قلبان في جسد واحد.. قصة زفاف أشهر توأم ملتصق في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
السومرية نيوز – منوعات
في عالم يسوده الروتين والمألوف، تتألق قصة آبي وبريتني هنسل كشعاع أمل يضيء طريق التفرد والإبداع، هاتان الشقيقتان التوأمتان الملتصقتان بجسد واحد، لم تسمحا لإعاقتهما الجسدية الفريدة بأن تحد من طموحاتهما، بل على العكس، حولتا تحدياتهما إلى فرص للنمو والتقدم، مظهرتين للعالم معنى الإرادة والعزيمة الحقيقيتين.
في عام 2021، دخلت آبي هنسل، البالغة من العمر 34 عامًا والتي اكتسبت شهرتها إلى جانب شقيقتها التوأم بريتني عندما ظهرتا في برنامج أوبرا وينفري عام 1996، عش الزوجية مع جوش بولينج، ممرض ومحارب قديم في الجيش الأمريكي، حسبما أفادت السجلات العامة لصحيفة "توداي"، إلا أنهما قررا الاحتفاظ بهذه اللحظة الخاصة لنفسهما بعيد عن الأعين ألا انهما نشرا صور الزفاف مؤخرا على وسائل التواصل الأجتماعي.
تظهر صورة ملفهما على فيسبوك وكأنها لحظة من حفل زفافهما، حيث ترتدي التوأمتان المتصلتان فستانًا أبيض للعرس، بينما يقف بولينج أمامهما ببدلة رمادية اللون ويمسك بيدهما.
وفقًا لصحيفة "توداي"، تعمل آبي وبريتني حاليًا كمعلمتين للرياضيات للصف الخامس الابتدائي، وتقيمان في ولاية مينيسوتا حيث ولدتا وترعرعتا، كما يظهر ملف بولينج على فيسبوك صورًا تجمعه مع الشقيقتين وهما يتناولان الآيس كريم ويسافران معًا بسعادة.
تعتبر آبي وبريتني هنسل حالة نادرة من التوائم المتصلة برأسين على جسد واحد، وهي ظاهرة تسمى التوائم المنفصلة جزئيًا حيث توجد رأسان متجاورتان على جسد واحد، إذ تشترك الشقيقتان في مجرى الدم وجميع الأعضاء أسفل الخصر.
عندما ولدت آبي وبريتاني في عام 1990، قرر والداهما، باتي ومايك هنسل، عدم إجراء جراحة الانفصال، معتبرين أنها محفوفة بالمخاطر للغاية. وفي ذلك الوقت، قال الأطباء إن فرصة نجاة كلاهما من العملية ضئيلة.
تتحكم آبي بذراعها اليمنى وساقها، بينما تتحكم بريتني بالجانب الأيسر، وعلى الرغم من تحدياتهما الجسدية الكبيرة، لم تسمح ذلك بإبطاء وتيرة تحقيقهما لأهداف بارزة مثل اجتياز اختبار رخصة القيادة في سن 16، والتخرج من الجامعة، والسفر إلى أوروبا، وأخيرًا العمل كمعلمتين.
أخفت آبي وجوش زواجهما عن أعين الجمهور حتى عام 2023، عندما شاركتا صورًا من حفل زفافهما على حسابهما على تيك توك كشف مقطع فيديو نشره أحد ضيوف الزفاف على فيسبوك عن لحظة حميمية من حفل زفافهما. يلتقط المقطع البالغ 20 ثانية العروسين وهما يرقصان ويتبادلان القبلات في حفل الاستقبال. ارتدت آبي وشقيقتها فستانًا أبيض اللون بدون أكمام وبظهر دانتيل، بينما ارتدى بولينج بدلة رمادية. يظهر بولينج وهو ينظر في عيني عروسه المشعة بالسعادة بينما تدعم بريتني شقيقتها.
تجسد قصة آبي وبريتني هنسل روح الإنسانية في أسمى معانيها. فهاتان المرأتان لم تستسلما أبدًا للظروف الصعبة التي واجهتهما، بل تحديتا العقبات وحققتا إنجازات رائعة.
إنهما درس ملهم للجميع في أن الحياة ليست مجرد ظروف، ولكنها إرادة وعزيمة وتصميم على الازدهار رغم التحديات، وستظل قصتهما تلهم الأجيال القادمة بأن الاستثنائية ليست عائقًا، بل فرصة للبريق والتميز.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
ترى الباحثة الخبيرة في الشؤون الصينية يو جيه، أن أعظم ما صدّرته الولايات المتحدة إلى الصين هو نموذج لبناء القوة العالمية، مؤكدة أن سلوك بكين الحالي الذي يراه الأميركيون تهديدا هو انعكاس لخيارات واشنطن الإستراتيجية.
وقالت، في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، إن خطة الصين الخمسية القادمة (2026–2030) للرئيس شي جين بينغ توضح كيف استوعبت الصين الدروس الأميركية وأعادت صياغتها لتلائم طموحاتها على الساحة الدولية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمين العام للناتو: الحرب قد تضرب كل بيت في أوروباlist 2 of 2إلباييس: ترامب لم يرحم قادة أوروبا ووصفهم بالضعفاءend of listواستعرضت الكاتبة، وهي باحثة أولى متخصصة في شؤون الصين بمعهد تشاتام هاوس البريطاني، 3 دروس تعلمتها الصين من منافستها التقليدية، تظهر كيف تتلمذت بكين على يد واشنطن في فن سياسات "القوى العظمى".
الدرس الأول: بناء المرونة الاقتصاديةأحد أهم الدروس التي استخلصتها الصين من التجربة الأميركية هو مفهوم المرونة الاقتصادية. وتعود جذور هذا التفكير الصيني إلى ستينيات القرن الماضي، حين قطع الاتحاد السوفياتي إمدادات التكنولوجيا الحيوية، المدنية والعسكرية، عن بكين، مما رسّخ في ذهنية قادة الصين أن الاعتماد الخارجي يساوي هشاشة الاقتصاد.
وفي منتصف العقد الماضي، ومع تدهور العلاقات مع واشنطن، أدركت بكين حجم اعتمادها على سلاسل توريد التكنولوجيا المتقدمة من دول قليلة. ومن هنا -تتابع الكاتبة- جاءت مبادرات تشجع الإنتاج الوطني لتعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحساسة.
وترى الكاتبة أن هذا المسار يعكس صدى السياسات الصناعية الأميركية نفسها، التي أدركت من جهتها أن سلاسل التوريد المتشابكة في عصر العولمة تصبح نقطة ضعف وقت الأزمات.
أكدت الكاتبة أن واشنطن لطالما استخدمت ضوابط التصدير سلاحا لدعم تفوقها العسكري والاقتصادي، بدءا من إستراتيجيات الحرب الباردة ووصولا إلى فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيودا على أشباه الموصلات.
إعلانوتعلمت الصين من ذلك أن السيطرة على نقاط ضعف الخصم نفوذ سياسي، يسمح للقوة العظمى بالتأثير على مجرى الأمور بما يتفق مع رؤيتها، إذ بدأت باستخدام قدرتها التجارية الهائلة وهيمنتها على المعادن النادرة لحماية أولوياتها الإستراتيجية.
تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة
وفرضت بكين قيودا على صادرات الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت، وأصدرت قوانينها الخاصة للسيطرة على الصادرات وأنشأت قوائم "الكيانات غير الموثوقة".
ولا تعزز هذه الإجراءات مكانة الصين الدولية فحسب، برأي الكاتبة، بل تقدّم رسالة لبقية دول العالم التي تعتمد على بكين، مفادها أن الاقتراب من واشنطن قد يكون له عواقب اقتصادية وسياسية وخيمة.
ترى الكاتبة أن الصين استوعبت خطأ الولايات المتحدة الأكبر: التورط العسكري الزائد في نزاعات بعيدة ومعقدة. فمن فيتنام إلى العراق وأفغانستان، أظهرت تجربة واشنطن أن القوة العظمى تفقد نفوذها عندما تُستنزف في حروب طويلة.
لهذا السبب -يتابع المقال- تتبع بكين سياسة خارجية براغماتية تميل إلى الحذر والانضباط، هدفها حماية قوة الصين لا استهلاكها. ففي الشرق الأوسط، تحافظ الصين على علاقات بدول متنافسة، مثل إيران والسعودية، وتتجنب التورط في أزمات لا تستطيع السيطرة عليها.
وعلى الرغم من تصعيدها في تايوان وبحر جنوب الصين، تدرك بكين أن لعب دور "شرطي العالم" سيعرضها لنفس الأخطاء التي أضعفت الولايات المتحدة، وفقا للكاتبة.
وخلص المقال إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة فهم دور الصين وأهدافها في النظام الدولي الحالي، فعليها أولا أن تعترف بأن الصين ليست خصما للنظام الأميركي، بل نتيجة له.