الصفُّ الواحد والاتحاد قوة، موقف تبلورت فيه قوَّة الرد الفلسطيني من داخل قطاع غزَّة الذي يواجه عدوانًا غاشمًا غير متكافئ القوة، أو بمفهوم أدق إبادة جماعية يواجهها الآمنون في بلادهم المحتلَّة، هذا الموقف الذي يمثل صرخة في وجه الصمت، ووميض مشع في وسط الظلام الحالك.

أشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأربعاء، في بيان لها بالموقف "الوطني المسؤول لعائلات وعشائر غزة، الذي رفض التجواب مع مخططات الاحتلال".

تتابع "الفجر" كل جديد داخل الملف الفلسطيني في غزَّة الذي قارب الستِّين بعد المائة يوم، حيث يواجه القطاع أبشع إبادة على مرأى ومسمع من العالم.

بيان حماس يشيد بموقف عشائر غزة

وقالت الحركة في بيان لها، إنها تشيد بالموقف الوطني المسؤول لعائلات وعشائر غزة، الذي رفض بِحَسم، التجاوب مع المخططات الخبيثة للاحتلال الصهيوني، والهادفة إلى خلق أجسام تنسيقية شاذة عن الصف الوطني الفلسطيني، وتأكيده دعم العائلات والعشائر للمقاومة والحكومة وأجهزتها الشرطية والأمنية، ورفضه محاولات الاحتلال العبث بالصف الوطني الفلسطيني".

وحدة وتماسُك

وأضافت حركة المقاومة حماس: "هذا الموقف الأصيل، لعائلات وعشائر غزة، يثبت وحدة وتماسك مجتمعنا الفلسطيني خلف خيار المقاومة والوحدة الوطنية، والدور المحوري الوطني الذي تلعبه العائلات والعشائر، كصمام أمان للجبهة الداخلية، وحماية ظهر أبنائهم الميامين في المقاومة، الذين يتصدّون بكل بسالة للعدوان الوحشي الصهيوني على قطاع غزة".

العشائر ترفض تنسيق الاحتلال

وصلت رسالة واضحة من وجهاء العائلات في قطاع غزة إلى المسؤولين الأمميين، حيث أكدوا رفضهم القاطع لأي تعاون مع الاحتلال إلا من خلال القنوات الرسمية المحددة، وهي الأجهزة الأمنية في القطاع. يُعبّر هذا الموقف الثابت عن رفض العمل مع القوى الاحتلالية وعدم الانخراط في أي تفاهمات تعتبر غير مقبولة من وجهة نظرهم.

ومع ذلك، فإن وجهاء العائلات أبدَوا استعدادهم لتوزيع المساعدات وإدخالها إلى القطاع، بشرط أن يتم ذلك من خلال التنسيق الكامل مع السلطات الأمنية في غزة. يبرز هذا التمسك بالتنسيق الأمني كجزء أساسي من استراتيجية توزيع المساعدات، مما يعكس الحاجة الماسة للحفاظ على الأمن والاستقرار داخل القطاع.

وبالرغم من محاولات منسق أعمال حكومة الاحتلال في القطاع للتواصل مع وجهاء العائلات في غزة، فإنهم قوبلوا برفض قاطع لأي عرض للتعاون. تعكس هذه المواقف المتصلبة رفضًا واضحًا لأي تعاون مع الاحتلال، وتؤكد على قوة الإرادة الشعبية في المقاومة والدفاع عن الحقوق والمبادئ.

أطراف أخرى.. حزب الله: المقاومة في غزة تمثل نموذجًا للشجاعة والصمود

في بيان صادر عن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، أشار إلى أن المقاومة في غزة تمثل نموذجًا للشجاعة والصمود، وصفها بالمعجزة الحقيقية. وأكد نصر الله أن نتائج الاشتباكات في السابع من أكتوبر تمثل إنجازات استراتيجية تؤثر بشكل كبير على مستقبل وجود إسرائيل.

وأوضح الأمين العام لحزب الله أن المقاومة في غزة لن تُهزم، وأن شعبها لن يستسلم، مؤكدًا أن المفاوضات تجري مع حركة حماس نيابة عن جميع الفصائل الفلسطينية ونيابة عن محور المقاومة.

وأشار نصر الله إلى أن تصريحات الأمريكيين بأن الكرة في ملعب حماس تهدف إلى تبرئة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من التفاوض يجب أن يكون وقف العدوان.

وفي ختام بيانه، شدد نصر الله على أهمية أن تتحمل الإدارة الأمريكية مسؤوليتها في وقف الحرب والعدوان، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يصدق أحد بأن الرئيس جو بايدن لا يستطيع فرض وقف إطلاق النار في غزة.

 

 


 


 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: نصر الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

زيارة عباس إلى بيروت.. السلاح الفلسطيني على طاولة المفاوضات وسط تحذيرات لبنانية

يبدأ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، زيارة رسمية إلى بيروت، اليوم الأربعاء، يلتقي خلالها برئيس الجمهورية، جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحكومة، نواف سلام. 

وتأتي هذه الزيارة التي ستستمر لمدة ثلاثة أيام، في توقيت يوصف بكونه "بالغ الحساسية"، في خضمّ إعادة رسم المشهد الإقليمي بشكل مُتسارع، وتزايد الضغط اللبناني الرسمي لضبط السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، وذلك بالتزامن مع قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

ومن أبرز المواضيع المطروحة على طاولة النقاش، خلال هذه الزيارة، هي: ملف السلاح الفلسطيني الذي عاد إلى صدارة الاهتمامات الأمنية في لبنان، إذ بناء على توصية مجلس الدفاع الأعلى، وجّهت الحكومة تحذيرا إلى حركة "حماس"، من استخدام الأراضي اللبنانية في عمليات عسكرية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.

إلي ذلك، ترافق هذا التحذير مع قرار حكومي قد قضى بتسليم سلاح "حزب الله" اللباني أو وضعه تحت أيادي الجيش اللبناني، وهو ما فتح الباب على مصراعيه أمام استكمال معالجة ملف السلاح في البلاد، وفي مقدمتها ما يرتبط بالسلاح الفلسطيني.

وبحسب عدد من المصادر الإعلامية المحلية، المُتفرّقة، فإنّ: "ملف السلاح الفلسطيني، سواء تعلٍّق بداخل المخيمات أو خارجها، سيكون من أبرز الملفات الأمنية التي ستحتاج إلى معالجة جدية، بعيدا عن التشنّج".


"أكثر الإشكالات التي قد تُعرقل مسار المُعالجة تتعلٍّق بغياب آلية تنفيذية واضحة المعالم وقادرة على تنفيذ لهذا الالتزام، لا سيما مع اختلاف مشارب المرجعيات الفلسطينية المتواجدة بداخل لبنان، مع وجود فصائل لا تخضع بشكل مباشر إلى سلطة الرئيس عباس، وبعضها قد يكون مرتبطا بأجندات إقليمية تثير قلق لبنان" وفقا للمصادر الإعلامية.

وفي سياق متصل، كانت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوسامس، قد أكّدت قبل ساعات من: "أن لبنان لا يزال أمامه الكثير ليفعله من أجل نزع سلاح حزب الله".

وخلال منتدى قطر الإقتصادي في الدوحة، أشارت أورتاغوسامس إلى: "أن المسؤولين في لبنان أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طيلة السنوات الخمس عشرة الماضية".

وشددت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، التي ستزور لبنان في الأسبوع المقبل، على أنّ: "الولايات المتحدة دعت إلى نزع السلاح الكامل لحزب الله، هذا لا يعني جنوب الليطاني فقط، بل في أنحاء البلاد كافة"، فيما دعت في الوقت نفسه، القيادة اللبنانية، إلى "اتخاذ قرار في هذا الشأن".

تجدر الإشارة إلى أنه قبل يومين من زيارة الرئيس الفلسطيني إلى العاصمة اللبنانية، قد اندلعت اشتباكات وصفت بـ"العنيفة"، مساء أول أمس الاثنين، داخل مخيم شاتيلا في بيروت بين مجموعات محلية مرتبطة بتجارة المخدرات، ما أسفر عن سقوط قتيلين وجريحين، وذلك بحسب وسائل إعلام لبنانية.


ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، كان اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حزب الله، قد دخل حيز التنفيذ في لبنان، عقب مواجهة دامية استمرت أكثر من عام، على خلفية حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر؛ بينما تبدي السلطات اللبنانية حزما لبسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية.

ونص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والحزب اللبناني، برعاية أميركية فرنسية، على تفكيك سلاح حزب الله وتطبيق القرار الدولي 1701 الذي ينص على نزع سلاح كل المجموعات المسلحة غير الشرعية.

مقالات مشابهة

  • فصائل المقاومة الفلسطينية توجه التحية للجيش اليمني وأنصار الله على الوقفة الصادقة لإسناد الشعب الفلسطيني
  • فصائل المقاومة تُحذّر المواطنين من مخططات دفعهم للنزوح جنوب قطاع غزة
  • زيارة عباس إلى بيروت.. السلاح الفلسطيني على طاولة المفاوضات وسط تحذيرات لبنانية
  • حماس: قناة العربية تضلل الرأي العام وتشوّه المقاومة
  • حماس”: ما ورد في قناة “العربية” محاولة رخيصة لتشويه صورة المقاومة
  • واشنطن تُسلّع المساعدات وتستخدمها كسلاح لإجبار الفلسطينيين على التراجع
  • الاحتلال يسعى لسيطرة كاملة على غزة ويقر بقتال شديد من المقاومة
  • حماس: الاحتلال فشل مجددا في غزة بعملية خان يونس
  • أبو زهري ينفي موافقة “حماس” على الإفراج عن أسرى “إسرائيليين” مقابل هدنة لشهرين
  • قيادي بحماس: الاحتلال يربك الساحة بأخبار مزيفة للضغط على المقاومة