ما العلاقة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم؟
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
توصلت دراسة حديثة إلى وجود صلة بين الاكتئاب ودرجة حرارة الجسم، فما طبيعة العلاقة؟
تقول الكاتبة سارا روميرو، في تقرير نشرته صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية، إن الاستنتاج واضح: فالأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب تكون درجات حرارة الجسم لديهم أعلى من أولئك الذين لا يعانون من هذا الاضطراب الشائع، مما يشير إلى أنه قد تكون هناك فائدة محتملة للصحة العقلية لخفض درجة حرارة أولئك الذين يعانون من الاكتئاب، وذلك وفقا لدراسة جديدة أعدّها باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، التي نُشرت في مجلة التقارير العلمية.
لكن رغم حصولنا على هذه النتيجة، فإنه يظل لدينا كثير من الأمور الغامضة.
وأوضحت الكاتبة أن الباحثين حلّلوا بيانات أكثر من 20 ألفا و800 مشارك، وجُمعت المعلومات على مدى 7 أشهر مع متطوعين من 106 دول حول العالم.
شدة أعراض الاكتئاب
بالإضافة إلى تسجيل درجة حرارة الجسم مرة واحدة يوميا، أكمل المشاركون استطلاعا شهريا يتضمن استبيانا تشخيصيا حول أعراض الاكتئاب. وبينما لم تحدد الدراسة ما إذا كان الاكتئاب يرفع درجة حرارة الجسم، أو أن ارتفاع درجة الحرارة يسبب الاكتئاب، فإن النتائج تشير إلى أن درجة حرارة الجسم تزيد مع شدة أعراض الاكتئاب، مما يوفر وسيلة جديدة محتملة للعلاج.
وهو أمر يستحق البحث، لأنه إذا كان شيء يسير -مثل الحفاظ على البرودة- يمكن أن يساعد في مكافحة أعراض الاكتئاب، فإن ذلك يفتح إمكانات هائلة لمساعدة ملايين الأشخاص حول العالم.
ونقلت الكاتبة عن آشلي ماسون، الطبيبة النفسية والمؤلفة المشاركة للعمل، من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، قولها "على حد علمنا، هذه أكبر دراسة حتى الآن لفحص العلاقة بين درجة حرارة الجسم وأعراض الاكتئاب في عينة كبيرة جغرافيا".
والجدير بالذكر أن الدراسة بدأت في أوائل 2020، في خضم جائحة كوفيد-19، وكان هدفها تقييم ما إذا كان رصد درجة الحرارة يمكن أن يكون وسيلة مفيدة للكشف المبكر عن المرض الناجم عن فيروس سارس-كوف-2.
حالة عقلية منتشرة
وأظهرت النتائج أن أولئك الذين يعانون من مستويات أكثر شدة من أعراض الاكتئاب يكون لديهم درجة حرارة أعلى في الجسم. كان هناك -أيضا- ميل نحو الاكتئاب الشديد لدى الأشخاص الذين ظلت درجة حرارة الجسم أكثر استقرارا على مدار 24 ساعة، لكن هذه النتيجة لم تكن ذات دلالة إحصائية.
ومن المثير للاهتمام أن مجموعة صغيرة من الدراسات السببية الموجودة وجدت أن استخدام أحواض الاستحمام الساخنة، أو حمامات البخار -التي تتميز ببيئة تصل فيها درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية- يمكن أن تقلل من الاكتئاب، وذلك ربما من خلال جعل الجسم يبرد بنفسه، على سبيل المثال، عن طريق التعرق.
واختتمت الكاتبة التقرير بقولها إن الاكتئاب هو حالة عقلية منتشرة على نطاق واسع وتؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم. ومع وجود تقديرات تشير إلى أن حوالي 5% من سكان العالم قد يعانون من الاكتئاب، فإن الحاجة الملحة إلى فهم هذه الحالة ومعالجتها تعدّ أمرا بالغ الأهمية. ومن ثم، فإن استنتاجات هذا البحث، وإن لم تكن سببية، إلا أنها تشير إلى اتجاه جيد، يستحق على الأقل أن يُبحث فيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات درجة حرارة الجسم أعراض الاکتئاب من الاکتئاب یعانون من
إقرأ أيضاً:
5 سنوات نار .. درجات الحرارة العالمية ستسجل أرقاما قياسية| ماذا سيحدث؟
يبدو أن العالم سيشهد خلال السنوات المقبلة ارتفاع حاد فى درجات الحرارة حيث تظهر البيانات احتمالية صغيرة ولكنها "مذهلة" بأن يكون العام المقبل أكثر حرارة بمقدار درجتين مئويتين عن عصر ما قبل الصناعة قبل عام 2030.
درجات الحرارة العالمية ستسجل أرقاما قياسيةأظهر تقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن هناك احتمالا بنسبة 80% أن درجات الحرارة العالمية سوف تحطم رقما قياسيا سنويا واحدا على الأقل في السنوات الخمس المقبلة، مما يزيد من خطر الجفاف الشديد والفيضانات وحرائق الغابات .
ولأول مرة، أشارت البيانات إلى احتمال ضئيل أنه قبل عام 2030، قد يشهد العالم عامًا أعلى بدرجتين مئويتين من عصر ما قبل الصناعة، وهو الاحتمال الذي وصفه العلماء بأنه "مثير للصدمة".
الأكثر سخونة على الإطلاقبعد مرور عشر سنوات هي الأكثر سخونة على الإطلاق، يسلط آخر تحديث للمناخ العالمي على المدى المتوسط الضوء على التهديد المتزايد للصحة البشرية والاقتصادات الوطنية والمناظر الطبيعية ما لم يتوقف الناس عن حرق النفط والغاز والفحم والأشجار.
كما ان هناك احتمالا بنسبة 70% أن يكون متوسط ارتفاع درجة الحرارة على مدى خمس سنوات من 2025 إلى 2029 أكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ومن شأن هذا أن يجعل العالم على مقربة شديدة من انتهاك الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس، وهو معاهدة دولية بشأن تغير المناخ، على الرغم من أن هذا الهدف يستند إلى متوسط يبلغ 20 عاما.
وأشارت أيضا إلى احتمال بنسبة 86% أن يتم تجاوز الحد الأقصى للاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية في عام واحد على الأقل من الأعوام الخمسة المقبلة، مقارنة بـ 40% في تقرير عام 2020.
الأكثر حرارة في سجل المراقبةفي عام 2024، تم تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية على أساس سنوي لأول مرة - وهي النتيجة التي اعتبرت غير معقولة في أي من التوقعات الخمسية قبل عام 2014. وكان العام الماضي هو الأكثر حرارة في سجل المراقبة الذي استمر 175 عامًا.
وفي تأكيد على مدى السرعة التي يرتفع بها درجة حرارة العالم، فإن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين يظهر الآن كاحتمال إحصائي في آخر تحديث، والذي تم تجميعه من قبل 220 عضوًا من النماذج التي ساهم بها 15 معهدًا مختلفًا، بما في ذلك مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، ومركز برشلونة للحوسبة الفائقة، والمركز الكندي للنمذجة والتحليل المناخي، وهيئة الأرصاد الجوية الألمانية.
إن احتمالية ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين قبل عام 2030 ضئيلة ــ حوالي 1% ــ وسوف تتطلب التقارب بين عوامل الاحتباس الحراري المتعددة، مثل ظاهرة النينيو القوية والتذبذب الإيجابي في القطب الشمالي، ولكن كان من المفترض في السابق أن يكون ذلك مستحيلا في إطار زمني مدته خمس سنوات.
من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في شتاء القطب الشمالي أسرع بثلاث مرات ونصف من المتوسط العالمي، ويعود ذلك جزئيًا إلى ذوبان الجليد البحري، مما يعني أن الثلج يتساقط مباشرة في المحيط بدلًا من تكوين طبقة على السطح تعكس حرارة الشمس إلى الفضاء.
ومن المتوقع أن تعاني غابات الأمازون المطيرة من المزيد من الجفاف، بينما ستشهد جنوب آسيا ومنطقة الساحل وشمال أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة، المزيد من الأمطار.