أعلنت مجموعة مابي الإيطالية العالمية الرائدة في تصنيع منتجات كيماويات البناء عن استحواذها على الملكية الكاملة لشركة بيتومات الرائدة في إنتاج حلول عزل المياه في المملكة العربية السعودية، يشكّل هذا الاستحواذ علامة فارقة وإنجازًا هامًا للمجموعة لا سيّما أنّه يدعم خططها التوسّعية لتعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط.


و في معرض حديثها عن عملية الاستحواذ، قالت فيرونيكا سكوينزي ، الرئيس التنفيذي لمجموعة مابي: “سيسمح هذا الاستحواذ لمجموعة مابي بترسيخ حضورها في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها سوقًا من أكبر أسواق النمو بالنسبة لنا، فقد شهدت المجموعة زيادة في إيراداتها بنسبة تفوق 37% في العام 2022 كما وأنجزنا استثمارات إقليمية مهمة خلال السنوات الأخيرة”.
تتمتع شركة بيتومات المملوكة والمطورة بالكامل من قبل مؤسسة الخليج للاستثمار بحضور واسع و مكثف في عدد من الأسواق الرئيسية و سيساعد الاستحواذ مجموعة مابي على الدخول لهذه الأسواق بما يتماشى مع استراتيجيات المجموعة لتوسيع حضورها في المنطقة.
وتشمل البنية التحتية للشركة مصنعها الرئيسي الممتد على أكثر من 10,000 متر مربع في المدينة الصناعية الثانية في الدمام في المملكة العربية السعودية ومصنعًا آخر في البحرين، ومكاتب ومستودعات في كل من الرياض وجدة، بالإضافة إلى مكاتب مبيعات في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وجديرٌ بالذكر أنّ منتجات العزل المائي التي تصنّعها بيتومات تُستخدم بنجاح في عدد كبير من مواقع البناء في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وفي هذا السياق، صرّح ستيفانو إياناكون، المدير التنفيذي الإقليمي لمجموعة مابي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “يمثّل الاستحواذ على شركة بيتومات أوّل استثمار صناعي مباشر تقوم به مجموعة مابي في المملكة العربية السعودية وهو قرار استراتيجي يركز على تعزيز إنتاجنا الصناعي بما يتناغم مع هدف رؤية 2030 لاستخدام المواد المصنعة محليًا لدعم التطوّر المذهل الذي تشهده المملكة، و نحن مستعدون لتعزيز الحلول التي نقدّمها لتلبية الاحتياجات المتزايدة للتطوير والبنية التحتية المستدامة في المنطقة من خلال الاستفادة من خبرة المجموعة العالمية ومن منتجات بيتومات المتخصّصة. وتأكيدًا على مساعيها نحو تحقيق نمو هادف، تلتزم مجموعة مابي بتلبية احتياجات صناعة البناء والمساهمة في تشكيل مستقبل المنطقة. ولا بدّ من القول إنّ استراتيجيتنا التوسّعية تعتمد على التزامنا بالابتكار والتميّز في قطاع البناء والتشييد”.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الشرق الأوسط حضورها فی

إقرأ أيضاً:

الرياض عاصمة القرار السياسي في الشرق الأوسط

 

 

علي بن سالم كفيتان

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض في جولة شملت الدوحة وأبوظبي كانت بمثابة رسم خارطة جديدة للتحالفات في المنطقة ونهاية للفتور في العلاقات بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس السابق جو بايدن؛ حيثُ طغت لغة المال على لغة السياسة، ولا شك أنَّ سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، يعرف فك شفرة الرئيس ترامب وقدَّم المملكة برؤيتها الجديدة للعالم من باب المال والأعمال.

والحقيقة السياسية التي بدت من خلف الكواليس تقول لأمريكا إذا أرادت التطور السلام والتنمية والشراكة فبابها هو الرياض التي احتضنت قمة خليجية أمريكية، وإذا أرادت الحروب والدمار وخنق طرق التجارة العالمية، عليها أن تتبع تلابيب وحكومة نتنياهو الإرهابية المتطرفة، التي كلَّفت واشنطن مليارات الدولارات، ورسمت صورة سيئة للولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تنصِّب نفسها حاميةً للحريات وحقوق الإنسان والتعبير عن الرأي. ونعتقد أنَّ الرئيس ترامب كرجل أعمال سينحاز للسلام والتنمية والازدهار الاقتصادي أفضل من لغة الحروب والدمار، ولا نستبعد عقد صفقة مع إيران؛ إذ إنَّ ترامب بات يؤمن أكثر من أي وقت مضى بأنَّ على إسرائيل التي لا تستمع له أن تخوض معركتها منفردة، وأن ذلك جليًا من خلال اتفاق وقف إطلاق النار مع صنعاء بعيدًا عن إسرائيل.

لعلها كانت الفرصة الكاملة لشرح تطلعات منطقة الشرق الأوسط للسلام مع رئيس أمريكي يؤمن بوقف الحروب، ويتبنى لغة الصفقات التجارية بين أمم وشعوب العالم لحل الأزمات، وما حصل عليه خلال جولته هذه كان خير شاهد على اختيار عرب الخليج الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الباب الذي يُمكن الولوج منه لحل نهائي للقضية الفلسطينية؛ فالرئيس ترامب هو الزعيم الأمريكي الوحيد الذي لديه القدرة على فرض السلام على الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر.

إنَّ إقناع الرياض الرئيس ترامب برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عقد من الزمن، يُعد اختراقًا كبيرًا للعقلية الأمريكية التي دأبت على إلصاق تهمة الإرهاب بالمشرق العربي الذي عانى من ويلات الحروب والتشريد والحصار؛ فعودة الحياة إلى دمشق مجددًا هي استعادة النبض لعاصمة مُهمة، طالما شكلت محورًا مُهمًا في عالمنا العربي. وكُل مُحب للخير يرى في ذلك إنجازًا عظيمًا حققته هذه الزيارة مهما كانت كلفتها؛ حيث إنَّ عودة سوريا إلى الحضن العربي ورجوع ملايين اللاجئين إلى بلادهم لا يُقدَّر بثمنٍ، ولا شك أن سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز راهن بكل ثقله على ذلك، فما لم تحققه القمم العربية ولا قرارات الأمم المتحدة حققه بن سلمان في صفقة واحدة، وساهم في إحياء قطر عربي رزح تحت الظلم والطغيان لعقود.

العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية مُهمة لكل شعوب العالم؛ كونها القوة العظمى الوحيدة، فقد رأينا توقيع الصين لاتفاق الرسوم الجمركية مع أمريكا والوصول لحل وسط يُرضي الطرفين، رغم قوة الصين وأهميتها الاقتصادية التي تطمح لبلوغ سقف الاقتصاد العالمي، إلّا أنها آثرت الصُلح مع المارد الأمريكي، والتجاور معه بلغة المال التي يُفضِّلها ترامب على لغة التصعيد والحرب الاقتصادية التي سوف تعصف بالعالم وتتسبب في أزمات جديدة. لهذا لا نرى عجبًا ولا استنكارًا أن يتفاهم عرب الخليج بذات اللهجة مع ترامب لحماية استقرار المنطقة ونموها وازدهارها؛ فالكثير من المُنادين بالمناكفة لا يعون العواقب.

للأسف لم تنل القضية الفلسطينية حسب الظاهر الاهتمام الذي توقعناه من هذه الزيارة؛ حيث كنَّا نأمل إعلان اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية من قلب جزيرة العرب وتراجعها عن حماية الكيان الصهيوني سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا ووقف الحرب الوحشية والتطهير العرقي الممنهج في قطاع غزة وقضم الأراضي في الضفة الغربية. وبيَّنت قطر أنَّها تحمل همَّ هذا الملف وأوصلته بمهنية إلى الرئيس ترامب، وعسى أن نرى تطورًا لافتًا خلال الأيام المقبلة وخاصة بعد إطلاق الأسير الأمريكي الجنسية عيدان ألكسندر كبادرة حُسن نية من حركة المقاومة الإسلامية حماس تزامنًا مع الزيارة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تنميه تفوز بجائزة "التميز في إدارة علاقات العملاء" خلال حفل جوائز التميز المصرفي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • ممثل مجالس البحوث بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا: استضافة المملكة للاجتماع السنوي الـ13 للمجلس تؤكد مكانتها في البحث والتطوير
  • «الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات» ينطلق في الشارقة 28 الجاري
  • جولة ترامب في الشرق الأوسط تكشف تجاهله لغزة
  • الرياض عاصمة القرار السياسي في الشرق الأوسط
  • سوفوس تعلن خططها لتوسعة عملياتها في الشرق الأوسط من خلال إطلاق مركز جديد للبيانات في دولة الإمارات
  • ترامب يعيد رسم تحالفات الشرق الأوسط ورسالة صامتة تضع العراق في الظل
  • الرباط تحتضن اجتماعاً دولياً لدعم حل الدولتين وإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط
  • الشارقة تستضيف مؤتمر أعضاء جمعية مراكز التجارة العالمية في الشرق الأوسط
  • ترامب يغير الشرق الأوسط وليس نتنياهو