تحذير أممي من التأثيرات المحتملة لتصعيد أزمة البحر الأحمر على انعدام الأمن الغذائي في اليمن
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
توقّعت منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" أن يؤدّي تصاعد أزمة البحر الأحمر إلى تسريع الزيادة في تكاليف الشحن أو تأخير تسليم المواد الغذائية الأساسية أو يؤدّي إلى تعليق كامل لطرق التجارة وإغلاق الموانئ اليمنية.
وبحسب تقرير جديد صادر عن المنظّمة الأممية، فإن أزمة البحر الأحمر ستؤدّي إلى زيادة أخرى في انعدام الأمن الغذائي في اليمن، ما يؤثّر إلى حد كبير على السكان الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الفقراء والنازحون داخلياً، الذين سيكافحون من أجل شراء المواد الغذائية الأساسية.
ووفقاً لتقرير "التأثيرات المحتملة لتصعيد أزمة البحر الأحمر على انعدام الأمن الغذائي في اليمن"، فإن وضع الأمن الغذائي في اليمن هشّ بالفعل، وستتسبّب المزيد من الصدمات الناجمة عن أزمة البحر الأحمر في إلحاق ضرر إضافي بالوضع المتردّي بالفعل الذي يمكن وصفه بأنه واحد من أسوأ حالات الطوارئ الإنسانية في العالم.
وتشنّ المليشيا الحوثية الارهابية الموالية لإيران منذ 19 نوفمبر الماضي هجمات عسكرية ضد السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي، ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا منذ 12 يناير الماضي إلى الرد بتوجيه ضربات جوية مركّزة ضد مواقع عسكرية في مناطق سيطرة الحوثيين بينها منصّات إطلاق الصواريخ الباليستية والمجنّحة.
وفي تعليقه على النتائج الرئيسية للتقرير، حثّ ممثّل الفاو في اليمن، الدكتور حسين جادين، المجتمع الدولي على معالجة التدهور المحتمل للأزمة الإنسانية الحادة بالفعل في اليمن.
وأكد أن الصراع في البحر الأحمر اندلع في وقت يتراجع فيه التركيز على اليمن حيث تحوّل الجهات الفاعلة الإنسانية اهتمامها ومواردها إلى النقاط الساخنة العالمية الأخرى، بما في ذلك أوكرانيا وغزة والسودان.
وقال جادين "لا يمكننا أن ننتظر حتى تتفاقم حالة الطوارئ الإنسانية بشكل أكبر".
وأضاف "إن هذا هو الوقت المناسب لتنسيق الجهود وتهدئة أزمة البحر الأحمر. علينا أن نسهّل التدفّق المتواصل للإمدادات الغذائية التجارية والإنسانية الأساسية. إن هذه الأزمة، إذا لم يتم التعامل معها، تهدّد بتراجع المكاسب التي حقّقناها في استعادة سبل عيش اليمنيين منذ بدء الصراع قبل ثماني سنوات".
وحذّر التقرير من أن المزيد من تصعيد الأزمة سيؤدّي أيضاً إلى تعطيل سبل العيش وبعض سلاسل القيمة. وقد يتخلّى الصيادون عن أنشطتهم بسبب زيادة انعدام الأمن في البحر وفي مواقع الإنزال، الأمر الذي لن يؤثّر فقط على فرص دخلهم وسبل عيشهم، بل سيؤثّر أيضاً على توافر الأسماك- وهي مصدر مهم للبروتين- في السوق.
ونبّه التقرير الأممي إلى أن الأنشطة العسكرية المتزايدة في البحر الأحمر قد تؤدّي إلى تدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الموانئ ومرافق التخزين، ما يزيد من عرقلة التوزيع الفعّال وتخزين المواد الغذائية في البلاد وتفاقم انعدام الأمن الغذائي.
ويكشف أحدث تحليل للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أن ما يقرب من 5 ملايين شخص أو 45% من السكان الذين تم تحليلهم في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية يقدّر أنهم في أزمة أو أسوأ (المرحلة 3 وما فوق).
ويعتمد اليمن بشكل كبير على الواردات لتلبية الاحتياجات الغذائية لسكانه، حيث يتم استيراد حوالي 90% من احتياجاته من الحبوب الأساسية. ووفقاً لتقرير منظّمة الأغذية والزراعة، إذا استمر التصعيد الحالي للأشهر الثلاثة المقبلة، فمن المرجّح أن تتباطأ الواردات، ما يؤثّر على توافر الغذاء وأسعاره في الأسواق المحلية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الأمن الغذائی فی الیمن انعدام الأمن الغذائی أزمة البحر الأحمر فی البحر
إقرأ أيضاً:
خطة النواب: التوسع الزراعي خطوة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي الوطني
أكدت النائبة مرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن التوسع في رقعة الأراضي الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعي تمثل استجابة حاسمة للتحديات التي تواجه الدولة في تحقيق الأمن الغذائي.
وأضافت “في تصريح خاص لـ”صدى البلد"، أن الزراعة هي عصب الاقتصاد المصري، ومن ثم فإن تعزيزها يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل فاتورة الاستيراد التي تشكل عبئًا على الموازنة العامة للدولة.
وأشارت إلى أن دعم الدولة للمزارعين وتوفير التسهيلات اللازمة، مثل توفير مياه الري وتحسين البنية التحتية الزراعية، سيكون له أثر إيجابي مباشر على زيادة الإنتاجية. وأكدت أن التوسع الزراعي لا يقتصر فقط على زراعة المحاصيل الاستراتيجية، ولكنه يشمل أيضًا تطوير الصناعات الغذائية المرتبطة بها، مما يخلق فرص عمل جديدة ويعزز النمو الاقتصادي.
وأضافت ألكسان أن تحقيق طفرة في الإنتاج الزراعي يتطلب تكامل الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمزارعين، مشيرة إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية وتطبيق الأساليب الحديثة يُعد أمرًا أساسيًا لتحقيق الأهداف الطموحة في هذا المجال.
وكان الرئيس السيسي وجه بتوفير آليات دعم المشروعات التي تهدف لتوافر الأرصدة الاستراتيجية من السلع الأساسية لمدد كافية والعمل على زيادة حجم المخزون بالتنسيق مع جهات الدولة المعنية.
وطالب الرئيس السيسي بالعمل في إطار خطة الدولة للتوسع في رقعة الأراضي الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعي والذي يعد عصب الاقتصاد الأساسي وتحقيق طفرة تضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائي.