هل يجوز عقد نية الصيام بعد الفجر في رمضان .. وهل تكفي واحدة لـ 30 يوما؟
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
هل يجوز عقد نية الصيام بعد الفجر في رمضان؟ سؤال يكثر البحث عنه خاصة مع اقتراب شهر رمضان 2024، وفي ظل ما ورد في السنة النبوية المطهرة من أحاديث بشأن نية الصيام في رمضان فـ هل يجوز عقد نية الصيام بعد الفجر في رمضان؟
هل يجوز عقد نية الصيام بعد الفجر في رمضان؟تقول دار الإفتاء في بيانها حكم نية الصيام بعد الفجر في رمضان، إن النية لها أهمية كبيرة في الإسلام فهي التي تحدد هدف الإنسان ووجهته وقصده في كثير من الأمور؛ لذا يقول صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ لِمَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» متفق عليه.
وفيما يتعلق بنية الصوم فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ» رواه الأربعة واللفظ لأبي داود والترمذي، والإجماع هنا هو الإحكام والعزيمة.
وأوضحت أن النية محلها القلب، ولا يشترط النطق فيها باللسان، والنية في الصوم إما ركن أو شرط على اختلاف الفقهاء، ويرى بعض الأئمة أن النية واجبة التجديد لكل يوم من أيام رمضان، ولا بد من تبييتها ليلًا قبل الفجر، وأن يعيِّن الصائم صومه إذا كان فرضًا بأن يقول: نويت صيام غد من شهر رمضان.
ويرى آخرون من المذاهب أن القدر اللازم من النية هو أن يعلم بقلبه أنه يصوم غدًا من رمضان، ووقت النية عندهم ممتد من غروب الشمس إلى ما قبل نصف النهار إن نسي في الليل أن ينوي إلى ما قبل نصف النهار حيث يكون الباقي من النهار أكثر مما مضى، وفي مذهب المالكية تكفي نية واحدة في كل صوم يلزم تتابعه -كصوم رمضان- من هذا نقول إذا استطاع الإنسان أن يعقد النية كل ليلة من ليالي رمضان فهذا هو الأصل والأفضل، وإذا خاف أن ينسى أو يسهو فلينوِ في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم بمشيئة الله تعالى شهر رمضان الحاضر لوجه الله، ولم يشترط الأحناف النية في صيام رمضان لكونه صيام فرض، فما دام قد أدى الصيام بامتناعه عن الطعام والشراب فيكون صومه صحيحًا.
قالت دار الإفتاء المصرية في بيانها فضل صيام شهر رمضان إنه من أعظم الفروض والطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه: صوم رمضان، وذلك بما فضله الله تعالى به؛ حيث خصَّه من بين سائر العبادات بأنَّه له سبحانه، وذلك فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «قالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»، فلم ينص على عظيم ثوابه، وجعله مُقَدَّرًا عند الله تعالى لعظمه، إلا أنه مع ذلك بَيَّن أنَّ من ذلك الثواب والجزاء العظيم مغفرة جميع ما مضى من الذنوب والآثام؛ فقال تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 184].
وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: «إِنَّ رَمَضَانَ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَإِنِّي سَنَنْتُ لِلْمُسْلِمِينَ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ خَرَجَ مِنَ الذَّنْبِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» أخرجه أحمد وأبو يعلى الموصلي في "المسند"، وابن خزيمة في "الصحيح".
وقد أجمع المسلمون على أنَّ صيام شهر رمضان فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل خالٍ عن موانع الصوم؛ كالحيض والنفاس، وكذا رخصه؛ كالمرض والسفر والكبر، وقد تواردت النصوص في بيان جزيل ثواب من أطاع الله تعالى بصيام شهر رمضان؛ مما يدل على فضل صيام هذا الشهر الكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء صيام شهر رمضان صلى الله علیه وآله وسلم صیام شهر رمضان الله تعالى
إقرأ أيضاً:
هل يجوز المسح على العمامة عند الوضوء؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على سؤال يقول " مسحت على عمامتي فقط في الوضوء فهل يكون الوضوء صحيحا؟
وقال عطية لاشين، في فتوى له، إن الله تعالى قال في كتابه العزيز "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ".
وأضاف عطية لاشين، أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روى المحدثون في وصف وضوئه صلى الله عليه وسلم ثم مسح رأسه مرة واحدة وفي رواية ثلاث مرات.
وأشار عطية لاشين، إلى أنه لكي تكون صلاة المرء المسلم صحيحة لابد أن يكون القائم بها على طهارة والطهارة التي جعلت شرطا لصحة الصلاة تشمل طهارة الثوب وطهارة البدن وطهارة المكان.
وأضاف أن طهارة البدن تعني إزالة ما عليه من نجاسة وهو المراد بإزالة الخبث ورفع الحدث الذي يعنى به الوضوء لمن كان به حدث أصغر أو الاغتسال لمن كان به حدث أكبر.
وتابع: ولكي يكون الوضوء صحيحا لابد من وجود أركانه وهي ستة أركان، أربعة منها جاءت في النص القراني الكريم وهو قوله تعالى (إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ) واثنان تضاف إلى الأربعة الواردة في الآية وهي : النيه والترتيب.
وذكر عطية لاشين، أن من أركان الوضوء التي لا يصح الوضوء إلا بها، مسح الرأس منوها أن هناك خلافا بين أهل العلم في القدر الممسوح من الرأس فمنهم من قال بوجوب استيعاب الرأس كلها بالمسح، ومنهم من قال يكتفى بمسح بعض الرأس.
وأوضح أن صاحب السؤال، إذا لم يمسح رأسه مباشرة بل مسح على الساتر عليها المتمثل في العمامة أو الطاقية واكتفى بالمسح على العمامة فقط، فالأمر فيه اختلاف بين أهل العلم فمن أهل العلم من قال بوجوب مسح الناصية مع اكمال المسح على العمامة وله أدلة معتبرة ومنهم من قال يكتفى بالمسح على العمامة فقط، وله أيضا أدلته الواردة في سنة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر عطية لاشين، أن أرجح من هذين الرأيين أن يمسح المتوضئ على ناصيته وان يكمل على عمامته مسحا