RT Arabic:
2024-06-20@13:50:00 GMT

رئيس فرنسي: "سنتمكن من سحق بنزرت وموسكو في وقت واحد"!

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

رئيس فرنسي: 'سنتمكن من سحق بنزرت وموسكو في وقت واحد'!

بعد مرور يومين على استقلال تونس في 20 مارس عام 1956، أعلن الزعيم الحبيب بورقيبة قائلا: "بعد نهاية الفترة الانتقالية، يجب إجلاء جميع القوات الفرنسية من تونس، بما في ذلك بنزرت".

إقرأ المزيد فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!

المفاوضات مع فرنسا كانت أفضت إلى إبرام الطرفين في 3 يونيو 1955 اتفاقا قضى باستقلال تونس على أن تحتفظ فرنسا بمنطقتين بهما قواعد عسكرية، هما مدينة بنزرت وأراض مجاوزة في شمال البلاد، علاوة على إقليم في الجنوب.

في بنزرت كان للفرنسيين قاعدة بحرية منذ عام 1882، وكانت تعد نقطة استراتيجية للجيش الفرنسي وأيضا بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، باعتبارها قاعدة بحرية هامة على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط.

كانت الجزائر المجاورة تخوض كفاحا مسلحا بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي، وقد أعرب بورقيبة عن دعمه  للكفاح الجزائري من أجل الاستقلال عن فرنسا.

الحبيب بورقيبة الذي قاد حركة النضال الوطني التونسي ضد الاستعمار الفرنسي، ترأس في البداية حكومة بلاده بعد الاستقلال في 20 مارس 1956، ثم تولى رئاسة الجمهورية بعد خلع الباي محمد الأمين وإنهاء النظام الملكي في 25 يوليو 1957.

احتضنت تونس المقاومة الجزائرية على أراضيها وكانت مقرا للحكومة الجزائرية المؤقتة في عام 1958.

وجه المقاتلون الجزائريون ضربتين موجعتين للقوات الفرنسية داخل الجزائر انطلاقا من الأراضي التونسية، حدثت الأولى في 2 يناير 1958 وأسفرت عن أسر 4 جنود فرنسيين، نقلوا على داخل الأراضي التونسية، وأسفر هجوم جزائري استهدف نقطة حدودية للفرنسين في الجزائر في 11 يناير عن مقتل 14 جنديا فرنسيا وإصابة 2 آخرين وأسر 4.

زعمت سلطات الاحتلال الفرنسية أن الهجوم الأخير انطلق من معسكر قرب قرية ساقية سيدي بوسف التونسية، وردت في 8 فبراير 1958 بشن غارة جوية ضخمة على البلدة التونسية ومحيطها خلفت العديد من الضحايا من المواطنين التونسيين اللاجئين الجزائريين أغلبهم من التلاميذ،  إضافة إلى تدمير شاحنتين للصليب الأحمر ومدرسة.

توترت العلاقات بين تونس وفرنسا بشدة، واستدعت تونس سفيرها من باريس وقامت بطرد خمسة قناصل فرنسيين من أراضيها، وفرضت حصارا على ثكنات الجيش الفرنسي المتبقية على أراضيها، وجدد بورقيبة المطالبة بجلاء القوات الفرنسية بالكامل من أراضي بلاده.

بالمقابل واصلت فرنسا تعنتها ورفضت بشدة التخلي عن قاعدتها البحرية الاستراتيجية في بنزرت. كان الفرنسيون يعتقدون أن هذه القاعدة العسكرية مهمة للغاية وهي الضمانة "الوحيدة" في المنطقة لمواجهة الاتحاد السوفيتي وحمايتها أيضا من المد العربي المتمثل في جمال عبد الناصر.

يقول الخبير الفرنسي سيباستيان أبيس في كتاب بعنوان " قضية بنزرت.. أزمة جيوسياسية غير معروفة" بهذا الشأن:" منذ اندلاع الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954، سيكون من غير الحكمة إنكار الدور الواضح أحيانا الذي لعبته قاعدة بنزرت في العمليات العسكرية الفرنسية في الجزائر. تعمل بنزرت كمنصة لوجستية ونقطة للتزود بالوقود ومركز لإعادة تجميع القوات الفرنسية. لا يمكننا أن نفهم الاحتفاظ الفرنسي ببنزرت من دون النظر إلى ارتباطه الوثيق بالحرب الجزائرية. في أكتوبر 1958، في ذروة القتال، بلغ عدد القوات الفرنسية المتمركزة في بنزرت 13000 رجل آخر.

التطور الخطير في وقت تمثل في إعلان الأدميرال الفرنسي موريس أمان الذي كان يقود قاعدة بنزرت في 4 مايو 1961 بدء العمل في توسيع المدرج في القاعدة، وانطلق العمل بالفعل من طرف واحد، وبتجاهل تام للسيادة التونسية، في 15 أبريل.

تطورت الأحداث بعد ذلك بسرعة، وأعلنت السلطات التونسية رسميا فرضها حصارا على القاعدة الفرنسية في بنزرت، وتمركزت في 19 يوليو، ثلاث كتائب تونسية مدعومة بالمدفعية في مواقع تمنع بشكل تام المركبات العسكرية الفرنسية من حرية الحركة، كما جرى اعتقال 30 عسكريا و22 مدنيا فرنسيا في سوسة، وفي ظهر ذلك اليوم أعلن الراديو المحلي إغلاق المجال الجوي فوق بنزرت وجنوب تونس، وتلقت القوات التونسية أمرا بفتح النار على جميع الطائرات الفرنسية التي تنتهك المجال الجوي التونسي.

فجر اليوم التالي 20 يوليو تعرضت مواقع عسكرية فرنسية في بنزرت لهجمات بالقنابل الحارقة وبقذائف الهاون، وفي الساعة السادسة من الصباح أعلن الأدميرال الفرنسي موريس أمان قائلا لم يعد للمصالحة مكان، وقد "أمرت باتخاذ إجراءات انتقامية ضد المواقع التونسية حول بنزرت، وبدأت الطائرات من مستوى منخفض بتسويتها بالأرض".

بورقيبة رد في الساعة 09:30 بتوجيه نداء إلى قوات بلاده المسلحة دعاها فيه وفقا للدستور إلى مقاومة احتلال القوات الفرنسية لمدينة بنزرت بشجاعة وبكل والوسائل.

القتال حول بنزرت تواصل لمدة ثلاثة أيام باستخدام المدفعية والدبابات والطائرات، وتقدر الخسائر البشرية في صفوف الفرنسيين ما بين 20 إلى 30 قتيلا ومئات الجرحى، فيما بلغت خسائر التونسيين حوالي 600 قتيل إضافة إلى 500 جريح.

بعد مفاوضات انطلقت  بين الطرفين 17 سبتمبر 1961 تم بنهاية المطاف في 29 سبتمبر الاتفاق على جلاء الفرنسيين من مدينة بنزرت بشكل تدريجي.

العلم الفرنسي أنزل من سارية القاعدة البحرية في بنزرت في 15 أكتوبر 1963، ورحل آخر جندي فرنسي من القاعدة في نفس اليوم، واكتملت بذلك حرية تونس وسيادتها الوطنية.

اللافت أن الرئيس الفرنسي شارل ديغول كان صرّح بأسلوب ساخر قبل ذلك في أبريل 1963 قائلا: "سنترك بنزرت لأن بنزرت لن تكون ذات فائدة لنا بعد أن أصبح لدينا قوة نووية. وبمجرد أن يكون الأمر كذلك، سنقوم بالإخلاء... والآن لا يوجد ما يمنعنا من المغادرة. لقد بدأنا بامتلاك أسلحة نووية. سنتمكن من سحق بنزرت وموسكو في نفس الوقت".

المصدر: RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الاتحاد السوفييتي موسكو القوات الفرنسیة فی بنزرت

إقرأ أيضاً:

على خطى القنوات الرسمية الفرنسية.. صحيفة لوموند تنشر خريطة المغرب كاملة

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

في تغير واضح لتوجه الإعلام الفرنسي في التعاطي مع قضية الصحراء المغربية، قامت صحيفة "لوموند" الفرنسية بنشر خريطة المملكة المغربية كاملة، خلال تقديمها لتقرير حول الطماطم المغربية.

وجاءت هذه المستجدات التي تترجم لتغير الموقف الفرنسي اتجاه القضية الوطنية الأولى للمغاربة، خلال قيام الصحيفة المذكورة بتحقيق صحفي تحت عنوان : "الجانب الخفي للطماطم المغربية التي تباع في أوروبا: تحقيق بالفيديو حول العمالة المنخفضة التكلفة".

واعتبر العديد من المتتبعين الأمر إشارة لتغير موقف باريس وإشارة إلى الرباط لاقتراب اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، ورغبة "ماكرون" في ترميم العلاقات التي يطبعها البرود بين البلدين منذ مدة، خاصة وأن فرنسا تعي جيدا حجم المغرب على المستوى الإفريقي و العالمي، في ظل تراجع نفوذ فرنسا بالقارة السمراء جراء العديد من التحولات التي عرفتها المنطقة، والتي كان آخرها الإطاحة بمحمد بازوم رئيس النيجر وما تلاه من خطاب رافض لفرنسا بالبلاد الغنية بالبترول والمعادن.

وقلل آخرون من هذا التوجه الجديد للإعلام الفرنسي المرموق، داعين إلى التريث حتى ظهور مؤشرات عملية من شأنها تأكيد تحول الموقف السياسي الفرنسي اتجاه الصحراء المغربية لصالح المملكة المغربية، مؤكدين أنه يمكن حينها الحديث عن توجه فرنسي نحو بلورة موقف داعم للوحدة الترابية للمغرب ولمغربية صحراءه.

وكان الملك محمد السادس قد وجه في خطابه السامي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب رسالة واضحة للجميع، حيث أكد أن "ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات". لذا، يتابع الملك "ننتظر من بعض الدول من شركاء المغرب التقليديين والجدد التي تتبنى مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل".

ومن خلال خطاب ضامن الوحدة والاستقرار، يرى المهتمون أن المملكة المغربية، سترحب بأي تحول في الموقف الفرنسي ليلتحق بالموقف الإسباني و الألماني وبموقف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، حيث سيكون للخطوة انعكاس إيجابي على العلاقة بين البلدين، لتخرج من وضع الجمود والأزمة التي تسببت فيها سياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

مقالات مشابهة

  • “بطلب من ليبيا”.. تونس تعلق على تأجيل فتح معبر راس اجدير
  • على خطى القنوات الرسمية الفرنسية.. صحيفة لوموند تنشر خريطة المغرب كاملة
  • تونس: إحالة راشد الغنوشي وآخرين إلى الدائرة الجنائية بتهم التآمر على أمن الدولة
  • الجبهة الشعبية الجديدة.. تحالف يساري فرنسي لمواجهة اليمين
  • غياب أنس جابر عن أولمبياد باريس يثير ضجة في تونس
  • سفارة فرنسا في المغرب تعلن تسهيل إجراءات الفيزا للطلبة المغاربة
  • تونس تعلن وفاة 23 حاجا وحاجة خلال أدائهم فريضة الحج - أسماء
  • صحيفة: الشرطة الفرنسية تستعد لاضطرابات بسبب الانتخابات البرلمانية
  • يورو 2024.. الديوك الفرنسية تقتنص فوزا صعبا أمام النمسا
  • قطع الخبز الفرنسي أمامه.. موقف طريف بين مشجع نمساوي وآخر فرنسي على هامش يورو 2024