بوابة الوفد:
2025-06-03@13:18:25 GMT

دفتر أحوال وطن «٢٦١»

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

«الرئيس» ويوم الشهيد.. ومين اشترى مصر؟

.. كان المشهد رهيبًا، تخيلته وتخيلت معه مشهدًا آخر لا يقل رهبة، وأنا أشاهد الشاب الذى وقف وسط قاعة الفرح بعد أن ترك العروس التى رفضت وجود أمه فى الكوشة بجواره، وأمر والدته بالنزول والجلوس مع أشقائه وسط القاعة، وبينما الأم تبكى وتقف وسط القاعة، ترك العروس ونزل ليقف وسط القاعة، ليصمت الجميع، وقال للحضور: يا سادة أنا ببيع أمى.

. مين يشترى أمى؟، مين يشترى أمى؟، وجلس أرضًا أمام الأم وقبل قدمها، وقال للجميع: أنا اشتريت أمى! هذا المشهد لا تستطيع ذاكرتى نسيانه، وأتذكره دائمًا، فى كل لقاء رئاسى أحضره فى احتفالية مصر بيوم الشهيد التى توافق ٩ مارس ١٩٦٩ اليوم التالى لحرب الاستنزاف، ذكرى استشهاد الجنرال الذهبى الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والذى استشهد وهو فى الميدان وسط جنوده، ليؤكد أن الكل يتسابق من أجل نيل الشهادة لحماية تراب مصر، وأن الاستشهاد لم يفرق بين قائد أو جندى، وأن جميع أفراد القوات المسلحة بدءًا من القائد العام للقوات المسلحة، حتى أحدث جندى، على قلب رجل واحد يتمنون الشهادة، وأن من أعادوا الكرامة لمصر فى حرب اكتوبر المجيدة، وما بعدهم فى حرب الإرهاب، هم من اشتروا مصر، أمهم، وهم من دفعوا الثمن غاليًا لتبقى مصر حرة، وتنعم بالأمان والاستقرار إلى اليوم، فى حرب اكتوبر المجيدة دفعوا الثمن، وفى حرب الإرهاب داخل مصر وسيناء دفعوا الثمن، واشتروا مصر بتضحياتهم، فى ٧٣ عندما كانت مصر كلها على قلب رجل واحد، لا يوجد بينهم أى خائن للوطن، وإن وجد فى تلك الأيام كان يختفى تحت الأرض من زلزلة وقوة قلوب المصريين فى حبهم لتراب الوطن، والحفاظ على استقراره، فى أيام كانت النساء يهدين مجوهراتهن، ومصاغهن إلى مصر والمجهود الحربى، فى وقت كان الجميع يضرب حزامًا على بطنه فى سبيل أن تعود كرامة مصر وأرضها، ولم تكن الشائعات ولا الفتن تجد لها طريقًا، لأن الشعب كان له هدف واحد، وحرب واحدة، وفى الحرب ضد الإرهاب كنا فى حرب أشرس يستشهد فيها أبناء جيشنا وشرطتنا كل يوم من أجل أن تبقى مصر، ونحارب على كافة الجبهات سياسيًا، واقتصاديًا لأجل أن يبقى هذا الوطن شامخًا مرفوع الرأس وسط خفافيش ظلام وأعداء فى الخارج والداخل يحاولون هدم ما نبنيه، ولكننا وبدماء شهدائنا قلنا لهم، مصر الجديدة مستمرة فى البناء، ولن يستطيع، أيًا مَن كان، هدم استقرارها أو النيل من شبر واحد من أرضها.

اشتروا مصر، ودفعوا الثمن، نعم دفع الثمن كل شهيد ومصاب من أبناء هذا الوطن لكى تبقى مصر، ولا يصبح مصيرها مثل دول أصبح أهلها رعايا فى دول أخرى وفى خيام اللاجئين، الثمن كان الاستقرار والأمان، وعدم اختطاف جزء من دولة أرادوا تقسيمها، ولو كان الرئيس عبدالفتاح السيسى اكتفى بالحرب ضد هؤلاء الأوغاد، لكان كافيًا، ولكنه أراد مصر قوية، تحمى سيادتها، وتعود للعالم فى فترة وجيزة لتقول للعالم أنا مصر وهؤلاء أولادى، وهذا شعبى الذى وقف صامدًا رغم معاناته وأزمته الاقتصادية، نعم اشتروا مصر، ودفع الثمن شهداء مصر وأسرهم، الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن تبقى مصر، ونبقى نحن وأولادنا فى أمان، وكما لم ننسَ الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض وشهداء اكتوبر، لن ننسى الشهيد المنسى، ورفاقه، ورامى عاشور، وأبانوب، وبيشوى وكل من استشهدوا، لن ننساهم، ولن ننسى شهداء مصر فى أكتوبر، والحرب ضد الإرهاب، الذين أبهرتنا بهم إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وأبهرت العالم فى احتفالية يوم الشهيد أمس بإظهار بطولات شهداء مصر الأبطال بالدموع، كما أبهرت الشئون المعنوية الجميع، بعدة فعاليات عن الشهداء وأسرهم، نعم هؤلاء من يستحقون أن نضرب لهم التحية العسكرية، فى كل يوم على ما قدموا من تضحيات لكى تبقى مصر، ولكى ننعم بالاستقرار والأمان، عرفتوا الآن مَن اشترى مصر؟

> «المترو الجديد» ومافيا المواصلات فى الإسكندرية!

إيه الحكاية، وما هذه الفوضى؟ ولماذا تهيلون التراب على مشروعات الدولة القومية بهذه العقليات التى لا تزال حبيسة المكاتب المكيفة، المترو الجديد فرح أهل الاسكندرية به، لأنه سينقل المحافظة إلى أعتاب مستقبل جديد، يرونه جليًا فى كل مشروعات الدولة على أرض عروس البحر المتوسط، أما ما حدث هو عشوائية أدت إلى قتال على ركوب المواصلات بعد تعطيل القطارات من أبوقير إلى محطة مصر، وتحكم سائقى المشاريع (الميكروباص) فى المشهد بالكامل وتقسيم المحطات، دون رقابة أو قبضة تحكم هؤلاء الذين تسببوا فى أزمة يومية، والسؤال أين البدائل؟ ولماذا لم يتم التخطيط الجيد قبل التنفيذ، بتوفير أساطيل نقل جديدة، من أتوبيسات ومشاريع لسد هذه الفجوة؟ ولماذا تركتم الأمور هكذا، والبلطجية يتحكمون فى المواقف، أين مباحث المرور؟ وأين مشروع النقل بالمحافظة، إيه الحكاية؟

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قلم رصاص الفرح مصر حرة حرب الإرهاب تبقى مصر فى حرب

إقرأ أيضاً:

تفاصيل من حياة المصور الشهيد حسن اصليح لم تُرو من قبل

غزة- كان يُقلّب الكاميرا بين يديه كمن يحمل كنزًا ينقّب عن مفاتيحه، يدور بها بين المصورين في أوقات فراغهم حين كان بينهم متطوعا في أروقة قناة القدس، يسأل عن أزرارها، ويتأملها بعينين تقدح فيهما شرارة الحلم، لم يكن حسن اصليح مجرد شاب متدرب في مطلع الـ20 آنذاك، بل كان صاحب حلم مدفوعًا بطاقة داخله لا تهدأ، ونهَم لا يشبع من التعلم.

قابلت الجزيرة نت درويش بلبل مدير المصورين في قناة القدس سابقا، الذي عاد بذاكرته 15 عاما إلى الوراء، حين صعد حسن سلّم التصوير درجةً درجة، من مساعد يحمل العدسة لأول مرة، إلى مصور محترفٍ يقع عليه الاختيار لتصوير أعقد اللحظات وأكثرها تأثيرا.

يقول درويش "كان حسن يؤمن أن ما يفعله ليس مهنة، بل رسالة يُعبر فيها عن شغفه بهوايته وحبه لعمله، فلا عطلة تُغريه، ولا راحة تستوقفه".

بدايات عمل الصحفي حسن مصورا في قناة القدس (الجزيرة) المصور الذكي

أخذ حسن على عاتقه أن يكون ظلا للطبقات المهمشة والهشة، يوصل صوتهم ويركز على نقل قصصهم، مما جعله قريبا منهم، وعن ذلك يقول درويش "لم يكن حسن عابرًا في حضوره ولا في أثره، لقد كان له قبول لافت، لدرجة أننا كنا نقول له لو ترشحت للرئاسة لفزت بلا منافس".

ويرى درويش أن ما ساعد حسن خلال عمله هو ذكاؤه الاجتماعي، وبناؤه لعلاقات مع المسؤولين وأصحاب القرار الذين كان يقابلهم، مما عزز من مصادره التي اعتمدها فيما بعد في خطوات مسيرته العملية.

بعد 5 أعوام قضاها حسن في قناة القدس، عبر خلالها العتبة الأولى في حلمه بثقة، بدأ عقب ذلك عمله الحر، الذي قفز خلاله بخطوات واسعة نحو القمة، حيث صنع لنفسه اسما على منصات التواصل الاجتماعي، وصار مصدرا إعلاميا موثوقا لملايين المشتركين في قنواته ومنصاته.

إعلان

لاحقا، أطلق حسن وكالة أنباء "علم 24" الخاصة به، كما عمل مع عدد من المؤسسات الإعلامية الدولية الأجنبية والعربية بالتزامن مع ذلك.

ورغم أن حسن ولد وعاش في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فإن كل زوايا القطاع كانت ميدانه، متنقلا بين أرجائه من أقصى الجنوب لأقصى الشمال في يوم واحد، فكان في كل مرة أول مصور يقتحم بعدسته ميدان التغطية، بين الناس ومعهم، ملاحقا الخبر والصورة أينما كانت.

لا عقبات أمامه

يكشف صديق حسن المقرب منه الصحفي أشرف أبو عمرة، للجزيرة نت، أن حسن كان يعاني مرضا نادرا اسمه حمى البحر الأبيض المتوسط، حيث كان يمر بنوبات من الحمى والألم الجسدي والطفح الجلدي دون وجود علاج له داخل القطاع، لكنه كان يقاومه وينطلق للميدان في أول لحظات تعافيه دون أن يستسلم له.

"لم يقعده مرض ولم يوقفه تهديد" يقول أشرف واصفا صلابة صديقه، ويتابع "كان التهديد لحسن متواصلا، حيث أُنشئت صفحات خاصة للتحريض عليه، ونظمت حملات إعلامية لمهاجمته منذ اليوم الأول للحرب".

سألته الجزيرة نت عن كيفية تعاطي حسن مع هذه التهديدات، فأجاب "كان حسن يقول لنا: إن كانت تهمتي أنني أوثق معاناة الناس المطحونين في غزة فليقتلوني وأنا على رأس عملي، لن أمنحهم مرادهم ولن أتوقف عن التغطية".

لم تتوقف محاولات إسكات الصوت وحجب الصورة التي كان لحسن السبق في نشرها، حيث حُذفت منصاته على مواقع التواصل أكثر من 15 مرة، ورغم اشتراك الملايين من المتابعين فيها، فإن "المحارب حسن" كما يصفه صديقه لم يعرف اليأس، وكان يعود من جديد في كل مرة.

يقول أشرف "كانت قناة التلغرام الخاصة بحسن مصدرا أول للفلسطينيين، الذين كانوا يقولون دوما: إذا لم ينشر حسن الخبر فالخبر ليس أكيدا".

يختم أشرف حديثه للجزيرة نت بصوت متهدّج "لم يكن حسن رفيق مهنة، بل كان أخي وجزءا مني، ملازما لي في حلي وترحالي، وما زال صوته يتردد في أذني، أفتقده في كل لحظة ولا أتخيل حقا أنه رحل بلا عودة".

اصليح كان يؤمن بأن ما يفعله ليس مهنة، بل رسالة يُعبر فيها عن شغفه بهوايته وحبه لعمله (الجزيرة) معلّق بعائلته

نجا حسن من أولى محاولات استهدافه في السابع من أبريل/نيسان الماضي، حين قُصفت خيمة الصحفيين مقابل مستشفى ناصر في خان يونس، والتي استشهد فيها عدد من الصحفيين واحترقوا، بينما أصيب هو مع زملاء آخرين.

إعلان

وبينما كان حسن يتلقى علاجه على سرير مشفى ناصر، لم يعر الاحتلال أي اعتبار للزمان أو المكان، إذ لاحقه بصاروخ في غرفته في المشفى في مايو/أيار ليستشهد على الفور.

مكث بين الاستهدافين 35 يوما، والتي رأت فيها زوجته آلاء مسمح الفرصة لتجلس مع زوجها، الذي حرمتها الحرب من رؤيته سوى عبر لقاءات خاطفة لبضع دقائق سريعة.

تقول آلاء "كان زوجي يخشى أن يُستهدف وهو معنا، فكنا نلتقي سريعا في أماكن عامة عدة دقائق، نحاول فيها إطفاء الشوق، فكانت مليئة بعناق أطفاله والوصايا والحاجيات، إلى أن أصيب، فصرت أتردد عليه يوميا لتلمس حاجاته والاطمئنان عليه".

قبل 14 عاما، بدأت آلاء حكايتها مع حسن، كشاب بسيط حالِم، يملك وظيفة متواضعة وقلبًا كبيرًا، وإصرارًا على صناعة حياة مختلفة، لم يرضَ خلالها أن تبقى زوجته بلا شهادة جامعية، فأصر على أن تكمل تعليمها رغم بساطة الحال.

أنجبا 4 أطفال، أكبرهم عبد الفتاح و3 فتيات هن منى وإيمان وميلا، كان قوله الذي يكرره لهم دوما مبررا غيابه عنهم "كل شيء أفعله في حياتي من أجلكم".

بعد سنوات من العمل، قرر حسن أن يبني منزلا يتّسع لعائلته، وعلى مدار عامين بدأ بتأسيسه حجرا حجرا، حتى أصبح البيت حقيقة ماثلة على الأرض، قبل الحرب بأيام كان وزوجته يختاران الأثاث، ويخططان للانتقال، لكن الصواريخ الإسرائيلية لم تمنحهم العيش فيه لحظة واحدة.

أيام الحرب

"يبدو أنها ستكون حربًا طويلة وقاسية" قال حسن لزوجته في صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين كان يجمع معداته ويتجهز للخروج من المنزل، لم تكن تعلم أنها وأبناءها قضوا الليلة الأخيرة في كنفه، وأن هذا آخر عهدها به، لتبدأ آلاء وحدها رحلات النزوح المتكرر دونه.

تقول للجزيرة نت "نار كانت تضرم في صدري في كل ليلة من شهور الحرب الأولى، خاصة في الوقت الذي انقطعت فيه الاتصالات، فلم أكن أعلم هل هو حيّ أم في عداد الشهداء"، لكن رسائله التي كان يباغتها بها بين كل فينة وأخرى كانت تضخ الحياة في شرايينها، حسب وصفها.

إعلان

طلب حسن من زوجته إحضار ابنته الوسطى إيمان قبل قدومها إليه، حيث كانت تصحب أطفاله إليه في المشفى بالتناوب، تقول آلاء عن تفاصيل لقائهما الأخير "أجلس ابنته في حجره وظل يتأملها ويقبلها، كان وداعا صامتا وفائض حب لا يُفسر، لم أتوقع قط أن يكون الأخير".

خلال جلوس آلاء مع زوجها، قام بتسديد كل ديونه، كفل عددا من الأيتام، وأطلعها على تفاصيل جديدة، وأوصاها كثيرا، تقول "لا أعرف كيف غاب عني أنه يودعني، ثم أهديته قميصين ارتدى أحدهما، ولم أكن أعلم أنه سيزف إلى الجنة فيه".

وحين همّت آلاء بالمغادرة، وقفت عند باب الغرفة كأن شيئا ثقيلا يكبل قدميها ويمنعها من الخطو، التفتت إليه فسألها "ما بك؟" فأجابته "حين أغادر من هنا أشعر أن روحي تنسلخ مني، لا أعرف الراحة أو السكينة وأنا بعيدة عنك".

حسن اصليح برفقة زميل التغطية والصديق الأقرب له أشرف أبو عمرة (الجزيرة)

تختم آلاء حديثها للجزيرة نت بقولها "أكثر ما واساني بعد استشهاد حسن، لم يكن الصبر وحده، بل ذلك الحب الجارف الذي غمرني من الناس، حبهم له فاجأني، وجعلني أشعر أنني لا أعيش فقط بوصفي زوجته، بل زوجة رجل عظيم ترك أثرا لا يُنسى في قلوب الجميع".

رحل حسن عن عمرٍ ناهز 38، حمل فيها هموم شعبه على كتفيه، وواجه آلة القتل الإسرائيلية بكلمة وصورة وحق لا يزول، ظنّت إسرائيل أنها بخلاصها منه تُسكت صوته، لكن ما لم تدركه هو أن حسن لم يكن فردا، بل كان بداية لجيش كامل من الصحفيين الذين تعلموا منه، والذين سيكملون الطريق من بعده كما يقولون.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل من حياة المصور الشهيد حسن اصليح لم تُرو من قبل
  • تحذير مالي! الريال اليمني يواصل الغرق.. والمواطن يدفع الثمن
  • ترامب: لن تبقى لنا فرصة اقتصادية إذا لم نرد على الرسوم الجمركية بمثلها
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: أطفال غزة يدفعون الثمن الأكبر من العدوان بفقدان حياتهم
  • أحوال الطقس باليمن…هطول أمطار رعدية وغبار واسع الانتشار
  • ‏الرئيس اللبناني: مكافحة الفساد تبقى أولوية ولن تبقى أي ملفات مقفلة ولا تغطية لأي مرتكب
  • أحوال طقس فلسطين اليوم الإثنين 02 يونيو
  • الكوليرا والتمرد في السودان
  • الاعتراف بدولة فلسطينية.. ماكرون في مواجهة جينيه: ماذا تبقى من الضمير الفرنسي؟
  • الأرض تذوب.. و البشريّة تدفع الثمن!