رمضان في المغرب.. عادات وطقوس متوارثة
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
محمد نجيم (الرباط)
مع حلول شهر رمضان الكريم، بأجوائه الروحانية، تحيي الأسر المغربية بعض العادات والتقاليد والطقوس العريقة والراسخة في المجتمع المغربي منذ قرون طويلة، ومنها الحرص على صلة الرحم وتبادل التهاني بين العائلات والأحباب والأصدقاء وارتداء الجلباب المغربي بطربوشه الأحمر، الذي يعد من رموز الهوية والأصالة المغربية، مع انتعال حذاء مغربي مصنوع من الجلد الفاخر، تزينه النقوش والرسوم الجميلة ويصنع باليد من طرف الصانع المغربي في مدن مغربية عريقة، مثل مراكش، فاس، مكناس، تازة، وصفرو ومدن أخرى، وهؤلاء الصناع التقليديون يروّجون سلعهم في هذا الشهر، أما المرأة المغربية فلها طقوسها الخاصة المتمثلة في شراء القفطان المغربي، ملك الأزياء المغربية، احتفاء بهذا الشهر.
«الشباكية»
وتبرع المرأة المغربية في إعداد ما لذ وطاب من الحلويات الخاصة بهذا الشهر الفضيل، وأشهرها «الشباكية» و«كعب الغزال» و«الكسكسي»، إذ تحرص المرأة المغربية في إعداد أطباق من حلوى «الشباكية» قبل أيام قليلة من حلول هذا الشهر لتقديمها مع وجبة الإفطار، وتعتبر «الشباكية» من أشهر الحلويات التي تعدّها المرأة المغربية من الدقيق والعسل واللوز والزبدة، وبعض التوابل وماء الورد، ولا يمكن لمائدة إفطار مغربية أن تخلو من «الشباكية» مثلها مثل الثمر و«الحريرة» والبيض والجبن وسمك السردين والفواكه المتنوعة.
تجديد الأواني
كما تحرص المرأة المغربية على شراء أو تجديد بعض الأواني المنزلية استعداداً لشهر رمضان، حيث تقول السيدة فطوم الغالي: من عادتي قبل حلول الشهر الفضيل أن أجدد بعض الأواني المنزلية، بشرائها من محلات السوق الشعبي بقلب مدينة فاس، وأهمها الأواني الخزفية، مثل «الجبانية» وهي آنية خزفية برع في صناعتها المغاربة منذ عدة قرون، وهي مزينة برسوم ونقوش نابعة من التراث المغربي.
كما أقوم بشراء الملاعق الخشبية التي تصنع من خشب أشجار الليمون والصنوبر والبلوط، وهي تمنح «الحريرة» نكهتها الخاصة فضلاً عن رائحتها الزكية لخلوها من المواد الكيماوية، لأنها مصنوعة من المواد الطبيعية النقية.
ملابس تقليدية
فيما، يقول السيد أحمد الطوسي، صاحب محل لبيع الملابس التقليدية في مدينة فاس «تقبل المرأة المغربية، خلال شهر رمضان على اقتناء الجلباب المغربي المحتشم؛ نظراً لما لهذا الشهر من قدسية لدى الأسر، كما تشتري الأم بعض الملابس التقليدية لأطفالها حتى يسايروا عادات أجدادهم، حيث يرتدي الطفل المغربي في الأيام الأولى من رمضان الجلباب المغربي بلونه الأبيض الناصع، فيما ترتدي الفتاة القفطان المغربي بألوانه الزاهية وتخضب يديها بالحناء، وهي عادة متوارثة لدى الأسر المغربية منذ عدة قرون مضت.
«الكُسكُس»
يُصنع الكُسكُس، من سميد القمح القاسي أو الذرة ويدور على شكل حبيبات صغيرة، ويتناول بالملعقة أو باليد، ويطبخ بالبخار ويضاف إليه اللحم أو الخضار أو الفول الأخضر المقور أو الحليب أو الزبدة والسكر الناعم حسب الأذواق والمناسبات، وفي كل أقطار المغرب العربي يُحضّر الكسكس بوصفاته المختلفة ويقدم بالمرق أو باللبن بدون مرق أو خضر فقط.
ويعتبر الكُسكُس من الوجبات الرئيسة المعروفة منذ القدم والتي لا تغيب عن المائدة المغربية خاصة في شهر رمضان الفضيل، وهذه الأكلة شائعة في أغلب مناطق المغرب العربي «المغرب، الجزائر، موريتانيا، تونس وليبيا»، وفي جزيرة صقلية الإيطالية، وأيضاً في فرنسا، حيث يمثل ثاني أكلة مفضلة لدى الفرنسيين حسب استطلاع أجري عام 2008.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رمضان المغرب المرأة المغربیة
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: الرجولة صفة نبيلة متوارثة ومكتسب حميد يضع المجتمع في مقامٍ كريم
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المسلمين بتقوى الله وإحسان الظن به، فمن حسن بالله ظنه تفتحت بالبشائر آماله، ومن صدقت نيته علا في الناس ذكره ومن وثق بما عند ربه تنزلت عليه السكينة.
تماسك المجتمع
وأوضح في خطبته التي ألقاها بالمسجد الحرام اليوم، أن لكل مجتمع عراقته وأصالته ومبادئه وهي عنوان تماسكه واستقراره، وهذا الاستقرار والتماسك لا يتم إلا بتماسك الأسر وترابطها ومحافظتها على أصالتها وتنشئة أبنائها على الفضائل والرجولة والقيم، ومن ثم تتوارث الأجيال هذه الأخلاق والمكارم والعادات والأعراف والتقاليد الحميدة.
وأضاف: من هذه المكارم والأخلاق تقدير الكبار، والرجوع إليهم ومشاورتهم والرحمة بالصغار والعناية بهم وتهذيبهم وضبط مسالكهم وتنشئتهم على معالي الأمور، وغرس الههم العالية فيهم ليتوارثوا أمجادهم ويحافظوا على دينهم أصالة أمتهم والاعتزاز به وبقيَمهم.
وبيّن أن الأصالة والرجولة والعزة تترسخ في المجتمع قوته وتحفظ الأسر ترابطها وتُحصن أجيالها وتأمن به الدول من الاختراق والتخلخل وتدوم -بإذن الله- المنافع والمكتسبات، وتندفع المضار والمفسدات، وإن من صنائع الحكمة ومسالك الحنكة التمسك بالرجولة وحميد الخصال وجميل السجايا وغرس المآثر التي يتسابق في ميدانها الشرفاء وبالانتساب إليها يشتهر الفضلاء.
هل يستجاب الدعاء وقت نزول الأمطار؟.. الإفتاء تجيب
دعاء للميت يوم الجمعة .. ردد أفضل 310 أدعية تنير القبر وتجعله من رياض الجنة
وأكَّد أن الرجولة صفة نبيلة متوارثة ومكتسب حميد يضع المجتمع في مقامٍ كريم من العلو والتسامي والاحترام والأدب العالي والاعتزاز بالدين والوطن وتاريخ الأمة ولغتها وتراثها، وتجمع بين القوة والرحمة والحزم واللين والشجاعة والتزام الحق في النفس ومع الآخرين في قوة جنان وسلامة فكر وصفاء عقل.
التمسك المتين بالدين
ولفت إلى أن التمسك المتين بالدين وبالهوية والاعتزاز بالانتماء إلى الأهل والأعراف الحسنة مسلك متين يحفظ الرجولة، كذلك التربية الحازمة والتمسك بالديانة وتعظيم التاريخ والتراث، ومجالسة العلماء والوجهاء ورجال الأعمال وذوي التجارب.
واختتم الشيخ الدكتور صالح بن حميد الخطبةَ, منوّهًا بأن ما يظهر في بعض أدوات التواصل الاجتماعي من الإغراق في السطحيات والمبالغة في الكماليات وصغائر الأمور وتعظيم الذات وإفساد الذوق وتمجيد اللحظة العابرة والتنشئة على المستصغرات والمحقرات حتى صار المقياس عند هؤلاء بعدد المعجبين وعدد المشاركين والاستعراض بالأرقام وليس على الأصالة والرجولة والبناء الحقيقي للإنسان يُضعف الرجولة ويمنع من التفكير العميق.