شبكة اخبار العراق:
2025-12-14@05:57:04 GMT

البشرية وهي تبتعد عن إنسانيتها

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

البشرية وهي تبتعد عن إنسانيتها

آخر تحديث: 7 مارس 2024 - 10:03 صبقلم: فاروق يوسف كنت شاهدا على حرب فيتنام غائبا عنها، وكنت شاهدا على الحروب على العراق حاضرا في مآسيها باستثناء حرب احتلاله. وها أنا ذا أعيش حرب غزة شاهدا غائبا ومغيبا، يبحث عن قيمة لصوته في خضم ضجيج أعمى. وبقدر ما عشته ورأيته وسمعت عنه وعانيته وسعيت إلى فهمه يمكنني القول إن البشرية لا تملك إرادة واضحة في الدفاع عن مبادئها الإنسانية في مواجهة غريزة وحشية لم تتمكن من تهذيبها والتحكم بها.

في كل لحظة انتهاك تندثر قيم، خُيل لنا في وقت ما أنها ستكون قادرة على الحد من شرور الإنسان في سعيه إلى توسيع مصالحه الضيقة على حساب حياة الآخرين وسبل الخروج بهم من مأزق الوقوع تحت ضغوط الفقر والجهل والعوز. لا يزال القوي يأكل الضعيف توهما منه بأن ذلك سيجعله أكثر قوة. لا يزال وهم “البقاء للأقوى” مسؤولا عن الانحراف بالمعادلة الإنسانية عن الحق. “المعذبون في الأرض” ما زالوا يؤثثون عذابهم بمختلف المظلات العقائدية بحثا عن طريقة للمواجهة، هي في حقيقتها مناسبة لصنع أسباب للاختلاف لا لردم الفجوة التي يسببها سوء الفهم المزمن. أولئك المعذبون لا يملكون سلاحا منطقيا، من شأن استعماله أن يقلل من عذابهم. وهو ما يتلذذ به دعاة الاستغلال والابتزاز والعدوان وصناع الحروب. البشرية لا تدافع عن نفسها حين تختار الهجوم وسيلة للرد. تلك وسيلة أثبتت فشلها. على سبيل المثال كان الإيحاء بالقوة الذي مارسه صدام حسين سببا استقوى به الأميركان في غزوهم للعراق وتدمير دولته. هناك أخطاء ترتكبها البشرية في الدفاع عن حقها في البقاء يستفيد منها دعاة الحرب. البشر يعاني من ازدواجية مريضة صار تجار الحروب يستفيدون منها. فالقوة ليست هي الحل كما أن التستر بالعقائد لن يضفي شيئا من العدالة على صراع، هدفه الحرب وإذا كانت الحرب كما كان يُقال هي آخر الحلول، هي الحل الذي يتم اللجوء إليه حين تفرغ السلة من الحلول فإن البشرية على عجلة من أمرها وليس لديها وقت إلا للإنصات لطبول الحرب والهتاف بالأناشيد التي لم تُكتب من أجل حرب بعينها بل كُتبت لتكون صالحة لكل الحروب. أما فكرة الحرب العادلة فقد مرغها محترفو الحرب في أوحال مكائدهم ودسائسهم وأكاذيبهم. فصارت واقعة نيويورك التي لا تزال الشكوك تحوم حولها سببا في تدمير بلدين (أفغانستان والعراق) ووقف القانون الدولي عاجزا عن منع ذلك. وما يحدث اليوم في غزة يعد ملحقا بما جرى بالأمس. يوم غزا الأميركان العراق خرجت الملايين في شوارع عواصم العالم غير أن صوتها لم يمنع القذائف من السقوط على بغداد ولم يربح العراقيون منها إلا الرثاء والشفقة. حين أسقط الأميركان قنابلهم على هيروشيما وناغازاكي كانوا يفكرون في السلام. وهي كذبة، كانت مجرد غطاء لتجريب السلاح النووي والانتقال بالحرب إلى عصر جديد. بعدها صارت الدول تتسابق من أجل امتلاك أسلحة الدمار الشامل تحت شعار “توازن الرعب”. المصطلح نفسه يفتح الباب على حياة، يكون الخوف أساسها. هل كانت الدول تخاف على شعوبها أم أن الشعوب كانت تخاف مما تخطط له دولها من مشاريع قتل تفتك بالثروات التي قُدر لها أن تكون مجرد حطب يُلقى في محرقة حرب قد تحدث في أية لحظة؟ ولم تتعلم الدول شيئا من سباق التسلح الذي أسقط دولة كبرى مثل الاتحاد السوفييتي. لقد وقعت الكثير من الحروب المدمرة تحت غطاء الحرب الباردة التي كان طرفاها الاتحاد السوفييتي بمنظومته الشرقية والولايات المتحدة بحلفائها الغربيين. حرب باردة استدعت الكثير من الحروب الساخنة التي سحقت آمال الملايين في حياة تليق بالبشر. ولكن أي بشر نحن وقد وهب الكثيرون منا قلوبهم للسلاح بعد أن اعتبروه صديقا. ما من فكرة أكثر تفاهة من تلك الفكرة التي تجعل الجبان ينتصر على الشجاع ويرديه قتيلا. أما العقائد وقد تصدرت أسباب الخلاف الذي تشن من أجله الحروب فإنها فقدت جوهرها الإنساني لتكون وسيلة بالعودة بالإنسان إلى ما قبلها، يوم كان يفكر بغرائزه وليس بعقله لحماية مصالحه. وليست الحرب الدائمة كما ينفذها الإيرانيون وأتباعهم سوى عودة إلى مرحلة ما قبل قيام الدول واستقرار المجتمعات في مناطق نفوذ معترف بها قانونيا. ما يفعله الحوثيون في البحر الأحمر على سبيل المثال يكشف عن أن إيران قد أطلقت العنان لأتباعها من قطاع الطرق ليستدعوا القوى الكبرى لإشعال حرب جديدة. فكرة إشعال المنطقة هي فكرة إيرانية لم تنفع معها محاولات تصفير المشكلات التي بذلتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بجهد رفيع.يعاني البشر من ازدواجية مريضة صار تجار الحروب يستفيدون منها. فالقوة ليست هي الحل كما أن التستر بالعقائد لن يضفي شيئا من العدالة على صراع، هدفه الحرب.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

نقطة تحول في تاريخ البشرية.. اكتشاف أقدم دليل على استخدام البشر القدماء للنار في هذا الموقع

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كَشَف حقل في مقاطعة سوفولك شرق إنجلترا أدلةً حول أقدم حالة معروفة لقيام البشر بإشعال النار والتحكم فيها. ويعتقد علماء الآثار أنّه اكتشاف مهم يُسلّط الضوء على نقطة تحوّل حاسمة في تاريخ البشرية.

يشير اكتشاف طين محروق شكّل موقدًا في منطقة بارنهام، إضافةً لفؤوس حجرية متصدعة بفعل الحرارة، وشظيتين من حجر البيريت الذي يُستخدم لتوليد شرارات، إلى أن البشر الأوائل (إنسان النياندرتال على الأرجح) كانوا قادرين على إشعال النيران والحفاظ عليها.

قطعة من حجر البيريت اكتُشِفت في منطقة بارنهام في إنجلترا لأول مرة في عام 2017.Credit: Jordan Mansfield

وقال أمين مجموعات العصر الحجري القديم في المتحف البريطاني، نيك أشتون، خلال مؤتمرٍ صحفي: "هذا موقع يعود تاريخه إلى 400 ألف عام يوجد فيه أقدم دليل على إشعال النار، ليس في بريطانيا أو أوروبا فحسب، بل في أي مكان آخر من العالم".

وأكّد أشتون، المؤلف الرئيسي لدراسة حول موقع بارنهام نُشرت في مجلة "Nature"، الأربعاء: "هذا هو الاكتشاف الأكثر إثارة في مسيرتي المهنية التي امتدت 40 عامًا".

رسمة تخيلية تُظهر كيفية إشعال البشر القدماء للنيران.تصوير: By Craig Williams © The Trustees of the British Museum Craig Williams/The Trustees of the British Museum

لطالما كان تحديد الوقت والمكان الذي بدأ البشر في إشعال النار وطهي الطعام عمدًا، بين الأسئلة التي حيّرت الباحثين في مجال أصول الإنسان لفترةٍ طويلة.

فهذه القدرة على إشعال النار ستسمح للبشر الذين عاشوا في بارنهام بتدفئة أنفسهم، وردع الحيوانات البرية، وطهي طعامهم بانتظام، بشكلٍ كان سيجعله مغذّ أكثر.

وكان من الممكن أن يجلب القدرة على التحكم بالنيران فوائد عملية، مثل تطوير المواد اللاصقة، وتقنيات أخرى، وتعزيز التفاعل الاجتماعي عبر سرد القصص مثلاً.

تُعد القطع الأثرية المكتشفة في هذا الموقع أقدم بـ350 ألف عام من الأدلة السابقة المعروفة عن إشعال النار في السجل الأثري، والتي عُثِر عليها في شمال فرنسا.

ومع ذلك، يرى أشتون أنّه من غير المرجح أن تكون القدرة على إشعال النار قد ظهرت لأول مرة في بارنهام.

وأوضح: "أعتقد أن الكثير منّا تمتع بحدس بشأن استخدام النيران بشكلٍ منتظم في أوروبا منذ حوالي 400 ألف عام. لكننا لا نملك دليلًا على ذلك".

موقع الحفريات في إنجلترا.Credit: Jordan Mansfield

يُعد تحديد وقت تعلُّم البشر إتقان إشعال النار لأول مرة وكيفية ذلك أمرًا صعبًا بالنسبة لعلماء الآثار.

السبب يعود إلى ندرة بقاء الأدلة التي تشير إلى اشتعال النيران، فيمكن أن يتطاير الرماد والفحم بسهولة، ويمكن أن تتعرّض الرواسب المحروقة للتآكل. 

يصعب أيضًا التمييز بين الحرائق الطبيعية وتلك التي أشعلها الإنسان.

ويُرجح أنّ البشر الأوائل بدأوا في استغلال النيران الناجمة عن الصواعق أو عوامل طبيعية أخرى، ربما عن طريق الحفاظ على الجمرات لفترةٍ من الزمن، ولكنها كانت ستظل موردًا غير منتظم، وفقًا للدراسة.

ومع ذلك، تشير الاكتشافات في بارنهام إلى أنّ السكان القدماء استطاعوا إشعال النار واستخدامها بشكلٍ روتيني ومتعمد.

الدليل القاطع

حلّل الفريق الرواسب المُحمرّة من بارنهام، ووجد أنّ خصائصها الكيميائية تختلف عن تلك الناتجة عن الحرائق الطبيعية.

أشارت بصمة الهيدروكربونات على سبيل المثال، إلى درجات حرارة أعلى ناتجة عن حرق الخشب بشكلٍ مركز، بدلاً من الحرائق واسعة النطاق.

كما أشار التغير المعدني في الرواسب إلى تكرّر الاشتعال  في الموقع ذاته.

لكن الدليل القاطع تجسّد عبر قطعتين من حجر البيريت الحديدي، الذي يُشار إليه أحيانًا بـ"ذهب الحمقى".

ويمكن استخدامه لضرب حجر الصوان، بشكلٍ يُنتج شرارات كافية لإشعال مواد قابلة للاشتعال مثل الفطر الجاف.

لم يكن هذا المعدن الطبيعي متوفرًا في البيئة المحيطة مباشرةً، ويدل ذلك على أنّ السكان القدماء كانوا على دراية بخصائصه في إشعال النار، وسعوا للحصول عليه، كما أفاد الباحثون في الدراسة.

ويرى أستاذ علم آثار العصر الحجري القديم بمركز آثار أصول الإنسان في جامعة ساوثهامبتون البريطانية، جون ماكناب، غير المشارك في الدراسة، أنّ ما يثير الإعجاب في هذا البحث هو النطاق الواسع من أساليب التحليل المستخدمة لحل اللغز.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • نقطة تحول في تاريخ البشرية.. اكتشاف أقدم دليل على استخدام البشر القدماء للنار في هذا الموقع
  • تطبيقات جديدة تحوّل الحروب إلى سلع.. ومصير الشعوب إلى مقامرة رقمية
  • البعثة الأممية تنظم جلسة توعوية حول «مخلفات الحروب» لأطفال طرابلس
  • مستشار حكومي: انهيار البنية التعليمية بسبب الحروب يعيق التحول الرقمي
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • شتاء غزة لم يعد كما كان.. كيف تركت الحروب المتتالية بصمتها على المناخ؟
  • مرسوم بقانون اتحادي يجيز نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة غير البشرية وفق شروط
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟