البوابة نيوز:
2025-05-21@15:11:21 GMT

منير أديب يكتب: هزيمة إسرائيل في غزة

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

لا أحد يستطيع أنّ يُجزم وبشكل نهائي هزيمة أيًا من طرفي الصراع الفلسطيني والإسرائيلي في الحرب الأخيرة، ولكن ما نستطيع قراءته حتى الآن هو هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد مرور خمسة أشهر على الحرب في غزة!

صحيح الحرب ما زالت دائرة حتى الآن، ولكن ما لم يُحققه جيش الدفاع الإسرائيلي على مدار الشهور الماضية، لن يحققه في القريب أو البعيد العاجل، وهو ما ترجمته التقارير الاستخباراتية الأخيرة والتي كُشف عنها النقاب، أنّ إسرائيل قد تحتاج إلى سنوات كي تقضي على حماس.

فضلًا على أنّ وكالة الاستخبارات الأمريكية نصحت إسرائيل بالدخول في تفاوض مع حماس بعد أيام قليلة من الحرب؛ لأنها رأت استحالة تحقيق الأهداف الإسرائيلية، كما أنها أدركت أنّ الاستمرار في الحرب يُعني توريط إسرائيل أكثر أو دعنا نقول سوف يُكمل فصول الهزيمة الإسرائيلية.

إسرائيل لم تُحقق ما وعدت به في الحرب وما أوهمت به غيرها؛ حيث وعدت بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى ففشلت في تحقيقهما على حد سواء، رغم حجم النيران التي استخدمتها والدعم الدولي الذي منحته واشنطن لحليفتها، كما أنها أوهمت العالم بأنها الجيش الذي لا يُقهر وأنها الدولة الأكبر عسكريًا، وهو ما ثبت عكسه تمامًا.

وهنا يمكن القول بأنها سقطت أمام هواة! وهنا لا نقلل من شأن حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني ولا ما تمتلكه من مصادر قوة، ولكن عند المقارنة بين الأدوات التي تمتلكها هذه المقاومة وما يمتلكه جيش الدفاع الإسرائيلي حتمًا سوف ترجح كافة إسرائيل، فضلًا على أنّ حماس ليست دولة أو حتى جيش حتى يُمكنها امتلاك نوع معين من الأسلحة مثل الطائرات والصواريخ، كما لا يُمكنها عقد صفقات سلاح تُمكنها من الصمود، ورغم ذلك صنعت ما صنعت.

لسنا في إطار تقييم وتقدير ما أحدثته حركات المقاومة في 7 أكتوبر الماضي، فقد كان عنوانًا لمقالات سابقة، ولكننا في سياق تقدير موقف المكسب والخسارة والهزيمة أيضًا، على الأقل بعد مرور قرابة 95% من المعركة، ومع قرب التوصل لاتفاق فرضت فيه حماس شروطها أو تضغط من أجل ذلك.

يمكن قراءة هزيمة إسرائيل من الدلالات الواضحة من عدم تحقيق أيًا من أهدافها المعلنة أو غير المعلنة، غير أنها حاولت أنّ تنتقم من الشعب الفلسطيني! وربما كان ذلك واضحًا من الأيام الأولى في الحرب، حتى حجم النيران الإسرائيلية لم تُحقق أهدافها على مستوى الضغط على إسرائيل أو تحرير الأسرى أو حتى كسر الإرادة الفلسطينية.

وهنا يمكن القول إنّ إسرائيل خرجت من معركتها صفر اليدين، كما أنها أثارت القلق العربي من سلوكياتها وإعادة الصراع إلى مربعه الأول، وهذه هزيمة أخرى للمشروع الإسرائيلي، كما يُضاف إلى هذا وذاك تُوريط واشنطن في هذه الحرب؛ فأمريكا تحتاج لتحسين صورتها أكثر مما كانت تحتاج بعد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003.

لا يُوجد سلاح يمكن أنّ تستخدمه إسرائيل عمليًا في الحرب ولم تستخدمه حتى الآن، ولا يُوجد شريك أو حليف إلا أعلن دعمه لإسرائيل، ورغم ذلك فشلت تل أبيب في تحقيق أي هدف ولم يبقَ أمامها إلا التفاوض مع من وعدت بالقضاء عليهم، فأي هزيمة هذه؟ وأي انكسار يمكن أنّ نقرأه من بين سطور هذه الحرب؟

لا أحد يستطيع التكهن بمستقبل ما سوف يُحدث في غزة؟ ولا على ماذا سوف تنتهي الحرب؟ خاصة وأنّ الصراع مازال دائرًا ويمكن لكل طرف أنّ يُحرز أهدافًا في مرمى الطرف الآخر؛ ولكننا على يقين أنّ الانتصار الاستراتيجي الذي تحقق على أرض الواقع لن يمنع من محاسبة حماس بعد الحرب؛ فلسطين قضية كل العرب والمسلمين فى كل مكان، لا أحد يمكن أنّ يفرض شروطه على أصحاب القضية، كما لا بد أنّ يتسع صدر كل الفصائل الفلسطينية، إذا كان الحديث يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.

لا بد أنّ تعلم حماس أنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، الاعتراف بذلك قد يكون مفيدًا لها وللقضية الفلسطينية؛ كل حركة مقاومة لها أجندتها الخاصة ولكن يبقى أنّ ممثلًا للشعب الفلسطيني لا بد تجتمع عليها كل حركات المقاومة كما اجتمع عليه الشعب الفلسطيني، فأي انتصار يمكن أن تُحققه أو حققته قد يتلاشى أمام استمرار الانقسام والتشظى الذي غزته إسرائيل على مدار العشرين عامًا الأخيرة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هزيمة إسرائيل استسلام حماس السلطة الفلسطينية إتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل فی الحرب یمکن أن

إقرأ أيضاً:

غالانت يخرج عن صمته بشأن حركة الفصائل الفلسطينية بعد 591 يوما على الحرب

إسرائيل – أكد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت اليوم الثلاثاء، إن استمرار حركة الفصائل الفلسطينية بالسيطرة على قطاع غزة بعد 591 يوما من الحرب هو “فشل ذريع” لإسرائيل.

وقال غالانت، في منشور على منصة “إكس” إن “قرار إدخال المساعدات الإنسانية هو نتيجة مباشرة لرفض الحكومة المستمر الترويج لبديل لحركة الفصائل.

وأضاف: “لو كانت الاعتبارات الوطنية هي التي وجهت عملية اتخاذ القرار بشأن هذه القضية، ولو كنا قد شجعنا خطة استبدال نظام حماس، لما كان هناك نقاش حول ما إذا كانت المساعدات ستقع في أيدي حركة الفصائل، لأنها لم تعد تسيطر على غزة”.

وتابع غالانت: “في العام الأول قمنا بتصفية الأطر العسكرية وقيادة حركة الفصائل، وحقيقة أن حركة الفصائل لا تزال تسيطر على غزة بعد 591 يوما من الحرب تشكل فشلا ذريعا”.

وأطلقت إسرائيل منذ بداية مايو الجاري، عملية عسكرية موسعة أطلقت عليها اسم “عربات جدعون”، تهدف إلى توسيع السيطرة على قطاع غزة وتقسيمه جغرافيا، حيث تسعى لفصل خان يونس عن وسط القطاع ورفح عبر السيطرة على محاور رئيسية مثل “محور موراج”.

وتشمل العمليات البرية الإسرائيلية توغلات تدريجية وبطيئة في مناطق مثل بلدة القرارة في خان يونس، مع توسيع المنطقة العازلة على الحدود الشرقية والشمالية والجنوبية للقطاع.

في غضون ذلك، يشهد الوضع الإنساني في القطاع كارثة كبرى، حيث هناك نقص حاد في المواد الغذائية والدواء والمياه، مع حصار مشدد على مستشفيات القطاع، خصوصا المستشفى الإندونيسي الذي يتعرض لقصف وحصار متكرر.

يضاف إلى ذلك، عمليات الترحيل القسري للسكان من وسط وشمال القطاع إلى الجنوب ما يخلق أزمة نزوح داخلية ضخمة.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • فصائل المقاومة الفلسطينية توجه التحية للجيش اليمني وأنصار الله على الوقفة الصادقة لإسناد الشعب الفلسطيني
  • إعلام إسرائيلي: صبر ترامب على نتنياهو بدأ ينفد والجيش غير قادر على هزيمة حماس
  • غالانت يخرج عن صمته بشأن حركة الفصائل الفلسطينية بعد 591 يوما على الحرب
  • الرئاسة الفلسطينية تطالب حماس بتسليم سلاحها
  • عضو بالتحرير الفلسطينية: نتنياهو يفاوض تحت النيران لفرض شروطه على حماس
  • محللون: عربات جدعون لن تحقق أهداف إسرائيل والاغتيالات لن تضعف حماس
  • تفاصيل مقترح الـ60 يوما بشأن غزة.. هذا موقف إسرائيل وحماس
  • عادل الباز يكتب: كيف نرد على عدوان الإمارات؟ (2)
  • تفاصيل تجنيده.. عمرو أديب يكشف استيلاء إسرائيل على أرشيف الجاسوس إيلي كوهين
  • عمرو أديب: إسرائيل تستهدف عائلات قيادات المقاومة