دراما الواقع تفوق الحكايات المؤلفة، تلك البطولات التى اقترنت بحياة أحد الشهداء، وشكَلت حزنا دفينا داخل طفلة لم «تشم» رئحة أبيها ولم يدو صوته فى مدارها، إلا أنها تركت فخرًا يؤنس أيامها بأب استشهد أثناء الدفاع عن وطنه إبان حرب الاستنزاف ليكون أحد الممهدين بأرواحهم لنصر أكتوبر 73 ليؤرّخ يوم وفاته ليوم هام فى تاريخ العسكرية المصرية.
نستكمل قصة الشهيد البطل الرائد حسين صالح السيد العجمى، تقول داليا حسين العجمى - نجلة الشهيد البطل- أن والدها كان مثالاً للأخلاق الحميدة والانضباط والقدوة الحسنة، وأن والدها تفوق فى دراسته بالكلية الحربية وكان من أوائل خريجى دفعة 28 إبريل عام 1959.
وأضافت أن والدها الشهيد البطل من أبناء محافظة الغربية، ولد بمدينة طنطا فى 14 أكتوبر عام 1937، من أسرة متدينة وتربى على الخلق الكريم، وظل متمسكاً بالقيم الأصيلة والوطنية حتى آخر لحظة من حياته.
وتابعت نجلة الشهيد حسين العجمى أن والدها كان ينهل من العلوم، وحينما أشرقت شمس الثورة فى 23 يوليو 1952 كان وقتها بالمدرسة الثانوية العامة بطنطا وكله أمل ووطنية، وقلبه معلقًا بحب الحياة العسكرية ولذلك أصر على الالتحاق بالكلية الحربية عقب حصوله على الثانوية العامة بتفوق فى عام 1955
وأوضحت نجلة الشهيد «العجمى» أن والدها خلال فترة تواجده بالكلية العسكرية حصل على العديد من الفرق الحتمية التى تتناسب مع رتبته، كما حصل على فرق قيادة وتوجيه فى عدد من كتائب النيران، لافتة أنه تم تعيينه فى عام 1966 قائد سرية، وقبل استشهاده تم تعيينه رئيسا لعمليات الكتيبة فى عام 1968.
وأشارت نجلة «العجمى» أن والدها تزوج من والدتها وهو برتبة نقيب، وانتقل للإقامة فى الإسكندرية ورزق منها بشقيقها أمجد، وعقب استشهاده قررت والدتها التفرغ لرعاية الأبناء, واعتبرت ذلك رسالة مقدسة فى حياتها، مشيرة إلى أن شقيقها أمجد حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق من الجامعة الأمريكية، وحصل على دراسات متخصصة فى عدد من بلدان العالم وترقى فى مجال العمل الفندقى حتى وصل إلى أعلى المناصب فيها، كما حصلت هى على بكالوريوس تربية رياضية، وكلاهما متزوج، وأطلقا اسم الشهيد على أحد أنجالهما.
على ضوء المتغيرات السياسية التى حدثت نتيجة لوصول معدات صواريخ جديدة وتمركزها حول الأهداف الحيوية بالعمق، وتمركز أسراب الطائرات فى قواعد محددة والتى أدت إلى توقف إسرائيل تماما عن غارات العمق.
وفى أحد الأيام قام العدو بتنفيذ هجمة جوية مكثفة ضد كتائب النيران المتقدمة على أجناب التشكيل مستخدمًا أسلحة الهجوم الجوى مع تكرار الهجمات الجوية بصفة مستمرة ونجحت كتيبة الشهيد البطل حسين صالح السيد العجمى فى الاشتباك مع طائرات العدو وتدمير إحداها، ولكن العدو وجه مجموعة من الطائرات لمهاجمة الكتيبة فى نفس الوقت وعمل على إحداث أكبر خسائر بها ونجح العدو فى ذلك، وحدثت خسائر فى المعدات والأفراد واستشهد البطل حسين العجمى بعد أن أبلى بلاءً حسنا فى شجاعة وبطولة نادرة ليروى بدمائه الطاهرة أرض مصر الغالية ويكتب اسمه بأحرف من نور وليسكن أعلى الجنان مع الشهداء والنبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.
وتبقى الأجيال المتلاحقة ثابتة على عقيدتها وهى حماية الدولة والشعب، أقسموا منذ نعومة أظفارهم على أن يضحوا بأرواحهم فى سبيل رفعة هذا الوطن وحمايته، وقدمت القوات المسلحة خيرة شبابها على أرض سيناء فى سبيل مصر، وامتزجت دماء الآباء بالأبناء على أرض الفيروز لتطهرها من دنس الاحتلال والإرهاب.
وتبقى تضحياتهم وبطولاتهم وقصص استشهادهم ودماؤهم التى ارتوت منها الأرض الطيبة لتطهرها من دنس العدو الصهيونى الغاصب فخرا للجميع، وتظل ذكراهم خالدة فى الوجدان لأنهم ضربوا أروع المثل فى الوطنية والفداء، وما زال مسلسل التضحية مستمرا ولن ينتهى.
حفظ الله مصر وأهلها.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ندى صلاح صيام العدو الصهيوني القوات المسلحة الشهید البطل أن والدها
إقرأ أيضاً:
اكتشاف جثة طالبة إعدادي بقنا يثير صدمة كاملة
ظهرت جثة طالبة إعدادي بمنزل والدها في منطقة العبابدة بندر قنا وأمرت النيابة بالتحفظ على والدها وزوجة والدة وفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادث
العثور جثة طالبة إعدادي قنا يفتح تحقيق نيابي عاجلجثة طالبة إعدادي كانت محور متابعة عاجلة من الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا بعد العثور عليها داخل منزل والدها في منطقة العبابدة بندر قنا ويظهر على الجثة آثار خنق في الرقبة وأكدت التحقيقات الأولية أن الضحية م.ا البالغة من العمر 13 عامًا قد تعرضت للاختناق مما أدى إلى وفاتها
التحقيقات الأولية في الواقعةتلقت مديرية أمن قنا إخطارًا من قسم شرطة قنا يفيد بالعثور على جثة طالبة إعدادي م.ا بها آثار خنق بالرقبة داخل منزل والدها بالعبابدة بندر قنا وعلى الفور انتقل ضباط وحدة المباحث إلى مكان الحادث وقاموا بمعاينة المنزل وجمع الأدلة الميدانية اللازمة وتبين من خلال الفحص الأولي أن الوفاة ناجمة عن خنق مباشر على الرقبة وتم نقل الجثة إلى المستشفى لتشريحها وإعداد التقرير الطبي
قرارات النيابة العامة والإجراءات القانونيةأمرت النيابة العامة بالتحفظ على والد الضحية وزوجة والدة الطفلة لحين انتهاء التحقيقات وأصدرت تعليماتها بسرعة إعداد محضر رسمي بالواقعة وأخطار الجهات المختصة لمباشرة التحقيقات كما كلفت وحدة المباحث بالتحري الكامل حول الواقعة وكشف كافة الملابسات والظروف المحيطة بالحادث بالإضافة إلى فحص علاقات الضحية داخل الأسرة والتأكد من أي مؤثرات خارجية قد تكون مرتبطة بالحادث
متابعة الجهات الأمنية والمباحثأوضحت المصادر أن فرق البحث والتحري قامت بجمع إفادات الجيران والأقارب المحيطين بالمنزل وأكدت على ضرورة مراجعة كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان وجمع أي دليل بصري قد يساعد في كشف ملابسات الحادث كما قامت النيابة بفحص محتويات المنزل والتحقق من سلامة الإجراءات الأمنية داخله وسماع أقوال كل من له علاقة مباشرة بالضحية
التحقيق المستمر ومتابعة النيابةما زالت التحقيقات مستمرة تحت إشراف النيابة العامة في قنا والجهات الأمنية المعنية لمراجعة جميع الأدلة والتقارير الطبية والجمع بين كل المعطيات للوصول إلى الحقيقة الكاملة للحادث وأكدت النيابة على أن التحقيقات تشمل تحليل نتائج الطب الشرعي وفحص كامل المنزل والأشخاص المتواجدين وقت وقوع الحادث