ضربات متتالية تواجه حكومة رئيس وزارء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يواجه غضبا كبيرا من الشارع الإسرائيلي، ولكن هذه المرة الضربات من داخل حكومته التي تشهد موجه من الاستقالات لأسباب مختلفة كلها تؤدي لنفس الخطر، وهو بقاء نتنياهو وحيدا في مواجهة الغضب الإسرائيلي. 

المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي يعلن استقالته

كانت آخر تلك الضربات هي إعلان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، أمس استقالته من منصبه، بعد أسبوعين من إثارة أزمة تسببت فيها تغريدة له انتقد فيها وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، بشأن مساعدات غزة، وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

وذكرت الصحيفة أن ليفي جرى إيقافه من منصبه قبل نحو 10 أيام بعد احتجاج بريطاني على ردوده، إذ قبل نحو 10 أيام كتب كاميرون في تغريدة أنه يطالب دولة الاحتلال بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، ليرد ليفي قائلا: «آمل أن تكونوا على علم بعدم وجود قيود على دخول المساعدات، وأن المعابر لديها طاقة فائضة»، قائلا: «اختبرنا» وأرسل 100 شاحنة أخرى يوميا وسنُدخلها» الرد الذي أثار احتجاج بريطانيا، ورغم ذلك لم يكن هذا السبب الوحيد وراء استقالة ليفي إذ كشفت مصادر بوزارة خارجية الاحتلال أنها ليست الواقعة الأولى له، لكنها «القشة التي قصمت ظهر البعير».

استقالة ساعر من حكومة الطوارئ

وفي يوم 25 مارس أعلن جدعون ساعر الوزير في حكومة طوارئ الاحتلال الإسرائيلي رئيس حزب تكفا حداشاه (أمل جديد) استقالته من الحكومة، وكتب في منشور على منصة X: وقعت على الاستقالة، لأني لا أستطيع تحمل مسؤولية ليس لدي فيها تأثير»، ومتابعا: «لم نأت لتدفئة الكراسي». الاستقالة التي جاءت بعد أسبوعين من مطالبة ساعر المنشق عن تكتل بني غانتس بضمه إلى مجلس الحرب (كابنيت الحرب)، وعرض حزب الليكود بزعامة نتنياهو إتاحة دعوته إلى جلسات المجلس من وقت لآخر.

استقالات في جيش الاحتلال

ليست الحكومة وحدها التي تواجه مواجات الاستقالات، إذ أن منذ فبراير الماضي وجيش الاحتلال الإسرائيلي يشهد العديد من الاستقالات اعتراضا على نهج الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي على قطاع غزة، إذ تقدم ضابط إسرائيلي برتبة رائد، باستقالته من منصبه في الجيش، على خلفية ما وصفه بالفشل الذريع لتعامل المخابرات الإسرائيلية مع يوم 7 أكتوبر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ساعر بنيامين نتنياهو حكومة نتنياهو استقالة الحكومة

إقرأ أيضاً:

غير قانوني.. حكم قضائي يُبطل قرار الحكومة الإسرائيلية إقالة المستشارة القضائية

ألغت المحكمة العليا الإسرائيلية، اليوم الأحد، قرار الحكومة إقالة المستشارة القضائية غالي بهاراف-ميارا التي خاضت سجالات علنية مع ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرة أن المسار الذي تمّ اعتماده لإقالتها يشوبه خلل قانوني جوهري.

كانت الحكومة قد صوّتت في أغسطس على إقالتها، بعد أشهر من تصاعد التوترات معها، معتبرة أنها تعيق تنفيذ أجندتها السياسية والقانونية، بسبب معارضتها خطة إصلاح القضاء ورفضها الدفاع عن سياسات حكومية أساسية أمام المحاكم.

وقد أكدت هيئة مؤلفة من سبعة قضاة في المحكمة العليا أن الآلية المعتمدة لإنهاء ولاية المستشارة القضائية لا يمكن تغييرها بقرار حكومي أحادي، واعتبرت أن تصويت مجلس الوزراء بحجب الثقة عنها باطل ولاغٍ. وذكّر القضاة بأن الآلية القانونية المعمول بها تفرض على الحكومة، كخطوة أولى، التشاور مع لجنة مهنية عامة قبل اتخاذ أي قرار بالإقالة.

وأشار القضاة إلى وجود عيوب إجرائية عديدة في قرار الحكومة، ما يجعله غير قانوني، مؤكدين أن بهاراف-ميارا تواصل ممارسة مهامها بشكل قانوني. وفي حيثيات القرار، كتب القضاة السبعة أن مسعى الحكومة لتعديل آلية إنهاء ولاية المستشارة القضائية، من خلال إلغاء شرط التشاور مع لجنة اختيار رسمية يرأسها رئيس المحكمة العليا السابق آشر غرونيس، شابه عدد كبير من العيوب الإجرائية التي تستوجب إلغاء القرار.

المستشارة القضائية غالي بهاراف-ميارا Gil Cohen-Magen/Pool Photo via AP

وبحسب الحكم، فإن تجاوز لجنة الاختيار وإنشاء لجنة وزارية بديلة لإقالة المستشارة القضائية لا يرقى إلى الحد الأدنى من المتطلبات القانونية. ولفت القضاة إلى أن إشراك لجنة الاختيار يهدف أساسًا إلى فرض قيود رسمية على سلطة الحكومة في تعيين وإقالة المستشارة القضائية، بما يضمن استقلالية هذا المنصب الحساس. واعتبر الحكم أن قرار الحكومة يقوّض العلاقة بين الحكومة والمستشارة القضائية، ولا يمكن التقليل من شأن دلالاته وتداعياته المؤسسية.

Related طلب العفو لنتنياهو يفتح "الصندوق الأسود": من هم القادة الإسرائيليون الذين أُدينوا ودخلوا السجن؟ميرتس يدعو للسلام عبر حل الدولتين.. ونتنياهو: لن نسمح بقيام دولة فلسطينية مكرسة لتدميرنا"صفقة غاز ضخمة".. تقرير إسرائيلي يتحدث عن زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى مصر مواقف سياسية متباينة

عقب صدور الحكم، دعا وزير العدل ياريف ليفين الحكومة إلى تجاهل قرار المحكمة العليا الذي أبطل إقالة بهاراف-ميارا. وقال في بيان للصحافة إن على الحكومة "أن ترفض بشكل كامل هذا التدخل غير القانوني في صلاحياتها، وأن تصر على حقها في العمل مع مستشار قضائي تثق به ويساعدها على تنفيذ سياساتها". وأضاف أنه "لا توجد محكمة في العالم" تُجبر حكومة على العمل مع مستشار قضائي لا تثق به وكانت قد أقالته بالإجماع.

وذهب ليفين أبعد من ذلك، معتبرًا أن الحكم "يثبت مرة أخرى أنه لا يوجد في المحكمة سوى ناشطين ونشطاء متطرفين"، على حد تعبيره، رغم أن الهيئة التي أبطلت قرار الإقالة تضم أربعة قضاة يُنظر إليهم على أنهم محافظون، بينهم اثنان يُعدّان من أبرز المدافعين عن ضبط النفس القضائي.

من جهته، دعا وزير الاتصالات شلومو كرعي، في منشور على منصة إكس، الحكومة إلى تحدي الحكم و"منع المستشارة القضائية من دخول مكاتب الحكومة".

وكتب أن المحكمة العليا، "خلافًا للقانون"، ألغت قرار الحكومة، مضيفًا أن على الحكومة "أن تعزل المستشارة القضائية نهائيًا، وتمنعها من دخول المكاتب الحكومية، وتعين بديلًا لها فورًا".

في المقابل، رحّب زعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد بقرار المحكمة، وقال في منشور على منصة إكس: "أحيي المحكمة العليا على قبولها بالإجماع الطعون التي قدمها حزب هناك مستقبل، للمطالبة بمنع الإقالة غير القانونية للمستشارة القضائية للحكومة".

الخلافات والإصلاح القضائي

تعود جذور هذا الصراع إلى ما قبل الحرب الإسرائيلية على غزة، حين أطلقت حكومة نتنياهو خطة لإصلاح النظام القضائي في إسرائيل. وكان نتنياهو، الذي يواجه محاكمة بتهم فساد ينفيها، قد دافع عن الخطة معتبرًا أنها ضرورية للحد مما وصفه بتغوّل القضاء على صلاحيات البرلمان، في حين رأى محتجون ومعارضون أنها محاولة لإضعاف أحد أعمدة الديمقراطية الإسرائيلية.

وعلى الرغم من تجميد الخطة إلى حد كبير بعد الحرب، أعاد مجلس الوزراء لاحقًا إحياء بعض بنودها الهادفة إلى تغيير نظام القضاء. وفي خضم تلك المعركة، احتفى معارضو الحكومة بالمستشارة القضائية بهاراف-ميارا عام 2023 بوصفها "حارسة للديمقراطية"، بسبب موقفها الرافض للإصلاحات القضائية التي كانت ستمنح السياسيين المنتخبين نفوذًا أكبر على المحكمة العليا.

وتشمل الخلافات بين الحكومة وبهاراف-ميارا، والتي كان لها تأثير مباشر على استقرار الائتلاف الحاكم، ملف الإعفاءات الممنوحة لطلاب المعاهد الدينية اليهودية المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو أحد أكثر الملفات حساسية وانقسامًا في المشهد السياسي الإسرائيلي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • غير قانوني.. حكم قضائي يُبطل قرار الحكومة الإسرائيلية إقالة المستشارة القضائية
  • الهباش: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين تزيد موجة العنف
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • متحدث «الأرصاد»: موجة برد جديدة نهاية الأسبوع
  • رائد سعد.. واضع خطة سور أريحا التي هزمت فرقة غزة الإسرائيلية
  • متحدث الأرصاد: أول موجة باردة ستشهدها مناطق المملكة نهاية الأسبوع الجاري
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: هجوم سيدني نتيجة موجة العنف "المعادي للسامية"
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • الجيش الإسرائيلي يوضح سبب الإنذار في موشاف بيتيش بالنقب
  • عاجل| الخارجية الألمانية: نطالب الحكومة الإسرائيلية بالوقف الفوري لبناء المستوطنات