محادثات سرية إيرانية ـ أمريكية في عمان لضبط التوترات في المنطقة
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
أجرت إيران والولايات المتحدة “محادثات سرية غير مباشرة” في سلطنة عُمان في يناير، تناولت التهديد المتصاعد الذي تشكله جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن على الشحن البحري في البحر الأحمر، والهجمات على القواعد الأميركية من قبل الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إيرانيين وأميركيين مطلعين على المناقشات قولهم، أن المحادثات السرية، عُقدت في 10 يناير، في العاصمة العُمانية، مسقط، حيث بادل المسؤولون العُمانيون الرسائل ذهابا وإيابا بين وفدين إيرانيين وأميركيين جلسا في غرف منفصلة.
وحسب المصادر ترأس الوفود علي باقري كاني، نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين، وبريت ماكغورك، منسق الرئيس الأميركي، جو بايدن، لشؤون الشرق الأوسط.
والاجتماع هو المرة الأولى التي يعقد فيها المسؤولون الإيرانيون والأميركيون مفاوضات شخصية، وإن كانت بشكل غير مباشر، منذ ما يقرب من ثمانية أشهر. وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن إيران طلبت عقد الاجتماع في يناير، وأن العُمانيين أوصوا بشدة بأن توافق الولايات المتحدة على ذلك.
ومنذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر، طمأنت الولايات المتحدة وإيران بعضهما البعض إلى أن أيا منهما لا يسعى إلى مواجهة مباشرة، وهو الموقف الذي تم نقله في الرسائل التي تمريرها عبر وسطاء.
وذكر المسؤولون أن واشنطن أرادت من إيران كبح جماح وكلائها لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر واستهداف القواعد التي تضم قوات أميركية في العراق وسوريا. وفي المقابل، أرادت طهران من إدارة بايدن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ولم يتم التوصل لاتفاق، وعقب ساعات من مغادرة ماكغورك اجتماعه مع الإيرانيين، قادت الولايات المتحدة ضربات ضد أهداف للحوثيين في اليمن في 11 يناير.
وفي بداية فبراير استهدفت ضربات أميركية قواعد لمليشيات تابعة لإيران في العراق وسوريا ردا على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم شنته ميليشيا عراقية في الأردن.
وعقب ذلك انتهت الهجمات التي استهدفت القواعد التي تضم القوات الأميركية، في حين وردت تقارير عن استهداف بعضها فقط في سوريا.
وقال مسؤولان إيرانيان لنيويورك تايمز، أحدهما من وزارة الخارجية، إن طهران أكدت خلال المحادثات أنها لا تسيطر على نشاط الميليشيات، وخاصة الحوثيين، لكن يمكنها استخدام نفوذها عليهم لضمان تعليق هجماتهم لدى التوصل إلى وقف إطلاق للنار في غزة، ولكن ليس قبل ذلك.
وقال مسؤولون أميركيون وإيرانيون للصحيفة إن إيران والولايات المتحدة واصلتا تبادل الرسائل بانتظام حول الميليشيات الوكيلة ووقف إطلاق النار منذ التقيا في يناير، مع العُمانيين كوسطاء.
واتخذت الولايات المتحدة وإيران قرارات لتجنب حرب مباشرة في فبراير. وتجنبت القوات الأميركية توجيه ضربات مباشرة لإيران في ردها العسكري، وأقنعت إيران الميليشيات في العراق بوقف الهجمات على القواعد التي تضم قوات أميركية والميليشيات في سوريا لتقليل شدة الهجمات لمنع سقوط قتلى أميركيين.
وفي العام الماضي، تفاوضت وفود إيران والولايات المتحدة في عُمان على اتفاق لإطلاق سراح المعتقلين الأميركيين المحتجزين في إيران مقابل إطلاق سراح حوالي 6 مليارات دولار من أموال عائدات النفط الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.
كما توصلوا إلى اتفاق غير رسمي لنزع فتيل التوترات في المنطقة وخفض حدة الهجمات على القواعد التي تضم قوات أميركية في العراق وسوريا.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الحوثيين المليشيات العراقية صحيفة نيويورك تايمز عمان محادثات سرية بين أمريكا و إيران الولایات المتحدة القواعد التی تضم فی العراق
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من هجمات وشيكة على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأحد، تقريرًا مطولًا تناولت فيه التحركات العسكرية الجارية في الشرق الأوسط عقب الضربات الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة رصدت تحضيرات جدية من قبل ميليشيات مدعومة من إيران لتنفيذ هجمات على قواعد أمريكية في العراق وسوريا، وذلك في إطار الرد المتوقع من طهران وحلفائها على الهجوم الأمريكي.
تحركات مقلقة في العراق وسوريابحسب التقرير، أكد مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أمريكيون أن لديهم مؤشرات استخباراتية قوية تفيد بأن جماعات مسلحة مدعومة من إيران، وفي مقدمتها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، بصدد الإعداد لهجمات تستهدف القوات الأمريكية المنتشرة في قواعد عسكرية داخل العراق وسوريا.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن هذه التحضيرات تأتي في سياق الرد المباشر على الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة، والتي استهدفت منشآت نووية استراتيجية في إيران، من بينها مواقع فوردو ونطنز وأصفهان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الحكومة العراقية تبذل جهودًا حثيثة للضغط على قادة الميليشيات لمنع تنفيذ تلك الهجمات، في محاولة منها لتجنب المزيد من التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى تفجير الوضع الأمني في العراق والمنطقة بأسرها.
ومع ذلك، أفادت التقارير بأن فصائل مسلحة عراقية تعتبر الهجمات الأمريكية الأخيرة "إعلان حرب" على محور المقاومة، مما يجعل احتمالات التهدئة صعبة في الوقت الراهن.
يأتي هذا وسط حالة من التوتر غير المسبوق في المنطقة، بعدما أعلن الحرس الثوري الإيراني رسميًا أن الحرب بالنسبة له قد بدأت، في إشارة إلى انطلاق عمليات الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية والأمريكية. وفي الساعات الماضية، أفادت تقارير بأن إيران أطلقت عشرات الصواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية، في تصعيد هو الأوسع منذ بدء الضربات المتبادلة بين الطرفين.
من جانب آخر، قال "مركز السلامة النووية" الإيراني إن الفحوصات التي أجريت عقب الهجمات لم تُظهر حتى الآن أي مؤشرات على تلوث إشعاعي في المناطق المحيطة بالمنشآت المستهدفة، مطمئنًا السكان المحليين بشأن سلامتهم البيئية والصحية رغم حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني.
في السياق ذاته، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقديره للموقف الأمريكي، مشيدًا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقراره شن الهجوم. وقال نتنياهو في تصريح صحفي: "القوة تأتي أولًا، ثم يأتي السلام. لقد أظهرت الإدارة الأمريكية فهمًا عميقًا لطبيعة النظام الإيراني وتهديداته المتواصلة للأمن الإقليمي والدولي".