لجأت مليشيا الحوثي (المصنفة على قائمة الإرهاب) إلى إنتاج مسلسل كرتوني سياسي للأطفال مفخخ بالأفكار الطائفية، واستهدافها رموزاً وطنية على رأسها الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، اعتقاداً منها أنها تشهيرية، غير مدركة أن هذا الحقد يعني دلالات جمّة أبرزها أن "صالح شوكة في حلق المشروع الإمامي"، وهو الوحيد الذي وقف في وجهها بعد أن فرَّ آلاف القادة والجند وتركوا العاصمة صنعاء لقمة سائغة للمليشيا.

.

يأتي ذلك امتداداً لحملات تكريس مبدأ الولاء المطلق للزعامات السلالية، التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، وتنفق عليها مليارات الريالات إعدادا وتنفيذا وترويجا، ومن المال العام.

واطلّع محرر وكالة خبر على "برومو" مسلسل كرتوني (سياسي طائفي) مخصص لشريحة الأطفال يحمل عنوان "إنقاذ أمة"، قامت بتوزيعه مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب) للترويج له، تمهيدا لعرضه على القنوات الخاضعة لسيطرتها خلال شهر رمضان المبارك، أو بعده.

وتهدف حلقات المسلسل إلى تمجيد السلالية، حيث أبرزت وبشكل صريح بالاسم والصورة المرسومة شخصيات بدر الدين الحوثي ونجله الأكبر مؤسس الحركة الحوثية الصريع "حسين الحوثي" وشقيقه "عبدالملك" زعيم الجماعة، وعمدت إلى تقديم هذه الشخصيات باصطفاء لمحاولة استهداف عقول الأطفال الصغار والنشء بتكريسها مبدأ الولاء المطلق.

المسلسل الكرتوني الطائفي يستعرض أيضاً في حلقاته شخصيات وطنية يمنية وهي تقارع المشروع الإمامي منذ بداية نشأته في كهوف مران بمحافظة صعدة معقل زعيم المليشيا، معتبرة ذلك عدائية ضد فكر الجماعة، غير مدركة أنها بهكذا عرض تمنح هذه الشخصيات وسام شرف مواجهة المشروع الكهنوتي.

ومن بين الشخصيات، استحضرت المليشيا شخصية الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح وهو يدعو في خطاب له للضرب بيد من حديد وايقاف صرخة "الموت الخمينية"، في مشهد اعتبره مراقبون دلالة على ان "صالح" كان حجر عثرة امام مخططات ذراع إيران ومشروعها الطائفي.

وتضمن "البرومو" أيضاً مشاهد تحثّ على العنف وتغرس معتقدات طائفية ومذهبية تخدم اجندة مليشيا الحوثي الطائفية المستوردة من إيران، وداعمة حربها على اليمنيين.

وسعت مليشيا الحوثي إلى التضليل والكذب، باظهار ارتباط بين عناصر متطرفة افتراضية مع ضباط في نظام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعمليات ارهابية، في محاولة بائسة لتطهير نفسها من درن تخادمها وعلاقتها الوطيدة مع تنظيمي القاعدة وداعش.

وكرّست المليشيا عبر المسلسل مزاعم تعرض قيادات مليشيا الحوثي وممن وصفهم بـ"آل البيت" واتباعهم للاضطهاد والملاحقة والقمع من نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وادعاء المظلومية في ذهنية الأطفال.

ويرجع مراقبون جذور الكراهية والحقد تجاه الرئيس الشهيد صالح، إلى مواقفه الوطنية المناوئة لمشروع الإمامة الذي تبناه (بدر الدين وأولاده)، والحروب الست التي خاضها ضد تمردها في صعدة خلال الفترة 2004 ـ 2010م، وانتهاءً باعلان انتفاضة 2 ديسمبر 2017 وخوضه -منفردا- حرباً شرسة ضدها في قلب العاصمة صنعاء ارتقى فيها شهيداً.

ولعل هذه الانتفاضة هي الضربة التي شكّلت طعنة في خاصرة المشروع الكهنوتي، لإحيائها لدى ملايين اليمنيين روح الصمود والمقاومة ضد الطغيان الحوثي، دفاعا عن ثورة 26 سبتمبر ونظامها الجمهوري، بعد أن وأدته في انقلاب 21 سبتمبر 2014م، وغرست الخوف والذل في قلوب أبناء الشعب من خلال حملات اختطافات وملاحقات وتنكيل بحق كل من يعارضها.

وحذّر المراقبون أولياء الأمور من استغلال المليشيا للتلفزيون والمسلسلات الكرتونية، بغرض تسويق أفكارها التي تستهدف لُحمة المجتمع اليمني، واستخدامها منابر للترويج للشعارات الطائفية وتفخيخ عقول الاطفال والنشء واستهداف مستقبلهم، مطالبين اولياء الأمور بمنع أطفالهم من مشاهدة هذه المسلسلات الكرتونية التي تسعى العقليات الأيديولوجية التي تدعم العنف لاستغلالها في استخدام الأطفال وتجنيدهم كمخزون بشري في حربها العبثية.

كما طالبوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي القيام بمسئولياتهم القانونية والأخلاقية، والضغط على مليشيا الحوثي لوقف عمليات استغلال الأطفال في اليمن، وتحويل مئات الآلاف من الأطفال إلى قنبلة موقوتة، ومصدر لتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: علی عبدالله صالح ملیشیا الحوثی

إقرأ أيضاً:

السودان.. تحالف «تأسيس» يعلن تشكيل حكومة موازية والجيش يصفها بـ«حكومة المليشيا»

رد الجيش السوداني، اليوم الأحد، على إعلان تحالف “تأسيس” تشكيل حكومة موازية، واصفاً إياها بـ”حكومة المليشيا”، معتبراً أنها تمثل “محاولة لخداع حتى شركائهم في الخيانة”، وتهدف إلى الاستيلاء على السلطة خدمةً لأجندات خارجية وطموحات شخصية.

وقال الجيش، في بيان رسمي، إن قادة “الدعم السريع” لا تجمعهم أي صلة حقيقية بالسودان، ويعتمدون على السلاح والنفوذ لنهب موارده، مضيفاً أنهم مستعدون لـ”اللعب بكل الأوراق الممكنة”، بما في ذلك قبولهم أن يكونوا أدوات لتنفيذ أجندات إقليمية تتجاوزهم.

ووصف البيان الحكومة الموازية بأنها “تمثيلية هزيلة”، تجمع بين “عملاء وجهلة ومجرمي حرب”، مؤكداً أن الشعب السوداني سيُفشل هذا المخطط، وسيظل السودان موحداً رغم ما سماه “اتساع دائرة التآمر”، بفضل وحدة شعبه وتماسك جيشه.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية السودانية، الأحد، إعلان “قوات الدعم السريع” عن تشكيل ما وصفته بـ”حكومة وهمية”، معتبرة الخطوة استفزازاً صارخاً واستهتاراً بمعاناة السودانيين الذين يواجهون العنف والانتهاكات منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023.

وقالت الوزارة في بيان رسمي إن نشر الإعلان عبر منصات التواصل الاجتماعي يكشف تراجع “الدعم السريع” تحت ضربات القوات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أن مشاركة شخصيات مدنية في الإعلان يُعد دليلاً على “مؤامرة مشتركة للاستيلاء على السلطة بالقوة”.

وعبّرت الخارجية عن استيائها الشديد من سماح كينيا بعقد اجتماعات تمهيدية لهذا الإعلان في نيروبي، معتبرة ذلك خرقاً لسيادة السودان وتدخلاً سافراً في شؤونه الداخلية، فضلاً عن تعارضه مع مواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد.

ودعت الحكومة السودانية المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية إلى إدانة هذا الإعلان، مؤكدة أن “أي تعامل مع كيان سياسي يصدر عن قوات الدعم السريع يُعد مساساً بسيادة السودان وحقوق شعبه”.

وكان أعلن تحالف “تأسيس”، تشكيل حكومة موازية في السودان، وتعيين محمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء، في خطوة وُصفت بأنها تحدٍّ مباشر للحكومة الرسمية بقيادة الجيش، وسط احتدام الصراع السياسي والعسكري في البلاد.

وذكر التحالف، في بيان صدر من مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، أنه “تم تشكيل سلطتين سيادية وتنفيذية”، مشيرًا إلى أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” سيتولى رئاسة المجلس الرئاسي للحكومة الجديدة، مع تعيين عبد العزيز الحلو نائبًا له، وفارس النور حاكمًا للخرطوم.

وأوضح المتحدث باسم التحالف، علاء الدين عوض نقد، خلال مؤتمر صحفي في نيالا، أن “الاختيارات جاءت بعد مشاورات واسعة اتسمت بالشفافية، وأسفرت عن تشكيل هيئة قيادية من 31 عضوًا”، مؤكدًا أن الهدف هو تفكيك ما وصفه بـ”السودان القديم”، ومعالجة جذور الحروب وتحقيق السلام المستدام.

وأشار التحالف إلى انفتاحه على القوى المدنية والعسكرية الرافضة للحرب والداعمة لتغيير جذري، داعيًا “جميع المظلومين والمضطهدين للانضمام إلى صفوفه”.

يأتي هذا الإعلان في وقتٍ تشهد فيه مدينة الفاشر بشمال دارفور تصعيدًا عسكريًا، بعد أن أعلنت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي تحويلها إلى “منطقة عمليات”، مطالبة المدنيين بالنزوح إلى مناطق أكثر أمانًا، بالتنسيق مع قوات “تحالف تأسيس”.

وكان التحالف قد تأسس في فبراير الماضي بالعاصمة الكينية نيروبي، ويضم قوى من الدعم السريع والحركة الشعبية – قطاع الحلو وحركات مسلحة أخرى، وسط رفض رسمي إقليمي ودولي لأي حكومة موازية، وتحذيرات من تفتيت الدولة وزيادة معاناة المدنيين في ظل الانهيار الإنساني الواسع في البلاد.

آخر تحديث: 27 يوليو 2025 - 15:44

مقالات مشابهة

  • عيون الحوثي على صافر.. تحرك حوثي لتفجير الوضع عسكريًا في 3 محاور
  • أهم الأدوات التي استخدمها مسلسل مستر روبوت في الاختراقات
  • نسرين أمين تكشف لـ أحمد رزق سر وفاة والده.. تفاصيل مسلسل حرب الجبالي الحلقة 47
  • من بشريات حكومة المليشيا المزعومة أن على رأسها التعايشي
  • السودان.. تحالف «تأسيس» يعلن تشكيل حكومة موازية والجيش يصفها بـ«حكومة المليشيا»
  • موسى هلال.. شوكة حوت جديدة في حلق حكومة “تأسيس”
  • عرض ''مُهين'' لم يقبله علي عبدالله صالح قبيل مقتله ولماذا رفض الحوثي تسليم جثته؟
  • منشقون يكشفون مشروع المليشيا المتمردة الهادف الى تدمير السودان
  • مليشيا الحوثي تختطف طالباً جامعياً في إب
  • مليشيا الحوثي تمنع دخول صهاريج المياه إلى تعز