عبرت المترجمة المغربية الدكتورة نادية العشيري، الفائزة بجائزة الشيخ حمد للترجمة عن ترجمتها  كتاب "الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر.. الأدب السري للموريسكيين" للكاتبة لوثي لوبيث بارالت، عن سعادتها بالحصول على الجائزة، حيث قالت :" إن سعادتها كبيرة لأن هذه الترجمة نالت إعجاب لجنة التحكيم، ولأن هذا الكتاب لقي ترحيباً وتقديراً من طرف المتخصصين وغير المتخصصين".


وأضافت أن موضوع الكتاب مغرٍ للبحث ولإعادة التفكير فيما نعيشه اليوم، لأن هناك ارتباطاً كبيراً بين ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة اليوم وما تعرض له الموريسكيون على أرض الأندلس في زمنٍ مضى، إذ هُجروا قسراً وعُذبوا وقُتلوا، ولم ينجُ منهم إلا من استطاع أن يعبر الحدود إلى خارج البلاد. 
وأوضحت “العشيري” في تصريحات صحفية عقب الإعلان عن فوزها :" إن علاقتها بالترجمة ترجع إلى فترة إنجازها لبحث الدكتوراه الذي تناولت فيه صورة المرأة في مصادر الأدب الأندلسي، وأنها ترجمت سير النساء اللائي وجدَتهن في عدد كبير من كتب التراجم والسير، كما ترجمت الأمثالَ الشعبية الأندلسية التي حققها الدكتور محمد بنشريفة، وترجمت الكثير من المقامات وأجزاء من شعر الرجال وشعر النساء، إضافة إلى رسائل معروفة، لأنها كانت تبحث عن "حقيقة النساء في المجتمع الأندلسي"، أي كيف استطاعت هؤلاء النسوة تحقيق المكانة المعروفة عنهن، وكيف كنّ يتحركنّ داخل المجتمع.
وأوضحت نادية العشيري، أن علاقتها بالترجمة التي بدأت في ثمانينات القرن الماضي استمرت وتكرست من خلال عملها في التدريس، إذ وجدت الفرصة للتعامل مع النظريات ومع الجانب التطبيقي، وهناك نصوص درّستها، مثل مسرحية عن الموريسكيات كُتبت بالإسبانية وتُرجمت إلى الفرنسية؛ فاشتغلت على ترجمتها إلى العربية، وهي تدور حول "بطلات ثورة البُشَرّات"، لأن الحديث عن هذه الثورة غالباً ما كان يتطرق لدور الرجال ويُغفل دور النساء.
ولفتت نادية العشيرى، إلى أنها ترجمت بعض القصائد في زمن جائحة كورونا، في إطار التواصل والتبادل الثقافي مع الشعراء من مختلف القارات، كما شاركت في ترجمة كتاب بعنوان "الخيار النقض-كولونيالي" صدر عام 2021.
أما تجربتها "الحقيقية" في الترجمة كما تصفها نادية العشيري، فكانت مع الدكتور محمد برادة في ترجمة كتاب "الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر.. الأدب السري للموريسكيين" للكاتبة "لوثي لوبيث بارالت"، وهي من بورتوريكو، شعرت بمأساة الموريسكيين وما تعرضوا له، فربطت مباشرة ما حدث لهم بما يحدث في فلسطين، فهناك تشابه كبير بين الظرفين، و"إذا لم تستق العبرة من دراسة التاريخ، فما الحاجة إلى دراسة التاريخ" بحسب تعبيرها.


وحول أطروحة هذا الكتاب، أوضحت نادية العشيري، أن "الأدب السري" هو أدب مكتوب في ظروف صعبة جداً، يتعرض الإنسان خلالها لخطر الموت ويسعى أن يُبقي هذا الأثر بعده، فيكتب للأجيال المقبلة. 
ووفقاً لنادية العشيري، فإن كلمة "الأدب" في مصطلح "الأدب السري" لا تشمل الأدب الكلاسيكي المعروف، رغم أن هناك فصلاً في الكتاب يشير إلى هذا الأدب المرتبط والمؤثر والمتأثر بالأدب الإسباني في العصر الذهبي له، لكن الكاتبة "لوثي" في عنوانها، كانت واعية للأدب الشعبي، الذي يشتمل على أشياء مرتبطة بالعقيدة وبالجغرافيا أيضاً، فهناك وصف للرحلات وتتبع لمسارها منذ وقت مغادرة البيت إلى وصول البلد المستهدَف، وحديث عما يحدث للمهاجرين خلال طريق الهجرة وعما دفعوه لصاحب المركب الذي سيحملهم إلى الضفة الأخرى.


وقالت نادية العشيرى،  إن هذا الكتاب "مشوق ومفيد جداً"، ويجد فيه القارئ أشياء لا يتوقعها، وهو يشتمل على "عنصر المفاجأة، وعنصر التماهي والتعرف على الذات"، وكشفت عن شعورها منذ البداية بأن الكتاب سيكون له شأن، وهو الشعور نفسه الذي كان لدى الباحث والمؤرخ والأكاديمي التونسي عبد الجليل التميمي، صاحب فكرة ترجمة الكتاب، الذي أسند هذه المهمة لها ولبرادة.
وأكدت على أهمية إعادة الوشائج بين العالم العربي وإسبانيا، باعتبارها امتداداً في التاريخ، وأيضاً أهمية إحياء هذا التراث المشترك عن طريق الترجمة، لأنها "تسمح بالتعرف على الآخر ومد جسور التعارف وبناء علاقات سليمة وسلمية تنشأ عنها أشياء إيجابية لتحقيق السلم والأمن والتواصل بين الشعوب، وهذا ما ينشأ عنه المحبة والخير، تجاوزاً لما يحدث الآن أيضاً، فهذا ناتج عن صور نمطية وتصورات غير صحيحة، والترجمة هي التي تصحح كل ذلك".
يُذكر أن العشيري تعمل أستاذة باحثة في مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، وهي مؤسسة تابعة لجامعة عبدالمالك السعدي، وكانت قد عملت قبل ذلك لمدة ثلاثين سنة في جامعة مولاي إسماعيل في مكناس، وحصلت على شهادة الدكتوراة من الجامعة المركزية في مدريد (Universidad Complutense de Madrid)، وقبل الدكتوراه درست سنتين تحضيريتين بجامعة غرناطة.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

حفل زفاف همسة ابنة نادية مصطفى يتصدر التريند.. لماذا غاب هاني شاكر؟

تصدرت المطربة نادية مصطفى التريند بمحرك جوجل خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد احتفالها بزفاف ابنتها همسة على شاب من خارج الوسط الفني، وذلك بحضور عدد من المقربين من الأصدقاء ونجوم الفن.

نجوم الفن في حفل زفاف ابنة نادية مصطفى

وشهد حفل زفاف ابنة نادية مصطفى الذي أقيم داخل قصر محمد علي بالمنيل، حضور عدد من نجوم الفن والغناء، في مقدمتهم المطرب علي الحجار، الفنان مصطفى قمر، محمود الليثي، الفنان حلمي عبد الباقي، المنتج أحمد أيوب، المطرب السوري سهيل يزبك والفنانة ليلى عز العرب والإعلامية سهير جودة.

نادية مصطفى تكشف سبب عدم حضور هاني شاكر

ومن جهة أخرى كشف نادية مصطفى سبب عدم حضور النجم هاني شاكر لحفل زفاف ابنتها عبر صفحتها الشخصية بموقع «فيسبوك»، مشيرة إلى أن ذلك يرجع إلى انشغاله بحفل في الكويت.

وكتبت: «كل اللى سألنى عن عدم وجود أخى الغالى الفنان الكبير هانى شاكر فى فرح همسه، وهذا حدث أمامى بالفعل عندما تحدث مع متعهد الحفلات وأنا معه على التليفون وسأله عن إمكانية تأجيل ميعاد حفل الكويت يوم واحد حتى يستطيع حضور فرح همسة ولكن للأسف تم الإعلان عن الحفل وكانت sold out، لكن كلمنى و الغالية توأم روحى فى نفس اليوم وكتير للإطمئنان والمشاركة الوجدانية».

اقرأ أيضاًمهرجان الموسيقى العربية.. نادية مصطفى تروج لحفلها فيدار الأوبرا المصرية

«فخورة إني مصرية».. نادية مصطفى تشيد بقمة السلام في شرم الشيخ

مقالات مشابهة

  • خست النص.. ليلى علوي تخطف الأنظار في أحدث ظهور
  • وزير الدولة للشؤون الخارجية يلتقي رئيس وزراء إسبانيا السابق
  • ديسكورد العالم السري للمراهقين.. منصة تواصل أم بوابة للمخاطر الخفية؟
  • قتل زوجته وشرع في إنهاء حياة ابنته.. إحالة أب على المعاش إلى الجنايات
  • إسبانيا تفكك شبكة لتهريب المخدرات من المغرب عبر مروحيات
  • نادية مصطفى تشارك صورا من حفل زفاف ابنتها
  • حفل زفاف همسة ابنة نادية مصطفى يتصدر التريند.. لماذا غاب هاني شاكر؟
  • أبو ليلى: إصابة يزن النعيمات زادتنا معنويًا أمام العراق
  • نادية مصطفى تحتفل بزفاف ابنتها همسة| شاهد
  • رفض الاعتذار.. ماذا دار بين محمد صلاح وسلوت في الاجتماع السري؟