الاقتصاد نيوز - متابعة

تلقت شركة الاستشارات في مجال الهجرة الاستثمارية "هينلي آند بارتنرز"، أرقاماً قياسية من الاستفسارات من الأميركيين الأثرياء الذين يبحثون عن طرق للحصول على حقوق الإقامة في الخارج أو جنسيات إضافية، حيث مثلت الزيادة 500% حول هذه البرامج.

تقدم العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم برامج تمكن الأشخاص من الحصول على الإقامة أو الجنسية ببساطة عن طريق استثمار مبلغ معين من المال في الدولة.

وقالت شركة Henley & Partners أيضاً إنها استقبلت عدداً أكبر من المتقدمين للحصول على الإقامة والمواطنة عن طريق برامج الاستثمار من قبل مواطنين أميركيين أكثر من أي جنسية أخرى، وفقاً لما اطلعت عليه "العربية Business".

شركة Henley & Partners ليست شركة استشارات الهجرة الوحيدة التي وجدت أن الأميركيين الأثرياء يتنافسون للحصول على مساكن أو جنسيات ثانية. صرح أليكس إنجريم، المستشار المالي في شركة الخدمات المالية العالمية تشيس بوكانان، لمجلة فورتشن مؤخراً أنه منذ جائحة كوفيد-19، أصبح ما كان من اختصاص النخبة الروسية وأولئك الذين يسعون إلى الهروب من أنظمة قمعية، يتمتع الآن بشعبية متزايدة بين المواطنين الأميركيين، الذين يسعون للحصول على ما يسمى بالتأشيرات وجوازات السفر الذهبية.

وشملت أفضل دول الوجهة لعام 2023 اليونان وإيطاليا ومالطا والبرتغال وإسبانيا، وفقاً لتقرير شركة Henley & Partners. ويشير التقرير إلى أن هذا يرجع جزئياً إلى الطقس والمعالم الثقافية، وجزئياً إلى أن تلك البلدان ليس لديها "متطلبات إقامة أو أقل حد منها"، وهو ما يجذب الأميركيين الأثرياء الذين لا يريدون مغادرة الولايات المتحدة بعد ولكنهم يرغبون في خطة بديلة.

وقال مستشار الضرائب والهجرة الدولية الذي يساعد النخبة على الانتقال إلى الخارج، ديفيد ليسبرانس، إن هذا "التأمين ضد الحريق" جذاب لعدد من الأسباب. ويشعر المزيد من عملائه الأميركيين بقلق متزايد بشأن المناخ السياسي في الولايات المتحدة، في حين يهتم البعض الآخر بفرص الأعمال التجارية الدولية.

مواجهة مشاكل الأطفال والضرائب

ويخطط آخرون للانتقال لأنهم قلقون بشأن مواجهة أطفالهم للمشكلة الأميركية الفريدة المتمثلة في إطلاق النار الجماعي، أو - في حالة عملائه في وادي السيليكون، على وجه الخصوص - يرغبون في مكان ينجو فيه من نهاية العالم. ويخطط البعض للهجرة إلى دولة ذات قانون ضريبي أكثر ودية. ويشير ليسبيرانس إلى إمكانية فرض "ضريبة المليارديرات" - التي روج لها الديمقراطيون، بما في ذلك الرئيس جو بايدن - كمحفز خاص.

وأوضح ليسبيرانس عن إضافة الإقامة أو الجنسية: "هذا لا يعني أنك تستخدمه". "لكن لديك التأمين وخطة الهرب".

ولتحقيق هذه الغاية، يقول مهدي قدري، رئيس قسم أميركا الشمالية في شركة هينلي آند بارتنرز، إن الزيادة الكبيرة في عدد الأميركيين الأثرياء الذين يسعون للحصول على تأشيرة أو جنسية ثانية تنذر بمشاكل محتملة أكبر في الولايات المتحدة. ويشير التقرير إلى "ركود مستويات المعيشة، وارتفاع مستويات الديون، ومجتمع مستقطب بشكل خطير" وهي بعض الأمثلة على العقبات.

أميركا لا تزال في الصدارة

وعلى الرغم من العذاب والكآبة، لا يزال هناك الكثير من الأثرياء الذين ما زالوا يرغبون في القدوم إلى الولايات المتحدة، كما يجد التقرير. اكتسبت الولايات المتحدة 2200 مليونير في عام 2023، ومن المتوقع أن يأتي المزيد في عام 2024. ولا تزال سان فرانسيسكو وأوستن من أهم مناطق الجذب للعاملين في مجال التكنولوجيا الأثرياء، في حين تعد فلوريدا أيضاً مكاناً جذاباً للأجانب الأثرياء.

وهذا بلا شك لأن الولايات المتحدة، على الرغم من جميع أخطائها، لا تزال "الزعيم بلا منازع في خلق وتراكم الثروات الخاصة"، كما يشير التقرير: تمتلك أميركا 32% من الثروة السائلة العالمية القابلة للاستثمار، وموطناً لـ 37% من مليونيرات العالم.

ويشير التقرير إلى أنه بدلاً من الفرار من البلاد تماماً، يهاجر أصحاب الملايين وغيرهم من الأثرياء إلى مدن مختلفة داخل الولايات المتحدة، حيث شهدت مدن مثل أوستن وميامي وسكوتسديل أكبر نمو في عدد المليونيرات خلال العقد الماضي. (ومع ذلك، لا تزال نيويورك هي ملك مشهد المليونير بلا منازع، حيث يبلغ عدد سكانها من المليونيرات 10 أضعاف عدد سكان أوستن أو ميامي).

أميركا موطن المليونيرات والمليارديرات

علاوة على ذلك، يمتلك حوالي 5.5 مليون أميركي ما لا يقل عن مليون دولار من الأصول السائلة القابلة للاستثمار، وهو رقم ارتفع بنسبة 62% على مدى السنوات العشر الماضية. ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة لا تزال أيضاً موطناً لأكثر المليونيرات والمليارديرات، جزئياً على الأقل، لأنه على الرغم من الاضطرابات الموجودة في الولايات المتحدة، فإنها لا تزال "ملاذاً آمناً" نسبياً على مستوى العالم.

وجاء في التقرير: "بينما يترنح العالم عند أطرافه، تظل الولايات المتحدة ثابتة باعتبارها الوجهة الأولى للثروة العالمية". "إن الجاذبية الدائمة للحلم الأميركي تستمر في جذب المواهب الطموحة من جميع أنحاء العالم، مهما كانت مشوهة".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الولایات المتحدة للحصول على لا تزال إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل تتحول أفريقيا إلى مكبّ بشري للمبعدين من أميركا؟

اتهم ناشطون ومنظمات حقوقية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها تتعامل مع دول أفريقية كمواقع للتخلص من المُرحلين، بعد أن تم ترحيل 5 رجال من الولايات المتحدة إلى مملكة إسواتيني الصغيرة.

ففي 16 يوليو/تموز الحالي، وصلت طائرة تقل رجالا من فيتنام وجامايكا ولاوس وكوبا واليمن -جميعهم مُدانون بجرائم خطيرة في الولايات المتحدة- إلى إسواتيني، آخر ملكية مطلقة في أفريقيا. وجاءت هذه الترحيلات ضمن خطة ترامب لنقل المُرحلين إلى "دول ثالثة" بعدما رفضت دولهم الأصلية استقبالهم.

وتعد إسواتيني ثاني دولة أفريقية تستقبل مدانين مرحلين من الولايات المتحدة، بعد إعلان واشنطن في وقت سابق هذا الشهر عن ترحيل 8 "أشخاص بربريين"، وفق وصف مسؤول أميركي، إلى جنوب السودان الذي يعاني من نزاعات.

وفي الشهر الماضي، سمحت المحكمة العليا الأميركية بترحيل أجانب إلى دول لا تربطهم بها صلة مباشرة. ومنذ ذلك الحين، أعربت منظمات دولية وجماعات مدنية في أفريقيا عن قلقها من انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان.

وقال وانديلي دلودلو نائب رئيس "حركة الشعب المتحدة من أجل الديمقراطية" -أكبر حركة معارضة في إسواتيني والممنوعة رسميا- لقناة الجزيرة: "تتعامل الحكومة الأميركية معنا كمكب نفايات للمجرمين، وتُهين كرامة الإيماسواتي".

من هم الرجال الخمسة الذين رحّلهم ترامب إلى إسواتيني؟

قالت تريشا ماكلولين، مساعدة وزير الأمن الداخلي الأميركي، إن الرحلة التي نُفذت إلى إسواتيني حملت "أشخاصا بربريين لدرجة أن بلدانهم الأصلية رفضت استقبالهم".

وأضافت عبر منصة إكس: "لقد كانوا يُرهبون المجتمعات الأميركية. لكن بفضل ترامب، لم يعودوا على الأراضي الأميركية".

وأوضحت ماكلولين أن الرجال يحملون جنسيات فيتنام، وجامايكا، ولاوس، وكوبا، واليمن، وقد أُدينوا بجرائم تشمل اغتصاب أطفال، وقتلا، وسرقة، وانتماء إلى عصابات، وجرائم عنف أخرى، وتلقى بعضهم أحكاما بالسجن تصل إلى 25 عاما.

ما الاتفاق الذي أبرمته إدارة ترامب مع إسواتيني؟

فاز ترامب في انتخابات العام الماضي مستندا إلى حملة انتخابية ركزت على الترحيل الجماعي. ومنذ ذلك الحين، تفاوضت إدارته مع دول عدة -من بينها إسواتيني- بشأن اتفاق يسمح بترحيل مُدانين رفضت دولهم الأصلية استقبالهم.

إعلان

وقالت تابييلي مدلولي، المتحدثة باسم حكومة إسواتيني بالوكالة، إن الاتفاق جاء بعد "أشهر من الاتصالات الرفيعة المستوى"، رغم أن بنوده لا تزال سرية.

وأضافت أن المملكة ستتعاون مع البيت الأبيض والمنظمة الدولية للهجرة "لتسهيل ترحيل هؤلاء النزلاء إلى بلدانهم الأصلية"، لكنها أشارت إلى عدم وجود جدول زمني محدد لذلك.

وقال دانيال أكيش، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية بشأن جنوب السودان، للجزيرة، إن بعض الحكومات الأفريقية توافق على استقبال المُرحلين في "بادرة حسن نية لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة"، لكنها -وفق رأيه- "تتغاضى ضمنيًا عن المخاوف الحقوقية وعدم الشفافية بشأن حماية سلامة المُرحلين".

واقترح أكيش أن يتعاون الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة مع الدول المستقبِلة لضمان مراقبة عمليات الترحيل واحترام الحقوق الإنسانية.

ملك إسواتيني مسواتي الثالث (الأناضول)ماذا نعرف عن إسواتيني؟

إسواتيني مملكة جبلية صغيرة غير ساحلية في جنوب القارة، تحدها جنوب أفريقيا وموزمبيق، وتُعد من آخر الملكيات المُطلقة في العالم. كانت تُعرف باسم "سوازيلاند" أثناء الاستعمار البريطاني، وتم تغيير اسمها إلى "إسواتيني" عام 2018 بقرار ملكي.

يحكم البلاد الملك مسواتي الثالث منذ عام 1986، ويبلغ من العمر 57 عاما. وقد تعرض لانتقادات بسبب قمع المعارضة السياسية.

ووفقا للبنك الدولي، يعيش أكثر من نصف سكان إسواتيني -البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة- على أقل من 4 دولارات يوميا.

وتُقدر ثروة الملك بين 200 و500 مليون دولار، ويُقال إنه متزوج من 11 امرأة.

يرتكز اقتصاد البلاد على الزراعة، والتصنيع الخفيف، وقطاع السكر الذي يُمثل نحو 23% من صادراتها، أي نحو 477 مليون دولار في عام 2023.

خريطة إسواتيني (الجزيرة)ما موقف السكان من خطة ترامب؟

قال ناشطون وزعماء محليون إن الترحيل أثار غضبا واسعا. ووصف دلودلو الخطوة بأنها "تصرف مُخز ومضلل من قبل الملك وحكومته، في ظل أزمة صحية عامة غير مسبوقة".

وأضاف "الشعب يرى في هذا القرار إهانة لسيادته وسلامته الإقليمية. نطالب بإلغائه باعتباره غير قانوني وغير عقلاني".

كما أشار إلى أن السجون في إسواتيني تُعاني أصلا من الاكتظاظ، إذ تعمل بنسبة تفوق 170% من طاقتها.

وهددت بعض منظمات المجتمع المدني باتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومة بسبب قبولها المُرحلين، معتبرة أن هذا يُخالف القوانين المحلية، بما فيها "قانون خدمات الإصلاح".

ما الأسئلة المطروحة حول الاتفاق؟

قال المحلل كريس أوجونموديدي إن الاتفاق يُثير العديد من التساؤلات: ما الأساس القانوني للترحيل؟ وهل تم إبلاغ المُرحلين ومنحهم حق الاتصال القنصلي؟ ما مدة احتجازهم؟ وما شروط الاتفاق؟ وأضاف أن دولا مثل إسواتيني وجنوب السودان "لا تملك وزنا جيوسياسيا، وذلك يجعلها أكثر قابلية للضغوط الأميركية".

ما رد حكومة إسواتيني؟

قالت مدلولي في بيان رسمي إن الحكومة تؤكد لشعب المملكة أن وصول المُرحلين الخمسة "لا يُشكل تهديدا أمنيا".

وأضافت أنهم سيُحتجزون في وحدات معزولة داخل منشآت إصلاحية، مشيرة إلى أن المشاورات الثنائية مع البيت الأبيض شملت "تقييمات صارمة للمخاطر، واعتبارات دقيقة تتعلق بسلامة المواطنين".

ما الدول الأفريقية الأخرى التي يسعى ترامب للتفاوض معها؟

إضافة إلى إسواتيني وجنوب السودان، أجرى ترامب مناقشات مع قادة ليبيريا، والسنغال، وغينيا-بيساو، وموريتانيا، والغابون خلال قمة عقدت هذا الشهر في البيت الأبيض. تناولت المحادثات قضايا الهجرة، بما فيها ترحيل رعايا دول ثالثة.

إعلان

وصرح توم هومان، مستشار الحدود في إدارة ترامب، بأن الإدارة تسعى إلى عقد اتفاقيات مع "دول عدة" لاستقبال المُرحلين، مضيفًا "إذا كان هناك تهديد للأمن القومي، فلن نسمح لهم بالتجول في شوارعنا".

وأكدت رواندا أنها في محادثات مع إدارة ترامب لعقد اتفاق مماثل، في حين رفضت نيجيريا الضغوط الأميركية بهذا الشأن.

ترامب بحث مع عدد من الزعماء الأفارقة مسألة استقبال المرحلين (أسوشيتد برس)ما الدول الأخرى التي نظرت في سياسة الترحيل إلى "دول ثالثة"؟

المملكة المتحدة

درست بريطانيا هذه السياسة ضمن جهودها للحد من الهجرة غير النظامية، وأبرمت اتفاقا مع رواندا عام 2022 لترحيل طالبي اللجوء مقابل 370 مليون جنيه إسترليني. لكن المحكمة العليا البريطانية أبطلت الاتفاق عام 2023 بسبب "انتهاكه لحقوق الإنسان".

وفي محاولة لإعادة إحيائه، أقرت الحكومة "قانون أمان رواندا" عام 2024. وبعد فوز حزب العمال في انتخابات يوليو/تموز 2024، أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر إنهاء الخطة، إلا أنه صرح في مايو/أيار الماضي بأنه يُجري محادثات مع دول عديدة بشأن إنشاء مراكز استقبال للمهاجرين غير النظاميين.

إسرائيل

بين 2013 و2018، طبقت إسرائيل سياسة مشابهة لترحيل طالبي لجوء أفارقة إلى دول مثل رواندا وأوغندا، مقابل 3500 دولار لكل من وافق على المغادرة.

لكن المحكمة العليا الإسرائيلية ألغت الخطة عام 2018، معتبرة أن الخطة تنتهك ما سمته التزامات تل أبيب بموجب اتفاقية اللاجئين.

وخلص المحلل أوجونموديدي إلى أن هذه السياسات تُمثل "تفويض مشكلة الهجرة لطرف خارجي"، مضيفا أن الولايات المتحدة اليوم "تستخدم سياسة العصا والجزرة لإجبار الدول على الرضوخ لمطالبها".

مقالات مشابهة

  • البورصة المصرية تسجل أعلى مستوى في تاريخها تزامنا مع ارتفاع قياسي للجنيه
  • هل تتحول أفريقيا إلى مكبّ بشري للمبعدين من أميركا؟
  • ارتفاع أسعار النفط بعد الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • تقرير سويسري يحدد المدن الأغلى وعادات الإنفاق لدى أثرياء العالم
  • الرئاسي يبحث التحديات التي تواجه شركة الخطوط الجوية اليمنية
  • عجز قياسي في ميزانية الصين..!
  • ديوان المحاسبة يناقش التقرير السنوي والمشاريع الجارية في «شركة الواحة للنفط»
  • تعطيل الدوام في العراق بعد ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة
  • لماذا تراجع سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة هذا العام؟
  • عجز قياسي في ميزانية الصين وسط إنفاق مكثف لمواجهة الرسوم الجمركية