تأثيرات صعود اليمين المتطرف في البرتغال
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
أطاحت نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأحد في البرتغال بالحزب الاشتراكي الحاكم بعد 8 سنوات في السلطة، إذ حقق حزب تشيغا “كفاية” اليميني المتطرف تقدما في نتائجه.
في حين حصل التحالف الديمقراطي الذي يمثل يمين الوسط على 29.5% من الأصوات، متقدما بفارق ضئيل على الحزب الاشتراكي الذي يمثل يسار الوسط والذي حصل على 28.
كما تحسن أداء حزب تشيغا الذي أسس قبل 5 سنوات، بقيادة الناقد الرياضي التلفزيوني السابق أندريه فينتورا، ما يزيد قليلا على 7% من الأصوات في عام 2022 إلى حوالي 18% في هذه الانتخابات.
في حين ركز فينتورا حملته الانتخابية على اتهام الحزبين الرئيسيين الوسطيين اللذين يتقاسمان السلطة منذ قيام النظام الديمقراطي بأنهما "وجهان لعملة واحدة يجب محاربتهما"، كما كرر الهجمات المعادية للأجانب وخصوصا الأقلية الغجرية.
مهاجمة اللاجئين كان أحد أبرز الملفات التي ركز عليها زعيم اليمن المتطرف أندريه فينتورا في حملته الانتخابية.
وقبل 3 أشهر من الانتخابات الأوروبية، أكد اقتراع البرتغال أن اليمين المتطرف آخذ في الصعود في جميع أنحاء القارة العجوز، كما أظهر الناخبون الإيطاليون والهولنديون.
ومن المقرر أن يرتفع تمثيل حزب تشيغا من 12 إلى 46 مقعدا في البرلمان الوطني المؤلف من 230 مقعدا، بينما يحصل التحالف الديمقراطي على 79 مقعدا على الأقل والاشتراكيون على 77 مقعدا.
وأعلن زعيم التحالف الديمقراطي لويس مونتينيغرو فوز حزبه في الانتخابات، في حين اعترف منافسه الاشتراكي بيدرو نونو سانتوس بالهزيمة وأعلن أنه سينضم إلى المعارضة.
بينما يتولى الحزب الاشتراكي السلطة منذ أواخر عام 2015، لكن معظم استطلاعات الرأي كانت تشير إلى تأخره خلف التحالف الديمقراطي منذ استقالة رئيس الوزراء الاشتراكي أنطونيو كوستا وسط تحقيقات فساد تجري منذ 4 أشهر.
كما تضرر أداء الحكومة الاشتراكية بسبب التضخم والخلل في الخدمات الصحية والمدارس، إلى جانب أزمة سكن حادة، رغم تحقيق نجاح في ملفات أخرى مثل إصلاح الموارد المالية العامة ونمو يفوق المتوسط الأوروبي وبطالة في أدنى مستوياتها.
ومن المرجح أن يكون أمر تشكيل الحكومة صعبا، إذ لم يعلن أي من المنافسين الرئيسيين عن رغبته في العمل مع تشيغا صاحب المركز الثالث.
كما أن تشكيل "ائتلاف كبير" بين الحزبين الرئيسيين شبه مستحيل، حيث ينظر إليهما على أن بينهما خلافات سياسية لا يمكن التغلب عليها.
وبحسب الخبراء، قد يؤدي صعود اليمين المتطرف إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية في البرتغال، حيث تُعرف الأحزاب اليمينية المتطرفة بخطابها المعادي للمهاجرين والأقليات، مما قد يُؤجج مشاعر الكراهية والتمييز.
كما أكد المراقبون أن الأحزاب اليمينية المتطرفة تسعى إلى تقييد الحريات المدنية، مثل حرية التعبير والتجمع، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب أو حماية الأمن القومي.
كما تُهدد سياسات الأحزاب اليمينية المتطرفة حقوق الأقليات، مثل حقوق LGBTQ+ والمسلمين.
وقد تُخيف سياسات الأحزاب اليمينية المتطرفة المستثمرين الأجانب، مما قد يُؤدي إلى تراجع الاستثمارات الأجنبية في البرتغال.
كما قد تُؤدي مواقف الأحزاب اليمينية المتطرفة المعادية للهجرة والاتحاد الأوروبي إلى تدهور العلاقات بين البرتغال والاتحاد الأوروبي، مما قد يُؤثر على الاقتصاد البرتغالي.
كما حذر المراقبون من أن تُؤدي صراعات الأحزاب اليمينية المتطرفة مع الأحزاب الأخرى إلى زيادة عدم الاستقرار السياسي في البرتغال، مما قد يُؤثر على الاقتصاد.
ومما لا شك فيه أن يؤدي صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة المعادية للمسلمين إلى زيادة التوتر مع الدول الإسلامية، والعربية بسبب سياساته المتشددة.
كما حذر المراقبون من أن مواقف الأحزاب اليمينية المتطرفة المعادية للاتحاد الأوروبي قد تؤدي إلى تراجع الالتزامات البيئية للبرتغال، حيث يُعرف الاتحاد الأوروبي بمعاييره البيئية الصارمة، وينتج عن ذلك زيادة التلوث، وتراجع الاستثمارات في الطاقة المتجددة في البرتغال.
كما قد يؤدي وصولهم إلى الحكم لتغيير هوية البرتغال من دولة ليبرالية وديمقراطية إلى دولة أكثر قومية وتقليدية، ما يعد ظاهرة مقلقة تُهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلاد، كما تُؤثر سلبًا على علاقاتها الدولية.
في حين أكد الخبراء أنه نظرا للمسار المتوتر في المستقبل، يتوقع العديد من المراقبين حدوث جمود سياسي وإجراء انتخابات جديدة في الصيف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البرتغال الانتخابات البرلمانية أحزاب اليمين اليمين المتطرف التحالف الدیمقراطی فی البرتغال مما قد ی فی حین
إقرأ أيضاً:
«التنسيقية» تعقد صالونًا حول مرور 7 سنوات على تأسيسها.. المشاركون: : قصة نجاح ملهمة
عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، صالونًا نقاشيًا بعنوان: "7 سنوات تنسيقية عطاء متجدد في العمل العام"، وذلك بمناسبة مرور 7 سنوات على تأسيسها.
وخلال فعاليات الصالون، قدم النائب أحمد بهاء شلبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن بمجلس النواب، التهنئة للتنسيقية بمناسبة مرور العام السابع على تأسيسها؛ قائلًا إن التنسيقية تجربة مختلفة ولها تحديات مركبة نتج عنها تجربة ليس لها تجارب مماثلة دوليًا، ولذلك أثرت الحياة السياسية وساهمت فى احتضان شباب من أيديولوجيات مختلفة وأدت إلى وجود قصة نجاح حقيقية واتضح ذلك في شكل التمكين لأعضاء التنسيقية في البرلمان وفي الدولاب التنفيذي للدولة، ناهيك عن شكل الأداء المميز، فهي قصة نجاح ملهمة.
وأثنى النائب أحمد شلبى على الدور الذي قام به نائب التنسيقية، النائب محمد إسماعيل عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، معلقا أن النائب محمد إسماعيل من النواب القليلين الذين استطاعوا تمرير قانون اقتصادى له أهمية كبيرة.
من جانبه، أكد النائب أحمد الشرقاوي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تجربة فريدة، مضيفاً أنها فكرة كونها كيان واحد يجمع بين أحزاب سياسية من الشباب من مختلف الأيديولوجيات ومختلف الاتجاهات الفكرية، وهي ميزة جديدة تجمع بين مختلف الرؤى والأفكار.
وأضاف أن التنسيقية حاضنة للشباب السياسي ولها دور في تأهيلهم سياسيًا وتدريبهم وتقديمهم كنموذج نافع للحياة السياسية فى مصر، موضحًا أن التنسيقية تمتلك مجموعة من الشباب السياسي المهمرة بمختلف الأراء والرؤى وهذا نوع من إثراء الحياة السياسية.
فيما ألقى د. إبراهيم الشهابي، نائب محافظ الجيزة وعضو مجلس أمناء التنسيقية، الضوء على تاريخ ونشأة واستراتيجيات التنسيقية، قائلًا إنها تجربة تلقائية من مجموعة من الشباب من كوادر الأحزاب المختلفة في وقت كانت البلد تعاني من انقسامات حتى أن بعض التيارات كانت ترفض الجلوس معًا، إلى أن جاء مؤتمر الشباب وجلس الجميع معًا في حضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كلف بحل مشكلات التعليم وغيرها، ومن هنا كانت الانطلاقة، مضيفًا أن ثورة 30 يونيو جاءت لتنسيق الأوضاع وتعدل الحياة السياسية والحزبية وتحل المعاناة والتناقضات التي كانت تسيطر على المشهد.
وأوضح الشهابي، أن التنسيقية بدأت عملها بشكل سياسي، وحينما عرضت مطالبها على السيد الرئيس خلال المناقشات تمت الاستجابة لها وصدرت في التوصيات، وبعد ذلك بدأت التنسيقية العمل على البرامج التنفيذية وطرح الحلول للمشكلات وليس مجرد الاعتراض، مضيفًا أن الشئ الأساسي الذي نحرص عليه دوما في التنسيقية هو الحفاظ على تباين الآراء ولكن في اتجاه البناء وهذه هي النقطة الجوهرية.
وأكدت د.شيماء عبد الإله، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، على أن تمكين المرأة يأتي على رأس أولويات التنسيقية، فالسيدات لها دور كبير وفعال منذ فكرة إنطلاق التنسيقية، مضيفة أن التنسيقية منذ انطلاقها كانت ومازالت إنجازًا كبيرًا لكل القائمين عليه وعلى مدار 7 سنوات حققنا نجاحات كبيرة، ولدينا تجربة حقيقية في التمكين السياسي نفتخر بها.
وأوضحت أن المرأة كان لها دور واضح في مختلف الاستراتيجيات التي تم وضعها للتنسيقية منذ تأسيسها وكذلك في اللجان المختلفة بما يؤكد دورها في نجاح التجربة، مضيفة أننا لدينا 47% من نواب التنسيقية من النائبات اللاتي حققن نجاحات كبيرة لا يمكن نسيانها، مشيرة إلى أن نائبات وعضوات التنسيقية يحرصن على المشاركة في مختلف الفعاليات على مستوى المحافظات.
أدار الحوار خلال الصالون النائبة أميرة العادلي، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك في الصالون كلا من: النائب أحمد بهاء شلبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن بمجلس النواب، مقرر مساعد لجنة الصناعة بالحوار الوطني، والنائب المستقل أحمد الشرقاوي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، والدكتور إبراهيم الشهابي، نائب محافظ الجيزة وعضو مجلس أمناء التنسيقية، والدكتورة شيماء عبد الإله، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين