لن نخون الشعب الفسطيني ..السيسي : تكلفة إعادة إعمار غزة 90 مليار دولار.. ومعبر رفح "لا يُغلق"
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
القاهرة - قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت 9-3-2024، إن بلاده حريصة على أن يظل معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة مفتوحاً على مدار 24 ساعة لإدخال المساعدات الإنسانية بـ"أي حجم"، مضيفاً: "أؤكد لكم أن المعبر لا يُغلق".
وأشار السيسي في كلمة خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة في ذكرى "يوم الشهيد"، إلى أن تكلفة إعادة إعمار غزة ستزيد على 90 مليار دولار.
وأضاف في كلمته: "يشهد العالم منذ شهور مأساة كبرى بجوارنا في فلسطين، حيث يسقط آلاف الشهداء في قطاع غزة ويتعرّض الأحياء منهم لمعاناة إنسانية غير مسبوقة"، مؤكداً: "نبذل أقصى ما نستطيع من جهد وطاقة لحمايتهم وإغاثتهم عن طريق وقف إطلاق النار وإنفاذ المسـاعدات لهم".
ووجّه حديثه للشعب الفلسطيني قائلاً: "إن مصابكم مصابنا، وألمكم ألمنا، وإن مصر لن تتوانى عن مواصلة العمل لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإغاثة المنكوبين من هذه الكارثة الهائلة، ولن تتوقف مصر عن العمل مهما كان الثمن من أجل حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة في دولته المستقلة".
وتطرق الرئيس المصري إلى المساعدات الإنسانية، بقوله إنها "تدخل إلى القطاع سواء كانت مصرية أو أجنبية، وبأي حجم متى أتيحت أي فرصة لذلك"، مشيراً إلى أن مصر تقوم بإسقاط المساعدات على قطاع غزة جواً بسبب الصعوبات التي تواجهها في إدخالها براً.
لا تهجير للفلسطينيين
وأردف الرئيس المصري: "طلبت من المؤسسات عمل تقدير لتكلفة الإعمار في غزة التي يقطنها 2.3 مليون فلسطيني. إذ تُقدّر الكلفة بأكثر من 90 مليار دولار لكي يعود القطاع ببنيته الأساسية ليصبح صالحاً للعيش فيه".
وتابع: "كان ممكن حد يقول لي كنت خد الـ2.3 مليون (نقل سكان غزة) إلى سيناء فالأرض كبيرة والأمور ستُحل"، مؤكداً "وهو إحنا ممكن نخون اللي إنتو شايفين دمهم دول، الأرض أرضنا وبلادنا نحن مسؤولين أن نحميها كما هي من آلاف السنين. هذه حدودها ومفيش حد هيفرط في حاجة (لن يفرط فيها أحد)".
تحالف دولي بمشاركة مصر
وكان المتحدث باسم الجيش المصري، أعلن الخميس، مشاركة مصر في "تحالف دولي" لإسقاط المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية "جواً" على قطاع غزة.
وقال المتحدث العسكري في بيان إن "عناصر من القوات الجوية المصرية في التحالف الدولي، تشارك في إسقاط المساعدات على غزة من الأردن".
وأوضح أن القوات الجوية المصرية "تتعاون مع نظيراتها من القوات الجوية الأردنية والأميركية والفرنسية والهولندية والبلجيكية، لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي لأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة بالمناطق المتضررة بشمال القطاع".
وأشار البيان إلى أن ذلك، تزامن مع إقلاع عدد من طائرات النقل العسكري المصرية والإماراتية من مطار العريش، ضمن الجسر الجوي الممتد على مدار الأيام الماضية لتنفيذ عمليات الإسقاط الجوي لمئات الأطنان من المساعدات الغذائية ومواد الإغاثة على شمال القطاع.
جدير بالذكر أن العاصمة المصرية القاهرة، تستضيف مفاوضات تجري بمشاركة مسؤولين من مصر، وقطر، وحركة "حماس"، والولايات المتحدة، بشأن التهدئة في غزة على مراحل، تشمل وقفاً لإطلاق النار، وصفقة لتبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خطة جديدة من الأمم المتحدة أمام انهيار التمويل وتفاقم مأساة غزة| تفاصيل
في ظل هذا التصعيد المستمر، يواجه أهالي قطاع غزة واقعا حزينا تتفاقم فيه المعاناة الإنسانية مع كل يوم جديد.
وسقوط عشرات الشهداء، معظمهم من الأبرياء الباحثين عن المساعدات، يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
ومع عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف حازم لوقف هذه الانتهاكات، تبقى حياة المدنيين مهددة في كل لحظة، فيما تتزايد الأصوات المطالبة بتدخل فوري وعاجل لوقف العدوان وتقديم الحماية للمدنيين الأبرياء، واستمرار هذا الوضع من دون محاسبة، ينذر بانهيار أوسع للأوضاع الإنسانية ويضعف الثقة في المنظومة الدولية لحماية حقوق الإنسان.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن لا تزال العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي مستمرة في قطاع غزة، حيث تشهد مناطق متفرقة من القطاع، وخاصة تلك القريبة من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، قصفا متواصلا يستهدف المدنيين العزل.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه الاعتداءات المتكررة تسببت في تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، وزادت من معاناة السكان الذين باتوا يعيشون في ظروف مأساوية نتيجة الحصار والدمار، ما جعل منطقة وسط غزة على وجه الخصوص في حالة غليان دائم وتوتر متصاعد.
وأشار الرقب، إلى أن تواصل القصف بالقرب من مراكز الإغاثة يثير قلق المنظمات الدولية والإنسانية، حيث تعيق هذه الهجمات الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات الغذائية والطبية إلى السكان المتضررين، ويعرض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر المباشر.
ومن جانبها، أعلنت الأمم المتحدة اليوم الاثنين عن مراجعة شاملة لخطتها الإنسانية العالمية لعام 2025، في ظل ما وصفته بأنه "أسوأ تخفيضات مالية على الإطلاق تضرب القطاع الإنساني".
وكشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، عبر تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، أن الميزانية الجديدة المطلوب توفيرها لإنقاذ الأرواح تبلغ 29 مليار دولار فقط، لتقديم العون لنحو 114 مليون شخص حول العالم، مقارنة بالمبلغ السابق الذي حددته المنظمة وقدره 44 مليار دولار.
وفي هذا السياق، أعرب توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، عن القلق العميق قائلا: "لقد اضطررنا إلى اتخاذ قرار مصيري بشأن بقاء البشرية.. الحسابات صادمة، والعواقب مفجعة.. لن يحصل الكثير من الناس على المساعدة التي يحتاجونها، لكننا سنسعى جاهدين لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح ضمن الموارد المتاحة".
وبحسب أوتشا، فقد جمعت الأمم المتحدة حتى الآن 5.6 مليار دولار فقط، وهو ما يمثل 13% فقط من المبلغ الإجمالي المطلوب، رغم حلول منتصف العام.
ويأتي هذا في وقت تتفاقم فيه الأزمات الإنسانية بشكل حاد في مناطق مثل السودان، وقطاع غزة، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وميانمار، مما يجعل التحديات أكثر إلحاحا وتعقيدا.
وتتزامن هذه الأزمة المالية الحادة مع استمرار الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث كشفت مصادر طبية عن استشهاد 52 شخصا منذ فجر أمس الأحد، من بينهم 17 شهيدا سقطوا بينما كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية، بعد أن استهدفتهم نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقا لما وثقته صور خاصة حصلت عليها قناة الجزيرة، فقد استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجروح متفاوتة نتيجة إطلاق النار عليهم قرب مركز الشركة الأميركية في منطقة العلم غرب مدينة رفح، جنوبي القطاع.
وتمكنت سيارات الإسعاف من نقل عشرات الجرحى إلى مستشفى ناصر ومستشفيات ميدانية أخرى في منطقة المواصي غرب خان يونس.
وفي مساء اليوم ذاته، استشهدت فلسطينية وأصيب عدد من الأشخاص إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في منطقة المخابرات شمال غرب مدينة غزة، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية.
من جانبه، أعلن مستشفى العودة عن استقباله 11 شهيدا و35 جريحا جراء قصف إسرائيلي طال منزلا يقع خلف صالة عابدين على شارع صلاح الدين وسط القطاع، في مشهد آخر يضاف إلى سجل المعاناة المتواصلة التي يعيشها السكان المدنيون في غزة.
وتجسد هذه التطورات أزمة مركبة يعيشها المجتمع الإنساني الدولي، إذ تقف الأمم المتحدة أمام معادلة قاسية بين تناقص الموارد المالية من جهة، وتصاعد الأزمات والنزاعات والكوارث من جهة أخرى.
وفي ظل هذا الوضع الحرج، يبدو أن ملايين البشر سيتركون لمصيرهم في مناطق النزاع، ما لم يتم اتخاذ تحركات عاجلة من قبل المجتمع الدولي لسد الفجوة التمويلية وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.