"إنقاذ أمّة".. مسلسل كرتوني طائفي حوثي خلاصته "صالح شوكة في حلق المشروع الإمامي"
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
لجأت مليشيا الحوثي (المصنفة على قائمة الإرهاب) إلى إنتاج مسلسل كرتوني سياسي للأطفال مفخخ بالأفكار الطائفية، واستهدافها رموزاً وطنية على رأسها الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، اعتقاداً منها أنها تشهيرية، غير مدركة أن هذا الحقد يعني دلالات جمّة أبرزها أن "صالح شوكة في حلق المشروع الإمامي"، وهو الوحيد الذي وقف في وجهها بعد أن فرَّ آلاف القادة والجند وتركوا العاصمة صنعاء لقمة سائغة للمليشيا.
.
يأتي ذلك امتداداً لحملات تكريس مبدأ الولاء المطلق للزعامات السلالية، التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، وتنفق عليها مليارات الريالات إعدادا وتنفيذا وترويجا، ومن المال العام.
واطلّع محرر وكالة خبر على "برومو" مسلسل كرتوني (سياسي طائفي) مخصص لشريحة الأطفال يحمل عنوان "إنقاذ أمة"، قامت بتوزيعه مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب) للترويج له، تمهيدا لعرضه على القنوات الخاضعة لسيطرتها خلال شهر رمضان المبارك، أو بعده.
وتهدف حلقات المسلسل إلى تمجيد السلالية، حيث أبرزت وبشكل صريح بالاسم والصورة المرسومة شخصيات بدر الدين الحوثي ونجله الأكبر مؤسس الحركة الحوثية الصريع "حسين الحوثي" وشقيقه "عبدالملك" زعيم الجماعة، وعمدت إلى تقديم هذه الشخصيات باصطفاء لمحاولة استهداف عقول الأطفال الصغار والنشء بتكريسها مبدأ الولاء المطلق.
المسلسل الكرتوني الطائفي يستعرض أيضاً في حلقاته شخصيات وطنية يمنية وهي تقارع المشروع الإمامي منذ بداية نشأته في كهوف مران بمحافظة صعدة معقل زعيم المليشيا، معتبرة ذلك عدائية ضد فكر الجماعة، غير مدركة أنها بهكذا عرض تمنح هذه الشخصيات وسام شرف مواجهة المشروع الكهنوتي.
ومن بين الشخصيات، استحضرت المليشيا شخصية الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح وهو يدعو في خطاب له للضرب بيد من حديد وايقاف صرخة "الموت الخمينية"، في مشهد اعتبره مراقبون دلالة على ان "صالح" كان حجر عثرة امام مخططات ذراع إيران ومشروعها الطائفي.
وتضمن "البرومو" أيضاً مشاهد تحثّ على العنف وتغرس معتقدات طائفية ومذهبية تخدم اجندة مليشيا الحوثي الطائفية المستوردة من إيران، وداعمة حربها على اليمنيين.
وسعت مليشيا الحوثي إلى التضليل والكذب، باظهار ارتباط بين عناصر متطرفة افتراضية مع ضباط في نظام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعمليات ارهابية، في محاولة بائسة لتطهير نفسها من درن تخادمها وعلاقتها الوطيدة مع تنظيمي القاعدة وداعش.
وكرّست المليشيا عبر المسلسل مزاعم تعرض قيادات مليشيا الحوثي وممن وصفهم بـ"آل البيت" واتباعهم للاضطهاد والملاحقة والقمع من نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وادعاء المظلومية في ذهنية الأطفال.
ويرجع مراقبون جذور الكراهية والحقد تجاه الرئيس الشهيد صالح، إلى مواقفه الوطنية المناوئة لمشروع الإمامة الذي تبناه (بدر الدين وأولاده)، والحروب الست التي خاضها ضد تمردها في صعدة خلال الفترة 2004 ـ 2010م، وانتهاءً باعلان انتفاضة 2 ديسمبر 2017 وخوضه -منفردا- حرباً شرسة ضدها في قلب العاصمة صنعاء ارتقى فيها شهيداً.
ولعل هذه الانتفاضة هي الضربة التي شكّلت طعنة في خاصرة المشروع الكهنوتي، لإحيائها لدى ملايين اليمنيين روح الصمود والمقاومة ضد الطغيان الحوثي، دفاعا عن ثورة 26 سبتمبر ونظامها الجمهوري، بعد أن وأدته في انقلاب 21 سبتمبر 2014م، وغرست الخوف والذل في قلوب أبناء الشعب من خلال حملات اختطافات وملاحقات وتنكيل بحق كل من يعارضها.
وحذّر المراقبون أولياء الأمور من استغلال المليشيا للتلفزيون والمسلسلات الكرتونية، بغرض تسويق أفكارها التي تستهدف لُحمة المجتمع اليمني، واستخدامها منابر للترويج للشعارات الطائفية وتفخيخ عقول الاطفال والنشء واستهداف مستقبلهم، مطالبين اولياء الأمور بمنع أطفالهم من مشاهدة هذه المسلسلات الكرتونية التي تسعى العقليات الأيديولوجية التي تدعم العنف لاستغلالها في استخدام الأطفال وتجنيدهم كمخزون بشري في حربها العبثية.
كما طالبوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي القيام بمسئولياتهم القانونية والأخلاقية، والضغط على مليشيا الحوثي لوقف عمليات استغلال الأطفال في اليمن، وتحويل مئات الآلاف من الأطفال إلى قنبلة موقوتة، ومصدر لتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: علی عبدالله صالح ملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
اليمن: المشروع الحوثي إلى زوال وتوحيد الصفوف أولوية
أحمد عاطف (عدن، القاهرة)
أكدت الحكومة اليمنية أن المشروع الحوثي بات عاجزاً عن الاستمرار في ظل التطورات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، داعية اليمنيين إلى التكاتف ونبذ الخلافات لاستعادة الدولة.
وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، إن الشعب اليمني يقف اليوم في منعطف حاسم من تاريخه، حيث تتغير موازين القوى، وتتكشف الحقائق، مشيراً إلى أن المشروع الحوثي أصبح غير قابل للبقاء في مواجهة عزيمة اليمنيين، الذين بتوحدهم ونبذ خلافاتهم قادرون على إسقاطه.
وختم الإرياني بالتأكيد على أن لحظة الحقيقة قد حانت، وعلى اليمنيين أن يدركوا أكثر من أي وقت مضى أن الحوثي ليست قدراً محتوماً، داعياً إلى توحيد الصفوف، ونبذ الخلافات التي هي مصدر القوة الوحيد للحوثيين، والاعتماد على الجيش والقيادة الوطنية من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
في غضون ذلك، وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، 15413 انتهاكاً حوثياً، في محافظة ذمار خلال الفترة من 1 يناير 2018م، وحتى 30 مايو 2025م، موضحة أن الانتهاكات تنوعت بين جرائم القتل، والإصابة، والاختطافات، والإخفاء القسري، ونهب المساعدات، وتفجير المنازل.
ولفت الخبير الحقوقي، فارس البيل، إلى أن ميليشيات الحوثي تمتلك سجلاً ضخماً من الجرائم والانتهاكات، إذ لم تترك شكلاً من أشكال الانتهاكات إلا ومارسته، بدءاً من استهداف النساء، وتفجير المنازل، واختطاف الصحفيين، وانتهاءً بتجنيد الأطفال وترويع المدنيين.
وأوضح البيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الجرائم الحوثية لم تعد خافية على أحد، بل أصبحت موثقة من قبل منظمات حقوقية وأممية عديدة، وكان آخرها اعتقال موظفين أمميين في صنعاء ومناطق أخرى، وذلك في تحدٍ صارخ للقوانين الدولية الإنسانية، مما يعد مؤشراً خطيراً على تعمد الجماعة الانقلابية استهداف المجتمع الدولي ومؤسساته.
وقال الخبير الحقوقي، إن تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية»، مثلما فعلت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، بات ضرورة ملحة لتحقيق العدالة، لا سيما أن الخطر الحوثي لم يقتصر على الداخل اليمني، بل انعكس على حركة الملاحة الدولية، من خلال تهديد الممرات المائية واستهداف السفن، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً للاقتصاد العالمي.
وشدد البيل على أهمية استمرار العمل المنهجي في توثيق الانتهاكات الحوثية، وتوسيع دائرة الحشد على المستوى العربي والدولي، موضحاً أن تحقيق هذا الهدف سيشكل نقطة تحول في التعامل الدولي مع الحوثيين، ويمهد الطريق نحو تسوية عادلة، تبدأ من الاعتراف بحجم الجرائم المرتكبة ومحاسبة مرتكبيها.
في السياق ذاته، قال المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، إن انتهاكات الحوثيين لم تعد تقتصر على الداخل اليمني، بل امتدت آثارها لتطال استقرار المنطقة، إذ إنهم يمارسون إرهاباً منظماً يتطلب موقفاً دولياً حازماً يتجاوز الإدانات.
وأضاف الطاهر، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن جهود المجلس الرئاسي اليمني، تمثل نقلة نوعية في مسيرة حماية المدنيين وإعادة الاعتبار لحقوق الضحايا، إذ يعمل المجلس على حشد التأييد الدولي والإقليمي لدعم مطلب تصنيف الحوثيين «جماعة إرهابية»، بالتوازي مع جمع وتوثيق الأدلة الحقوقية والجنائية حول انتهاكاتهم.
ضغط دبلوماسي
وأكد المحلل السياسي اليمني الطاهر أن التحدي القائم حالياً لا يكمن فقط في جمع الأدلة، بل في بناء شبكة ضغط دبلوماسي وحقوقي قادرة على تجاوز الحسابات السياسية لبعض القوى الدولية، التي ما زالت تراهن على مسارات تفاوضية من دون شروط رادعة، رغم الأدلة المتزايدة على الجرائم التي يرتكبها الحوثيون.