول سبحانه: "هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم".

ويؤتى يوم القيامة بالفقراء والضعفاء والأيتام والغارمين والمكروبين، فيقولون يا رب عبدك هذا أطعمنا يوم كذا، يا رب عبدك هذا سقانا يوم كذا، وهذا كسانا يوم كذا، فيقول سبحانه ليأخذ كل منكم بيد صاحبه ويدخل الجنة، نسأل الله سبحانه أن نكون منهم وأن يحشرنا في زمرتهم.

وهنأ وزير الأوقاف، أبناء محافظة بني سويف بعيدهم القومي الذي شكَّل فيه أبناء المحافظة ملحمة وطنية في مقاومة المحتل آنذاك، سائلين الله (عز وجل) أن يبارك في أهلها جميعًا وفي أهل مصر جميعًا، وأن يبلغنا جميعا رمضان بكل خير وأن ينفعنا بما سمعنا وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل رزق مصر واسعًا رغدًا.

و قام وزير الأوقاف ومحافظ بني سويف بتفقد (2) طن لحوم من صكوك الإطعام، تم تسليمها لصالح الأسر الأولى بالرعاية بالمحافظة.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي رمضان 2024 طوفان الأقصى الحرب في السودان خطبة الجمعة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة طوفان الأقصى المزيد صلى الله علیه وسلم وزیر الأوقاف یقول سبحانه یقول نبینا ف ی س ب یل عز وجل

إقرأ أيضاً:

وزير الشباب والرياضة في خطبة عيد الأضحى:نستلهم من عيد الأضحى معاني الصبر والفداء وقلوبنا مع غزَّة

الثورة /

أكَّد وزير الشباب والرياضة، الدكتور محمد علي المولَّد، في خطبة عيد الأضحى المبارك، التي ألقاها صباح أمس في ملعب الظرافي بالعاصمة صنعاء، أن عيد الأضحى يمثِّل رسالةً خالدةً عن الإيمان والتضحية، مستلهمًا من قِصِّة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل – عليهما السلام، نموذجًا راقيًا للطاعة والفداء.

وأوضح الدكتور المولَّد أن معاني الطاعة والثبات على المبدأ يجب أن تتحوَّل إلى سلوكٍ عمليٍّ في حياة الأُمَّة، باعتبارها أساسًا لبناء المجتمعات القويَّة القادرة على مواجهة التحدِّيات والتحوُّلات.

ووجَّه وزير الشباب تحية إجلالٍ وإكبارٍ لصمود أبناء الشعب الفلسطيني في غزَّة، الذين يواجهون قصفًا وحشيًّا وحصارًا جائرًا، ويعيشون أوضاعًا إنسانية مأساوية، مشيرًا إلى أن احتفالهم بالعيد وسط هذه المعاناة يجسِّد أسمى معاني الصبر والتضحية.

وأوضح أن الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ومناصرة أبناء غزَّة ليس مجرَّد موقف سياسي، بل هو واجب ديني وأخلاقي وإنساني، داعيًا الجميع إلى إدراك مسؤولياتهم في مناصرة أبناء غزَّة ومجاهدي فلسطين بكلِّ أشكال الدعم الممكن، سواء بالوعي والكلمة أو الموقف.

وفي ختام خطبته، قدَّم الدكتور المولَّد التهاني بهذه المناسبة الجليلة إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – وإلى رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي محمد المشّاط، وإلى حكومة التغيير والبناء، وكلِّ أبناء الشعب اليمني الصابر المجاهد.

ودعا أبناء المجتمع إلى استثمار أيام العيد في تعزيز قيم التراحم والتكافل الاجتماعي، وتقوية روابط الإخاء والتعاون.

وختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُعيد هذه المناسبة المباركة على الأُمَّة الإسلامية وهي تنعم بالعزة والنصر والثبات، وأن ينصر غزَّة، ويثبِّت أهلها، ويرفع عنهم العدوان والظلم.

مقالات مشابهة

  • موضوع خطبة الجمعة القادمة 13 يونيو.. «الأوطان ليست حفنة من تراب»
  • الأوطان ليست حفنة من تراب.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • «الأوطان ليست حفنة من تراب».. موضوع خطبة الجمعة المقبلة 13 يونيو 2025
  • الأوطان ليست حفنة من تراب .. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • وزير الشباب والرياضة في خطبة عيد الأضحى:نستلهم من عيد الأضحى معاني الصبر والفداء وقلوبنا مع غزَّة
  • وزير الأوقاف يشهد صلاة الجمعة بمسجد سيدنا الإمام الحسين بالقاهرة
  • وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة
  • وزير الأوقاف يشهد صلاة الجمعة بمسجد الحسين بالقاهرة
  • خطيب مسجد الحسين: تحلوا بالرفق والتسامح واقتدوا بأخلاق النبي.. فيديو
  • خطيب مسجد الحسين: الله جعل لنا مواسم للطاعات ترفع الدرجات وتغفر السيئات.. فيديو