أنقرة (زمان التركية) – لاقت النتائج الأولية لـ انتخابات البلديات التركية أصداء واسعة في الصحافة الدولية، حيث تم تسليط الضوء على الخسارة الفادحة التي مني بها حزب العدالة والتنمية الحاكم.

واعتبرت وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية الدولية أن حزب الشعب الجمهوري المعارض حقق انتصارًا كبيرًا على الرئيس رجب طيب أردوغان، بفوزه ببلديات المدن الكبرى، وأنه بات من المؤكد ترشح رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو ، للرئاسة خلال الانتخابات القادمة.

رويترز: إمام أوغلو زعيم وطني منتظر

في تقريرها بشأن نتائج الانتخابات بعنوان “منافس أردوغان متقدم في إسطنبول، أفادت وكالة رويترز للأنباء أن تفوق عمدة بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، على منافسه مرشح الرئيس أردوغان في الانتخابات البلدية التي أجريت بالأمس كان دعماً محتملاً لجهود المعارضة لإعادة تأسيس نفسها كقوة سياسية في تركيا.

وأكدت الوكالة أن فوز إمام أوغلو سيعزز التوقعات بأنه سيصبح زعيمًا وطنيًا في المستقبل

وأضافت رويترز أن الضربة الأخرى للرئيس أردوغان هي أن عمدة بلدية أنقرة الكبرى عضو حزب الشعب الجمهوري، منصور يافاش، أعلن فوزه على منافسه حزب العدالة والتنمية في أنقرة، ثاني أكبر مدينة في البلاد، بعد أقل من ثلاث ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع.

أسوشيتد برس: الناخبون عاقبوا الحزب الحاكم

من جانبها تناولت الأسوشيتد برس نتائج انتخابات البلدية التركية في تقرير بعنوان “المعارضة تحقق مكاسب كبيرة في الانتخابات البلدية”.

وذكرت الأسوشيتد برس أن حزب المعارضة الرئيسي في تركيا احتفظ بالسيطرة على البلديات الرئيسية في الانتخابات البلدية يوم الأحد وحققت مكاسب كبيرة في أماكن أخرى هو ما أصاب الرئيس رجب طيب أردوغان بخيبة أمل كبيرة الذي كان يسعى إلى استعادة السيطرة على هذه المناطق الحضرية.

وقال مدير إدام سنان أولغن لوكالة أسوشييتد برس إن النتيجة المفاجئة هي أن الناخبين أرادوا معاقبة الحزب الحاكم بسبب الاضطرابات الاقتصادية العميقة.

بلومبرج: أردوغان يستقبل هزيمة مفاجئة في الانتخابات البلدية

وأشارت بلومبرج إلى تراجع دعم الحزب الحاكم إلى مستويات قياسية، مفيدة أن الرئيس رجب طيب أردوغان يواجه هزيمة مفاجئة في صناديق الاقتراع، ضد حزب المعارضة الرئيسي في بيئة من التضخم النقدي المرتفع منذ وصوله إلى السلطة قبل أكثر من عقدين.

وأرجعت بلومبرج السبب الأكبر لتراجع أصوات الحزب الحاكم إلى التضخم، قائلة: “”حتى رفع أسعار الفائدة إلى 50 في المائة، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، لم يعكس بعد مسار زيادات الأسعار، التي تقل قليلاً عن 70 في المائة سنويًا”.

وول ستريت جورنال: المعارضة تنجح بالمناطق عالية المخاطر

أكدت وول ستريت جورنال أن السيطرة على إسطنبول ستقوي حزب المعارضة، الذي يواصل جهوده لتقويض سلطة أردوغان، مفيدة أنه وفقًا للنتائج الأولى لوكالة الأناضول، في أكثر من نصف صناديق الاقتراع التي فتحت في جميع أنحاء البلاد، جاء حزب الشعب الجمهوري المعارض في المرتبة الأولى في 35 محافظة، وحصل على غالبية الأصوات الإجمالية ضد معدل تصويت حزب العدالة والتنمية الحاكم في 25 محافظة.

من جانبه صرح سليم سازاك، مدير مؤسسة Sanda Global الاستشارية التي تتخذ من أنقرة مقراً لها، والتي قدمت المشورة لمختلف الحملات خلال الانتخابات البلدية، أن تركيا تشهد أكثر انتصار حاسم للمعارضة في ربع القرن الماضي.

وكالة الصحافة الفرنسية: الانتخابات البلدية تسفر عن منافس للرئيس أردوغان

أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى إعلان حزب المعارضة الأساسي الانتصار في كل من إسطنبول وأنقرة، مفيدة أن النجم السياسي الصاعد خرج من الانتخابات البلدية كمنافس لأردوغان وأن حزب الشعب الجمهوري حقق تقدمًا كبيرًا ضد حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس أردوغان، والذي هيمن على السياسة لأكثر من عقدين.

الإيكونوميست: المعارضة تفوز بالانتخابات

لفتت صحيفة الإيكونوميست البريطانية الانتباه إلى انتصار المعارضة التركية في المدن الكبرى، مشيرة إلى فوز المعارضة بالسيطرة على أكبر مدن البلاد في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس، وتجاوزها حزب العدالة والتنمية الحاكم في جميع أنحاء البلاد.

 

Tags: أكرم إمام أوغلوالانتخابات التركيةالانتخابات المحلية التركيةالعدالة والتنميةانتخابات البلدية التركيةبلدية أنقرة الكبرىبلدية إسطنبول الكبرىرجب طيب أردوغانمنصور يافاش

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أكرم إمام أوغلو الانتخابات التركية الانتخابات المحلية التركية العدالة والتنمية انتخابات البلدية التركية بلدية أنقرة الكبرى بلدية إسطنبول الكبرى رجب طيب أردوغان منصور يافاش فی الانتخابات البلدیة حزب العدالة والتنمیة حزب الشعب الجمهوری الحزب الحاکم حزب المعارضة طیب أردوغان إمام أوغلو

إقرأ أيضاً:

أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية

أحمد زيور باشا، هذا الاسم الذي يلمع في صفحات التاريخ المصري، ليس مجرد شخصية سياسية عابرة، بل هو رمز للإصرار والعطاء والتفاني في خدمة وطنه. 

ولد زيور باشا في الإسكندرية عام 1864 في أسرة شركسية تركية الأصل، كانت قد هاجرت من اليونان، لكنه بالرغم من جذوره الأجنبية، حمل قلبه وروحه على مصر، وجعل منها مسرحا لحياته المليئة بالعطاء والمسؤولية. 

منذ نعومة أظافره، أظهر أحمد زيور براعة وحسا عميقا بالواجب؛ فقد التحق بمدرسة العازاريين، ثم واصل دراسته في كلية الجزويت ببيروت، قبل أن يتخرج من كلية الحقوق في فرنسا، حاملا معه العلم والخبرة ليخدم وطنه الغالي.

طفولته لم تكن سهلة، فقد كان صبيا بدينا يواجه العقوبات بحساسية شديدة، وكان العقاب الأصعب بالنسبة له مجرد “العيش الحاف”، لكنه تعلم من هذه التجارب الأولى معنى الصبر والمثابرة، وكان لذلك أثر واضح على شخصيته فيما بعد، إذ شكلت بداياته الصعبة حجر أساس لصقل إرادته القوية وعزيمته التي لا تلين.

عندما عاد إلى مصر بعد دراسته، بدأ أحمد زيور مسيرته في القضاء، ثم تقلد مناصب إدارية هامة حتى وصل إلى منصب محافظ الإسكندرية، وبدأت خطواته السياسية تتصاعد بسرعة. 

لم يكن الرجل مجرد سياسي يحكم، بل كان عقلا مفكرا يقرأ الواقع ويفكر في مصلحة الوطن قبل أي اعتبار شخصي، تولى عدة حقائب وزارية هامة، منها الأوقاف والمعارف العمومية والمواصلات، وكان يتنقل بين الوزارات بخبرة وإخلاص، ما جعله شخصية محورية في إدارة شؤون الدولة، وخصوصا خلال الفترة الحرجة بعد الثورة المصرية عام 1919.

لكن ما يميز أحمد زيور باشا ليس فقط المناصب التي شغلها، بل شخصيته الإنسانية التي امتزجت بالحكمة والكرم وحب الدعابة، إلى جانب ثقافته الواسعة التي جعلته يجيد العربية والتركية والفرنسية، ويفهم الإنجليزية والإيطالية. 

كان الرجل يفتح صدره للآخرين، ويمتلك القدرة على إدارة الصراعات السياسية بحنكة وهدوء، وهو ما جعله محل احترام الجميع، سواء من زملائه السياسيين أو من عامة الشعب.

عين رئيسا لمجلس الشيوخ المصري، ثم شكل وزارته الأولى في نوفمبر 1924، حيث جمع بين منصب رئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية، مؤكدا قدرته على إدارة الأمور بيد حازمة وعقل متفتح. 

واستمر في خدمة وطنه من خلال تشكيل وزارته الثانية، حتى يونيو 1926، حريصا على استقرار الدولة وإدارة شؤونها بحنكة، بعيدا عن أي مصالح شخصية أو ضغوط خارجية.

زيور باشا لم يكن مجرد سياسي تقليدي، بل كان رمزا للفكر المصري العصري الذي يحترم القانون ويؤمن بالعلم والثقافة، ويجمع بين الوطنية العميقة والتواضع الجم. 

محبا لوالديه، كريم النفس، لطيف الخلق، جسوره ضخم وقلوبه أوسع، كان يمزج بين السلطة والرقة، بين الحزم والمرونة، وبين العمل الجاد وروح الدعابة. 

هذا المزيج الفريد جعله نموذجا للقيادة الرشيدة في وقت كان فيه الوطن بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تجمع بين القوة والإنسانية في آن واحد.

توفي أحمد زيور باشا في مسقط رأسه بالإسكندرية عام 1945، لكنه ترك إرثا خالدا من الخدمة الوطنية والقيادة الحكيمة، وأصبح اسمه محفورا في وجدان المصريين، ليس فقط كوزير أو رئيس وزراء، بل كرجل حمل قلبه على وطنه، وبذل كل ما في وسعه ليبني مصر الحديثة ويؤسس لمستقبل أفضل. 

إن تاريخ زيور باشا يعلمنا درسا خالدا، أن القيادة الحقيقية ليست في المناصب ولا في السلطة، بل في حب الوطن، والعمل الدؤوب، والوفاء للعهود التي قطعناها على أنفسنا تجاه بلدنا وشعبنا.

أحمد زيور باشا كان نموذجا مصريا أصيلا، يحكي عن قدرة الإنسان على التميز رغم الصعاب، ويذكرنا جميعا بأن مصر تحتاج دائما لأمثاله، رجالا يحملون العلم والقلب معا، ويعملون بلا كلل من أجل رفعة وطنهم وشموخه. 

ومن يقرأ سيرته، يدرك أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تصنع التاريخ، وأن من يحب وطنه حقا، يظل اسمه حيا في ذاكرة شعبه، مهما رحل عن الدنيا، ومهما تبدلت الظروف.

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • الديباني: حكم استئناف بنغازي يُسقط قانونيًا هيئة الانتخابات الموازية التي أنشأها الرئاسي
  • الرئاسة التركية: أردوغان يقترح وقفاً محدوداً لإطلاق النار بأوكرانيا
  • بوتين يبحث مع أردوغان القضايا الدولية
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
  • تطورات جديدة في قضية وفاة المطربة التركية غلو.. والسلطات توقف ابنتها وصديقتها
  • “اغتيال الحقيقة”.. كتاب من الرئاسة التركية يوثق “حرب إسرائيل على الصحافة”
  • الاتفاق على رئيس البرلمان ينتظر المصادقة على نتائج الانتخابات
  • إلغاء رحلات الخطوط الجوية التركية من إسطنبول إلى كركوك بسبب سوء الأحوال الجوية