البوابة نيوز:
2025-07-07@02:42:01 GMT

منير أديب يكتب: هزيمة إسرائيل في غزة

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT

لا أحد يستطيع أنّ يُجزم وبشكل نهائي هزيمة أيًا من طرفي الصراع الفلسطيني والإسرائيلي في الحرب الأخيرة، ولكن ما نستطيع قراءته حتى الآن هو هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد مرور خمسة أشهر على الحرب في غزة!

صحيح الحرب ما زالت دائرة حتى الآن، ولكن ما لم يُحققه جيش الدفاع الإسرائيلي على مدار الشهور الماضية، لن يحققه في القريب أو البعيد العاجل، وهو ما ترجمته التقارير الاستخباراتية الأخيرة والتي كُشف عنها النقاب، أنّ إسرائيل قد تحتاج إلى سنوات كي تقضي على حماس.

فضلًا على أنّ وكالة الاستخبارات الأمريكية نصحت إسرائيل بالدخول في تفاوض مع حماس بعد أيام قليلة من الحرب؛ لأنها رأت استحالة تحقيق الأهداف الإسرائيلية، كما أنها أدركت أنّ الاستمرار في الحرب يُعني توريط إسرائيل أكثر أو دعنا نقول سوف يُكمل فصول الهزيمة الإسرائيلية.

إسرائيل لم تُحقق ما وعدت به في الحرب وما أوهمت به غيرها؛ حيث وعدت بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى ففشلت في تحقيقهما على حد سواء، رغم حجم النيران التي استخدمتها والدعم الدولي الذي منحته واشنطن لحليفتها، كما أنها أوهمت العالم بأنها الجيش الذي لا يُقهر وأنها الدولة الأكبر عسكريًا، وهو ما ثبت عكسه تمامًا.

وهنا يمكن القول بأنها سقطت أمام هواة! وهنا لا نقلل من شأن حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني ولا ما تمتلكه من مصادر قوة، ولكن عند المقارنة بين الأدوات التي تمتلكها هذه المقاومة وما يمتلكه جيش الدفاع الإسرائيلي حتمًا سوف ترجح كافة إسرائيل، فضلًا على أنّ حماس ليست دولة أو حتى جيش حتى يُمكنها امتلاك نوع معين من الأسلحة مثل الطائرات والصواريخ، كما لا يُمكنها عقد صفقات سلاح تُمكنها من الصمود، ورغم ذلك صنعت ما صنعت.

لسنا في إطار تقييم وتقدير ما أحدثته حركات المقاومة في 7 أكتوبر الماضي، فقد كان عنوانًا لمقالات سابقة، ولكننا في سياق تقدير موقف المكسب والخسارة والهزيمة أيضًا، على الأقل بعد مرور قرابة 95% من المعركة، ومع قرب التوصل لاتفاق فرضت فيه حماس شروطها أو تضغط من أجل ذلك.

يمكن قراءة هزيمة إسرائيل من الدلالات الواضحة من عدم تحقيق أيًا من أهدافها المعلنة أو غير المعلنة، غير أنها حاولت أنّ تنتقم من الشعب الفلسطيني! وربما كان ذلك واضحًا من الأيام الأولى في الحرب، حتى حجم النيران الإسرائيلية لم تُحقق أهدافها على مستوى الضغط على إسرائيل أو تحرير الأسرى أو حتى كسر الإرادة الفلسطينية.

وهنا يمكن القول إنّ إسرائيل خرجت من معركتها صفر اليدين، كما أنها أثارت القلق العربي من سلوكياتها وإعادة الصراع إلى مربعه الأول، وهذه هزيمة أخرى للمشروع الإسرائيلي، كما يُضاف إلى هذا وذاك تُوريط واشنطن في هذه الحرب؛ فأمريكا تحتاج لتحسين صورتها أكثر مما كانت تحتاج بعد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003.

لا يُوجد سلاح يمكن أنّ تستخدمه إسرائيل عمليًا في الحرب ولم تستخدمه حتى الآن، ولا يُوجد شريك أو حليف إلا أعلن دعمه لإسرائيل، ورغم ذلك فشلت تل أبيب في تحقيق أي هدف ولم يبقَ أمامها إلا التفاوض مع من وعدت بالقضاء عليهم، فأي هزيمة هذه؟ وأي انكسار يمكن أنّ نقرأه من بين سطور هذه الحرب؟

لا أحد يستطيع التكهن بمستقبل ما سوف يُحدث في غزة؟ ولا على ماذا سوف تنتهي الحرب؟ خاصة وأنّ الصراع مازال دائرًا ويمكن لكل طرف أنّ يُحرز أهدافًا في مرمى الطرف الآخر؛ ولكننا على يقين أنّ الانتصار الاستراتيجي الذي تحقق على أرض الواقع لن يمنع من محاسبة حماس بعد الحرب؛ فلسطين قضية كل العرب والمسلمين فى كل مكان، لا أحد يمكن أنّ يفرض شروطه على أصحاب القضية، كما لا بد أنّ يتسع صدر كل الفصائل الفلسطينية، إذا كان الحديث يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.

لا بد أنّ تعلم حماس أنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، الاعتراف بذلك قد يكون مفيدًا لها وللقضية الفلسطينية؛ كل حركة مقاومة لها أجندتها الخاصة ولكن يبقى أنّ ممثلًا للشعب الفلسطيني لا بد تجتمع عليها كل حركات المقاومة كما اجتمع عليه الشعب الفلسطيني، فأي انتصار يمكن أن تُحققه أو حققته قد يتلاشى أمام استمرار الانقسام والتشظى الذي غزته إسرائيل على مدار العشرين عامًا الأخيرة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هزيمة إسرائيل استسلام حماس السلطة الفلسطينية إتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل فی الحرب یمکن أن

إقرأ أيضاً:

دوجاريك: الأمم المتحدة فشلت في حماية الشعب الفلسطيني

أكد الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن ميثاقها والقانون الدولي، يتعرضان للانتهاك مرارا وتكرارا من قبل بعض الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في الحرب الإسرائيلية على غزة وغيرها.

وقال دوجاريك في تصريح صحفي، الليلة، إنه "يجب على الدول الإيمان وتنفيذ الالتزامات التي وقعت عليها بنفسها".

وحول التصور السائد في الشرق الأوسط والعالم، أكد دوجاريك أن "الأمم المتحدة فشلت في حماية الشعب الفلسطيني".

وأشار دوجاريك إلى أن "الأمين العام وجميع موظفي الأمم المتحدة الإنسانيين وغيرهم ممن بقوا في غزة يبذلون قصارى جهدهم لحماية المدنيين، ومساعدتهم على البقاء على قيد الحياة على الأقل من خلال تزويدهم بالقدر المحدود من الموارد المتاحة لدينا".

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين صحيفة: غالبية التفاصيل الجوهرية لاتفاق غزة قد حُسمت  الدفاع المدني في غزة : الجيش الإسرائيلي يمنعنا من إنقاذ الأحياء ترامب يعتزم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الاثنين المقبل الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يتحدث: هذا ما جرى خلال الحرب على إيران هآرتس: قادة الجيش أمروا بإطلاق النار على الفلسطينيين عند نقاط توزيع المساعدات واشنطن تبحث مساعدة إيران بـ"نوويّ مدنيّ" لدفعها للتفاوض مصر وفرنسا يتوافقان على أهمية التزام إسرائيل وإيران باتفاق الهدنة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • محللون: إسرائيل أمام خيارين بشأن غزة وحماس لن تتنازل عن 3 نقاط
  • العمل الأهلي الفلسطيني: إسرائيل تسعى لاستغلال صفقة التهدئة لتثبيت واقع تهجيري في غزة
  • إسرائيل تتجه نحو هدنة في غزة لكنها تتجاهل الحديث عن وقف الحرب
  • هل تتخلى الصين عن حيادها ولماذا تخشى هزيمة روسيا؟
  • هزيمة الصهيونية
  • الشارع الفلسطيني يأمل في وقف الحرب وسط تحركات دبلوماسية نشطة
  • نقابة الصحفيين المصرية تتبرأ من عماد الدين أديب بسبب إسرائيل وتؤكد شطبه من جداول القيد - صور
  • إسرائيل تستعد لجولة تفاوضية جديدة مع حماس وقرب وقف إطلاق النار
  • دوجاريك: الأمم المتحدة فشلت في حماية الشعب الفلسطيني
  • الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد بلديات بلجيكية قرارات تدعم حقوق الشعب الفلسطيني