أُقيمت الاحتفالية السنوية بذكرى نشأة جامع الأزهر الشريف (٧ رمضان ٣٦١ه - ٢١ يونيه ٩٧٢ م)، تحت عنوان "أكثر من ألف عام من العطاء"، وبمناسبة مرور أكثر من ١٠٨٤ عام على إنشائه، والتي أقيمت بالمسرح الكبير بقصر ثقافة الإسماعيلية، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف واللواء شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية.

وذلك بحضور محمد أنيس السكرتير العام للمحافظة، نيابة عن محافظ الإسماعيلية، والشيخ ممدوح عبد الجواد رئيس الإدارة المركزية بالمنطقة الأزهرية بالإسماعيلية، والشيخ أشرف السعيد رئيس منطقة الوعظ بالإسماعيلية، وعدد من أعضاء مجلس النواب عن المحافظة ولفيف من قيادات الأزهر الشريف والكنيسة وجامعة قناة السويس والجهاز التنفيذي بالمحافظة، وطلبة المعاهد الأزهرية بالمحافظة.

بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها الطالب أنس أبو الحمد من طلبة الأزهر الشريف، وتلاه كلمات لممثلي المنطقة الأزهرية بالمحافظة، وكذلك منطقة الأوقاف بالإسماعيلية وبيت العائلة المصرية فرع الإسماعيلية للحديث عن دور الأزهر الشريف في نشر تعاليم الإسلام وغرسها في المجتمع، والتعاون مع كافة الجهات بالمحافظة.

وخلال الاحتفالية تم عرض فيلم وثائقي عن دور الأزهر الشريف، الذي يُعد أقدم جامعة في العالم، الذي كان دائمًا وأبدًا شاهد عدل ولسان صدق على سماحة الإسلام ووسطيته.

ويُعد الجامع الأزهر الشريف من أهم مساجد مصر على الإطلاق ومن أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم بعد المساجد الثلاثة، وهما المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، ويعتبر أحد المعاقل التاريخية في الإسلام، فهو أقدم جامعة علمية متكاملة وله دور عظيم في نشر قيم التسامح بين الناس وحفظ التراث الإسلامي.

فالأزهر الشريف يحمل مشعل هداية القلوب واستنارة العقول والدفاع عن العقيدة الصحيحة فكرًا ومنهجًا وحمايةً لأبناء الأمة من الوقوع في براثن الفتن وحماية الهوية الثقافية العربية الإسلامية ونشر العلوم الشرعية، فهو يتصدى لتيارات التطرف الفكري الذي يستهدف استقرار المجتمعات وأمنها.

وألقى الشيخ "ممدوح عبد الجواد" كلمة تحدث فيها عن مناهج الأزهر وحرص الأزهر الشريف على غرس قيم الإسلام وتعاليمه ونشر الإسلام الوسطي بين كافة طلابه من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية بالمعاهد الأزهرية.

وأضاف الشيخ "محمد فاضل" الدكتور بجامعة الأزهر الشريف، أن شيوخ وعلماء الازهر كانوا دومًا ذوي تأثير وقت السلم ووقت الحرب، مستشهدًا بالأدوار الوطنية للشيخ محمد كريم والشيخ عبد الله الشرقاوي وغيرهما.

وتحدث الشيخ "أشرف السعيد" مدير عام منطقة وعظ الإسماعيلية، عن الدور الذي يقوم به وعاظ وواعظات المنطقة في نشر تعاليم الدين السمحة، والعمل من خلال برامجهم على التوعية بدور الأسرة وتعظيم الفهم الصحيح للدين والدعوة لترابط الأسر من خلال التعاون المُثمر مع الجهاز التنفيذي للمحافظ، مؤكدًا على دعم محافظ الإسماعيلية للقوافل الدعوية التي تجوب جميع مراكز ومدن المحافظة.

وأوضح الشيخ "ممدوح الدالي" دور أروقة الأزهر الشريف التي دعا لها شيخ الأزهر في الاهتمام بالنشء والشباب من خلال ٢٧ رواق، تم تدشينهم خلال العام الماضي حيث استقبلت أروقة الأزهر الألاف من الأطفال لتحفيظ القرآن وكذلك من الكبار لدراسة علوم الدين والتجويد والفقه.

وأكد القمس "بنيامين مزيد" على تقديره لدور الأزهر الشريف كمنارة للعلم ومنهجًا للدين الوسطي، مُشيرًا أن العلاقة بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، علاقة تاريخية يكفلها التعاون والود لوحدة الوطن ضد أي عدوان أو تشويه لأفكار الشباب، كما تحدث عن دور بيت العائلة المصرية والتي دعا لها فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا شنودة الثالث للتأكيد على الوحدة الوطنية ووقوف قطبي المجتمع جنبًا إلى جنب لمواجهة المخاطر.

كما ألقى الشيخ "السيد عطية" وكيل مديرية الأوقاف كلمة أوضح فيها مظاهر التعاون والتكامل بين الأزهر الشريف والأوقاف.

وتحدثت الواعظة "عزة السيد" بمنطقة الوعظ بالإسماعيلية عن دور المرأة في نشر الدعوة ودورها الوطني وقت السلم والحرب.

كما ألقى الشيخ "جمال عباس" الموجه العام بالأزهر الشريف كلمة أوضح فيها دور المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، والتي تستهدف الوصول للآلاف من خريجي الأزهر الموجودين في الخارج، وتوثيق العلاقات معهم ومد يد العون لهم، وذلك من خلال الأنشطة والميزات التي تقدمها لأعضائها، كما تقدم العديد من الأنشطة للأعضاء داخل البلاد كالمنح الدراسية بإحدى كليات العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر (أصول الدين - الشريعة الإسلامية - اللغة العربية - الدراسات الإسلامية والعربية- الدعوة الإسلامية)، وذلك في مرحلة التعليم العالي وكذلك الماجستير والدكتوراة في مرحلة الدراسات العليا.

وقدمت طالبات المعاهد الأزهرية عرضًا بلغة الإشارة على أغنية تحيا مصر، كما قدم عدد من طلبة الأزهر الشريف ابتهالات وإنشاد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعن مصر وفلسطين والأزهر الشريف.

وقام الشيخ ممدوح عبد الجواد بإهداء درع شيخ الأزهر لمحافظ الإسماعيليه وتسلمه بالنيابة عنه السكرتير العام لمحافظة الإسماعيلية.

وفي ختام الاحتفالية قام السكرتير العام ورافقه رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية بالإسماعيلية ومدير عام منطقة الوعظ، بتكريم عدد من الطلاب النابغين في مجال مسابقات حفظ القرآن والعلوم الدراسية والأنشطة المدرسية وكذلك أوائل الشهادات العامة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: احتفالية الأزهر الأزهر الشريف الإسماعيلية الأزهر الشریف شیخ الأزهر من خلال عن دور فی نشر

إقرأ أيضاً:

عام الشباب.. من الاحتفالية إلى السباقات الإنتاجية المستدامة

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

في محطات سابقة من تاريخ النهضة العُمانية، كانت فكرة تخصيص أعوام وطنية تحت مُسميات مثل "عام الصناعة"، "عام الشباب"، و"عام الحرفيات" خطوة طموحة تعكس التوجه نحو تنويع مصادر التنمية وبناء الإنسان العُماني. لكنها، وبالرغم من النوايا الطيبة، اتخذت طابعًا احتفاليًا وإعلاميًا أكثر من كونها نقطة انطلاق لمسار مستدام من الإنتاج والتطوير.

اليوم، ومع تسارع التحديات الاقتصادية وارتفاع مطالب الشباب الباحث عن فرص العمل والإبداع، آن الأوان لنفكر خارج الأطر التقليدية. لماذا لا نُعيد تجربة هذه الأعوام، ولكن هذه المرة لا على هيئة شعارات، بل كساحات تنافسية بين الولايات والمحافظات، يتحول فيها كل عام إلى مختبر وطني للإبداع والتنمية والتوظيف الذكي؟

الاقتراح: أعوام إنتاجية تنافسية

تقوم الفكرة على تخصيص كل عام لقطاع حيوي (مثل: عام التصنيع المحلي، عام الأمن الغذائي، عام التقنيات البيئية، عام الابتكار الحرفي…)، وتُدعى فيه كل ولاية لتشكيل فريق عمل متخصص من الشباب ورواد الأعمال والمهنيين المحليين، يتعاونون سرا لعدة أشهر على بلورة مشروع حقيقي وملموس يُعرض لاحقًا في معرض وطني كبير، وتُمنح فيه جوائز للولايات الأكثر إبداعا واستدامة بل وتنفيذه على أرض الواقع لاستحقاق جائزة سلطانية مستحقة.

أما آلية التنفيذ المقترحة، فنوضحها كما يلي:

1- تشكيل لجنة وطنية للإشراف على المشروع السنوي، تضم خبراء من مختلف القطاعات (الاقتصاد، التعليم، البيئة، الحرف، الاستثمار…).

2- تخصيص ميزانية سنوية واضحة، توزّع على الولايات بالتساوي كبداية لرأس المال التشغيلي.

3- تحديد معايير التحكيم مسبقًا، تشمل: عدد الوظائف المستحدثة، استدامة الفكرة، جدواها الاقتصادية، قابليتها للتوسع، ومدى ارتباطها بالهوية المحلية.

4- مرحلة التحضير والتنفيذ بسرية لمدة 6 أشهر، تتبعها مرحلة التقييم والعرض الجماهيري والمعرض السنوي.

5- تكريم الولايات الفائزة، ليس فقط بجوائز رمزية، بل بمنح إضافية لتنفيذ مشاريعها على نطاق أوسع.

ومثل هذه المبادرة لن تقتصر فوائدها على الإبداع المحلي، بل ستكون جسرا لتحقيق أهداف استراتيجية أعمق، منها:

تنشيط الاقتصاد المحلي: عبر تحويل الأفكار إلى مُنتجات وخدمات قابلة للتسويق داخليا وخارجيا. توظيف الطاقات الشابة: بتوفير مساحات فعلية للعمل والإنتاج ضمن فرق ومبادرات مجتمعية تنافسية. تعزيز الانتماء للولاية والمكان: لأنَّ الشاب سيُسهم في مشروع حقيقي يحمل بصمة منطقته. تسويق الولايات كوجهات للفرص: مما يخلق ديناميكيات تنموية جديدة تتجاوز المفهوم الإداري المركزي.

إنَّ كثيرًا من المبادرات الوطنية- رغم صدق أهدافها- لم يُكتب لها النجاح؛ لأنها جاءت على شكل مشاريع مركزية تطبّق من الأعلى إلى الأسفل. أما هذه المبادرة المُقترحة، فتعتمد على قاعدة "التوزيع العادل للفرص" عبر تمكين كل ولاية من رسم تجربتها الخاصة، وفق قدراتها ومواردها وهويتها. وهذا هو جوهر العدالة التنموية الحديثة: أن نمنح الجميع ذات الفرصة، ونترك المجال للتنافس الشريف في كيفية استثمارها.

ختامًا.. ليس المطلوب أن نكرر تجارب الماضي، بل أن نتجاوزها. نُريد أن ننتقل من فكرة "الاحتفال بالعام" إلى "إنتاج العام". لا نريد أن يُختزل عام الصناعة في ملصقات ومنتديات، بل أن يُرى في مشروع ناجح في مرباط، أو مصنع منزلي في عبري، أو تقنية زراعية مطورة في خصب.

هذه ليست دعوة رومانسية، بل خطة عملية، وقابلة للتنفيذ، تستند إلى فطرة العُماني القادرة على الإبداع حين تمنح الثقة والمسؤولية. فلنُطلق سباق الأفكار، ولنجعل كل ولاية صفحة جديدة في كتاب التاريخ العُماني المُشرق.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسماعيلية يتفقد لجان امتحانات الشهادة الإعدادية والثانوية الأزهرية
  • البحوث الإسلامية: الإسلام سبق إلى ترسيخ العلاقة الأخلاقية بين الإنسان والبيئة
  • الشؤون الإسلامية” تخصّص مركزًا إعلاميًا لإبراز رسالة المملكة وجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين
  • عام الشباب.. من الاحتفالية إلى السباقات الإنتاجية المستدامة
  • شيخ الأزهر ينيب ممثلا عنه في احتفالية ذكرى رحيل الشيخ محمد رفعت .. غدا
  • امتحانات الثانوية الأزهرية.. 100 ألف طالب أدبي يؤدون مادتي القرآن والحديث
  • شيخ الأزهر الشريف ورئيسة القومي للمرأة يبحثان التعاون المشترك
  • باطل شرعا..تعليق نارى من الشيخ أحمد كريمة بشأن عقود الإيجار المبرمة بدون تحديد مدة زمنية
  • «أمين البحوث الإسلامية» يتابع جهود وعَّاظ الأزهر في توعية الحُجَّاج بمطار القاهرة
  • أمين البحوث الإسلامية يتابع جهود وعَّاظ الأزهر وواعظاته في توعية الحُجَّاج بمطار القاهرة