من أول من جمع الناس لصلاة التراويح؟.. سؤال يخطر على أذهان كثير من الناس مع حلول شهررمضان المبارك، الذي تحل معه صلاة التراويح، وهي سنة مؤكدة في ليالي شهر رمضان الكريم، وقد ورد أصل سنيتها عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقولِهِ وفَعْلِهِ؛ زيادةً في الأجر وتعظيمًا للثواب؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

من أول من جمع الناس لصلاة التراويح؟

وقال ياسر سلمي، الباحث في التراث الإسلامي، لـ«الوطن»، إن هناك عددا من الأسئلة التي تشغل بال كثير من الناس وتدور في عقلهم خاصة في شهر رمضان المبارك، ومنها سؤال من أول من جمع الناس لصلاة التراويح، موضحا أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أول من جمع الناس لصلاة التراويح.

وتابع: وذلك لمورد عن عبدَ الرَّحمنِ بنَ عبدٍ القاريَّ - وَكانَ في عَهْدِ عمرَ بنِ الخطَّابِ معَ عبدِ اللَّهِ بنِ الأرقمَ علَى بيتِ المالِ - أنَّ عمرَ خرجَ ليلةً في رمضانَ فخرجَ معَهُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدٍ القاريُّ فطافَ بالمسجِدِ وأَهْلُ المسجدِ أوزاعٌ متفرِّقونَ، يصلِّي الرَّجلُ لنفسِهِ، ويصلِّي الرَّجلُ، فيصلِّي بصلاتِهِ الرَّهطُ، فقالَ عُمَرُ: واللَّهِ إنِّي أظنُّ لَو جمعنا هؤلاءِ علَى قارئٍ واحدٍ لَكانَ أمثلَ، ثمَّ عزمَ عمرُ علَى ذلِكَ، وأمرَ أُبيَّ بنَ كعبٍ أن يقومَ لَهُم في رَمضانَ فخرجَ عمرُ علَيهم والنَّاسُ يصلُّونَ بصلاةِ قارئِهِم، فقالَ عمر: نِعمَ البدعةُ هيَ، والَّتي تَنامونَ عنها أفضلُ منَ الَّتي تَقومونَ - يريدُ آخرَ اللَّيلِ - فَكانَ النَّاسُ يقومونَ أوَّلَهُ، وَكانوا يَلعنونَ الكفرةَ في النِّصفِ: اللَّهمَّ قاتِلِ الكفَرةَ الَّذينَ يصدُّونَ عن سبيلِكَ، ويُكَذِّبونَ رسُلَكَ، ولا يؤمِنونَ بوعدِكَ، وخالِف بينَ كلمتِهِم، وألقِ في قلوبِهِمُ الرُّعبَ، وألقِ عليهم رِجزَكَ وعذابَكَ، إلَهَ الحقِّ، ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ويَدعو للمسلمينَ بما استطاعَ من خَيرٍ ثمَّ يستغفرُ للمؤمنينَ، قال: وَكانَ يقولُ إذا فرغَ من لَعنةِ الكفرةِ وصلاتِهِ علَى النَّبيِّ، واستغفارِهِ للمؤمنينَ والمُؤْمِناتِ ومسألتِهِ: اللَّهمَّ إيَّاكَ نعبُدُ، ولَكَ نصلِّي ونسجُدُ وإليكَ نسعى ونحفِدُ، ونرجو رحمتَكَ ربَّنا، ونخافُ عذابَكَ الجِدَّ، إنَّ عذابَكَ لمن عاديتَ مُلحِقٌ ، ثمَّ يُكَبِّرُ ويَهْوي ساجدًا.

ولفت سلمي خلال إجابته عن من أول من جمع الناس لصلاة التراويح إلى أن الخَليفةُ عمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه حَريصًا على أنْ يُحْيِيَ السُّننَ ويُمِيتَ البِدَعَ، ويُحارِبُ كلَّ ما يَدْعو إلى تَفرُّقِ النَّاسِ وتَشتُّتِهم، وقدْ أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باتِّباعِ سُنةِ الخُلفاءِ الرَّاشدينَ مِن بعْدِه.

صلاة التراويح

وأوضح الباحث في التراث الإسلامي أن صلاة التراويح هي سنة مؤكدة فورد عن أبي بكرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صلاة التراويح عمر بن الخطاب ى الله

إقرأ أيضاً:

كيف تستعد بجسدك وروحك وقلبك لرحلة الحج؟.. عالم أزهري يجيب

أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن الحج رحلة متكاملة للعقل والنفس والروح، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم"، مشيرًا إلى أن هذا الحديث يعلمنا أن الحج ليس مجرد طقوس جسدية، بل شحن للعقل والقلب والروح والنفس والجوارح.

وأوضح الدكتور أسامة قابيل، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "mbc masr2"، اليوم الأثنين: "نحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين كما نستعد لأي رحلة مهمة، سواء كانت داخلية أو خارجية، مثل السفر إلى أوروبا أو شرم الشيخ، نختار الملابس المناسبة، نخطط للرحلة، نعرف أماكن الفسح والطعام، والحج يحتاج نفس هذا الاستعداد، بل أكثر، لأنه زيارة لمقدسات عظيمة."

وأشار إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم عند الإحرام من ميقات أبيار علي، حيث رفع يديه إلى الله وقال: "اللهم حجا لا رياء فيه ولا سمع"، مؤكدًا أن هذه العبارة تحمل معنى عميقًا في الإخلاص، ليس فقط في الحج، بل في كل أعمالنا اليومية، سواء في العبادة أو في التعامل مع الأسرة والعمل.

وأوضح: "الإنسان الذي يذهب للحج يجب أن يذهب بروح طاهرة وقلب مخلص، البعض يذهب فقط بجسده، لكن من يذهب بعقله وروحه ونفسه هو من سيحقق الفائدة الحقيقية، الحج فرصة للابتعاد عن الرياء والسمعة، والهدف الأساسي هو رضا الله."

وأضاف أن الإنسان يجب أن يحمل روحه معه قبل جسده، قائلاً: "الروح يجب أن تطير حبًا لله قبل أن يصعد الجسد إلى الطائرة أو المركبة."

وأشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، مشددًا على أن الهدف من الحج هو العودة مطهرين من الذنوب وأفضل حالًا من قبل.

ودعا إلى الاستعداد لتلك الرحلة المباركة بتقوى الله، وطلب أن يعود الحاج بعقل مستنير وقلب مطمئن ونفس سوية، مؤكداً على أهمية استشعار قدسية الوقت الذي نعيشه مع اقتراب موسم الحج.

طباعة شارك أسامة قابيل الازهر الشريف من القلب للقلب

مقالات مشابهة

  • ما حكم سجود التلاوة بغير وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل يأثم المأموم الذى ينصت لقراءة الإمام الفاتحة في الصلاة الجهرية؟.. الأزهر يجيب
  • الطاهر بن عاشور.. تأصيل مقاصدي لقيمة الحرية والمساواة في الفكر الإسلامي (3)
  • "الإيسيسكو" تحتفي بسمرقند عاصمةً للثقافة في العالم الإسلامي
  • الطاهر بن عاشور.. تأصيل مقاصدي لقيمة الحرية والمساواة في الفكر الإسلامي (4)
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم من ترك صيام العشر الأول من ذي الحجة وهل يجوز إقامة صلاة التراويح فيها ..والموقف الشرعي لمن أكل أو شرب ناسيا فيها
  • ما حكم ترك صيام العشر الأوائل من ذي الحجة؟ أمين الفتوى يجيب
  • هل يجوز إقامة صلاة التراويح في العشر الأول من ذي الحجة.. لجنة الفتوى تجيب
  • حكم ترك صيام العشر الأوائل من ذي الحجة.. أمين الفتوى يجيب
  • كيف تستعد بجسدك وروحك وقلبك لرحلة الحج؟.. عالم أزهري يجيب