شبكة اخبار العراق:
2025-12-13@03:00:32 GMT

البشرية وهي تبتعد عن إنسانيتها

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

البشرية وهي تبتعد عن إنسانيتها

آخر تحديث: 7 مارس 2024 - 10:03 صبقلم: فاروق يوسف كنت شاهدا على حرب فيتنام غائبا عنها، وكنت شاهدا على الحروب على العراق حاضرا في مآسيها باستثناء حرب احتلاله. وها أنا ذا أعيش حرب غزة شاهدا غائبا ومغيبا، يبحث عن قيمة لصوته في خضم ضجيج أعمى. وبقدر ما عشته ورأيته وسمعت عنه وعانيته وسعيت إلى فهمه يمكنني القول إن البشرية لا تملك إرادة واضحة في الدفاع عن مبادئها الإنسانية في مواجهة غريزة وحشية لم تتمكن من تهذيبها والتحكم بها.

في كل لحظة انتهاك تندثر قيم، خُيل لنا في وقت ما أنها ستكون قادرة على الحد من شرور الإنسان في سعيه إلى توسيع مصالحه الضيقة على حساب حياة الآخرين وسبل الخروج بهم من مأزق الوقوع تحت ضغوط الفقر والجهل والعوز. لا يزال القوي يأكل الضعيف توهما منه بأن ذلك سيجعله أكثر قوة. لا يزال وهم “البقاء للأقوى” مسؤولا عن الانحراف بالمعادلة الإنسانية عن الحق. “المعذبون في الأرض” ما زالوا يؤثثون عذابهم بمختلف المظلات العقائدية بحثا عن طريقة للمواجهة، هي في حقيقتها مناسبة لصنع أسباب للاختلاف لا لردم الفجوة التي يسببها سوء الفهم المزمن. أولئك المعذبون لا يملكون سلاحا منطقيا، من شأن استعماله أن يقلل من عذابهم. وهو ما يتلذذ به دعاة الاستغلال والابتزاز والعدوان وصناع الحروب. البشرية لا تدافع عن نفسها حين تختار الهجوم وسيلة للرد. تلك وسيلة أثبتت فشلها. على سبيل المثال كان الإيحاء بالقوة الذي مارسه صدام حسين سببا استقوى به الأميركان في غزوهم للعراق وتدمير دولته. هناك أخطاء ترتكبها البشرية في الدفاع عن حقها في البقاء يستفيد منها دعاة الحرب. البشر يعاني من ازدواجية مريضة صار تجار الحروب يستفيدون منها. فالقوة ليست هي الحل كما أن التستر بالعقائد لن يضفي شيئا من العدالة على صراع، هدفه الحرب وإذا كانت الحرب كما كان يُقال هي آخر الحلول، هي الحل الذي يتم اللجوء إليه حين تفرغ السلة من الحلول فإن البشرية على عجلة من أمرها وليس لديها وقت إلا للإنصات لطبول الحرب والهتاف بالأناشيد التي لم تُكتب من أجل حرب بعينها بل كُتبت لتكون صالحة لكل الحروب. أما فكرة الحرب العادلة فقد مرغها محترفو الحرب في أوحال مكائدهم ودسائسهم وأكاذيبهم. فصارت واقعة نيويورك التي لا تزال الشكوك تحوم حولها سببا في تدمير بلدين (أفغانستان والعراق) ووقف القانون الدولي عاجزا عن منع ذلك. وما يحدث اليوم في غزة يعد ملحقا بما جرى بالأمس. يوم غزا الأميركان العراق خرجت الملايين في شوارع عواصم العالم غير أن صوتها لم يمنع القذائف من السقوط على بغداد ولم يربح العراقيون منها إلا الرثاء والشفقة. حين أسقط الأميركان قنابلهم على هيروشيما وناغازاكي كانوا يفكرون في السلام. وهي كذبة، كانت مجرد غطاء لتجريب السلاح النووي والانتقال بالحرب إلى عصر جديد. بعدها صارت الدول تتسابق من أجل امتلاك أسلحة الدمار الشامل تحت شعار “توازن الرعب”. المصطلح نفسه يفتح الباب على حياة، يكون الخوف أساسها. هل كانت الدول تخاف على شعوبها أم أن الشعوب كانت تخاف مما تخطط له دولها من مشاريع قتل تفتك بالثروات التي قُدر لها أن تكون مجرد حطب يُلقى في محرقة حرب قد تحدث في أية لحظة؟ ولم تتعلم الدول شيئا من سباق التسلح الذي أسقط دولة كبرى مثل الاتحاد السوفييتي. لقد وقعت الكثير من الحروب المدمرة تحت غطاء الحرب الباردة التي كان طرفاها الاتحاد السوفييتي بمنظومته الشرقية والولايات المتحدة بحلفائها الغربيين. حرب باردة استدعت الكثير من الحروب الساخنة التي سحقت آمال الملايين في حياة تليق بالبشر. ولكن أي بشر نحن وقد وهب الكثيرون منا قلوبهم للسلاح بعد أن اعتبروه صديقا. ما من فكرة أكثر تفاهة من تلك الفكرة التي تجعل الجبان ينتصر على الشجاع ويرديه قتيلا. أما العقائد وقد تصدرت أسباب الخلاف الذي تشن من أجله الحروب فإنها فقدت جوهرها الإنساني لتكون وسيلة بالعودة بالإنسان إلى ما قبلها، يوم كان يفكر بغرائزه وليس بعقله لحماية مصالحه. وليست الحرب الدائمة كما ينفذها الإيرانيون وأتباعهم سوى عودة إلى مرحلة ما قبل قيام الدول واستقرار المجتمعات في مناطق نفوذ معترف بها قانونيا. ما يفعله الحوثيون في البحر الأحمر على سبيل المثال يكشف عن أن إيران قد أطلقت العنان لأتباعها من قطاع الطرق ليستدعوا القوى الكبرى لإشعال حرب جديدة. فكرة إشعال المنطقة هي فكرة إيرانية لم تنفع معها محاولات تصفير المشكلات التي بذلتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بجهد رفيع.يعاني البشر من ازدواجية مريضة صار تجار الحروب يستفيدون منها. فالقوة ليست هي الحل كما أن التستر بالعقائد لن يضفي شيئا من العدالة على صراع، هدفه الحرب.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

تطبيقات جديدة تحوّل الحروب إلى سلع.. ومصير الشعوب إلى مقامرة رقمية

أوضح مطورو "بولي غلوب" في حديثهم مع "فوتوريزم" أن التطبيق لا يقتصر على عرض المراهنات، بل يدمج أيضاً بيانات "استخبارات مفتوحة المصدر (OSINT) في الوقت الفعلي"، مستنداً إلى تغريدات "أكثر المصادر موثوقية" على منصة  "إكس".

كشف تقرير جديد نشره موقع "فوتوريزم" أن منصات المراهنات القائمة على العملات الرقمية باتت تدرّ أرباحاً هائلة من خلال تحويل الأزمات الإنسانية والجيوسياسية إلى سلع تداولية.

ووفقاً للتقرير، تتصدر منصة "بولي ماركت" (Polymarket) هذا المشهد، حيث تتيح للمستخدمين وضع رهانات على نتائج كوارث مناخية، وانتخابات سياسية، وصراعات مسلحة، بمنطق يشبه سوق الأسهم أكثر مما يشبه لعبة الحظ التقليدية.

وأشار تقرير "فوتوريزم" إلى أن النمو السريع لـ"بولي ماركت" يعود جزئياً إلى سياسات التخفيف التنظيمي التي طبّقتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد حوّلت المنصة نفسها، بفضل هذا المناخ التنظيمي، إلى الوجهة المفضلة للمراهنات المرتبطة بالصراعات الدولية.

وبحسب المعطيات التي استعرضها "فوتوريزم"، سجّلت "بولي ماركت" حجم تداول تجاوز ملياري دولار أمريكي في عام 2025، مع رهانات مركزة على أسئلة مثل "هل ستستولي روسيا على كامل مدينة بوكروفسك قبل 2026؟"، والتي ولّدت وحدها أكثر من 2.7 مليون دولار من الصفقات.

من رهانات رقمية إلى خريطة تفاعلية

ولمواكبة تعقيدات الساحة الجيوسياسية وتعدد بؤر التوتر، طوّر فريق تقني تطبيقاً جديداً باسم "بولي غلوب" (PolyGlobe) يربط الرهانات مباشرةً بخريطة رقمية للعالم.

ويسمح التطبيق للمستخدمين بالتنقّل عبر خريطة تفاعلية والضغط على مؤشرات جغرافية ــ مثل تلك المرسومة على خطوط المواجهة في الحرب الأوكرانية-الروسية ـــ للوصول فوراً إلى صفحة الرهان ذات الصلة على "بولي ماركت".

وأوضح مطورو "بولي غلوب" في حديثهم مع "فوتوريزم" أن التطبيق لا يقتصر على عرض المراهنات، بل يدمج أيضاً بيانات "استخبارات مفتوحة المصدر (OSINT) في الوقت الفعلي"، مستنداً إلى تغريدات "أكثر المصادر موثوقية" على منصة "إكس".

ورغم غياب معيار موحّد لانتقاء المصادر، تُظهر مراجعة سريعة أن حسابات مجهولة—مثل "Conflict_Radar" و"Osint613"—تشكّل العمود الفقري للمحتوى المعروض.

من تتبع بيتزا البنتاغون إلى مراقبة الحروب

ويأتي "بولي غلوب" من نفس الفريق الذي أطلق مشروع "بيتزا بنتاغون ووتش"، الذي يراقب عمليات توصيل البيتزا بالقرب من مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) كمؤشر غير تقليدي للنشاطات الأمنية السرّية.

وأكد الفريق لـ"فوتوريزم" أنه شريك رسمي لـ"بولي ماركت" عبر برنامج "Builders Program"، ما يمنحه دعماً تقنياً مباشراً.

وفي منشور أطلقه الفريق على منصة "إكس"، عرض "بولي غلوب" واجهة تفاعلية تتضمّن اتجاهات الهجوم، ومناطق السيطرة الملوّنة، ومخططات أسعار الرهانات في الوقت الحقيقي—تشبه تماماً مخططات الأسهم.

وأشار الفريق إلى أن التطبيق "يعرض بالضبط منطقة العمليات التي يُعتمد عليها في تسوية الرهان، ويوضّح القاعدة بلغة واضحة". لكن هذه الميزة توقفت مؤقتاً بعد انتقادات من مجموعة "ديب ستيت" (DeepState)، التي طوّرت خريطة خط المواجهة في أوكرانيا واعتبرت استخدام بياناتها في المراهنات غير أخلاقي.

تطبيق موجّه لجمهور احترافي

وبحسب موقع "بولي غلوب"، فإن التطبيق مصمم خصيصاً "للمتداوليين، والباحثين، والصحفيين الذين يحتاجون إلى رؤية الأثر المالي للأحداث الجيوسياسية فور وقوعها، وفي الوقت الفعلي".

وأوضح الفريق لـ"فوتوريزم" أنه لا يجنى أرباحاً مباشرة من رهانات "بولي ماركت"، بل يعتمد حالياً على "رسوم المبدعين" المولّدة من عملته الرقمية الخاصة.

وأفاد المطورون أنهم يستكشفون وسائل بديلة لتحقيق الدخل، مثل "ترخيص البيانات" و"تمكين التداول مباشرةً على الموقع"، ما قد يوسع نطاق استخدام التطبيق خارج حدود المراهنات الحالية.

ورغم الادعاءات حول كفاءة "أسواق التنبؤ"، يشير تقرير "فوتوريزم" إلى وجود تحديات هيكلية. فخلال الجولة الأولى من الرهانات، يمكن لمراهن محترف أن يُزيّف الاحتمالات برهان ضخم، مما يولّد إجماعاً مشوّشاً. كما تُظهر دراسة نُشرت عام 2023—التي استعرضها "فوتوريزم"—أن سلوك المستخدمين غالباً غير عقلاني، نتيجة ظواهر مثل "مغالطة القماري" و"تأثير القرب من الفوز".

Related بسبب المراهنات.. إيقاف لاعب يوفنتوس الدولي فاجولي 7 أشهر مكاتب المراهنات تعارض نتائج الاستطلاعات في مسألة الانتخابات الأميركية الاتحاد التركي يفرض عقوبات قاسية على أكثر من 100 لاعب على خلفية فضيحة المراهنات درس هولندي عن هشاشة الرهان الجيوسياسي

وجسّد المثال الهولندي هذا الخلل. فقبل الانتخابات الهولندية في أكتوبر 2025، أشارت احتمالات "بولي ماركت" إلى فوز شبه مؤكد (95%) لحزب "الحرية" اليميني المتطرف على "ديمقراطيون 66". لكن أول استطلاع خروج ناخبين أظهر تفوّقاً مفاجئاً للحزب الليبرالي، ما دفع باحتمال فوزه للقفز من 5% إلى 100% في دقائق. ونتيجة لذلك، تغيّرت ملكية أكثر من 32 مليون دولار، منها 1.2 مليون دولار كانت رهانات مفتوحة ضد "D66"—قسم كبير منها من حسابات بأسماء مثل "WhiteLivesMatter".

ويخلص تقرير "فوتوريزم" إلى أن أسواق المراهنات، في أفضل الأحوال، ليست مؤشرات موثوقة على مصير الأحداث الجيوسياسية. وفي أسوأ الأحوال، فإنها تمثّل سوقاً للقمار يُبنى مباشرةً على الألم والدمار، ويفتح الباب أمام أشكال جديدة من الاستغلال على مستوى عالمي—حيث يتحول الصراع البشري إلى سلعة مالية، والعواقب المأساوية إلى فرص تداول.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • تطبيقات جديدة تحوّل الحروب إلى سلع.. ومصير الشعوب إلى مقامرة رقمية
  • البعثة الأممية تنظم جلسة توعوية حول «مخلفات الحروب» لأطفال طرابلس
  • مستشار حكومي: انهيار البنية التعليمية بسبب الحروب يعيق التحول الرقمي
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • شتاء غزة لم يعد كما كان.. كيف تركت الحروب المتتالية بصمتها على المناخ؟
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • تناسل الحروب
  • اليمن.. وطن أكلته الحروب وأنهكته الصراعات
  • أكد نوايا بلاده القائمة على الاعتداءات وإشعال نار الحروب.. وزير إسرائيلي متطرف: الحرب مع سوريا حتمية