غوتيريش: التوافق الدولي يزداد أمام إسرائيل بشأن العملية البرية في رفح
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن “التوافق الدولي يزداد أمام إسرائيل”، بشأن “ضرورة وقف إطلاق النار، والتأكيد على أن الهجوم على رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، سيؤدي إلى كارثة إنسانية”.
وأضاف غوتيريش في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، الإثنين، على هامش زيارته إلى الأردن: “نرى تنامي التوافق لدى المجتمع الدولي على إبلاغ إسرائيل بضرورة وقف إطلاق النار، كما أرى تنامي التوافق، من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، فضلا عن العالم الإسلامي بالطبع، على إبلاغ إسرائيل بوضوح أن الاجتياح البري لرفح قد يسفر عن كارثة إنسانية”.
وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، واصل غوتيريش حديثه وقال: “مستمرون في الدفع لإزالة العقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية لغزة… حجم الدمار والقتل وصل مستوى غير مسبوق”.
وتابع: “يجب وقف القتال في غزة وإطلاق سراح المختطفين اليوم”، مشيرًا إلى أن “الحل الدائم للأزمة الفلسطينية لن يأتي إلا عبر حل الدولتين”.
وعن الوضع في شمالي غزة، قال: “من الضروري أن يكون هناك إمدادات كبيرة للمساعدات في شمال غزة لانقاذ السكان من خطة مجاعة وشيك”.
من جانبه قال الصفدي: “سنستمر في العمل لوقف القتل.. غزة أصبحت مقبرة للأطفال وللقانون الدولي”.
وأكد على أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) “أساسية ولا بديل عنها وسعيدون باستئناف العديد من الدول لتمويلهم لها”.
وكانت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، حذرت إسرائيل من أنها قد تواجه “عواقب أميركية”، إذا أقدمت على تنفيذ تهديدها بالقيام بعملية عسكرية برية في رفح.
وقالت في مقابلة مع شبكة “إيه بي سي” الأميركية، بث جزء منها الأحد: “لا أستبعد أن تكون هناك عواقب أميركية على إسرائيل، في حال مضت في اقتحام رفح عسكريا”.
وأضافت: “أوضحنا لإسرائيل بكل الطرق، وفي محادثات عدة أن أية عملية عسكرية كبرى في رفح ستكون خطأً كبيرا”.
كما صعّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لهجته تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مؤكدا، الأحد “معارضته الصارمة” لهجوم إسرائيلي على رفح، ومحذرا من أن “النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب”.
وكرر ماكرون خلال اتصال هاتفي مع نتانياهو، دعوته إلى “وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة”.
يأتي ذلك بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، إن إسرائيل مستعدة لاقتحام مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني، “بمفردها” إذا عارضت واشنطن خططها لتنفيذ الهجوم.
وتقول إسرائيل إن رفح هي “المعقل الأخير لمسلحي حماس”، وإن لديها “خطة لإجلاء المدنيين قبل الهجوم”.
وأحكمت إسرائيل بعيد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر حصارها على قطاع غزة، وتتحكم في كل ما يدخل إليه ويخرج منه من أشخاص ومساعدات وبضائع.
وأبدى غوتيريش، السبت، استياءه من اصطفاف شاحنات تحمل مساعدات في الجانب المصري من معبر رفح، بقوله: “حان الوقت لأن تبدي إسرائيل التزاما صارما بإيصال كل مواد الإغاثة الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة، ودون قيود”.
وفي رفح، نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية، يتكدس 1,5 مليون فلسطيني، مما يثير الخوف من العواقب الكارثية لهجوم بري تعد له إسرائيل.
واندلعت الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر، نتيجة هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على إسرائيل، أودى بحياة ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، حسب أرقام إسرائيلية رسمية.
وردا على ذلك، تشن إسرائيل عمليات عسكرية متواصلة، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 32 ألف شخص في قطاع غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تايمز: إسرائيل في خطر حقيقي من فقدان الدعم الدولي
قالت صحيفة تايمز البريطانية يجب على الحكومة الإسرائيلية، مع تفشي المجاعة في غزة، أن تتخذ إجراءات عاجلة للتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وإلا ستواجه خطرا حقيقيا بفقدان الدعم الدولي.
وعرضت الصحيفة في افتتاحية لها الوضع المأساوي لسكان غزة، من جميع الأعمار والفئات، الذين عصف بهم سوء التغذية وشدة الجوع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير أميركي: إيران لا تحتاج إلى إعادة بناء منشآتها المتضررة لإنتاج قنبلة نوويةlist 2 of 2مقال بواشنطن بوست: غزة تتضور جوعا وأقصى اليمين الإسرائيلي يحلمend of listوأشارت إلى أن الموت البطيء جوعا يبدأ في الظهور أولا بين أولئك الذين أضعفهم المرض، وأن أكثر من ألف فلسطيني قُتلوا، وآلاف آخرون أُصيبوا أثناء محاولاتهم الوصول إلى الطعام في مواقع توزيع المعونات.
وقالت إن هذا يحدث على مرأى من العالم، في القرن الحادي والعشرين، بمنطقة تقع في معظمها تحت سيطرة دولة ديمقراطية.
لن يستمر
وانتقدت هذا الوضع وقالت إنه لا يمكن أن يستمر، مضيفة أن إيصال المساعدات من قِبل "مؤسسة غزة الإنسانية" أسوأ من أن يكون غير فعال.
إن ندرة المعونات وصعوبة الوصول إليها، تقول "تايمز"، هي وصفة للفوضى، إذ يندفع الفلسطينيون اليائسون نحو الغذاء، ويقوم الجنود الإسرائيليون بتفريقهم بالذخيرة الحية مع نتائج مروعة متوقعة.
وفي ظل هذه الظروف، تؤكد الصحيفة، عادة ما يكون من يحصل على المعونات هم الرجال الأقوياء من الشباب، أما الأمهات الأرامل، وذوو الإعاقة، وكبار السن، ففرصهم أقل بكثير: الضعفاء يُتركون لمصيرهم. وحتى الأرز والدقيق والمكرونة في الطرود تحتاج إلى ماء نظيف وغاز للطهي، وهما أمران نادران في أرض مدمّرة.
الفخ لا يزال نشطا
وعادت تايمز لتشير إلى أن هذه الأوضاع فجرها هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي صممه زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الراحل يحيى السنوار، إذ كانت حساباته أن هذه الحرب ستنتهي إما "بتبادل للرهائن، أو برد إسرائيلي بالغ الوحشية يشوّه سمعتها، أو مزيج من الاثنين".
وأكدت الصحيفة أن "الفخ الذي نصبه السنوار لإسرائيل لا يزال نشطا".
تايمز: ما هي الاستراتيجية الإسرائيلية التي يمكن الدفاع عنها وسط أنقاض غزة؟ غير إنساني ووهميوتناولت الافتتاحية السياسات التي يتبناها وزراء أقصى اليمين في الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، واصفة إياها بأنها لا تهتم بالمدنيين الفلسطينيين وتتصادم مع حقوق الإنسان والرأي العام العالمي.
إعلانوأشارت إلى أن سموتريتش تجرأ على القول إن تجويع الفلسطينيين قد يكون "أمرا عادلا وأخلاقيا" من أجل تحرير المحتجزين الإسرائيليين.
ووصفت تايمز هذا التصريح بأنه لم يكن فقط غير إنساني، بل وهميا أيضا. كما قالت إن وزير التراث عميحاي إلياهو قد صرّح مؤخرا بأن الحكومة "تندفع نحو محو غزة"، مشيرة إلى أن هذا قد أثار استياء الإسرائيليين المعتدلين.
لا وقت لإضاعته
ونوهت إلى أن قوانين الحرب تنص على أن المقاتلين ملزمون ببذل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين الأبرياء، ومع ذلك، فإن عددا كبيرا جدا من سكان غزة باتوا مجرد أضرار جانبية في هذا الصراع.
وتساءلت تايمز عن الإستراتيجية الإسرائيلية التي يمكن الدفاع عنها الآن وسط أنقاض غزة؟
وأكدت أن الكارثة الإنسانية هناك تُهدد علاقات إسرائيل مع دول العالم، ودعت الولايات المتحدة للإصغاء الآن إلى تزايد القلق داخل إسرائيل وخارجها، وللضغط على حكومتها من أجل فتح مسارات المساعدات.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول "لم يعد هناك وقت لإضاعته".