البوابة نيوز:
2025-06-26@21:26:16 GMT

منير أديب يكتب: هدنة على أسنة الرماح

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

لا توجد أي إمكانية لانجاز هدنة حقيقية بين حماس وإسرائيل قبل رمضان ولا بعده؛ فكل طرف يتمسك بشروطه ويستعد لإعلان انتصاره العسكري والإستراتيجي في الحرب التي استمرت قرابة خمسة شهور كاملة، ولذلك الرهان على توصل الطرفان لإتفاق هدنة في القريب العاجل يدل على عدم فهم طرفي الصراع وآيات المواجهة بينهما.

إسرائيل استنزفت نفسها في صراع مسلح ربما أفرطت في استخدام القوة العسكرية فيه، حيث لم تحقق أهدافها، سواء من تحرير الرهائن أو القضاء على حركة حماس، التي تتفاوض معه الآن، أو حتى في الضغط عليها بالشكل الذي يدفعها لقبول شروطها، ولذلك يصعب عليها أنّ تخرج مهزومه في هذه المعركة.

وهذا ما دفع إسرائيل لعدم حضور جولة المفاوضات الجارية في القاهرة حاليًا، انتظارًا لأي جديد يتحقق، كأحد وسائل الضغط التي تفهم حماس وتتعامل معها، صحيح أنّ قيادات حماس أضافت مع الوسطاء يومًا جديدًا من الحوار والنقاش، ولكن هذا لا يُعني القبول بشروط إسرائيل أو التخلي عن مطالبها، والتي تتلخص في الوقف الدائم لإطلاق النار مع الإنسحاب الكامل وعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.

أفرطت إسرائيل في استخدام القوة وها هي حماس تحصد ثمار الرعونة الإسرائيلية المعتادة في المواجهة، صحيح أنّ إسرائيل قد تكون حققت بعض النجاحات العسكرية ولكن حماس حتمًا بتمسكها بالشروط التي طرحتها للهدنة تُريد أنّ تجني ثمار الانتصار الإستراتيجي.

لن يتم توقيع هدنة بين الطرفين لا قبل رمضان ولا أثناء الشهر الكريم، وإذا تمت توقيع اتفاقية بين الطرفين فلن تصمد كثيرًا، سوف يتم اختراقها وقد يكون من نتائجها حرب ربما تجتاح فيها إسرائيل رفح الفلسطينية لتقلب الطاولة من جديد، أملًا في تحقيق الانتصار في الجولة الأخيرة من الصراع.

ولذلك الهدنة التي يلعب عليها الوسطاء في القاهرة وقطر سوف تكون على أسنة الرماح، ولن يلتزم بها أي من الطرفين؛ فإذا كانت بضغط عربي على حماس، ولا أظن ذلك، فسوف تتخفف منها الحركة مع أول قذيفة يُطلقها الإسرائيليين، وهذا وارد، وإذا كانت إسرائيل مضطرة إليها، وهو متوقع، فسوف تخرقها مع شمس اليوم التالي.

من مصلحة حماس عدم توقيع اتفاقية إلا أنّ تكون على شروطها، فرغم المآسي التي تعرض ومازال يتعرض لها الشعب الفلسطيني، فإنّ عامل الوقت لصالحها وليس لصالح إسرائيل، خاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم، وبالتالي سوف يزداد التعاطف العربي والإسلامي وهو ما سوف يضر بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية، ولذلك سرعة انجاز الهدنة لصالح إسرائيل أكثر منه لصالح الفلسطينين.

الوسطاء العرب مع الولايات المتحدة الأمريكية يُدركون أنّ الفشل في التوصل لإتفاق قبل شهر رمضان يُعني أنّ هناك جولات جديدة من الصراع قد يمتد إلى حرب تضرب المنطقة العربية، وقد يدفع إسرائيل إلى احتلال محور فلادلفيا أو حتى اجتياح مدينة رفح، وهو ما سوف يدفع مصر لردع إسرائل وتنفيذ تهديداتها بهذا الخصوص.

هناك طرف سوف يُعلن انتصارة بعد هذه الحرب الطويلة بين الجانبين؛ ما قدمة الفلسطينيون يجعلهم يتمسكون بشروطهم، خاصة وأنّ حماس تُريد أنّ تُسوق لمشروعها الجهادي أو النضالي من خلال المواجهة المسلحة في هذه الحرب، وبالتالي لن تُخرج منهزمة، بل تُريد أن تُحقق الانتصار الإستراتيجي وتضغط على إسرائيل من أجل تحقيق مطالبها.

وهو ما يدفعنا للقول، إنه من المستبعد توقيع أي اتفاق بين حماس وإسرائيل حاليًا أو بعد حين إلا بشروط حماس، وإذا تم توقيع اتفاق حالي فسوف يكون على أسنة الرماح، سوف يكون اتفاق محكوم عليه بالإنهيار، وسوف ينتهي إلى حرب جديدة، إلا إذا وقعت إسرائيل على هزيمتها، وهو ما قد يُحدث ولكن بعد قليل من الوقت.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حماس اتفاق هدنة القاهرة قطر غزة فلسطين فتح هدنة رمضان وهو ما

إقرأ أيضاً:

إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة التالية؟

(CNN)-- بعد 12 يوما من تبادل الضربات المكثفة بين إسرائيل وإيران- والتي تخللها القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، والرد الانتقامي من جانب طهران– بدا أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة صامد، الثلاثاء.

لكن في غزة، لم يظهر الهجوم الإسرائيلي أي علامات على التراجع، حيث أودت النيران الإسرائيلية بحياة المئات هناك منذ بدء الصراع الإيراني- الإسرائيلي.

 ومع هيمنة إيران على عناوين الأخبار، غاب الفلسطينيون وعائلات الرهائن المحاصرين في أطول حرب في المنطقة عن الصفحات الأولى، وتم نسيانهم إلى حد كبير وسط الضربات المدمرة بين اثنتين من أقوى دول الشرق الأوسط.

ودعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، الثلاثاء، إلى توسيع نطاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ليشمل غزة.

وقالت المجموعة التي تطالب بإعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس": "من يستطيع التوصل إلى وقف إطلاق النار مع إيران يستطيع أيضا إنهاء الحرب في غزة". 

ولا يزال 50 رهينة محتجزين في القطاع، ويُعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، بحسب الحكومة الإسرائيلية.

وقال المنتدى: "إنهاء هذه العملية الحاسمة ضد إيران دون الاستفادة من نجاحنا في استعادة جميع الرهائن سيكون فشلا ذريعا"، مضيفا أنه توجد الآن "فرصة حاسمة سانحة".

وردد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد عن هذه الرؤية أيضا، وكتب في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "والآن غزة. هذه هي اللحظة المناسبة لإغلاق تلك الجبهة أيضا. لإعادة الرهائن إلى وطنهم، وإنهاء الحرب. على إسرائيل أن تبدأ في إعادة الإعمار".

وقالت قطر، التي تلعب دور الوسيط الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل و"حماس"، الثلاثاء، إنها تأمل أن يتم استئناف المحادثات غير المباشرة خلال اليومين المقبلين.

 وذكر رئيس الوزراء القطري أن المحادثات "مستمرة"، مضيفا أن مصر وقطر على اتصال بالجانبين في محاولة لإيجاد "حل وسط" بشأن مقترح الهدنة الأخيرة التي طرحتها الولايات المتحدة على الطاولة.

ويدعو هذا المقترح إلى إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين وجثث 18 إسرائيليًا آخرين اُحتجزوا في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كجزء من وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما.

 وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت "حماس" إنها لم ترفض المقترح، لكنها طالبت بضمانات أقوى بشأن إنهاء الحرب.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للصحفيين، الأحد، إنه "لا شك أن إنجازاتنا الكبرى في إيران تُسهم أيضا في تحقيق أهدافنا في غزة".

وقدّمت إيران دعما ماليا وعسكريا لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في القطاع.

وعندما سألته شبكة CNN عن مخرج لنهاية الحرب في غزة، قال نتنياهو: "انظروا، قد تنتهي هذه الحرب غدا. قد تنتهي اليوم، إذا استسلمت حماس، وألقت سلاحها، وأطلقت سراح جميع الرهائن، سينتهي الأمر. سينتهي الأمر في لحظة. إنهم يرفضون ذلك".

وأكدت "حماس" أنها منفتحة على هدنة، لكنها غير مستعدة لإلقاء سلاحها.

وبالنسبة لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، لم تهدأ الأوضاع في القطاع منذ أكثر من 20 شهرا من الموت والعنف واليأس.

فقد قُتل أكثر من 55 ألف شخص في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، من بينهم أكثر من 17 ألف طفل.

ومنذ بدء القصف الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران، قُتل أكثر من 860 شخصا في غزة بنيران إسرائيلية، وفقا لإحصاءات شبكة CNN لأعداد القتلى اليومية التي تصدرها وزارة الصحة الفلسطينية.

في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة مرارا من تزايد احتمال حدوث مجاعة من صنع البشر في القطاع.

وتتصاعد الهجمات على المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى الإمدادات الغذائية، حيث قُتل أكثر من 500 شخص برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء سعيهم للحصول على المساعدة منذ 27 مايو/أيار الماضي بحسب وزارة الصحة في غزة.

وفي بيان صدر الثلاثاء، وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أفعال إسرائيل بأنها "جريمة حرب محتملة".

وتواصلت شبكة CNN مع الجيش الإسرائيلي للحصول على تعليق.

وأكد المدير التنفيذي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، مخاوف الفلسطينيين والعديد من المنظمات الإنسانية الداعمة لهم بشأن محنتهم، حيث قال: "تستمر الفظائع في غزة بينما يتحول الاهتمام العالمي إلى مكان آخر".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل توقف مؤقتاً إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • محتفلًا بعيد ميلاد الإعلامية ريهام إبراهيم.. أحدث ظهور للكينج محمد منير
  • بعد نهاية المواجهات بين إسرائيل وإيران.. "حماس" إلى أين؟
  • خالد عامر يكتب: من الفائز؟ أمريكا ـ إسرائيل .. أم إيران؟
  • إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة التالية؟
  • هدنة بين إيران وإسرائيل.. أين مجازر غزة من حسابات ترامب؟
  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل
  • ترامب: مستقبل إسرائيل وإيران مفتوح بلا حدود ومحكوم بوعود عظيمة
  • إيران: إسرائيل تغتال العالم النووي رضا صديقي قبل ساعات من بدء هدنة ترامب
  • إيران توافق على هدنة مع إسرائيل عبر وساطة قطرية