طالما استمرت الحكومة والبرلمان في دولة غامبيا، إحدى دول الغرب الأفريقي، في إقرار قانون جديد يناقش قضية ختان النساء، زاد التوتر الشعبي حول القضية، وذلك في ظل جدل كبير داخل الدولة ذات الأغلبية المسلمة، وذلك في ظل قانون تاريخي داخل البلاد يجرم تلك العملية، واللتي يصفها القانون بعمليات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.

وبحسب تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، فقد نشبت احتاجات واسعة من الغامبيين على مشروع قانون يهدف إلى إلغاء تجريم تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بينما يناقش البرلمان مشروع القانون، فيما تقف الجماعات الدينية في الدولة بجانب البرلمان لإلغاء القانون التاريخي، وفي حال إقرار إلغاء القانون، فستكون غامبيا أول دولة في العالم تلغي قانون تم تشريعه لحظر ختان الإناث.

 

 

الاحتجاجات مستمرة طالما استمرت مناقشات البرلمان

 

 

وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد ناقش برلمان غامبيا يوم الاثنين ما إذا كان سيتم إلغاء قانون تاريخي يحظر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في البلاد، حيث دفعت بعض الجماعات الدينية في الدولة ذات الأغلبية المسلمة إلى إلغاء القانون، وكانت هناك احتجاجات خارج المبنى حيث ناقش المشرعون مشروع قانون العضو الخاص الذي سعى إلى إلغاء تجريم هذه الممارسة في الدولة الصغيرة الواقعة في غرب إفريقيا، ويقول نائب رئيس البرلمان سيدي إس كيه نجي إن الاقتراح أُحيل في النهاية إلى لجنة برلمانية لمزيد من المراجعة .

وأوضح نجي إن البرلمان "سيتخذ قرارا نهائيا" بشأن مشروع القانون بعد التشاور مع اللجنة، لكنه لم يقدم جدولا زمنيا بينما تجمع المتظاهرون المؤيدين والمعارضون لمشروع القانون خارج البرلمان، ومع ذلك، فقد أعلن دعمه لحظر ختان الإناث، قائلاً: "القانون موجود ليبقى ولن يتم إلغاؤه، فنحن ملتزمون بشكل كبير بحماية النساء والفتيات الغامبيات من جميع أشكال العنف".

 

 

الحظر بدأ من 2015 .. ولكن الرفض لم يتوقف

 

 

ويعود تاريخ حظر الختان إلى 9 سنوات، حيث تم حظر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في غامبيا في عام 2015 في عهد الرئيس السابق يحيى جامع الذي أشرف على فرض الغرامات وأحكام السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات للأفراد الذين شاركوا في هذه الممارسة، كما يعاقب قانون مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مرتكبي هذه الممارسة بالسجن مدى الحياة في الحالات التي تؤدي فيها هذه الممارسة إلى الوفاة.

ورغم إقرار القانون، إلا أن الرفض للقانون لم يتوقف، وقد ضغطت الجماعات المؤيدة للإسلام والمشرعين من أجل إلغاء قانون مكافحة ختان الإناث، حيث وصف المجلس الإسلامي الأعلى، وهو أعلى هيئة إسلامية في غامبيا، ختان الإناث بأنه "أحد فضائل الإسلام"، كما قام مواطنون غامبيون بارزون آخرون، مثل زعيمة المعارضة ووزيرة الداخلية السابقة ماي أحمد فاتي، بحملة من أجل إزالة التشريع المناهض لختان الإناث، وفي يوم الأحد، نشر فاتي صورة لنفسه وهو يحمل لافتة كتب عليها: "لا يوجد ختان الإناث في غامبيا، نحن نختن ولا نشوه"، مضيفًا أن الدستور الغامبي "يحمي الحق في ممارسة المعتقد الديني وإظهاره".

 

 

الختان لم يتوقف رغم القانون

 

 

ورغم إقرار القانون منذ 9 سنوات، إلا أن تلك الممارسة لمم تتوقف في تلك الدولة الأفريقية، فوفقا لوسائل الإعلام المحلية، أدينت ثلاث نساء غامبيات العام الماضي بممارسة هذه الممارسة على ثماني قاصرات، وأُجبرن على دفع غرامات قدرها حوالي 15 ألف دالاسي غامبي (220 دولارًا) لكل واحدة منهن أو مواجهة عقوبة السجن لمدة عام واحد، وبحسب ما ورد تم دفع الغرامات من قبل رجل دين إسلامي.

 

في عام 2016، اتُهمت امرأتان أمام محكمة الصلح في بانجول في عاصمة البلاد بعد وفاة طفلة رضيعة تبلغ من العمر خمسة أشهر بسبب تشويه أعضائها التناسلية في منطقة سانكاندي في منطقة كيانج ويست في غامبيا، وتلك القضايا تعكس استمرار تلك العادة داخل المجتمع الغامبي، خصوصا وأنه ذو طابع قبائلي كحال معظم الدول الأفريقية.  

 

 

تحرك إلى الوراء

 

 

من جانبها وصفت منظمة العفو الدولية الجهود المبذولة لإلغاء حظر ختان الإناث في غامبيا بأنها "خطوة إلى الوراء" لحماية حقوق الإنسان في البلاد، قالت: "فمن شأن مشروع القانون هذا أن يشكل سابقة خطيرة بالنسبة لحقوق المرأة، وأن يشوه سجل حقوق الإنسان في غامبيا"، فيما قالت ميشيل إيكن، الباحثة الأولى في مكتب الوكالة في غرب ووسط أفريقيا: "نحث البرلمان على التصويت ضده" .

 

وأضاف إيكن: "من المخيب للآمال للغاية أنه بعد الكفاح الطويل الذي خاضه الناشطون الغامبيون من أجل النهوض بحقوق المرأة، يستعد البرلمان للنظر في هذه الخطوة الرجعية"، بينما قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في غامبيا أيضًا إنها "تشعر بقلق بالغ" بشأن التحركات التي اتخذها البرلمان لإلغاء قانون مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، والذي أضافت أنه "محاولة للتراجع عن سنوات عديدة من الدعوة وزيادة الوعي والنضال من قبل منظمات حقوق المرأة والمدافعين عنها، مما أدى في نهاية المطاف إلى الحظر القانوني لختان الإناث في البلاد".

 

وتتعرض نحو 73% من النساء الغامبيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، و65% منهن "تعرضن له قبل سن الخامسة"، وفقاً للأمم المتحدة، وقالت اليونيسف إن أكثر من 200 مليون امرأة وفتاة على مستوى العالم خضعن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وهو أمر شائع في أفريقيا وآسيا .

 

 

خريطة حظر الختان حول العالم

 

 

وخلال عقد التسعينيات من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قامت العديد من الدول الإفريقية والشرق أوسطية بسن تشريعاتٍ لِلحد من ختان الإناث، ففي مصر أقر مجلس الشعب في شهر يونيو سنة 2008 قانونا يجرم ختان الإناث إلا في حالة الضرورة، وبناءً عليه أصبح يعاقب من يقوم بالختان بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وعامين وغرامة قد تبدأ من ألف جُنيه إلى خمسة آلاف جُنيه، وبحلول سنة 2015 كانت 23 دولة من أصل 27 من دُول الاتحاد الإفريقي قد سنت قوانين للحيلولة دون ختان الإناث من مواطنيها، على أن بعض تلك الدول لم يحظر هذه المُمارسة إلا جزئيا.

فيما بلغ عدد الدول اللاإفريقية واللاشرق أوسطية التي سنت تشريعات قانونية تحظر ختان الإناث 33 دولة في سنة 2013، وقد برزت هذه الظاهرة في بعض بلدان العالم الأول نتيجة موجات الهجرات المتزايدة من دول العالم الثالث نحو أُستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الشمالية وأوروبا واسكندنافيا، الأمر الذي جعل السلطات المختصة في تلك الدول تشرع قوانين تحظر ختان الإناث على أراضيها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مشروع القانون هذه الممارسة إلغاء قانون فی غامبیا

إقرأ أيضاً:

علماء يكتشفون السر.. لماذا تعمر النساء أكثر من الرجال؟

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير، لمحرر الشؤون العلمية، إيان سامبل، عن ما يوصف بـ"اللغز الدائم خلف تعمير النساء أكثر من الرجال"، مرجّحا السبب إلى "أصغر وأكبر الخلايا في الجسم: الحيوانات المنوية والبويضات التي تعتبر أساسية في التكاثر البشري".

وتابع التقرير، المُستند على ما أبرزه عدد من العلماء في اليابان، لأول مرة، في أن "الخلايا التي تتطور إلى بويضات عند الإناث وحيوانات منوية عند الذكور تؤدي إلى اختلافات بين الجنسين في متوسط العمر، وأن إزالة الخلايا تؤدي إلى حيوانات لها نفس متوسط العمر المتوقع".

وبحسب العلماء أنفسهم، قد "تم القيام بالتجارب على أسماك كيليفيش الصغيرة، ذات اللون الفيروزي، وهي من أنواع سمك المياه العذبة التي تصل إلى مرحلة النضج الجنسي خلال أسبوعين وتعيش لمدة أشهر"، في إشارة إلى أن "الباحثين يشتبهون في وجود آلية بيولوجية مماثلة يمكن أن تؤثر على فجوة العمر لدى البشر والأنواع الأخرى أيضا".

وفي السياق نفسه، قال تورو إيشيتاني، وهو كبير مؤلفي الدراسة في جامعة أوساكا: "إن عملية الشيخوخة لدى أسماك كيليفيش مماثلة لتلك الموجودة لدى البشر، لذلك لا أعتقد أن البشر بالضرورة أكثر تعقيدا"، مضيفا: "أعتقد أن هذا البحث سيكون بمثابة نقطة انطلاق لفهم السيطرة على الشيخوخة لدى البشر".

وأكّد إيشيتاني أن "وجود الحيوانات المنوية أو البويضات كان أحد أكثر الاختلافات وضوحا بين الذكور والإناث، لذا فمن المنطقي التحقق مما إذا كان لهما تأثير على العمر أم لا".

وتابع بأنه في سلسلة من التجارب، أظهر فريقه أن تعطيل إنتاج الخلايا الجرثومية، التي تتطور إلى حيوانات منوية أو بويضات، أدى إلى ذكور أطول عمرا، وماتت الإناث في سن أصغر من المعتاد، مما أدى بشكل أساسي إلى سد فجوة العمر.

وقال إيشيتاني: "كنا نتوقع أن إزالة الخلايا الجرثومية من شأنها إطالة عمر الذكور والإناث على حد سواء، لكنها تطيل عمر الذكور فقط وتقصر عمر الإناث؛ لقد كان الأمر غير متوقع، لكننا أدركنا أن هذا الاكتشاف قد يسلط الضوء على الاختلافات بين الجنسين في العمر".

وفي الوقت الذي لم يتأكّد فيه بعد ما إذا كانت الحيوانات المنوية تخفّض متوسط العمر المتوقع للرجال، أوضح إيشيتاني بأن "هناك بعض الأدلة التي تدعم الفكرة. وجدت دراسة أجريت عام 2012 على 81 من الخصيان الكوريين أنهم عاشوا فترة أطول من 14 إلى 19 سنة من الرجال غير المخصيين من خلفية اجتماعية واقتصادية مماثلة. لكن السجلات تعود إلى الفترة من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر ومن الصعب استبعاد عوامل أخرى".


ومضى الفريق في اختبار ما إذا كان إعطاء فيتامين د لأسماك كيليفيش يطيل العمر، وسجّل زيادات بنسبة 21 في المئة في الذكور و7 في المئة في الإناث. ورغم عدم ملاحظة أي آثار سيئة، قال إيشيتاني إنه من المهم استخدام "الكمية المناسبة". في المملكة المتحدة، يوصي مسؤولو الصحة بتناول 10 ميكروجرام أو 400 وحدة دولية من فيتامين د يوميا في الخريف والشتاء. إن تناول أكثر من 100 ميكروجرام، أو 4000 وحدة دولية، يوميا يمكن أن يكون ضارا.

كذلك، يصف الباحثون في مجلة Science Advances كيف "أدّت التغيرات الهرمونية لدى الإناث إلى تحفيز النمو على حساب الحفاظ على الأنسجة السليمة، بينما أدى انخفاض هرمون الاستروجين إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأنتج الذكور المزيد من فيتامين د في أكبادهم، مما قد يفسر صحة العظام والعضلات والجلد بشكل أفضل".

وأوضح تقرير الصحيفة البريطانية، أن "النساء، على مستوى العالم، تعيش في المتوسط حوالي 5 في المئة أطول من الرجال"، مؤكدا أن "هناك عوامل عدّة تُساهم في هذا التفاوت، حيث يكون الشباب الذكور أكثر عرضة للوفاة في حوادث أو من خلال الانتحار، وغالبا ما تتبع النساء أنماط حياة صحية أكثر".


واستطرد التقرير نفسه، أن "هذا التفاوت يظهر في الأنواع الأخرى أيضا: تميل إناث القردة العليا وقرود العالم القديم إلى العيش لفترة أطول من نظرائهم الذكور"، مسترسلا أنه "بالنسبة للبشر، يختلف حجم الفجوة في متوسط العمر المتوقع بشكل كبير بين البلدان".

إلى ذلك، يبلغ متوسط العمر المتوقع للأشخاص المولودين في المملكة المتحدة بين عامي 2020 و2022 78.6 عاما للرجال و82.6 عاما للنساء. وفي روسيا، يميل الرجال إلى الوفاة قبل النساء بنحو 13 عاما، ويرجع ذلك جزئيا إلى الإفراط في شرب الخمر والتدخين، بحسب التقرير.

مقالات مشابهة

  • قضية ختان الإناث تدفع بلينكن للاتصال برئيس غامبيا
  • كل ما تريد معرفته عن اليوم الوطني لمناهضة ختان الإناث.. خبير قانوني يوضح
  • علماء يكتشفون السر.. لماذا تعمر النساء أكثر من الرجال؟
  • «الوطنية للقضاء على الختان» تطلق حملة توعوية بمناسبة شهر «بدور»
  • مايا مرسي خلال اجتماع «القضاء على ختان الإناث»: نجدد التزامنا ضد هذه الجريمة
  • مايا مرسي: لجنة القضاء على ختان الإناث تعمل بقوة للقضاء على هذه الجريمة نهائيا
  • أمل عمار: العدل تساند جهود اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث
  • سحر السنباطي: لن نتهاون وسنكمل المسيرة للقضاء على جريمة ختان الإناث
  • مايا مرسي: ختان الإناث جريمة لا تمت للطب بصلة والدين بريء منها
  • غدا .. الاجتماع التاسع للجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث