برنامج «نور الدين» يقتحم المنطقة الشائكة.. ما سر الهجوم على الدكتور علي جمعة؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
يناقش الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب الحالي، في برنامج «نور الدين»، أكثر القضايا الشائكة والتي تؤرق العقل الإسلامي في عصرنا الراهن، ويخشى الكثير من العلماء والمشايخ التحدث فيها أو حتى الإقتراب منها.
برنامج نور الدين للدكتور علي جمعةبرنامج «نور الدين»، والذي يُعرض خلال شهر رمضان، على قنوات الشركة المتحدة، يُعد محاولة جريئة وجادة وحقيقة وواقعية لتجديد الخطاب الديني، إذ أن الدكتور علي جمعة، يتصدى خلال حلقات البرنامج، للإجابة على أجرأ الأسئلة التي يطرحها على فضيلته الأطفال.
فكرة برنامج «نور الدين»، فريدة من نوعها، فالأسئلة التي يطرحها الأطفال على مسامع الدكتور علي جمعة، يخشى الكثير من العلماء والمشايخ سماعها فضلًا عن إحجامهم على الإجابة عنها، إلا أن مفتي الديار المصرية السابق - كعادته - اقتحم هذا المضمار الصعب، وأجاب عن الأسئلة الصعبة، وفند القضايا الشائكة، دون خوفٍ من نقد المتشددين الذين شنوا ضده هجومًا لاذعًا.
تناول الدكتور علي جمعة، في برنامجه «نور الدين»، قضايا وأسئلة تشغل أذهان كثير من المسلمين، أبرزها: هل الجنة حكرٌ على المسلمين دون غيرهم؟ لماذا خلقنا الله؟ هل الحب قبل الزواج حلال أم حرام؟ وما حكم العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج؟
وبالرغم من أهمية هذه القضايا وتلك الأسئلة، إلا أن أي مسلم حين يطرحها على واحد من الدعاة أو المشايخ ينهره الأخير لمجرد تفكيره فيها، وهذا ما لم يفعله مفتي الجمهورية السابق، إذ سمح للأطفال بطرح ما يجيش في صدروهم من تساؤلات بمنتهي الجرأة ودون خوف، وأخذ هو في الرد عليها ردًا مدعمًا بالأدلة الشرعية، دون خشيةٍ من هجوم المتشددين الذي كان متوقعًا أن يُشن ضده بمجرد بث حلقات برنامج «نور الدين».
هل الجنة حكرٌ على المسلمين؟كانت أكثر حلقات برنامج «نور الدين»، إثارة للجدل، وسببًا في شن هجوم عاصف بحق الدكتور علي جمعة، هي الحلقة الأولى والتي أجاب خلالها الدكتور علي جمعة، على سؤال طرحه أحد الأطفال: «فيه ديانات أخرى غير ديانة الإسلام زي المسيحية ولها رسل مثل سيدنا عيسى وكتب من السماء.. ليه المسلمين بس اللى هيدخلوا الجنة؟»
وأجاب مفتي الديار المصرية السابق، على هذا السؤال مؤكدًا أن الجنة ليست حكرا على المسلمين وحدهم، وأن غيرهم من أتباع الديانات الأخرى سيدخلون الجنة، مستشهدًا بقول الله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (البقرة: 62).
سر الهجوم على الدكتور علي جمعةبرنامج «نور الدين»، وما يطرحه من قضايا جريئة، كان سببًا في شن اللجان الإلكترونية التابعة لأصحاب الفكر المتطرف هجومًا لاذعًا ضد الدكتور علي جمعة، والسر وراء هذا الهجوم يكمن في عدة أسباب، أبرزها 3 أسباب:
السبب الأول: موقف الدكتور علي جمعة، من أصحاب الفكر المتطرف، وأخذه على عاتقه مهمة فضح أفكارهم الظلامية طوال السنوات العديدة الماضية، ووقوفه ضدهم بكل ما أوتى من قوة، وتأليفه العديد من الكتب التي كانت بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها أطماع الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية.
هذا الموقف الذي تبناه مفتي الديار المصرية السابق، جعله عرضة بشكل دائم مستمر لسهام النقد والتجريح والتشويه من قِبل عناصر الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، والذين يُجيدون صناعة التريند والتحكم بشكل كبير في الفضاء الإلكتروني.
السبب الثاني: هو أن إجاباته على هذه الأسئلة الشائكة وتلك القضايا الممنوعة من العرض والتداول، تسحب البساط من تحت أقدام دعاة السلفية الذين نصبوا أنفسهم وكلاء لله في الأرض، وأقنعوا أتباعهم أن مفاتيح الجنة والنار بأيديهم، وحرموا على المسلمين التفكر والتدبر وإعمال العقل.
السبب الثالث من أسباب الهجوم الذي يُشن ضد الدكتور علي جمعة: المدرسة الصوفية التي أنشأها الدكتور علي جمعة، والتي تخرج منها العديد من العلماء في مصر وخارجها، وهؤلاء العلماء يواصلون نشر رسالة مفتي مصر السابق في نشر المنهج الصوفي ومجابهة الفكر السلفي المتطرف.
محاولة جادة لـ تجديد الخطاب الديني
في النهاية برنامج «نور الدين»، للدكتور علي جمعة، محاولة جادة من محاولات تجديد الخطاب الديني، الذي ينادي به الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ أول يوم تولى فيه مقاليد الحكم، كما أن هذا البرنامج يُعيد إلى العقل الإسلامي «حياة الفكر» التي حُرمت على المسلمين طول عقود ماضية بسبب تفشي الفكر الظلامي لسنوات عديدة.
اقرأ أيضاًطفل يسأل علي جمعة.. هو ربنا عمره قد إيه؟ فماذا أجاب
علي جمعة: الملائكة لا تكتب السيئة إلا بعد 6 ساعات (فيديو)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: علي جمعة الدكتور على جمعة نور الدين برنامج نور الدين برنامج علي جمعة الدکتور علی جمعة على المسلمین نور الدین هجوم ا
إقرأ أيضاً:
ما حكم من نسى الاغتسال قبل دخول مكة المكرمة؟.. علي جمعة يجيب
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن من تعظيم العلماء لمكة المكرمة قالوا باستحباب الاغتسال قبل دخولها، حيث ذهب الفقهاء إلى أنه يستحب الغسل لدخول مكة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم من نسي الاغتسال قبل دخول مكة المكرمةجاء عن «ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ثم يدخل مكة نهارا ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله» [رواه البيهقي في سننه الكبرى وأصله في صحيح البخاري]. وصرح الشافعية بأنه يسن الغسل لدخول مكة ولو حلالا للاتباع.
وأوضح علي جمعة أنهم يعلمون أن من تعظيم الله لبيته الحرام أنه سبحانه حرم على المشركين أن يقربوه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة :28].
وتابع: لذا تراه يعظم الكعبة ولا يتحدث عنها إلا بكل قداسة، ولا يعتبرها كأي بناء مكون من أحجار متراكمة، ويعتبر أن من أسقط حرمتها وتكلم عنها على أنها مجموعة أحجار أو أن في زيارتها وتقديسها وثنية يعتقدون أنه جاهل بأصول الدين يخشى عليه من الكفر بعد علمه والإصرار على قوله، ويعتقدون أنه من الفجر الاستهانة بما عظم الله سبحانه وتعالى.
وبين، أن المسلم يعتقد وجوب تعظيم مكة كلها لأنها تحوي الكعبة المشرفة المسجد الحرام، قال النبي ﷺ : «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس, فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة, فإن أحد ترخص لقتال رسول الله ﷺ فقولوا له : إن الله أذن لرسوله ﷺ ولم يأذن لكم, وإنما أذن لي ساعة من نهار, وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس , وليبلغ الشاهد الغائب» [رواه البخاري ومسلم].
كما يعظم المؤمن من الليالي ليلة القدر، قال تعالى : ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ * لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ﴾ ، وقال سبحانه : ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ ، كما أنه يعظم الليالي العشر من بداية ذي الحجة، قال سبحانه وتعالى : ﴿وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾.
وتابع علي جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: يعظم المسلم ذكرى مولده الشريف كما درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم ﷺ بإحياء ليلة المولد بأنواع شتى من القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله ﷺ ، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين : ابن الجوزي، وابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
وأوضح علي جمعة أنه ألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء، بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل؛ بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد أطال ابن الحاج في [المدخل] في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه المدخل في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي.
وأشار إلى أن من إجلاله للأماكن التي اختارها الله بالبركة والقداسة، تقديسه للكعبة المشرفة بمكة المكرمة، ويعلم أن من شدة حرمتها وعظمتها أن الله جعل أحد أركان الإسلام زيارتها والطواف حولها وهو ركن الحج، قال تعالى : ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ﴾ [آل عمران :96]. وقال تعالى : ﴿جَعَلَ اللَّهُ الكَعْبَةَ البَيْتَ الحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [المائدة :97].