ما وراء الزمن هل بديع الخيال أم تعقيد العلوم!
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
زهير عثمان حمد
هل بديع الخيال أم تعقيد العلوم!” يثير تساؤلًا فلسفيًا وعلميًا عميقًا. هذا السؤال يدعو إلى التأمل في كيفية تفاعل الخيال الإنساني مع الاكتشافات العلمية المعقدة , من جهة، يُعتبر الخيال مصدرًا للإلهام والإبداع، يدفع العلماء لاستكشاف الأفكار الجديدة وتجاوز الحدود المعروفة. ومن جهة أخرى، تقدم العلوم تفسيرات دقيقة ومعقدة لظواهر قد تبدو خارقة للطبيعة، مثل نظرية الأوتار والأبعاد الإضافية ومن الممكن القول إن الخيال والعلوم يكملان بعضهما البعض في رحلة البحث عن فهم أعمق للكون وما وراء الزمن
إن مفهوم (ما وراء الزمن) هو مصطلح واسع يمكن تفسيره بطرق مختلفة، اعتمادًا على السياق والمنظور.
على سبيل المثال، لم يتوقع أحد ظهور جائحة فيروس كورونا في عام 2020. لقد أدى هذا الحدث إلى تغيرات جذرية في جميع أنحاء العالم، ولا يزال من غير الواضح ما هو تأثيره على المدى الطويل. , وهنالك رؤية فلسفية للمستقبل في هذا السياق، يشير لها ب- ما وراء الزمن إلى طبيعة الزمن نفسه. فهل الزمن خطي أم دائري؟ هل يمكننا السفر عبر الزمن؟ هل هناك ماضٍ ومستقبل أم حاضر فقط؟ , ومن وجهة نظر فلسفية، لا يوجد إجابة قاطعة على هذه الأسئلة. فطبيعة الزمن هي موضوع نقاش مستمر وطويل بين الفلاسفة والعلماء لم يصل نهايات محددة
ومع ذلك يمكنك الوصول إلى معلومات حول النظريات العلمية المختلفة حول الزمن، مثل نظرية النسبية لآينشتاين وهنالك أيضا أحد أهم النظريات المعاصرة في مجال الفيزياء والتي تتعامل مع مفهوم ما وراء الزمن هي نظرية الأوتار الفائقة. تُعد هذه النظرية توسعًا لنظرية الأوتار، وتهدف إلى توحيد جميع القوى الأساسية في الكون والجسيمات الأولية ضمن إطار نظري واحد. تقترح نظرية الأوتار الفائقة أن الجسيمات الأولية ليست نقاطًا بلا أبعاد، بل هي “أوتار” ذات بُعد واحد تهتز بترددات مختلفة، وهذه الاهتزازات تحدد خصائص الجسيمات مثل الكتلة والشحنة
تتضمن النظرية أيضًا فكرة وجود أبعاد إضافية للفضاء غير الأبعاد الثلاثة المعروفة، والتي قد تكون ملتفة على نفسها بطرق معقدة لا يمكننا إدراكها بسهولة. هذه الأبعاد الإضافية قد توفر تفسيرات لبعض الظواهر الفيزيائية التي لا تتفق مع النظريات الكلاسيكية
بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر نظرية الجاذبية الكمومية من النظريات المهمة التي تحاول توحيد النسبية العامة مع ميكانيكا الكم، وتقدم تصورات جديدة حول الزمكان والجاذبية على المستوى الكمومي , وهذه النظريات تقدم رؤى معاصرة لما وراء الزمن، وتفتح الباب أمام إمكانيات جديدة في فهم الكون والقوانين التي تحكمه
و ما وراء الزمن ليس مجرد مفهوم يتعلق بالفلسفة أو الفيزياء فحسب، بل هو أيضًا ميدان خصب للتأمل الشبابي في مستقبلهم ومكانتهم في الكون. يمكن للشباب استخدام هذا المفهوم لاستكشاف إمكانيات جديدة وتحدي الأفكار التقليدية حول الواقع والوجود. وما وراء الزمن: رؤية حاضرة للشباب , للشباب دور فعال في تشكيل مستقبل ما وراء الزمن، حيث يمتلكون القدرة على التفكير بطرق مبتكرة وغير محدودة. يمكنهم التساؤل عن الإمكانيات التي تقدمها الأبعاد الزمنية الأخرى وكيف يمكن لهذه الأبعاد أن تؤثر على تصوراتنا للحياة والمستقبل.
التأمل في الوجود ويمكن للشباب استخدام مفهوم ما وراء الزمن للتأمل في معنى الوجود والدور الذي يلعبونه في الكون. هذا التأمل يمكن أن يؤدي إلى فهم أعمق للذات والمجتمع.
الابتكار والإبداع و ما وراء الزمن يفتح الباب أمام الابتكار والإبداع. يمكن للشباب استكشاف أفكار جديدة وتطوير تقنيات وحلول للتحديات التي قد تواجه البشرية في المستقبل.
التحديات الأخلاقية و هنالك مع التطورات التكنولوجية والعلمية، يواجه الشباب تحديات أخلاقية جديدة. يمكن لمفهوم ما وراء الزمن أن يساعدهم في التفكير في الآثار الأخلاقية لأفعالهم على المستقبل.
التواصل الثقافي و ما وراء الزمن يمكن أن يكون أداة للتواصل الثقافي، حيث يمكن للشباب من مختلف الثقافات أن يجتمعوا لمناقشة وتبادل الأفكار حول مستقبل الإنسانية.
التعليم والتعلم و يمكن للشباب استغلال مفهوم ما وراء الزمن لتطوير طرق جديدة للتعليم والتعلم، مما يساعد على تحضير الأجيال القادمة للتعامل مع عالم متغير باستمرار
أن ما وراء الزمن يقدم للشباب فرصة للتفكير في الإمكانيات غير المحدودة للمستقبل ودورهم في تشكيله. إنه يدعوهم للتفكير بعمق والتصرف بمسؤولية تجاه العالم الذي يعيشون فيه والعوالم التي قد تكون موجودة.ومن خلال الوصول لمعلومات بسيطة حول المعتقدات الدينية والثقافية المختلفة حول الزمن. المعتقدات الدينية والثقافية حول الزمن تختلف بشكل كبير بين الثقافات والديانات المختلفة. فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية تصور الزمن في مختلف الأديان والثقافات
الديانات الإبراهيمية (اليهودية، المسيحية، الإسلام) تميل إلى رؤية الزمن بشكل خطي، من بداية الخلق إلى نهاية العالم والحياة الآخرة., البوذية ترى الزمن كدورة لا نهائية من الولادة والموت وإعادة الولادة، حيث يمكن للأفراد التحرر من هذه الدورة من خلال التنوي.الهندوسية: تعتقد أيضًا في دورية الزمن، حيث يمر الكون بدورات من الخلق والحفظ والدمار، وهذه الدورات تُعرف بـ "يوغا".الديانات الأصلية مثل تلك الموجودة في الثقافات الأمريكية الأصلية والأفريقية، غالبًا ما ترى الزمن كشيء دائري ومتكرر، مع التركيز على الأنماط الطبيعية مثل الفصول ودورات القمر
الفلسفات الشرقية مثل الطاوية والكونفوشيوسية، تميل إلى رؤية الزمن كشيء مرن ومتدفق، حيث يمكن للأفراد التأثير في مسار حياتهم من خلال العيش بانسجام مع الطبيعة والكون
هذه الأمثلة تظهر التنوع الكبير في كيفية فهم الزمن والتعامل معه في المعتقدات الدينية والثقافية المختلفة. كل نظام يقدم تفسيرات مختلفة للزمن ويؤثر على كيفية تفاعل الأفراد مع العالم من حولهم
في النهاية، فإن مفهوم "ما وراء الزمن" هو مفهوم معقد يمكن تفسيره بطرق مختلفة. لا يمكنني تقديم إجابة قاطعة حول ما يخبئه المستقبل. ومع ذلك، يمكنني , يُمكن تفسير "ما وراء الزمن" بطرقٍ مختلفة، منها: الزمن المُتلاعب يُمكن اعتبار "ما وراء الزمن" كقوةٍ مُتحكمةٍ في مصائر البشر، مُتلاعبةً بواقعهم ومُتحكمةً في مسارهم. ففي رواية "Crash" على سبيل المثال، يُصبح الزمن مُضغوطًا، مُتداخلًا مع الماضي والمستقبل، ممّا يُخلق شعورًا بالفوضى والارتباك، ويُؤدي إلى حوادث مُفاجئة تُغيّر مسار حياة الشخصيات. قضايا أخرى يُمكن أيضًا اعتبار ما وراء الزمن كرمزٍ لقضايا أخرى، مثل:
القدر هل الإنسان مُسيطرٌ على مصيره أم مُتحكمٌ به من قوى خارجية؟ الوعي ما هي طبيعة الوعي وكيف يُؤثر على فهمنا للزمن؟ الوجود ما هو معنى الوجود وما هو مكاننا في الكون؟ تفسير "ما وراء الزمن":يعتمد تفسير "ما وراء الزمن" على منظور القارئ ونظرته للعالم. فبعض القراء قد يُفسّره كقوةٍ مُتحكمةٍ في مصائر البشر، بينما قد يُفسّره آخرون كرمزٍ لقضايا فلسفيةٍ عميقة. إنّ "ما وراء الزمن" هو مفهومٌ مُتعدد الأوجه لا تفسير واحدًا له. ففي قصص بالارد، يُصبح ما وراء الزمن عنصرًا مُثيرًا للتفكير يُشجع القارئ على تأمل طبيعة الزمن ومكانته في حياتنا. وأخيرا اليك هذا البعد الصوفي لفهم ما وراء الزمن
في رحاب الزمن نسير ونسأل
عن معانٍ للحياة والأجل
نرتقي فوق السحاب بأرواحنا
نبحث عن معنىً أعمق من الأمل
نحن في الدنيا ضيوف وعابرون
والزمان سفينةٌ في بحرٍ طول
نتأمل في الوجود وأسراره
ونرى الأكوان تدور كالطوق
في القلوب نجد سكينة ونور
والهوى يدعو لرقصة الفلك
نعتقد بأن وراء الزمن حقيقة
سرّها في القلب يخفي ولا يُفلك
نتجاوز حدود الوقت بأذهاننا
نستشرف ما وراء الغيب والحلك
فالزمان ليس سوى قيدٍ وهمي
والروح تسمو فوقه كالملك
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: یمکن للشباب فی الکون مفهوم م من خلال یمکن أن
إقرأ أيضاً:
غيدي المدينة الكينية التي خبّأتها الغابة ونسِيَها الزمن
#سواليف
في قلب #غابة_أرابوكو/سوكوكي #الكينية، وعلى مرمى خطوات من أمواج المحيط الهندي قرب #ماليندي، تختبئ مدينة لا تريد أن تُفصح عن نفسها بسهولة.
إنها مدينة #غيدي التاريخية، التي يصرّ #علماء_الآثار على نعتها بـ«الأكثر غموضًا في شرق أفريقيا»، بينما يفضّل الزوار وصفها بأنها «المكان الأسطورة».
فما إن تخطو داخل الغابة حتى تخفّض الأشجار صوت العالم الخارجي، وتكتشف أن ما ينتظرك ليس مجرد أطلال، بل مدينة كاملة قررت أن تذوب في الغابة من دون أن تختفي تمامًا؛ تبرز من بين الجذوع أحجار مرصوصة بدقّة لا تخطئها عين، وجدران لمساجد وقصور تحدّت الرطوبة، وكأنها تحاول التذكير بأن حضارة مزدهرة عاشت هنا ذات يوم… ثم رحلت فجأة بلا رسالة وداع.
عرف البرتغاليون الموقع في القرن السابع عشر، لكنهم تركوه من دون أن يفهموه.
لم يبدأ البحث الجدي عن #المدينة_المعجزة إلا في القرن العشرين، ليكتشف الباحثون مدينة سواحِلية متقنة البناء: منازل حجرية ذات أفنية داخلية وآبار خاصة، مسجد كبير ومساجد صغيرة، وحتى قصر بمواصفات راقية تُحاكي المدن المزدهرة على سواحل المحيط الهندي.
لكن كلما زادت الاكتشافات، زادت معها الأسئلة: من بنى غيدي؟ وكيف ازدهرت؟ ولماذا هجرها أهلها فجأة؟
فاللقى التي عُثر عليها: خرز هندي، زجاج فارسي، وخزف صيني من سلالة مينغ، تكشف بوضوح أن غيدي لم تكن بلدة معزولة في الغابة، بل نقطة على طريق التجارة العالمية قبل قرون طويلة من الحداثة.
لكن الأكثر إثارة للحيرة هو هذا الرحيل المفاجئ للمدينة؛ لقد رحلت بلا سبب واضح: فهل شحّت المياه؟ هل تغيّرت طرق التجارة البحرية؟ هل هاجمتها غزوات من الداخل؟ لا دليل على أيٍّ من هذه الافتراضات.
وترفض المدينة بعناد جميل، حتى اليوم أن تطلع الباحثين عن قصتها الكاملة؛ ربما كانت هذه رغبتها منذ البداية، أن تظل لغزًا يليق بجمالها.
الآن، تخضع غيدي للحماية بوصفها موقعًا أثريًا، لكنها ليست مكانًا صامتًا.
قرود الكولوبوس تتنقل بخفة بين غرف القصور، وغزلان الديك-ديك الصغيرة تقطع الأزقة التي كانت يومًا طرقًا لم يسلكها إلا التجار والأعيان.
هنا، يبدو تفاعل الطبيعة مع التاريخ وكأنه عرض مسرحيّ لا يتكرر: جذور ضخمة تلتف حول جدران المساجد، وكتل المرجان الحجري تستعيد صلابتها رغم قرون من الأمطار.
غيدي ليست مدينة مهجورة، بل مدينة تعلّمت العيش مع الغابة.
مختبر للعلماء…
ودهشة للزوار
بالنسبة للباحثين، غيدي كتاب مفتوح على نصفه فقط: نصف مليء بالقصور والخزف والتجار، ونصف آخر فارغ ينتظر من يكتب فصوله الغائبة.
أما الزوّار، فيأتون إليها لسبب آخر: لأنها تمنحهم الإحساس بأنهم دخلوا في قصة لم تُكتب نهايتها بعد؛ كل زاوية فيها تبدو كأنها تُريد أن تقول شيئًا لكنها تنتظر السؤال المناسب.
مدينة لا تزال حيّة بطريقة ما
وربما لهذا السبب تحديدًا، لا تزال غيدي تُغذّي الخيال والبحث معًا.
هي ليست مجرد آثار مطمورة بين الأشجار، بل نافذة على زمن كانت فيه أفريقيا الساحلية لاعبًا رئيسًا في التجارة عبر المحيطات.
هكذا تبقى غيدي مدينة تأبى أن تُفهم بسهولة. كل اكتشاف جديد يضيف إليها لغزًا آخر؛ وكل زائر يغادرها وفي ذهنه سؤال مختلف. لكن ما لا شك فيه أنها ليست مجرد مدينة مهجورة، بل نموذج لحضارة ازدهرت ثم اختفت، ورسالة صامتة عن هشاشة المدن مهما بلغ ازدهارها، وعن ضرورة الحفاظ على التراث الإنساني قبل أن يبتلعه الزمن.
في نهاية المطاف، يبدو أن غيدي لا تزال تريد أن تقول شيئًا عن الماضي، عن التجارة، عن العمارة، وعن مصير المدن التي تُولد من البحر وتقع في حب الغابة. وربما يكون أجمل ما فيها أنّها تواصل رواية قصتها من دون أن تكشف النهاية أبدًا.
هي، باختصار، ليست مدينة خفية، بل مدينة اختارت ألا تتبرج إلا لمن يتعمّق في النظر، ويرجع البصر في جمالها كرتين..
وهي، رغم صمتها، كأنها تقول:
«أنا هنا… وما زال لدي الكثير لأرويه ولأحكيه.»
أمين مجلس الشورى يبحث تطوير العمل البرلماني المشترك مع نظيره القطري