تحقيق لهآرتس: 27 غزّيا توفوا بمراكز احتجاز عسكرية إسرائيلية
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
كشف تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن 27 معتقلا فلسطينيا من غزة توفوا في منشآت عسكرية احتجزوا فيها منذ اندلاع الحرب على القطاع في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن المعتقلين توفوا أثناء احتجازهم في قاعدة "سدي تيمان" العسكرية الواقعة شمال شرقي بئر السبع، وفي قاعدة عناتوت بالقرب من القدس، أو أثناء الاستجواب في مرافق أخرى للتحقيق داخل إسرائيل.
وقالت الصحيفة ذات التوجه اليساري، إن الجيش الإسرائيلي لم يقدم أي بيانات عن ظروف وفاتهم، لكنه أشار إلى أن بعضهم أصيبوا خلال القتال، بينما عانى آخرون من حالة طبية معقدة قبل اعتقالهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن اعتقال الفلسطينيين من غزة تم بموجب قانون "المقاتلين غير الشرعيين"، الذي يسمح لإسرائيل "سجن أي شخص بدون محاكمة إذا شارك في الأعمال العدائية ضد الدولة، ولم يتم تعريفه كأسير حرب في إسرائيل"، حيث أقرت الحكومة تعديلا على القانون يشدد شروط الاحتجاز، ويسمح باحتجاز المعتقلين المشتبه في تورطهم فيما يسمى "الإرهاب" لمدة 75 يوما دون عرضهم على القاضي.
ووفق معلومات قدمتها مصلحة السجون لجمعية حقوق الفرد في إسرائيل، فإن السلطات الإسرائيلية تحتجز نحو 793 فلسطينيا من غزة بموجب هذا القانون، بالإضافة إلى بضع مئات آخرين محتجزين وفق إجراءات جنائية، وآخرين ما زالوا محتجزين لدى قوات الجيش.
تعذيب وإهمال
وكانت صحيفة هآرتس قد كشفت أن المحتجزين في قاعدة سدي تيمان يقضون كل وقتهم وهم معصوبو الأعين ومكبلون. ونقلت عن مصدر إسرائيلي أن الجنود الإسرائيليين يسيئون معاملة الأسرى ويقومون بضربهم ومعاقبتهم.
وأضافت أن المعتقلين المفرج عنهم قدموا شهادات بشأن الضرب والإساءة على أيدي الجنود وأثناء الاستجواب. وتابعت الصحيفة أن صور المعتقلين المفرج عنهم أظهرت كدمات وعلامات على معاصمهم نتيجة تكبيل أيديهم لفترة طويلة.
ولفتت الصحيفة إلى تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) -نشر أمس في صحيفة نيويورك تايمز- تحدث عن شهادات للمعتقلين الفلسطينيين الذين تحدثوا عن تعرضهم للضرب والسرقة والاعتداءات الجنسية، وتجريدهم من ملابسهم، ومنعهم من لقاء طبيب أو محام.
وقالت هآرتس إن اثنين من المتوفين هما عاملان اعتقلا بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد وُجدا في إسرائيل بموجب تصريح عمل رسمي كان بحوزتهما، وقد توفي أحدهما جراء عدم تلقيه العلاج اللازم حيث كان يعاني من مرض السكري، وآخر كان يعاني من مرض السرطان.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه في أواخر فبراير/شباط، توفي عز الدين البنا، وهو رجل يبلغ من العمر 40 عاما من غزة، وكان يعاني من مرض خطير قبل اعتقاله، في عيادة مصلحة السجون.
وأوضحت الصحيفة أن البنا تم إحضاره أول مرة إلى قاعدة سدي تيمان وتم احتجازه في البداية بشكل منتظم هناك، ولم يتم نقله إلى منشأة سدي تيمان الطبية إلا بعد أسبوعين، وقبل حوالي شهر تم نقله إلى عيادة مصلحة السجون.
وأضافت أن محاميا زار العيادة مؤخرا، قال إن السجناء هناك قالوا إنه يعاني من الشلل ومن جروح خطيرة. وبحسب المحامي، قال أحد السجناء إن البنا ظهر أصفر اللون وبدت عليه علامات الموت لكنه لم يتلق العلاج المناسب.
وفي تعليق للجزيرة، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري إن عدد الشهداء في السجون الإسرائيلية، قد يزيد في ظل ممارسات الاحتلال بحقهم.
وبحسب الزغاري فإن الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم يقولون إن سجون إسرائيل تحولت لمقابر.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء ودمارا هائلا بالبنية التحتية وكارثة إنسانية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات یعانی من من غزة
إقرأ أيضاً:
الخبير في الثقافة الإسرائيلية أورن شالوم: إسرائيل تتجه نحو الانهيار.. تفكك وفوضى اجتماعية واقتصادية
إسرائيل – حذر الدكتور أورن يحيى شالوم، الخبير في الثقافة الإسرائيلية من أن إسرائيل تواجه تفككا مؤسساتيا وفوضى اقتصادية واجتماعية قد تؤدي إلى انهيار الدولة.
وفي تحليل يثير تساؤلات لدى الإسرائيليين عن مستقبل الكيان الإسرائيلي، أشار شالوم وهو أحد مؤسسي مبادرة “يهودية إعلان الاستقلال” إلى أن الصراع الداخلي الحالي هو “معركة وجودية ستحدد شكل إسرائيل في العقود المقبلة”.
جاءت تصريحات شالوم، وهو ايضا مؤلف كتاب “شمع إسرائيل – اليهودية العلمانية من الرامبام إلى أحد هعام”، خلال مقابلة خاصة مع صحيفة “يديعوت أحرنوت” سلط فيها الضوء على التصدعات العميقة التي تواجهها الدولة العبرية، والتي تتفاقم بسبب الحرب على غزة والانقسامات المجتمعية الحادة.
ويرى شالوم أن جوهر الأزمة يتمثل في الصراع بين نموذجين لليهودية: “الأول هو نموذج إعلان الاستقلال القائم على الديمقراطية والمساواة، والثاني هو النموذج المتعصب الذي تمثله كتل مثل سموتريتش، والذي يهدد بتحويل إسرائيل إلى دولة ثيوقراطية”.
ويوضح: “إذا تناقضت يهودية الأغلبية مع قيم الديمقراطية، فلن تكون هناك ديمقراطية.. المتعصبون يسعون عمليا إلى إلغاء إعلان الاستقلال، حتى لو لم يعلنوا ذلك صراحة”.
ويضيف: “هذه الحرب شخصية بالنسبة لي.. أنا لا أقاتل من أجل الصهيونية، بل من أجل بقاء ابنتي أبيجيل. لكن الكثيرين ممن أعرفهم غادروا البلاد بالفعل”.
وبتشاؤم لافت، يرسم شالوم سيناريو “مرعبا” للإسرائيليين لـ”مئوية إسرائيل” في العام (2048) في حال استمرار الاتجاهات الحالية:
– تفكك مؤسسات الدولة وانهيار الخدمات العامة.
– فوضى اقتصادية تدفع برأس المال والكفاءات إلى الهروب.
– هجرة جماعية للنخبة، التي لو وصلت إلى 300 ألف شخص “ستجعل استمرار الدولة مستحيلا”.
– تحوّل إسرائيل إلى دولة غير جاذبة، حيث “يبقى الهيكل السياسي لكن لا أحد يرغب في العيش فيه”.
ويعلق: “نحن نهدّم بأيدينا ما بنيناه على مدى 75 عامًا.. وهذا ليس فقط خيانة للصهيونية، بل تناقض صارخ مع كل تاريخ اليهودية”، بحسب قوله.
وكشف شالوم عن عمق الانقسام الإسرائيلي من خلال قضية أسرى غزة، التي كان يفترض أن تجمع الإسرائيليين: “المسيانيون حولوا الأولوية من افتداء الأسرى إلى الانتقام.. لقد نزع سلاح الرهائن لأنهم يمثلون قيما تتعارض مع خطاب النصر الكامل الزائف”.
ويختتم شالوم تحليله بدعوة عاجلة: “علينا أن نختار الآن: إما أن نقف كأغلبية ونقول هذه هي يهوديتنا، أو نسمح للمتعصبين بسحق إسرائيل. نحن عند منعطف حرج.. إما أن نوقف الانهيار، أو نتحمل مسؤولية دمار الدولة”.
تحذيرات شالوم تعكس أرقاما “مقلقة” في إسرائيل عن تزايد هجرة الأكاديميين ورجال الأعمال، وتراجع مؤشرات الاقتصاد، وتصاعد الخطاب الديني المتطرف. السؤال الذي تلقي به هذه التحليلات على الطاولة: هل يمكن لإسرائيل أن تبقى “دولة يهودية وديمقراطية” أم أنها مقبلة على مرحلة جديدة، ربما تكون الأخيرة، في تاريخها المضطرب؟، بحسب تحليلات وإشارات شالوم.
المصدر: يديعوت أحرنوت