قضايا غريبة وقعت وأثارت الجدل تحول فيها القاتل إلى برئ، والجانى إلى مجنى عليه، ألغاز كشفتها التحقيقات، وأزال عنها الستار دفوع المحامين فى ساحات القضاء، اليوم السابع يقدم على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه القضايا ووقائعها المُثيرة.

 

""ادينى عمر.. وارمينى فى البحر"

يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه "أغرب القضايا.

.

 

ويقول المستشار بهاء أبو شقة، فى إحدى الأيام الملسئة بالعمل الشاق، أتت سيدة "مسنة" إلى مكتبى الخاص، بإصرار بشكل لا يصدقه عقل على مقابلتى رغم انتهاء موعد العمل بالمكتب، باكية بوجه شاحب من أثر الدموع الغزيرة، وبعد أن هدأت من روعها قالت لى وهى مازالت تنتحب والـدموع تنهـار من عينيها َّكأنها المطرالغزير«أنا أتوسل إليك أن تترافع عن ابن ابنـى.. بـس أناممعيش فلوس.. وجيت أستجيربك.. إنك تقف معاه وتسانده لوجه االله.. لأنه كـل شـىء فى حيـاتى.. وإذا حصـله حاجـة حيـاتى حتنتهـى».. وقالـت بتلقائية: «ربنا يحافظ عليك ويسترك دنيا وآخرة» ودى الأتعـاب الـلى ممكـن أقدمهالك وإن رفضت أنا مش حا أروح لحد تانى.. المحامى بتاعى هو ربنـا وهو اللى يتولاه ويتولانى».

روت المسنة قصة حفيدها ومازالت الدموع تنزف كأنها تخرج من جرح لا يداوى، فى طفولته فقد أبويه فى حادث سيارة وكان عمره ثلاث سنوات، ولم يعد له فى الحياة غيرى، أنا جدته لأبيه، فرأيت فيه عوضـا عـن ابنـى الـذى اختطفه الموت وهو فى ريعان شبابه.. وصممت فى إصرارأن يكـون كـل حيـاتى وأن أكون له كل شىء فى حياته ِّ، وأعوضه عن حنان الأم وشفقة الأب اللذين حرمه القدر منهما.

حلم هذا الشاب الذى عاش حياته يتيمًا فاقدًا للأب والأم، أن يحقق حلم حياته بأن يصبح طبيبًا وأن يحقق أمنية جدته التى كرثت حياتها له، التحق الشاب بكلية الطب داخل القاهرة، بعيدا عن الريف الذى نشاء وترعرع فيه وزرع بيه قوة وأخلاق الفلاح البسيط، ولكن الإقامة والمال الذى ينفـق منـه عـلى مأكلـه وملبسـه ومسـتلزمات دراسته وقفا حجرعثرة فى سبيل مستقبله.. فـأين يجـد لـه مكانـا فى المدينـة المزدحمة بالملايين؟ ومن أين له بالمال الذى يوفر له الاستقرار والاسـتمرار؟.

وفى هذا المشهد أيضًا كانت الجدة هى الحل، فأرسلت حفيدها لشقيقها الذى يعمل بواب بإحدى العمارات بالجيزة بجوار الجامعة، لكن الحياة دائما لا تسير بشكل واحد، فى إحدى الأيام كان الشاب يقف بجوار شقيق جدته أسفل العمارة، التقى بسيدة جميلة ومثيرة وثرية تسكن شقة فاخرة تطل عـلى النيـل فى العمارة التى يقف على أبوابها.. ووقفت أمامه ورمقته بنظرة طويلة من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه.. وأطالت النظـرة فتـرة بعـد أن فحصـته ً جيـدا، وسألت البواب – يبقى مين الأمورده؟..ويرد الرجل باستحياء وخجل: خدامك يا ست.. ده ولـد بلـدياتى.. جـه من البلد ودخل الطب.. أصله فقير ويتيم وعاوزيطلع دكتور.

كان تلك النظرات بداية اللعنة، فلم يطل انتظــاره.. لاحقتــه السيدة ذات الجمال الجاذب وســعت إليــه.. دعتــه إلى شــقتها الفــاخرة واستحوذت عليه وامتلكته بسهولة ويسـر.. سـاقته إلى مخـدعها ترتـوى مـن فورة شبابه وفحولته ورجولت، أغرقته فى بئرها التى لا تنضب من أفانين الإغراء.. اشـترت لـه الملابـس الغالية وأذقته الأطعمة الشهية الدسـمة التـى عـاش محروم من تذوقها، مضت عـلى الفتـى الريفـى شـهور ولم يذهب إلى الجامعة ولم يفتح كتاب، غارق فى عسلها السيدة لا يرى إلى جمالها، حولته مـن طالـب جـامعى إلى عبـد لإشـباع نزواتهـا،ّ وبـات مسـحور بجمالها وقد ملأ حبه لها عليه حياته. ً

وكما هى الحياة تتغير دائما، فوجىء الشاب بأن السيدة تتحول عنه، لم تعد تلاحقه، زهدتـه.. ّصـدته.. طردته من عالمها، وأخرجتـه مـن جنتهـا أفهمتـه –فى البدايـة− أن أحـد الرجـال ّ تقـدم، لخطبتها وأنها ستتزوج منه وعليه أن يبتعد عنها، فساقه خياله الهزيل وفكره السقيم إلى أن يعرضعليها الزواج، فقابلته بالسخرية، ووصل به الأمر لأن تخبره صراحةً أنها طرته من حياتها قد حصلت على ما سعت إليه ولم تعد بحاجة إليه فهناك صيد أخر فى الطريق.

ضاع الشاب بين نهارأص فى إدمان المخدرات وليلًا يحلم بليلة واحدةً من ليالى عشيقته يحتسى الخمر بلا هوانة، فقد أصبح الموت والحياة بالنسبة له شىء واحد، فلا هو يستطيع أن يعود لجدته التى كرست حياتها من أجله خالى الوفاض مدمنًا للخمر، ولا هو يستطيع أن يعود لعشيقته، فقرر أن يتخلص مما كانت سبب فى تدمير حياته.

فذهب متسلل إلى شقة حبيبته بالاستعانة بالمفتاح الذى يملكه من قبل، وكانت فى أحضان عشيقها الجديد، فلم يدرى إلا وهو ينعالى على جسدها بعدة طعنات وضربات متلاحقة، واعترف الشاب بجريمته أمام النيابة، وقضت المحكمة بالإعدام شنقًا.

كان للمستشار بهاء أبو شقة رأى أخر فتقدم لمحكمة النقض لإعادة محاكمة الشاب، معتمدًا فى مذكرته للمحكمة أن الجريمة حدث فى تمام الساعة العاشرة مساء وفتح المحضر فى الساعة الحادية عشر، وعمر المتهم فى الساعة العاشرة لم يكن تعدى الثمانية عشر من عمره، مما يؤدى أن المتهم يعتبر حدث خلال ارتكابه للجريمة، وأن بلوغه لسن الثمانية عشر كان يستلزم وجود الجريمة بعد الساعة الثانية عشر، وعليه أصدرت محكمة النقض قرارا بإلغاء حكم الإعدام وإعادة محاكمة المتهم من جديد.

انقلبت القضية رأسًا على عقب، بعد اكتشاف أن الشاب الذى كان بمرافقة السيدة قبل وفاتها هو من نفذ الجريمة وقتل عشيقته قبل أن يأتى المتهم ويظن أنها على قيد الحياة ويسدد لها طعنات متتالية.

تفاصيل هذا المشهد كانت بأن العشيق الأخر ظن أن السيدة ستتركه كما تركت من قبله، فصمم على قتلها وهو ما حدث باستخدام أداة حديدية فوق رأسها قبل أن يدخل الشاب المتهم وهو ليس فى وعيه، سدد إليها طعنات وهى قد فارقت الحياة على يد عشيقها من قبل الطعنات، وخوفا من افتضاح الأمر قام القاتل الأصلى بضرب الشاب على رأسه ليفقد الوعى ممسكًا بسكينه لتنتطبق كافة الاتهامات عليه.

افتضح أمر القاتل الأصلى بعد سرقة مجهورات عشيقته، ومحاولة بيعها، وهو ما تنبهت إليه قوات الأمن وألقت القيض عليه، الطب الشرعى أثبت أن السيدة قد فارقت الحياة قبل طعنها على يد المتهم، واستطاع المستشار بهاء الدين أبو شقة اكتشاف تفاصيل هذه الواقعة وإثباتها أمام هيئة المحكمة، ليفجىء الجميع أن الشاب الذى حكم عليه بالإعدام برىء تمامً من تهمة القتل.

وقضت المحكمة فى حكم تاريخى ببراءة المتهم الشاب من تهمة القتل، وسط ذهول وعجب الجميع من تفاصيل هذه القضية.







المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: غرائب القضايا اغرب القضايا اخبار الحوادث أبو شقة

إقرأ أيضاً:

هيئة الرقابة ومكافحة الفساد تباشر عددًا من القضايا الجنائية

صرّح المتحدث الرسمي في هيئة الرقابة ومكافحة الفساد بأن الهيئة باشرت عددًا من القضايا الجنائية خلال الفترة الماضية، وجارٍ استكمال الإجراءات النظامية بحق مرتكبيها، وكانت أبرز القضايا على النحو الآتي: القضية الأولى: بالتعاون مع هيئة الزكاة والضريبة والجمارك تم إيقاف موظفين اثنين يعملان في إحدى المنافذ البحرية لحصولهما على مبلغ “400,000” أربعمئة ألف ريال على دفعات من أحد المخلصين الجمركيين “تم إيقافه” مقابل إنهاء إجراءات معاملات استيراد شاحنات من خارج المملكة بطريقة غير نظامية.

القضية الثانية: بالتعاون مع وزارة الداخلية تم إيقاف ضابط صف يعمل بشرطة إحدى المحافظات وموظف بأمانة ذات المحافظة لحصولهما على مبلغ “110,000” مئة وعشرة آلاف ريال من مالكي ثلاثة كيانات تجارية “تم إيقافهم” مقابل تمكينهم بطريقة غير نظامية من الحصول على المعادن الناتجة عن أعمال إزالة المباني بأحد المشاريع الحكومية وبيعها بمبلغ “4,655,000” أربعة ملايين وستمئة وخمسة وخمسين ألف ريال.

القضية الثالثة: بالتعاون مع وزارة العدل تم القبض على كاتب ضبط بالمحكمة الجزائية في إحدى المحافظات، لحظة استلامه مبلغ “32,500” اثنين وثلاثين ألفًا وخمسمئة ريال من أصل مبلغ “65,000” خمسة وستين ألف ريال، مقابل وعده لمواطن بإصدار حكم براءة.

القضية الرابعة: إيقاف مقيم لحصوله أثناء فترة عمله في أحد الكيانات التجارية على مبلغ “234,375” مئتين وأربعة وثلاثين ألفًا وثلاثمئة وخمسة وسبعين ريالًا مقابل التعاقد بالباطن مع أحد الكيانات التجارية لتنفيذ أعمال بمشاريع تابعة لوزارة التعليم بطريقة غير نظامية.

القضية الخامسة: إيقاف مدير إدارة الخدمات والتراخيص ببلدية إحدى المحافظات لقيامه بإلغاء مخالفات على كيانات تجارية بطريقة غير نظامية، ووجود أموال بحساباته البنكية لم يقدم ما يثبت مشروعية مصدرها بلغت “7,131,156” سبعة ملايين ومئة وواحدًا وثلاثين ألفًا ومئة وستة وخمسين ريالًا.

القضية السادسة: بالتعاون مع المؤسسة العامة لجسر الملك فهد تم إيقاف موظف يعمل في المؤسسة لقيامه بتحصيل مبلغ “55,395” خمسة وخمسين ألفًا وثلاثمئة وخمسة وتسعين ريالًا كرسوم عبور من بوابات الجانب السعودي دون تسجيلها كإيرادات للمؤسسة من خلال تمرير المركبات باستخدام بطاقة تصريح العبور الخاصة به.

القضية السابعة: إيقاف عسكري يعمل بوزارة الداخلية في إحدى المناطق لقيامه بالاشتراك مع مقيم “تم إيقافه” باستيقاف محصل يعمل بإحدى الشركات والاستيلاء على مبلغ “707,000” سبعمئة وسبعة آلاف ريال كانت بحوزته.

القضية الثامنة: إيقاف موظف يعمل بأمانة إحدى المحافظات لحصوله على مبلغ “51,000” واحد وخمسين ألف ريال على دفعات من مقيمين يعملون بمحال تجارية مقابل التغاضي عن مخالفتهم للاشتراطات البلدية وعدم تسجيل الغرامات عليهم.

القضية التاسعة: بالتعاون مع وزارة الداخلية تم إيقاف مقيم لقيامه بعرض مبلغ “43,350” ثلاثة وأربعين ألفًا وثلاثمئة وخمسين ريالًا لرجل أمن مقابل إطلاق سراحه.

القضية العاشرة: بالتعاون مع هيئة الزكاة والضريبة والجمارك تم إيقاف موظف يعمل في أحد المنافذ البرية لقيامه بالاستيلاء على مضبوطات تحتوي على مادة التبغ “دخان سجائر” من خلال استخدامه المركبة الرسمية العائدة للجمرك والدخول بها لمستودع المضبوطات الجمركية.

القضية الحادية عشرة: إيقاف مفتش بحري يعمل بالهيئة العامة للموانئ في إحدى المناطق لحصوله على مبلغ “11,250” أحد عشر ألفًا ومئتين وخمسين ريالًا من كابتن سفينة مقابل عدم تحرير غرامة مالية واحتجازها.

القضية الثانية عشرة: بالتعاون مع وزارة الداخلية تم إيقاف ضابط صف يعمل رئيسًا لمركز شرطة في إحدى المناطق لحصوله على مبالغ مالية مقابل متابعة وإنهاء إجراءات قضايا معالجة بالمركز.

اقرأ أيضاًالمملكة“الحكومة الرقمية”: نمو العقود الحكومية الجديدة بنسبة (18.75%) بقيمة (38) مليار ريال

القضية الثالثة عشرة: بالتعاون مع وزارة التجارة تم القبض على موظف يعمل بوزارة التجارة في إحدى المناطق، لحظة استلامه مبلغ “12,000” اثني عشر ألف ريال، مقابل عدم نشر حكم قضائي يتضمن إدانة كيان تجاري بالغش التجاري.

القضية الرابعة عشرة: القبض على موظف يعمل في شركة متعاقدة مع أمانة إحدى المناطق بمهنة مشرف ميداني لحظة استلامه مبلغ “3,000” ثلاثة آلاف ريال من أصل مبلغ “15,000” خمسة عشر ألف ريال مقابل عدم تحرير مخالفة بحق كيان تجاري.

القضية الخامسة عشرة: القبض على موظف يعمل في أمانة إحدى المحافظات لحظة استلامه مبلغ “2,000” ألفي ريال مقابل عدم تحرير مخالفة بناء.

القضية السادسة عشرة: إيقاف مدير إدارة الإمداد والتموين الطبي بتجمع صحي في إحدى المحافظات، لطلبه مبلغ “380,000” ثلاثمئة وثمانين ألف ريال من إحدى الشركات الطبية، مقابل إصدار تعاميد توريد مواد طبية بطريقة غير نظامية.

القضية السابعة عشرة: إيقاف مدير إدارة المشتريات والعقود بتجمع صحي في إحدى المناطق، لحصوله على مبالغ مالية مقابل تمكين كيان تجاري مملوك لرجل أعمال “تم إيقافه” من الحصول على مشاريع بطريقة غير نظامية، وكذلك قيامه بعرض مبلغ “100,000” مئة ألف ريال على أحد زملائه في ذات التجمع الصحي مقابل ترسية عدد من المشاريع على ذات الكيان.

القضية الثامنة عشرة: بالتعاون مع وزارة الصحة تم إيقاف مقيم يعمل طبيبًا في مستشفى حكومي في إحدى المناطق لحصوله على مبالغ مالية مقابل إصدار تقارير طبية “إجازات مرضية” بطريقة غير نظامية.

وأكد المتحدث الرسمي للهيئة أنها مستمرة في رصد وضبط كل من يتعدى على المال العام أو يستغل الوظيفة لتحقيق مصلحته الشخصية أو للإضرار بالمصلحة العامة ومساءلته حتى بعد انتهاء علاقته بالوظيفة، كون جرائم الفساد المالي والإداري لا تسقط بالتقادم، وأن الهيئة ماضية في تطبيق ما يقتضي به النظام بحق المتجاوزين دون تهاون.

مقالات مشابهة

  • د. غادة جابر تكتب: شهيدات حادث المنوفية لكل كلمة معنى
  • طريقة استرداد الكفالة بعد البراءة والتصالح مع المحكمة
  • بدر بن حمد: تطابق وجهات النظر بين عُمان ومصر تجاه القضايا الإقليمية
  • الأرصاد تكشف عن سبب عدم الاستقرار في الأحوال الجوية
  • ضبط مطلوبين ومتهمين في عدد من القضايا الجنائية في صبراتة
  • الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطي بحماية الحياة البرية أعلن انضمامه للقوات المتمردة
  • هيئة الرقابة ومكافحة الفساد تباشر عددًا من القضايا الجنائية
  • ظاهرة «تزويج الأطفال».. البراءة في مواجهة سلطة العرف والتقاليد
  • الإعدام لحارس مصري هتك عرض معلمة بالإكراه
  • الإعدام بحق مرتكبي جريمة قتل المرجع الصدر وبنت الهدى.. فيديو