كردستان العراق: المحكمة العليا أعطت نفسها صلاحيات لم ترد بالدستور
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
اتهم وزير العدل بإقليم كردستان العراق أحمد فرست، الأربعاء، المحكمة الاتحادية العليا بالانحياز والانحراف عن الدستور وحمّلها مسؤولية انسحاب القاضي عبد الرحمن زيباري، أحد ممثلي الإقليم من هيئتها في قرار جاء احتجاجاً على قرارها بصرف رواتب موظفي الإقليم من الحكومة الاتحادية بشكل مباشر دون الرجوع إلى حكومة كردستان.
وقال فرست في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي AWP: "المحكمة الاتحادية العليا أعطت نفسها صلاحيات لم ترد بالدستور تتجاوز على مبدأ الفصل بين السلطات، وتجاوزت على سلطات تشريعية لبرلمان كردستان، كما تجاوزت السلطة التنفيذية، في حين أن صلاحياتها الحصرية محددة بالمادة 110 من الدستور والتي تبين بشكل واضح مهامها وصلاحياتها واختصاصاتها".
وأشار الوزير إلى ما اعتبر أنها تجاوزات واضحة من المحكمة الاتحادية، وقال إنها "ألغت مواداً من قانون الانتخاب الخاص ببرلمان كردستان، وأحيت مواداً ملغية أصلاً بالبرلمان. وهذا بحد ذاته تجاوز لأن هذا من اختصاص السلطة التشريعية لإقليم كردستان العراق".
وأضاف أنه حتى بالنسبة للقضايا الاتحادية مثل انتخاب وتعيين رئيس برلمان العراق الاتحادي، فإن هذا اختصاص مجلس النواب العراقي وليس المحكمة الاتحادية، مؤكداً أنه لا يوجد نص يشير إلى أن هذا الأمر هو ضمن اختصاصاتها المحددة حصراً بالمادة 110.
وتابع: "ألغت المحكمة الاتحادية العليا أيضاً قانون النفط والغاز الخاص بإقليم كردستان قبل سنتين تقريباً، في حين أن القانون لا يحتوي على أي مخالفة للدستور العراقي، دستور سنة 2005، كما أنه كان بإمكانها تحديد المواد المخالفة، لكنها ألغت القانون جملة وتفصيلاً".
ومضى قائلاً إن المحكمة الاتحادية "ألغت المقاعد الخاصة بالمكونات القومية ببرلمان كردستان، في حين أن نفس الحالة موجودة بمجلس النواب العراقي ولم تتطرق لها".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المحکمة الاتحادیة
إقرأ أيضاً:
الرئيس العراقي السابق يتولى منصب المفوض السامي لشئون اللاجئين
أعلنت الأمم المتحدة تعيين الرئيس العراقي السابق، برهم صالح، في منصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين، خلفاً للإيطالي فيليبو غراندي، الذي شغل المنصب منذ عام 2016.
ويبدأ صالح مهامه رسميًا في الأول من يناير 2026، في ولاية مدتها خمس سنوات، بعد موافقة أولية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، على أن يتم تأكيد التعيين لاحقًا من قبل اللجنة التنفيذية للمفوضية.
ويأتي هذا التعيين في مرحلة حرجة على صعيد اللجوء والنزوح العالمي، حيث بلغت أعداد اللاجئين والنازحين مستويات قياسية غير مسبوقة. وتشير التقديرات إلى أن أعداد الأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد والكوارث تضاعفت تقريباً مقارنة بعام 2016، مع تصاعد النزاعات المزمنة وآثار التغير المناخي، ما يزيد من تعقيد الأزمات ويضع ضغوطاً كبيرة على أنظمة الاستجابة الإنسانية.
تنوع سياسيويمثل اختيار صالح تحولًا عن النمط السائد منذ عقود، إذ اعتاد المنصب أن يشغله مسؤولون من الدول الغربية الكبرى الممولة الرئيسة للمفوضية. ويعد هذا التعيين إشارة إلى تعزيز التنوع الجغرافي والسياسي في قيادة المؤسسات الأممية، مع تسليط الضوء على خبرة صالح السياسية والأكاديمية وقدرته على التعامل مع ملفات إنسانية معقدة تتقاطع فيها الأبعاد المحلية والإقليمية والدولية.
ويتمتع برهم صالح بخلفية سياسية رفيعة، فقد شغل مناصب عدة في العراق أبرزها رئاسة الجمهورية، وهو من كردستان العراق وحاصل على تعليم هندسي في بريطانيا، ما يمنحه رؤية شاملة لإدارة الأزمات وتنسيق الجهود الدولية.
تحديات غير مسبوقةوتواجه المفوضية السامية لشئون اللاجئين تحديات غير مسبوقة، ليس فقط من حيث حجم الأزمات وعدد اللاجئين، بل أيضًا بسبب ضغوط التمويل، إذ شهدت السنوات الأخيرة تراجعاً في مساهمات بعض الدول الكبرى، بينما حولت أخرى جزءاً من إنفاقها إلى مجالات الدفاع والأمن. هذا الواقع يفرض على صالح منذ بداية ولايته التعامل مع معادلة صعبة بين تزايد الاحتياجات الإنسانية ونقص الموارد المالية.
ويمثل التعيين فرصة لصالح لتعزيز الجهود الدولية في حماية اللاجئين، وتطوير سياسات دعم فعالة، والعمل على حشد التمويل والدعم السياسي الضروري لتخفيف معاناة الملايين من الأشخاص المتضررين حول العالم.