لوبوان: ترامب يخيّر أوروبا بين أن تكون مستعمرة أميركية أو الموت
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
استعرضت مجلة لوبوان وثيقة إستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة، وقالت إنها تكشف رؤية صادمة لأوروبا التي تصورها حليفا في حالة تدهور حضاري يواجه انهيارا سياسيا وثقافيا واقتصاديا، ويحتاج إلى "صدمة علاجية" للإنقاذ.
وأشارت المجلة في افتتاحيتها إلى أن الأميركيين يخشون -حسب الإستراتيجية التي نُشرت قبل يومين على موقع البيت الأبيض- من اختفاء القارة العجوز ككيان ثقافي وسياسي متميز خلال عقدين أو ثلاثة، على أساس أن حصتها من الناتج المحلي الإجمالي العالمي انخفضت من 25% عام 1990 إلى 14% اليوم.
وتتهم الإستراتيجية -حسب المجلة- المؤسسات الأوروبية -بما فيها الاتحاد الأوروبي والهيئات العابرة للحدود- بتقويض السيادة الوطنية والحرية السياسية، وترى أن سياسات الهجرة "تغير القارة وتنتج النزاعات"، كما تدين ما تصفه بانتشار الرقابة وتراجع حرية التعبير وانهيار معدلات المواليد وتلاشي الهوية الوطنية.
وتذهب الوثيقة -حسب المجلة الفرنسية- إلى حد التأكيد أن أوروبا ستكون "غير قابلة للتعرف" خلال 20 عاما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، مشيرة إلى خطاب لجيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي من منصة مؤتمر ميونخ للأمن انتقد فيه أوروبا بصورة لاذعة، ثم خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي.
لكن الأمر الأكثر حساسية يتعلق بأوكرانيا، إذ ترغب واشنطن في إنهاء الحرب بسرعة من أجل استعادة الشراكة مع روسيا، موجهة انتقادات حادة إلى ألمانيا التي قطعت العلاقات مع موسكو، مما زدا تبعيتها الاقتصادية، حسب الوثيقة.
وأخطر ما في الوثيقة -حسب المجلة- هو اتهامها الحكومات الأوروبية بخيانة شعوبها، زاعمة أن أغلبية الأوروبيين يريدون السلام في أوكرانيا، لكن هذا تمنعه حكومات أقلية غير مستقرة "تدوس المبادئ الديمقراطية الأساسية وتقمع المعارضة"، وبذلك تقدم واشنطن نفسها -حسب المجلة- مدافعا عن الإرادة الشعبية الأوروبية ضد "نخب فاسدة ومنفصلة عن شعوبها".
إعادة هيكلة شاملةوتضع الوثيقة 7 أولويات لأوروبا تشمل إنهاء الحرب في أوكرانيا وفق شروط موسكو إذا لزم الأمر، وتعزيز قدرة أوروبا على الاعتماد على نفسها، ودعم الحركات المناهضة للنظام السياسي القائم، وفتح الأسواق أمام المنتجات الأميركية، وتنمية "الأمم الصحية" في أوروبا الوسطى والشرقية والجنوبية، وإعادة تعريف دور حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتواؤم مع واشنطن في مواجهة الصين اقتصاديا وتقنيا وأمنيا.
الهدف النهائي لإدارة ترامب هو دفع أوروبا إلى أن تصبح مستعمرة أميركية تتخلى عن سيادتها وتخضع لسيطرة واشنطن، مع تقييد الهجرة وتشجيع القوى السياسية الوطنية ضد النخب الليبرالية
ويبدو للمجلة أن الهدف النهائي لإدارة ترامب هو دفع أوروبا إلى أن تصبح مستعمرة أميركية تتخلى عن سيادتها وتخضع لسيطرة واشنطن، مع تقييد الهجرة وتشجيع القوى السياسية الوطنية ضد النخب الليبرالية.
إعلانويختتم النص بمقارنة مع الولايات المتحدة، موضحا أن تطبيق نفس المعايير على أميركا نفسها سيكشف صورة قاتمة، من استقطاب سياسي يهدد الوحدة الوطنية، وعنف مسلح متفش، وتراجع في الحقوق المدنية والحريات، إلى حظر للكتب وتعليم التاريخ، وهجوم على حق النساء في الإنجاب، فضلا عن سياسات اقتصادية اتبعت فيها الشركات الأميركية نقل صناعاتها إلى الخارج 40 عاما قبل الانتباه إلى خطرها.
لكن الفرق الرئيسي -كما تقول المجلة- هو أن الحكومات الأوروبية لن تُصدر وثائق رسمية كهذه، ربما لأسباب دبلوماسية أو لإدراكها حجم تبعيتها للولايات المتحدة.
وخلصت المجلة إلى أن الوثيقة تقدم رؤية ترامبية لأوروبا، باعتبارها قارة متدهورة لكنها قابلة للإصلاح، وتحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة لتصبح شريكا تابعا للولايات المتحدة، مع إعادة توزيع السلطة السياسية والاقتصادية وفق مصالح واشنطن، وتبنّي نهج متشدد ضد الهجرة، وتشجيع القوى الوطنية في مواجهة النخب الليبرالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات حسب المجلة إلى أن
إقرأ أيضاً:
يعاقبون شركاتنا لأنها ناجحة.. واشنطن تندد بالغرامة الأوروبية على منصة إكس
هاجم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قرار الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن الغرامة المفروضة على "إكس" لا تتعلق فقط بإطار تنظيمي، بل تمسّ، بحسب وصفه "جوهر العلاقة بين الحكومات الأجنبية والشعب الأميركي".
فرض الاتحاد الأوروبي غرامة قدرها 120 مليون يورو على منصة "إكس" المملوكة لإيلون ماسك، بعد تحقيقات استمرت عامين ضمن إطار قانون الخدمات الرقمية "DSA"، الذي يُعدّ الركيزة الأساسية لتنظيم المحتوى وحماية المستخدمين داخل الكتلة الأوروبية.
وتقول المفوضية الأوروبية إن المنصة خرقت قواعد الشفافية في ثلاثة مجالات رئيسية، أبرزها آلية عرض العلامات الزرقاء، وقاعدة بيانات الإعلانات، وصعوبة إتاحة المعلومات للباحثين، معتبرة أن هذه الممارسات تُعرّض المستخدمين الأوروبيين للتضليل والاحتيال وتحدّ من القدرة على التدقيق في الحملات الدعائية.
ويمثّل القرار أول إجراء من نوعه بموجب القانون الجديد، في خطوة تُظهر رغبة بروكسل في فرض رقابة مشددة على المنصات الرقمية الكبرى ومعاقبة أي خرق تنظيمي قد يؤثر في المستخدمين.
أعادت الغرامة إشعال خلاف قديم بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول حدود التنظيم الرقمي وحرية التعبير، في وقت يرى فيه مسؤولون أميركيون أن بروكسل تتجه نحو استهداف شركات التكنولوجيا الأميركية تحت شعار حماية المستخدمين.
وتأتي هذه المواجهة في ظل مناخ سياسي متوتر، خصوصًا بعدما عبّر البيت الأبيض والكونغرس في السنوات الماضية عن تحفظات واسعة تجاه السياسات الأوروبية المتعلقة بالرقابة والتنظيم الرقمي.
Related ميزة تحديد الموقع في "إكس" تكشف مواقع حسابات أوروبية يمينية متطرفة في آسيا وأستراليا"اليهود في ذروة البياض": منشور لماسك على "إكس" عن "انقراض البيض" يثير جدلًا واسعًامنصة "إكس" تفتح "الصندوق الأسود" للحسابات.. فماذا كشفت ميزة الموقع عن الهويات الحقيقية؟ روبيو: استهداف للأميركيينهاجم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قرار الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن الغرامة المفروضة على "إكس" لا تتعلق فقط بإطار تنظيمي، بل تمسّ، بحسب وصفه "جوهر العلاقة بين الحكومات الأجنبية والشعب الأميركي".
ورأى روبيو، في تعليق نشره على المنصة نفسها، أن الإجراء الأوروبي يمثل محاولة للضغط على الشركات الأميركية وإضعاف قدرتها على إدارة محتواها بحرية، مشيرًا إلى أن زمن "التحكم الخارجي بما يراه الأميركيون" قد انتهى.
انتقادات من لجنة الاتصالات الفيدراليةوفي موقف مماثل، انتقد رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية بريندان كار خطوة الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن بروكسل تتعامل مع النجاح الأميركي في قطاع التكنولوجيا باعتباره سببًا كافيًا لفرض العقوبات. وأشار كار إلى أن الغرامة جزء من سلسلة ضغوط أوروبية تستهدف الشركات الأميركية الكبرى تحت ستار "تنظيم المحتوى"، مؤكدًا أن فرض العقوبات على منصة "إكس" يعكس توجهًا متكررًا لمعاقبة المنصات الناجحة بدل تطوير آليات تعاون تنظيمي مشترك.
اتهامات أوروبية مضادةفي المقابل، نفت المفوضية الأوروبية أن تكون قراراتها موجّهة ضد الولايات المتحدة أو شركاتها، مؤكدة أن قانون الخدمات الرقمية يُطبَّق على جميع المنصات دون استثناء، وأن الغرامة نتاج "إجراء ديمقراطي يهدف لحماية المستخدمين الأوروبيين". وقالت بروكسل إن الهدف الأساسي هو مكافحة التضليل والمحتوى الضار، وإن التزام المنصات بالشفافية شرط غير قابل للتفاوض.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة