كتب- محمد شاكر:

نعت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة ، الموسيقار الكبير حلمي بكر الذي رحل عن دنيانا اليوم عن عمر ناهز الـ 87 عامًا.

وعبرت وزيرة الثقافة عن حزنها العميق لفقدان نجم لامع في عالم الموسيقى المصرية والعربية مشيرة إلى أن وفاته تعتبر خسارة كبيرة للفن ، وستظل إبداعاته خالدة وستستمر في إلهام الأجيال القادمة.

وُلد حلمي بكر في ديسمبر عام 1937، وتخرج من المعهد العالي للموسيقى العربية، حيث برزت مواهبه الموسيقية الاستثنائية. قام بتأليف موسيقى للعديد من المسرحيات الموسيقية والأفلام الشهيرة.

وتعد إسهامات حلمي بكر في عالم الموسيقى العربية بارزة جدًا، حيث قدّم أكثر من 1500 لحن موسيقى بالتعاون مع كبار المطربين والمطربات في العالم العربي.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي رمضان 2024 طوفان الأقصى الحرب في السودان الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة حلمي بكر وفاة حلمي بكر طوفان الأقصى المزيد حلمی بکر

إقرأ أيضاً:

كيف وُلـِدَتْ الموسيقى؟

بدر بن خميس الظفري

@waladjameel

تعود تسمية «الموسيقى» إلى كلمة Muses، أي «الميوزات»، وهي آلهة الإلهام في الأساطير اليونانية القديمة نُسبت إلى مختلف الفنون والمعارف. وكان «فن الميوزات» يُعرف باليونانية بـ Mousikē، وهو اللفظ الذي انتقل إلى اللاتينية ثم إلى اللغات الأوروبية، حتى بلغ العربية بصيغته الحالية وهي «موسيقى».

تُعدّ الموسيقى جزءًا أصيلًا من التجربة الإنسانية، فهي لغة عالمية تتجاوز الحواجز الثقافية والزمنية، تُستخدم للتعبير عن المشاعر، وللاحتفال، وللتواصل، ولأداء الطقوس الدينية. وهي من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، حتى إن أصلها لا يزال موضع جدل بين الباحثين، ولا يُعرف على وجه التحقيق متى بدأت.

وقد نُسب الفضل في إيصال هذا الفن إلى الآلهة أو الأنبياء في بعض الروايات القديمة. إذ تشير التوراة إلى «يوبال»، من نسل قايين (قابيل)، بوصفه أول من عزف على القيثارة والمزمار. وكانت القيثارة حينها مكوّنة من عشرة أوتار، وتتشابه في شكلها مع المثلث المتساوي الأضلاع، بينما كان المزمار أطول وأضخم من النسخة الحديثة. وتشير بعض الروايات إلى أن أبناء نوح عليهم السلام نقشوا شكل الآلتين على عمودين بعد الطوفان، تخليدًا لابتكارهما. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه القصة واردة في الكتاب المقدس، وليست جزءًا من التراث الإسلامي.

 

بدأت الموسيقى بصوت الإنسان الطبيعي، ثم ألهمته الطبيعة اختراع الآلات؛ فكان صفير الرياح عبر الثقوب باعثًا على التفكير في النفخ، كما لاحظ أن أوتار القوس تُصدر صوتًا عند ارتدادها، فاستلهم منها فكرة شدّ الأوتار والعزف عليها لإنتاج النغمات. ويُرجّح أن أولى آلات النفخ كانت الناي والبوق والمزمار، وربما كان الناي أولها، وهو الآلة التي نقلها الإغريق عن المصريين القدماء.

وقد ورد في كتاب «أصل الموسيقى» الصادر عن مؤسسة هنداوي، أن المصريين القدماء استخدموا الموسيقى في طقوسهم الدينية داخل الهياكل وخارجها، وفي حفلات الزواج والحداد والمعارك. كما اعتمد الكهنة على فن الغناء لعلاج بعض الأمراض العقلية.

وترى بعض الدراسات، كما في مقال «في نشأة الموسيقى وعلاقتها باللغة» بموقع «ديوان العرب»، أن الموسيقى واللغة نشأتا معًا، باعتبار أن الموسيقى شكل من أشكال التواصل غير اللفظي، تنقل العواطف والمعاني عبر الإيقاع والنغمة. وربما كانت الأصوات البدائية، مثل الغناء والدندنة، هي اللبنات الأولى لكلّ من اللغة والموسيقى.

وقد ذكر الباحث أنطون كيلين، من قسم الفلسفة بجامعة بيليفيلد الألمانية، في مقالته «أصول الموسيقى: الأدلة والنظرية والآفاق»، أن الموسيقى سمة متأصلة في جميع الثقافات البشرية المعروفة، تؤدي أدوارًا متعددة في تفاصيل الحياة اليومية. وبيّن أن أقدم الآلات الموسيقية المعروفة في السجل الأثري تعود إلى نحو ٤٠ ألف عام، مرجّحًا أن الموسيقى البدائية قد ترسخت في أواخر العصر البليستوسيني الأوسط، أي قبل حوالي ٤٠٠ ألف سنة.

وتُظهر الاكتشافات الأثرية أن الإنسان القديم صنع آلات موسيقية باستخدام أدوات للنحت والثقب. من أبرز هذه الآلات: «فلوت ديفيه بابِه»، المصنوعة من عظم فخذ دب الكهوف، ويُقدّر عمرها بما يزيد على ٤٠ ألف سنة. كما عُثر في الصين على مجموعة من الآلات الموسيقية يعود تاريخها إلى ما بين عامي ٦٦٠٠ و٧٠٠٠ قبل الميلاد.

وفي سياق آخر، قدّم البروفيسور ستيفن جان، أستاذ الاقتصاد الصحي بجامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا، في كتابه «الموسيقى في سياق التطور والتطور في الموسيقى»، تحليلًا للعلاقة بين نظرية التطور البيولوجي والموسيقى. وتناول ما وصفه بـ«الخوارزمية التطورية» التي تنظّم تطوّر الموسيقى على المستويين الجيني والثقافي، مشيرًا إلى أن دراسة الموسيقى تفتح آفاقًا جديدة لفهم نظرية داروين، والعكس كذلك.

وفي بلاد الرافدين، ابتكر السومريون أول نظام موسيقي مدوّن، وصنعوا أول آلة موسيقية تُعرف باسم «قيثارة أور»، والتي تعود إلى نحو عام ٢٥٠٠ قبل الميلاد. وقد اكتُشفت في المقبرة الملكية بمدينة أور جنوب العراق، وتوجد نسخة منها اليوم في المتحف البريطاني بلندن، كما ورد في مقال بمجلة «الموسيقى العربية» عام ٢٠٢٠.

أما في مصر القديمة، فقد كانت الموسيقى جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية. استخدم المصريون القيثارة، والجنك، والناي، والمزمار، والأرغول، وآلات الإيقاع. وكانت هناك فرق موسيقية تشارك في الاحتفالات والطقوس. وكان السلم الموسيقي المصري يعتمد على خمس درجات، وهو ما يُعرف بالسلم البنتاتوني، كما ورد في مقال «تاريخ الموسيقى العربية من الأندلس إلى العصر الحديث» على موقع «نبض العرب».

وفي الحضارة اليونانية، أدّت الموسيقى دورًا جوهريًا في الحياة العامة والفكر الفلسفي. وقد أسهم فلاسفة كفيثاغورس في وضع الأسس النظرية للموسيقى الغربية، إذ رأى أن قوانين التناغم الموسيقي تعكس نظام الكون ذاته.

وفي العصور الوسطى، سيطرت الكنيسة على الموسيقى، وكان «الغناء الغريغوري» هو النمط الأبرز. وفي المقابل، كان شعراء التروبادور يجوبون جنوب فرنسا بأغانيهم التي تتناول الحب والفروسية.

ومع حلول عصر النهضة، ازدهرت الفنون، وتطورت الألحان، وتوسعت الطبوع الموسيقية، وساهم اختراع الطباعة في نشر التدوين الموسيقي. ومن الآلات المشهورة آنذاك: «الهاربسيكورد»، وهي الآلة التي تُعد سلفًا للبيانو الحديث.

وفي العصر الباروكي، برز التعقيد اللحني والعمق العاطفي، مع أعلام مثل باخ وهاندل. أما العصر الكلاسيكي فتميّز بالاتزان والوضوح، واشتهر فيه هايدن وموزارت وبيتهوفن. وفي العصر الرومانسي، ازدهر التعبير الفردي، وانتشرت الأوبرا وتوسعت الأوركسترا.

وفي القرن العشرين، ظهرت أنماط جديدة، مثل الجاز، والبلوز، والروك، والبوب، وصولًا إلى الموسيقى الإلكترونية والرقمية التي باتت اليوم جزءًا من كل هاتف ذكي.

وقد ورد في مقال بعنوان «التأثير التاريخي للموسيقى عبر الزمن: من اليونان القديمة حتى اليوم»، الصادر عن «معهد الموسيقيين» عام ٢٠٢٣، أن الموسيقى كان لها دور فاعل في مجالات التعليم، والطقوس الدينية، والتعبير عن القضايا الاجتماعية. وكانت أداة للتوعية والاحتجاج في كثير من الحركات الشعبية. كما أشار المقال إلى أن الموسيقى تطورت من أداء بسيط إلى شكل فني معقد.

وتُسهم الأبحاث الحديثة في علم الآلات الموسيقية، أو «الأرغانولوجيا» كما أسماه كورت زاكس عام ١٩١٣، في تصنيف الأدوات الموسيقية إلى آلاتٍ هوائية، ووترية، وإيقاعية، وفقًا لآلية إصدار الصوت. ويعتمد هذا العلم على الأدلة الأثرية، والرسوم والمنحوتات، والنصوص الأدبية القديمة.

وفي بيان صدر عن جامعة أكسفورد عام ٢٠١٢، أُعلِنَ عن اكتشاف مزامير مصنوعة من عظام الطيور وعاج الماموث في كهف «غايسنكلوسترله» بألمانيا، ويعود تاريخها إلى ما بين ٤٢ و٤٣ ألف سنة، مما يجعلها أقدم الآلات المعروفة المرتبطة بثقافة «أورينياسية» التي يُعتقد أنها تعود إلى أوائل البشر المعاصرين في أوروبا.

وهكذا، تتبدى الموسيقى كرافد خالد من روافد الحضارة، لا يكفّ عن التجدد والتنوع. بدأت همسًا بدائيًا، ثم أصبحت علمًا وفنًا، وشاهدًا على تطوّر الوعي الإنساني. من الكهوف إلى المسارح، ومن الطقوس إلى الهواتف، ومن أوتار القيثارة إلى الذكاء الاصطناعي، تظل الموسيقى حاضرة، تعبّر عن الإنسان في كل زمان ومكان.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أحمد حلمي الشريف: العمل العام مسئولية كبيرة.. والقوانين المهمة تم سنها بفترة برلمان 2015 حتى 2020
  • كيف وُلـِدَتْ الموسيقى؟
  • بث مباشر.. مراسم تشييع جنازة الموسيقار اللبناني زياد الرحباني
  • التربية تنعى الطالب عبدالله العلاونة بعد وفاته إثر حادث دهس
  • سعر الريال مقابل الجنيه المصري والعملات العربية اليوم الإثنين 3-2-1447
  • ياسمين عز لسيدة مغربية: الراجل المصري فلة شمعة منورة.. ومعروف على مستوى القارة العربية
  • بكلمات مؤثرة.. لطيفة تنعى الموسيقار زياد الرحباني
  • نقابة المهن الموسيقية تنعى وفاة الموسيقار اللبناني زياد الرحباني
  • ميقاتي أبرق إلى فيروز معزياً: رحيل زياد خسارة كبيرة للفنّ ولبنان
  • سعر الريال مقابل الجنيه المصري والعملات العربية اليوم السبت 1-2-1447