ملياردير أمريكي يهودي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتنياهو
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
وضع الملياردير الأمريكي جيف ياس، ثروته في خدمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي يتجهز لخوض الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة، منافسا للرئيس الحالي جو بايدن.
وأصبح ياس أكبر مانح باسمه الشخصي في الحملة الرئاسية الأمريكية للعام 2024، بدءا من دعمه لشبكة دونالد ترامب الاجتماعية في البورصة، وحتى لوبياته الداعمة لمنصة تيك توك.
ويعرف ياس إتقانه الحفاظ على كاسبه المادية والإيدلوجية، فمنذ حوالي عام، أصدرت مجموعة من المنظمات غير الحكومية في بنسلفانيا تحذيرا على موقع "بنسلفانيا كابيتال ستار" الإخباري، تعلن فيه دخول الملياردير الأمريكي المشهد السياسي في أمريكا.
وتتراوح الثروة الهائلة لـ"ياس" ما بين 27 و40 مليار دولار، ويستخدمها كأداة للتأثير على التوجهات السياسية التي تخدم مصالحه.
وبات يتداول بكثرة اسم ياس وغالبا في علاقة بأوساط ترامب، وحول ملفات أخرى أيضا، لكن علاقته بتشكيل تهديد على الديمقراطية، لم يحسم بعد.
وربطت وسائل إعلام بين ياس ومعارضة ترامب قانون يهدف إلى حظر "تيك توك" في الولايات المتحدة، رغم أنه حاول دون جدوى التخلص من المنصة الصينية عام 2020 خلال عهده.
وترجح صحيفة وول ستريت جورنال أن قانونا يحظر منصة تيك توك التي يستخدمها حوالي 150 مليون شخص في الولايات المتحدة، سيكبد غالبا جيف ياس خسارة تعد بالمليارات.
وتقول الصحيفة: "على الرغم من نفي دونالد ترامب أنه تطرق إلى ملف تيك توك خلال لقائه مع جيف ياس، لكن ملياردير بنسلفانيا لا يبخل بوضع أمواله في خدمة السياسيين الذين يعارضون بشكل علني الحظر المفروض على تيك توك".
ويذكرنا تحرك ياس على المستوى الوطني الأمريكي، إذ أصبح أكبر متبرع في الانتخابات الرئاسية للعام 2024 وفقا لإحصاءات رويترز، بما فعله في ولاية بنسلفانيا.
ففي هذه الولاية التي تقع شمال شرق الولايات المتحدة، وُجهت له أصابع الاتهام باستخدام ثروته لمنع انتخاب السياسيين المؤيدين لزيادة الضرائب المحلية.
وتأسفت مجموعة المنظمات غير الحكومية التي تدين ما تسميه "تهديد ياس" على موقع صحيفة بنسلفانيا كابيتال ستار قائلة "منذ سنوات، نشاهد في ولاية بنسلفانيا عرض جيف ياس وهو يستغل القوانين المتراخية جدا بشأن التمويل السياسي لدعم مفضليه من رجال السياسة".
وقد بنى جيف ياس (68 عاما) ثروته في بنسلفانيا، وهي الولاية التي ينحدر منها جو بايدن أيضا. في بادئ الأمر كان ياس يهتم بالخيول في الثمانينيات، إذ قام رفقة أصدقائه بتطوير خوارزميات تساعد في الفوز في الرهانات. ونجحوا في الفوز بأكثر من 700 ألف دولار دفعة واحدة، وهو "أكبر مكسب في تاريخ سباق الخيول في الولايات المتحدة"، وفق ما أكدته الصحيفة الاستقصائية بروبوبليكا ProPublica في تحقيق حول جيف ياس نُشر على موقعها في حزيران/يونيو 2022.
كما استخدم ياس المولع بالرياضيات نفس الطريقة لتأسيس مجموعة (SIG) وهي صندوقه الاستثماري المتخصص في رهانات سوق الأسهم، فهي قائمة على ديناميكية قوية للخوارزميات. وكان الملياردير واحدا من الأوائل الذين استخدموا هذه الطريقة، وأصبح من القلائل الذين كسبوا مالا عند انهيار سوق الأسهم في العام 1987. ومنذ ذلك الحين، ظلت ثروته في نمو مستمر.
لا يسخّر جيف ياس أمواله لدعم السياسيين الذين يمكنونه من حماية مصالحه المادية فحسب، بل ويستخدمها أيضا كسلاح إيديولوجي. ويعرف نفسه بأنه "تحرري" -مفهوم يشير إلى لعب الدولة دورا ضئيلا جدا في مجال الاقتصاد- لكن تبرعاته الانتخابية تذهب بالأساس إلى السياسيين المنتمين إلى اليمين المتشدد، على غرار دونالد ترامب.
ويعد ياس الممول الرئيسي لـ"نادي النمو"، الذي دعم 42 مرشحا جمهوريا ممن شككوا في نتائج الانتخابات الرئاسية للعام 2020 أو أيدوا علنا الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021، وفق ما أكدت الصحيفة البريطانية ذي غارديان.
ولم يكن جيف ياس من أوائل المنحازين لمعسكر "أنصار ترامب" ولم يعلن أبدا رسميا دعمه للمرشح الجمهوري. فقبل أن يسعى إلى تعديل ساعة دونالد ترامب على توقيت تيك توك، ساهم في تمويل العديد من منافسيه خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري للعام 2024، بمبلغ 47 مليون دولار، وفق قناة NBC الأمريكية.
هذا الملياردير لا يهتم بالسياسة الأمريكية فحسب. هو من ديانة يهودية، ووضع أيضا ثروته في خدمة رئيس الوزراء اليميني المتشدد الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وبالتحديد، فهو أحد الممولين الرئيسيين لـ"منتدى كوهيليت السياسي" Kohelet Policy Forum، وهو مركز تفكير إسرائيلي محافظ متشدد، وفق ما ذكرت فرانس24 في شباط/فبراير 2023.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الملياردير ترامب امريكا نتنياهو ملياردير ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة دونالد ترامب ثروته فی تیک توک فی خدمة
إقرأ أيضاً:
لازريني: لو أن جزءا ضئيلا من التريليونات التي حصل عليها ترامب تذهب للأونروا
حث المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) دول الخليج على إعطاء جزء بسيط من الأموال المذكورة في "الصفقات الكبرى" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاجئين الفلسطينيين الذين يكافحون من أجل البقاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة والدول المجاورة.
وقال فيليب لازريني في حلقة قادمة من بودكاست "شاهد خبير" على موقع "ميدل إيست آي" ستبث لاحقا: "نحن نواجه أزمة مالية حادة للغاية، وإذا استمرت في المستقبل القريب، فسوف تجبرني على اتخاذ قرار صعب ومؤلم".
وتتعرض الأونروا، التي يتألف معظم موظفيها من لاجئين فلسطينيين، لهجمات إسرائيلية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقد قُتل ما لا يقل عن 310 من موظفيها على يد الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر التسعة عشر الماضية، كما دُمر أكثر من 80% من مبانيها.
وفي كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، علّقت 18 ولاية تمويلها للأونروا في انتظار التحقيقات في مزاعم تورط 12 موظفًا في الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. ومع ذلك، بحلول تموز/ يوليو، أعادت جميع الدول باستثناء الولايات المتحدة تمويلها بعد أن لم يجد تحقيق للأمم المتحدة أي دليل على ارتكاب موظفي الأونروا أي مخالفات.
وقال لازاريني إنه حتى الآن لم تتدخل أي دولة لتعويض الوكالة عن نقص التمويل الأمريكي.
ودعا لازيريني الدول العربية الخليجية إلى تخصيص المزيد من التمويل للأونروا، قائلا إنه يتمنى أن تتضمن الاتفاقات التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جولته الخليجية الأخيرة تعهدات بدعم اللاجئين الفلسطينيين.
أسفرت جولة ترامب في الشرق الأوسط، والتي شملت توقفا في قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عن صفقات بقيمة تزيد عن 700 مليار دولار، حيث زعم البيت الأبيض أنه تم الاتفاق على صفقات بقيمة 2 تريليون دولار.
وقال لازريني في تصريح لموقع "ميدل إيست آي": "أتمنى أن يذهب جزء بسيط من كل هذه التريليونات من الدولارات المخصصة للاجئين الفلسطينيين".
قبل تعليق التمويل الأخير، ووفقًا للتعهدات المقدمة للأونروا حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر 2023، كانت الولايات المتحدة أكبر مانح مؤكد بمبلغ 422 مليون دولار، تليها ألمانيا (212.8 مليون دولار)، والاتحاد الأوروبي (120.165 مليون دولار)، وفرنسا (62.42 مليون دولار)، والسويد (48.8 مليون دولار)، واليابان (48.5 مليون دولار)، والنرويج (45.7 مليون دولار)، وهولندا (40.7 مليون دولار)، وكندا (39.3 مليون دولار)، والمملكة المتحدة (36.8 مليون دولار).
واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة 17 بين الدول المانحة، بتعهدات بلغت 17 مليون دولار، في حين تعهدت الإمارات بـ15 مليون دولار، وتركيا بـ22.1 مليون دولار.
قبل قرار 2024، علق ترامب تمويل الأونروا خلال رئاسته السابقة في عام 2018، وتم استئناف جزء من التمويل في عام 2021 في ظل إدارة جو بايدن.
وقال لازريني إن الدول العربية لم تقدم بعد التمويل اللازم لعام 2025. ودعاها إلى الاستثمار في الوكالة مع المشاركة في الجهود الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية فاعلة.
وأضاف: حصلنا على دعم من الدول العربية العام الماضي. وما زلنا ننتظر هذا العام ما سيسفر عنه القرار.
الأونروا قد "تنفجر"
وتوجه لازريني إلى العالم العربي والدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة، قائلاً إن إنقاذ الأونروا يتطلب إرادة سياسية.
وقال: نحن على مفترق طرق. إذا لم تعد لدينا موارد مالية، فهناك خطر انهيار الوكالة. وإذا انهارت، فهذا يعني في غزة أو في الضفة الغربية - حيث الوضع صعب وفوضوي ومقلق أصلاً - المزيد من المعاناة واليأس، كما قال.
"يمكن لأي شخص أن يتخيل ما قد يعنيه إذا تركت وكالة مثل وكالتنا فراغًا خلفها، ولكنها سترسل أيضًا موجات صدمة في البلدان المجاورة، فكل منها لديها ديناميكياتها الداخلية الخاصة التي يجب التعامل معها، أو نقاط ضعفها الداخلية".
وأضاف المفوض العام أن الأونروا حظيت بدعم متزايد من المجتمع المدني العالمي والمانحين من القطاع الخاص على مدار العام الماضي.
وقال "في العام الماضي وهذا العام، وصلنا إلى مستوى قياسي في جمع التبرعات عندما يتعلق الأمر بالمانحين الأفراد والقطاع الخاص"، مضيفا أن عددا من الدول من الجنوب العالمي تعهدت بالمساهمة في الوكالة لأول مرة في إظهار التضامن بعد وقف التمويل الغربي.
"ولكن هذا لا يعوض النقص الذي خلفه انسحاب الولايات المتحدة".
وبالنسبة لازريني، الذي يعد الرئيس الحادي عشر للوكالة، فإن الأونروا يجب أن تكون جزءا من أي خطة مستقبلية لإقامة الدولة الفلسطينية، بهدف إنهاء ولايتها بمجرد إنشاء دولة فلسطينية فاعلة.
"أود أن تنهي الوكالة مهمتها من خلال كونها جزءًا من الحل، بدلاً من أن تواجه وضعًا حيث ننهار وننهار".
وقال لازريني إنه على اتصال بالمملكة العربية السعودية بشأن التمويل لعام 2025. ولكن حتى الآن لم يتم تأكيد أي تعهدات.
وأوضح أن المملكة العربية السعودية، الرئيس المشارك للتحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين، هي التي جلبت الأونروا إلى محادثات مع زعماء العالم لمناقشة خطط دمج عمل الأونروا في مجال التنمية البشرية تدريجيا مع الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وقال إن هناك وعيا بأهمية دعم الوكالة.