أصل الحكاية (٢٠ ) انتهى العدوان واستمَر التآمُر!!
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
في المقال السابق انسحب الانجليز والفرنسيون من بورسعيد ٢٢ ديسمبر ١٩٥٦ وانسحبت إسرائيل من سيناء ٩ مارس ١٩٥٧واستلم الحاكم المصري "غَزَّة" فكان العدوان الثلاثي أكبرَ دليل على أن إسرائيل جِسْر الاستعمار ورأس رُمحٍ مُوَجَّه للدول العربية.
قال "حاييم وايزيمان" (أول رئيس لإسرائيل) بَنَيتُ سياستي على الإخلاص المُطْلَق لبريطانيا العُظْمى.
وقال "عازار ليفنشين" (أحد زعماء جَماعة "المايا" التي سَكَنَت جنوب المكسيك): "إن بريطانيا تحتاج لليهود وذلك لتمْنَعَهم مِن أن يصبحوا أكثرَ قوة ولكي تَحْمي مصالِحَها مِن حركات التَحَرُّر العَرَبية ضِدَ السَّيطرة البريطانية"..
فبريطانيا التي وَعَدتْ العَرَب بتحقيق استقلالهم إذا تعاونوا معها في الحرب العالمية الأولى هي التي أصْدَرَتْ (وعد بلفور) المشئوم ١٩١٧ وهي التي ألْغَت انتدابَها على فلسطين بعد أن دَرَّبَتْ العصابات الإرهابية (هاجاناه وغيرها) لتكون وكلاءها في المنطقة، ومنذُ شَعُرَت بتَحرُّك (عبد الناصِر) لإحياء فِكرةِ القَومية العربية أَخَذَت تُصارِعُ القوىٰ العَرَبية واعتبار مصرَ عَدوها الأول، أما فرنسا فبعد ضَياع نفوذُها وأصابتِها بعارِ الهزيمةِ في سوريا ولبنان والجزائر صارَتْ تتفقُ مع إسرائيل وتَمدُّها بالأسلحة والطائرات وتُسانِدَها في المَحافِلِ الدولية.
أما الولايات المتحدة الأمريكية معقَل الصهيونية فهي تَحتَضِنُ إسرائيل دائماً وتَمدُّها بالمساعدات العسكرية والمالية والفنية، حيث يُسَيطِرُ ملايين اليهود فيها على الاقتصاد الأمريكي ويُدِيرون دفةَ الانتخابات الرئاسية. فبعد انهزام إنجلترا وفرنسا وفشل العدوان الثلاثي على مصر تَطلَّعَت إلى شَغْلِ الفَراغ في الشرق الأوسط لذلك تَقدَّم "أيزنهاور" إلى الكونجرس في يناير١٩٥٧ بمشروعهِ الخاص بالمَعونات الاقتصادية والعسكرية لحمايةِ دول الشرق الأوسط من الشيوعية الدّولية فوقفَ العالمُ بجانبِنا ضِدَ هذا المشروع وعارَضَتْهُ أمريكا نفسها وإنجلترا وفرنسا وروسيا ودول شرق آسيا وأفريقيا (مع اختلاف أسباب الرَفْض).
فقد عارضته إنجلترا باعتباره تَصْفيةً لنفوذِها بالمنطقة إذ قال النائب البريطاني (كروسمان): "إن أيزنهاور بمشروعهِ هذا يمرغ أنف بريطانيا في تراب منطقة قناة السويس". وقال ( أنورين بيفان) نائب حزب العمال البريطاني "إن أمريكا تحاول مِلء الفراغ الذي ينتج عن هزيمةِ الدولتين وأن هذا المشروع سَيزُجُ بالعالم إلى حربٍ عالميةٍ ثالثة".
وهكذا واصل الاستعمار تآمرهُ لوأدِ حُلْمِ عبد الناصر بالوحدةِ العربية ومعاقبتهِ على مساعَداتهِ لحَرَكات التَحَرُّر كما عَمِلَ الأعداء على عَرْقَلةِ تَقدُّمِ ونهضةِ مصر وتعزيز وجودهِم وحمايةِ مصالحهِم البترولية وليضْمَنَوا لإسرائيل القُّوة في المنطقة فكانتْ نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧..
وأخيراً
أعزائي: أرجو أن أكونَ قد وُفقْتُ في السَردِ- بايجازٍ شديد- لفترةٍ هامةٍ مِن تاريخِ الوَطَنْ، ودور مصر المِحوَري منذُ نَشْأَةِ الدولة اليهودية حتى عدوان ١٩٥٦.
وربما نتناول فترة ثانية بعد العيدين إن شاء الله.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
صحفي بريطاني: إسرائيل خرجت من مغامرتها بهزيمة استراتيجية
وقال ديفيد هيرست بعد 12 يوماً على العدوان الإسرائيلي على إيران، بدأت القيادات العسكرية في تل أبيب تكتشف أن "النصر الخاطف" الذي تباهت به في الساعات الأولى انقلب إلى هزيمة استراتيجية.
ويؤكد هيرست أن أياً من الأهداف الثلاثة المعلنة للاحتلال الإسرائيلي لم يتحقق. فلا يوجد دليل دامغ حتى الآن على أن برنامج التخصيب النووي الإيراني قد تم تدميره كما زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فقد أتيحت لإيران فرصة نقل أجهزة الطرد المركزي إلى أماكن آمنة، بينما لا تزال وجهة ما يزيد عن 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب غير معروفة. أما القادة والعلماء الذين سقطوا في الضربة الأولى، فقد جرى تعويضهم سريعاً. .
ويرى هيرست أن هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان ما حدث في كوفنتري. إذ من المتوقع أن تستعيد إيران خلال أشهر لا سنوات قدرتها على تخصيب اليورانيوم وإنتاج منصات إطلاق الصواريخ. فالتكنولوجيا والمعرفة، والأهم من ذلك، الإرادة الوطنية الإيرانية، أثبتت أنها أقوى من العاصفة.
ويضيف هيرست أن الأضرار التي لحقت بالاحتلال الإسرائيلي جراء الرد الصاروخي الإيراني كبيرة فقد تعرضت أهداف استراتيجية إسرائيلية لضربات مباشرة، بما في ذلك محطة تكرير نفط ومحطة توليد كهرباء،
وبري هيرست، فإن من أبرز نتائج العدوان هو توحيد الداخل الإيراني خلف قيادته، بدلاً من إضعافه. ولم ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق هدفه الثاني، وهو استدراج الولايات المتحدة إلى حرب مفتوحة بالنيابة عنه، إذ يبدو أن وعود ترامب بدعم غير مشروط تحولت إلى عبء سياسي