إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

"إدراج يوم إحياء ذكرى مجزرة 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961 في جدول الأيام الرسمية والاحتفالات الوطنية"، التي ذهب ضحيتها ثلاثين إلى أكثر من 200 متظاهر جزائري في باريس بحسب مؤرخين، هو مضمون النص الذي يدرسه النواب الفرنسيون.

وقدمت النص النائبة عن حزب "الخضر" صابرينا صبايحي، إلا أن صياغته تطلبت نقاشات متكررة مع الرئاسة الفرنسية، في حين ما زالت المواضيع المتعلقة بالذاكرة تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين فرنسا والجزائر.

كذلك يدعو الاقتراح الذي تقدمت به أيضا نائبة من الغالبية الرئاسية إلى "الاعتراف بالمجزرة التي ارتكبت تحت سلطة مدير الشرطة (في باريس) آنذاك موريس بابون وإدانتها"، حسبما جاء في المذكرة التوضيحية.

ويُطالب النص بـ"إدراج يوم إحياء ذكرى مجزرة 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961 في جدول الأيام الرسمية والاحتفالات الوطنية".

قبل 63 عاما، في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961، تعرض نحو 30 ألف جزائري جاؤوا للتظاهر سلميا في باريس لقمع عنيف من الشرطة. وبحسب الحصيلة الرسمية سقط ثلاثة قتلى ونحو ستين جريحاً، لكن مؤرخين يقدرون عدد الضحايا بـ "عشرات على الأقل".

"جرائم...لا تغتفر"

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2021، باشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بهذه الوقائع معتبرا أن "الجرائم التي ارتكبت في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961 تحت سلطة موريس بابون لا تُغتفر بالنسبة للجمهورية".

ووسعت باريس في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه نطاق الوصول إلى الأرشيف الخاص بحرب الجزائر (1954-1962).

في العام 2012، أحيا الرئيس الفرنسي الاشتراكي فرانسوا هولاند "ذكرى ضحايا القمع الدامي" الذي تعرض له هؤلاء المتظاهرون من أجل "الحق في الاستقلال".

وقد يدفع إقرار النص الحكومة الفرنسية إلى تخصيص يوم لإحياء هذه الذكرى.

توازيا يقوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بزيارة دولة إلى فرنسا "في نهاية أيلول/سبتمبر وبداية تشرين الأول/أكتوبر"، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية قبل أسبوعين، عقب اتصال هاتفي بين تبون وماكرون.

وأشاد الرئيسان خلال الاتصال بالعمل المتعلق "بمسائل الذاكرة"، و"بالتقدم الأخير الذي حققته لجنة المؤرخين الفرنسية الجزائرية المشتركة برئاسة الأستاذين محمد لحسن زغيدي وبنجامين ستورا، والتي ستجتمع من جديد في نيسان/أبريل".

"نص لا يتضمن إشارة إلى جريمة دولة"

وتقول النائبة صابرينا صبايحي "تطلبت كتابة النص التدقيق بشأن كل كلمة" مع الرئاسة للوصول إلى نسخة تناسب السلطة التنفيذية.

وأوضحت قائلة "توصلنا إلى نص لا يتضمن إشارة إلى جريمة دولة".

وأكدت إن إدراج يوم لإحياء الذكرى في جدول الأيام والاحتفالات الرسمية تطلب أيضا "معركة استمرت عدة أشهر وتوصلنا في النهاية إلى اتفاق".

وأكد النائب السابق فيليب غيومار الذي شارك في العمل أن النقاشات كانت "كثيرة" وأن النص المقترح "مشغول كلمة بكلمة".

ويُتوقع أن يحظى النص بدعم اليسار، وحزب "النهضة" الرئاسي، و"الحركة الديمقراطية" الوسطية.

أما كتلة الجمهوريين اليمينية فـ"لن تصوت لصالحه"، بحسب رئيسها أوليفييه مارليكس الذي لا يرى ضرورة "لإنشاء يوم إضافي للذكرى".

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا هجوم موسكو السنغال ريبورتاج فرنسا الجزائر باريس مظاهرة الشرطة استقلال استعمار الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل الولايات المتحدة غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا

إقرأ أيضاً:

الافتراء بالتبعية: حين يصبح تداول النص في الواتساب جريمة كاتبِه!

الافتراء بالتبعية: حين يصبح تداول النص في الواتساب جريمة كاتبِه!
يانيس فاروفاكيس، الاقتصادي البارز والمفكر الماركسي من الطراز الأول، طرح في إحدى أطروحاته المهمة فكرةً جريئةً: صعود “رأس المال السحابي” أنهى نمط الإنتاج الرأسمالي التقليدي، لكن ما حل محله ليس الاشتراكية المنشودة، بل نظامٌ جديد أسماه “الإقطاع التقني” أو تكنو فيودالسم – وهو في جوهره عودةٌ إلى ماض قاتم بدلا من التقدم نحو نموذج اقتصادي إنساني أكثر استنارةً.

ولعلّ المفارقة تكمن في أن ستيف بانون، المنظر الأيديولوجي الرئيسي للجناح الشعبوي المتطرف في حركة “ماغا ” التابعة لترامب، يستخدم مصطلحات فاروفاكيس نفسه في معاركه داخل الحركة، واصفًا مثلاً إيلون ماسك بـ”الإقطاعي التقني”.

والملاحظ هنا أنني لم أسمع، حتى الآن، أي مفكر أو محلل جاد يهاجم فاروفاكيس بحجة أن بانون وحركة “ماغا” يستشهدون بكتاباته أو ينشرونها في مجموعات الواتساب الخاصة بهم. وهذا غير مفاجئ؛ ففي الحوار الفكري النزيه، يتحمل الكاتب مسؤولية محاسن أفكاره وعيوبها، وليس مسؤولية ما يفعله الآخرون بنصوصه، سواءً أكان استخدامها دقيقًا أم مشوهًا. فبمجرد نشر النص، يفقد الكاتب السيطرة تمامًا على كيفية تداوله أو توظيفه، حسناً كان أم سوءًا.
أذكر هذا لأنني أتعرض لذات المنطق المعيب: فبدلاً من مناقشة أفكاري على أساس عيوبها أو حسناتها، يحاول بعضهم “تجريمها” بحجة أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم ما أكتبه وتنشره. وكما أسلفت، ليس لدي أدنى سيطرة على ما يفعله الاخرون بنصوصي أو أين يتداولونها.

من جهة أخرى، من الطبيعي جدًا أن يتبادل الأشخاص الذين يشاركونني رفضي للغزو الأجنبي ووحشية ميليشيا الجنجويد بعض كتاباتي في هذا الصدد – فما الغريب في ذلك؟ وقد حدث هذا سابقًا: ففي عهد البشير، كانت الصحف الليبرالية البرجوازية تنشر مقالاتي دون استئذان، لمجرد اتفاقنا على معارضة الديكتاتورية الثيوقراطية والدعوة للديمقراطية وحقوق الإنسان. الملفت أن أحدًا آنذاك لم ينتقدني بحجة أن الليبراليين يستخدمون كتاباتي وينشرونها في صحفهم ومجوعاتهم المغلقة!

وعلى أي حال، يبدو أن الذين يصرّون على ربطي بالإخوان لأن بعض أفرادهم ينشرون نصوصي، “ينسون” ربطي باللنيوبرالية ! فهناك العديد من بالنيوبراليين الجدد –رغم خلافاتنا الفكرية الحادة بين 2020 وأوائل 2023 – ينشرون كتاباتي أيضًا بل وأصبح كثيرون منهم أصدقاءً أعزاء. فلماذا التركيز الانتقائ.ي على جهة دون أخرى ولماذا لا يربطوني باللنيوبرالية ؟ أنه الغرض المتجذر في عقل سطا عليه الكيزان فلم يعد يري في الوجود شيئا غيرهم.
إن تجريم الكتاب بهذه الطريقة الغريبة يشكل هجوما قويا على الفكر النقدي تسطيح مذهل يقوده “مستنيورون” – وهذا يساهم في إفقار الثقافة السياسية.

موقفي واضح وصريح: رفض مطلق للغزو ومقاومة لميليشيا العنف الهمجي. ومن أراد مناقشة موقفي هذا، فعليه أن يناقشه بذاته ويثبت عيوبه. أما ما يفعله ‘الكيزان’ أو الأبالسة أو الملائكة، فهذه شؤونهم وحدهم، لا تعنيني. أنا ألتزم بما أراه صوابا، ولا يهمني أين يقف ‘الإخوان’ أو الزبالعة. ومن شاء أن يحدد موقفه بناء على موقف ‘الكيزان’، فله ذلك، لكن عليه أن يعترف حينها بأنه قد تخلى عن استقلاله الفكري والأخلاقي، وصار مقياس الفضيلة عنده تابعا لمواقف الآخرين.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • برلماني: جرائم الإخوان لن تسقط بالتقادم ولن نسمح بعودة الفوضى مرة أخرى
  • تخصيص مواقع لعرض مباراة “النشامى”
  • في ذكرى ميلاده.. أحمد خالد توفيق العرّاب الذي غيّر وجه الأدب العربي
  • في ذكرى ميلاد زهرة العلا.. الوجه الهادئ الذي أضاء الشاشة وأسر القلوب رغم العزلة والنهاية الحزينة
  • الافتراء بالتبعية: حين يصبح تداول النص في الواتساب جريمة كاتبِه!
  • مناقشةالترتيبات لإحياء ذكرى الولاية بمديريات الشمالية في الحديدة
  • تفاصيل توتر على الحدود الشرقية بسبب تسلل “حراكة جزائريين” يوم العيد
  • في ذكرى وفاته.. نجيب الريحاني "الضاحك الباكي" الذي غيّر وجه الكوميديا وبقيت بصمته خالدة
  • الأيديولوجيا في الأدب: روح مبدعة أم ظلّ ثقيل؟
  • مسبح تشرين الأولمبي ينطلق بحلّة جديدة