استحسنها الناس ورأوها أدلّ من طوال الخطب.. ماذا قال الخليفة عثمان بن عفان عند صعوده المنبر أول مرة؟
تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT
مع أنه لم يمارس الخطابة من قبل، ولم يسبق له أن صعد على منبر فإن أول خطبة ألقاها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه عند توليه الخلافة لاقت استحسانا واسعا من الناس، واعتبروها أفضل من الخطب الطوال، وخير مثال على المختصر المفيد.
وكما ورد في حلقة (2023/7/25) من برنامج "تأملات"، فقد قيل إن الخليفة عثمان رضي الله عنه لم يمارس الخطابة قبل خلافته، فلما صعد المنبر أول مرة أُرْتج عليه بعض الوقت، ثم قال "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فإن أول كل مركب صعب، وإن أبا بكر (الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه) وعمر (الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه) كانا يُعَدّان لهذا الأمر معدا، وإن يمتد بي الأمد تأتكم الخطب كابرا عن كابر، وإنكم إلى أمير فعّال أحوج منكم إلى أمير قوّال".
فاستحسن الناس خطبة الخليفة عثمان رضي الله عنه، ورأوها أدلّ من طوال الخطب، وأصبحت لديهم مثالا للمختصر المفيد زائد الاختصار والجزالة والإيجاز في غير نقص.
"طائر" كما وردت في القرآن الكريمكما تناول "تأملات" المعاني المختلفة لكلمة "طائر" كما وردت في القرآن الكريم؛ ففي قوله عز وجل في سورة الأنعام (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم). يراد بالطائر هنا كل محلق في الهواء بجناحيه.
وأما في قوله تعالى في سورة الإسراء (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا). فيراد "بطائره" هنا عمله ونصيبه من السعادة والشقاء.
وفي قوله عز وجل في سورة يس (قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون)، فمعنى طائركم هنا شؤمكم؛ فالمقصد شؤمكم منكم وملازم لكم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائره
قال الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن الله تعالى تكفّل بحفظ دينه، وجعل من أسباب حمايته الشرعية، وحفظ شعائره سواء كانت شعائر زمانية أو مكانية أو تعبدية.
يبقى الدينوأوضح “ المعيقلي” خلال خطبة الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة، اليوم، من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه يبقى الدين في الناس، ما بقيت فيهم شعائره وتعظيم شعائر الله، دليل على تقوى القلب وخشيته، موصيًا بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
واستشهد بما قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمُ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، منوهًا بأن من شعائر الله، يوم عرفة، وهو يوم الوفاء بالميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم.
ودلل بما ورد في مسند الإمام أحمد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة - فأخرج مِنْ صُلْبِه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذَّر ، ثم كلَّمهم قُبُلًا، قال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ).
في يوم عرفةوأضاف أنه في يوم عرفة ينزل ربنا جل في علاه إلى السماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله وكبريائه وعظمته فيباهي بأهل الموقف ملائكته، وهو أكثر يوم في العام يُعتق الله فيه خَلْقًا من النار، سواء ممن وقف بعرفة منهم ومَنْ لم يقف بها من الأمصار".
ونبه إلى أن عظيم الأزمنة الفاضلة، من عظيم شعائر الله، ونحن في هذه الأيام، نعيش في خير أيام العام، التي أقسم الله بها، وفضلها على سِوَاهَا، فقال: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرِ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) .
وأفاد بأن عشر ذي الحجة، اجتمع فيها مِنَ العبادات ما لم يجتمع في غيرها، مشيرًا إلى أن من فضائل هذه الأيام المباركات أن فيها يوم النحر، وهو من خير أيام الدنيا، وأحبها إلى الله تعالى وأعظمها حرمةً، وفيه عبادة الأضحية، والأضحية سُنَّة مؤكدة، لا ينبغي تركها لمن قَدَرَ عليها.
من أراد أن يضحيوأشار إلى أنه ينبغي لمن أراد أن يضحي إذا دخلت عشر ذي الحجة أن يُمسك عن شعره وأظفاره وبشرته، حتى يذبح أضحيته ؛ لما روى مسلم في صحيحه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليُمْسِكُ عن شَعْرِه وأظفاره).
وأوصى قائلاً: فامتثلوا أمر ربكم، وقفوا على مشاعركم، وأتموا نسككم، واقتدوا برسولكم- صلى الله عليه وسلم-، وابتهلوا إلى ربكم رحمته، تفوزوا برضوانه وجنته، مؤكدًا أن المملكة، بذلت كل وسعها، وسخرت أمنها وأجهزتها، وهيأت كل أسباب التسهيل والراحة والأمن والسلامة.
وتابع: وذلك عبر أنظمتها التي تهدف إلى سلامة الحجيج وأمنهم، وتيسير أداء مناسكهم، تحت سلطة شرعية في حفظ النفس والمال، لذا فإن الحج بلا تصريح هو إخلال بالنظام وأذية للمسلمين، مقابل حقوق الآخرين، وجناية لترتيبات وضعت بدقة متناهية.
وأردف: فحري بمن قصد المشاعر المقدسة، تعظيم هذه الشعيرة العظيمة، واستشعار هيبة المشاعر المقدسة بتوحيد الله وطاعته والتحلي بالرفق والسكينة والتزام الأنظمة والتعليمات، وبعد عن الفسوق والجدال والخصام، ومراعات المقاصد الشرعية، التي جُعِلَتْ من السلامة، والمصلحة العامة، حفظ الله حجاج بيته الحرام، وتقبل حجاجهم وسائر أعمالهم ووردهم إلى أهلهم سالمين وبالمثوبة غانمين.